أبوظبي تستضيف الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال حول ليبيا.;

تعقد مجموعة الاتصال حول ليبيا الخميس في ابوظبي اجتماعها الثالث للبحث في سبل مساعدة الثوار الليبيين لاسيما ماليا، ولتحضير مرحلة ما بعد القذافي. .

ولد داده: انتخابات موريتانيا يديرها الرئيس من برجه العاجي

اعلن زعيم المعارضة الموريتانية احمد ولد داده الاربعاء في نواكشوط انه "غير معني" بالانتخابات التشريعية التي اعلن الرئيس محمد ولد عبد العزيز الاثنين اجراءها في الموعد المحدد .

Hocine Redjala, réalisateur et militant kabyle arrêté à Tizi-Wezzu

اHocine Redjala le réalisateur engagé, et militant des droits de l’Homme et de liberté d’expression a été arrêté hier par les services de sécurité de Tizi-Wezzu afin d’être jugé ce dimanche 12 juin.ع. .

Kabylie : le couscous bien honoré à Tizi Ouzou

Le couscous fêté comme il se doit à Tizi Ouzou, à l’occasion de la tenue du 4ème salon Djurdjura du couscous. .

إKabylie : la commune d'Aït Zaïm fête l’olive et l'olivier

Après avoir tenu le pari d’organiser en juillet dernier la fête nationale de la poterie, l’association Tigejdit récidive avec celle de l’olivier du 18 au 21 mars. .

الجمعة، 31 ديسمبر 2010

شعر امازيغى



نكان كيك أولنو سعر أرسار راكيد ءيفاغ *

أريغ أكيخ أكال مظلني غتمازرت *

سعر نتمازرتنو دووالخ أفنهول *

مقاراس نكي خير الله لعاقلنو تلا كيسن *

تمازرتنو لخيرنم هتن كوتن *

أركم بدا سمغورخ نكين اناغ نكاور *

ينراكم يدر سكار نتان هن ايكي ظالم *

أسنات مقارخ راديسن أوكان نكاور

أي ملين نكين مفاك كرهان غويد لبلادنسن *

نتات أغ تربان ايليند كيسنت لعاقلْْْ *

ظلباخ اربي أيسمون شمل ءشبابنخ

أكيسن يلي سعر أد سمغورن تمازرت

المعهد الأمازيغي ذا أصول يمنية / التينبكتي

المعهد الأمازيغي ذا أصول يمنية / التينبكتي

 باحث بمركز التاريخ بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يكتشف الأصل اليمني للأمازيغ بعد زيارة علمية لليمن
” الأمازيغ عرب دخلوا المغرب عن طريق الحبشة ومصر”، هذه الأطروحة التي طالما نفها الأمازيغ عادت لتروج مرة أخرى، لكن هذه المرة من يروج لها هو باحث من داخل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ومن مركز الدراسات التاريخية والبيئية، العلامة: الوافي النوحي –ياحسرة- جاء ذلك خلال مشاركته بالعاصمة اليمنية صنعاء في مهرجان للشعر الشعبي وبحضور شخصيات يمنية وعربية ومغربية وازنة.
“الباحث” : الوافي النوحي، قارن بين ” اللغة الأمازيغية والمهرية ” ، وتوصل باحثنا الى تشابه حروف المسند اليمني القديم  والحروف الأمازيغية ” تيفيناغ “ ، و التراث الثقافي والمعماري في اليمن والمغرب”.
وأكد الباحث اهتمام المعهد الذي ينتمي اليه على الحرص تطوير العلاقات العلمية والثقافية للتعريف بالثقافة الأمازيغية وبحث ودراسة اعماقها وحدودها في مختلف البلدان العربية وعلى رأسها اليمن والتي  تعتبر اصل الأمازيغ حسب الباحث.
لاشك أن البحث القيم للوافي القادم من مركز التاريخ بالمعهد قد اثلج صدور  من يدافعون عن الأصل العربي للأمازيغ وبذلك فان بالباحث كفى المعهد “شر القتال” في  المهمة الموكولة آلية بإعادة كتابة التاريخ الأمازيغيي فالتاريخ مشترك.
 كما أن الاكتشاف الذي سبق باحثنا إليه الكثيرون، سيكون  فاتحة خير للعمل المشترك بين المعهد والسلطات الثقافية اليمنية لبحث القواسم المشتركة بين اللغة الأمازيغية واللغة المهرية” كما ورد في  تغطية موقع صنعاء نت” وربما سيكلف ذلك المعهد نقل باحثه الى اليمن للوقوف على التشابه والأصول المشتركة ،ولاشك عن فريق العمل هذا سيقوده باحثنا الوافي النوحي وسيلقى كل الدعم.
 اكتشاف النوحي الذي يمثل مركز  التاريخ بالمعهد،بأن الأمازيغ عرب أتوا من اليمن عن طريق الحبشة ومصر”، يختصر الطريق على الحركة الأمازيغية والتي يجب أن تعترف بفشلها في إثبات عكس ما ذهب إليه القوميون العرب والمعادين للأمازيغية والذين طالما ربطوا بين الأمازيغ والأصل العربي ” المثال والنموذج: ما يروج له القذافي  حاليا من كون الأمازيغ عرب قدمى، وبالتالي تجوز تصفيتهم والزج بهم في السجون”، يجب على الأمازيغ الاعتراف بصحة الاكتشاف الفريد للنوحي لأنه يستند على بحث دقيق ربما سيكون من انجازات مركزه وبالتالي احد انجازات المعهد.

 

هل من قواسم مشتركة بين رفيق والمحروق؟ / علي بوشنه الغرياني

هل من قواسم مشتركة بين رفيق والمحروق؟ / علي بوشنه الغرياني

ؤسان

الميلاد والموت ومدينة جادو بين شاعر الوطن والاستقلال : أحمد رفيق المهدوي وبين شاعر المعاناة والتحدي : سعيد سيفاو المحروق ، قواسم مشتركة كثيرة ، سواء تعلقت هذه القواسم بنقاط تماثل وتشابه ، أو بنقاط اختلاف وتباين . ولعل القاسم الآول المشترك بينهما ، يبدو غربيا إلى حد كبير ، ويتمثل في مكان الميلاد ، فالشاعرين من مواليد جادو .
 رفيق ولد في جادو سنة 1898 ، وكذلك سيفاو فقد ولد في جادو سنة 1946 . فهل هذا القاسم المشترك ، وليد مصادفة ، هل يمكن لمدينة أو قرية صغيرة أن تنجب عملاقين كبيرين في الشعر والأدب والفكر ، في فترة زمنية متقاربة ؟ رفيق ولد في جادو وتوفي خارج الوطن ( اليونان ) سنة 1961 ، ودفن في جادو . ولكن المحروق وإن ولد في جادو ، لكنه لم يدفن فيها ! هناك تماثل في مكان الميلاد ، ولكنهم في الموت اتفقا أيضا في وجوه ولكنها اختلفا في وجوه أخرى ، وكان اختلافهما كبيرا في ذلك . أما اتفاقهما في الموت ، فهو يماثل مكان الميلاد ، فإذا كان الشاعران قد ولدا في جادو ، فإن كليهما مات وفارق الحياة ، خارج الوطن ، هل هذه مصادفة ؟؟ رفيق مات وفارق الحياة في أثينة باليونان ، أما المحروق ، فمات وفارق الحياة في صفاقس بتونس . ولكنها رغم ذلك اختلفا في الموت ، وكالن اختلافهما في ذلك كبيرا . وهذا الاختلاف يرجع في حقيقة أمره إلى أن رفيق حين توفي ، كانت في ليبيا دولة وحكومة وشعب يحترم الرجال الأفذاذ ، أمثال رفيق وأمثال المحروق . ولهذا وجد من يكرمه بوصفه شخصية وطنية ذات مكانة واحترام . بل أطلق اسمه على الشوارع ، والمدارس ، وأصدرت الحكومةالليبية طابع بريد باسمه سنة 1962 ، وكذلك أطلق اسم رفيق على أحد مدرجات الجامعة الليبية وبالتحديد كلية الآداب ، وقت أن كانت في ليبيا جامعة تعنى بالآداب والفنون والعلوم والرقي . أما المحروق ، فتوفي مغدورا به من قبل السلطة الغاشمة التي دبرت له عملية تصفية جسدية ، من طراز العمليات الاستخباراتية التي تدبرها للمناضلين ، سواء في الداخل أو في الخارج ، ولعل من اشهرها ، تلك العملية القذرة التي استهدفت اغتيال المناضل الكبير عبد الحميد البكوش في القاهرة ، وقد افشلتها السلطات المصرية . رفيق توفي وفاة طبيعية ، أما المحروق فقد قتل غدرا وغيلة . ولهذا لم يجد أحدا يقف إلى جانبه بينما كان شبه جثة هامدة ، أو كما يصف هو نفسه ” ربع كائن حي ” ، ولا وهو ميت ينقل إلى مثواه الأخير ، في مقبرة سيدي منيدر . مات المحروق أو قتل بسبب نظام تجاوز كل الحدود المعروفة في الخسة والنذالة والقبح . حتى أقاربه الأقربيين وأصدقاؤه وجيرانه اختفوا حين دفنه ، ولم يحضر أحد منهم جنازته ولم يحضر أحد منهم الوداع الأخير ، لا بسبب كراهية أو خلاف أو عداء ، ولكن بسبب الخوف من الأجهزة القمعية المتعددة الألوان والأشكال . التي تحكمت في مصائر الناس ، فكيف يتجرأ أحد من هؤلاء على ذلك ، وهم يعلمون أن النظام هو من قتله وأودى بحياته ، عن طريق عصاباته وأجهزته القمعية المنتشرة في كل مكان في البلاد . رفيق مات مرة واحدة ، أما المحروق فقد مات ألف مرة ! مات فعليا يوم أن فقد معظم أجزاء جسده بسبب الحادث المخابراتي الذي دبر له ، في ليلة من ليالي الشتاء – أو هي بالتحديد ليلة الحادي والعشرين من فبراير من سنة 1978 . وتحول بسبب هذا الحادث إلى شبه جثة هامدة ، ( كسر في العمود الفقري وكسر في الرأس وكسر في ذراع اليد اليسرى ، بل تهشير كامل ، وتهشيم آخر في الكتف والفخذ اليسرى ,, ” ، وهو ما جعل يصف حالته بأنه صار ” ربع كائن حي ” , صفحة 43 من الكتاب الأسود . ويكشف المحروق عن حقيقة هذه الفعلة الخسيسة التي قام بها النظام ، فيقول موجها كلامه للقذافي في ص 150 من الكتاب الأسود ” بعد كل هذا أكاد أكون جازما أن المداهمة هي الحل النهائي لفهم كلمتكم ” كل واحد يعرف كيف يدافع عن مصلحته ” . ويضيف قائلا له ” إن بصماتكم لا تحتاج إلى خبير ، إن لم أكن مخطئا واعتقد أنني يلست مخطئا أن علاقتكم شبيهة بالمقالة الموقعة باسم ” رئيس التحرير ” في صحيفة الأسبوع السياسي عن المغرب وعن مشرقه وعن النقاش الذي ختمتموه في العدد الثال لمقالتي بكلمة ” الآن عرفنا ما تريد ؟ ” . لم أكن مخطئا حين اقتنعت أن الحوار فخ تحته فخ … منذ النقاط الخمس ، كان يجب علي أن أغادر البلاد ، لكنني اعترف أنني مغفل وغفلتي هذه أدت بي إلى أن يتسلق كتفي كل من أراد الوصول إليكم أو كل من يعرف أن كارثتي هي من فعل السلطات العليا ..إلى أن احاصر حتى في أبنائي ومصدر رزقي ..” ولكن عصابات القذافي لم تقنع بما أصاب المحروق من مأساة إنسانية مروعة ، فهو قد فقد القدرة على الحركة وعلى …وعلى …. وأصبح أما طريح الفراش وأما جالس على كرسي متحرك ، يعاني من الألأم المبرحة والأوجاع والتي ما نفع فيها العلاج . لم يكتفوا بذلك ، بل واصلوا تعذيبه وإرهاقه عصبيا ونفسيا وفكريا . عن طريق المداهمات وعن طريق زوار الفجر وزوار المساء ـ عن طريق تلفيق التهم ، عن طريق اقتحام سكنه ، وإقلاق راحته . ولم يكتفوا بذلك !!!!!! فراحو يرتكبون أشنع الأعمال وأقذرها ، دون حرج ودون إحساس ، فهم بلا ضمير ، فقاموا باختطاف زوجته وأطفاله الصغار ونقلوهم إلى جادو . وفي مرة أخرى أودعوهم ( أي زوجته وأطفاله) إلى مستشفى المجانين – مستشفى قرقارش . كان يصفهم المحروق بأنهم ” قوادون ” ، ص 23 من الكتاب الأسود . وهذا الوصف لم يقله المحروق لي ولا لغيري ، إنما قاله لكبيرهم الذي علمهم القوادة ” . قاله للقذافي ” أن اللجان الثورية التي بدأت بمقالة من عبد الرحمن شلقم في شكل تنادي عفوي مثل تنادت جهة كذا وشكلت لجنة …هذا ليس تناديا ولا عفويا ولا بريئا ولا ثوريا . مجموعة من الأفاقيين والغلمان والطلاب الفاشلين والقوادين ” . ثم تحولت هذه المجموعة إلى لجان للتصفية ، والآن أصبحوا ثروين وأصحاب ملايين ، حان الأوان أن يعودوا إلى رياض الأطفال ، وإلا فإن الكارثة آتية ولو بعد عشرات السنيين ” . وحين أراد الشكوى والإبلاغ عن ما تعرض له وتعرضت له أسرته وأطفاله الصغار ، من جرائم ، وجد الشرطة والقضاء ، أداة في أيدي العصابة التي يطلق عليها تعبير ” اللجان الثورية ” . ص 54 من الكتاب الأسود للمحروق . ونراهم أيضا ، لا يكتفون بكل هذه الفظاعات ، فنراهم يختلقون المشكلات الجنائية والأمنية والإدارية والقضائية ، وأبرزها تلفيق التهم الباطلة ، ونصب المكائد ، لجعله يعيش في دوامة من القلق والاضطراب ، جزاء له على تحديه السافر للقائد الثائر !!! وعدم إيمانه بمبادئ ثورة الفاتح ! وفي هذا الموضع يشير المحروق إلى إن القاضي الذي استخدمه عملاء اللجان الثورية كي يزيد إلمه وتعذيبه وإرهاقه وإضاعة حقه وإغلاق باب التقاضي أمامه ، وجعل تظلماته وشكاياته مما يحدث له وهو في حالة يرثى لها ، بلا معنى ، تم تعيينه مستشار فيما يسمى ” المحكمة العليا ” كمكافأة له من اللجان الثورية لأنه باع ضميره لقاء وظيفة أو منصب . الكتاب الأسود ، ص 167 . المحروق يقول للقذافي : أنا لست أفضل من الليبين الذين قتلتهم عصاباتك الثورية في الداخل والخارج ” . ويبين الشاعر فظاعة ما يتعرض له من طغيان فيقول للطاغية “”"” إن هناك غبنا وجرائم ظل يطارد المحروق وهو على أبواب المقبرة أو البحر كما يقول ، لكنه لا يخاف لا من القبر ولا من البحر ، وهؤلاء الذين سالت دماؤهم طوال عقدين من الزمن ، وهؤلاء الذين رميت بهم لأسماك القرش ، ليسوا خير مني ولست خير منهم ، فكلنا ليبيون ….” . فمرحبا بالموت فداء لليبيا . ويوجه كلامه للقذافي قائلا ” ….إن إسرائيل وجنوب أفريقيا متهمتان بأنهما دولتان تنتهجان التمييز العنصري وامتهان حرمة الإنسان ..الخ لكن ما حصل للمحروق ولأبنائه من كوارث ومأسي فإن إسرائيل وجنوب إفريقيا تستحييان أن تفعل ما فعلتموه بي حتى بعد تصفيتي جسديا ” ؟ ص 165 من الكتاب الأسود للمحروق . هذا التحدي وهذا الموقف من المحروق بينما هو حين تراه وهو ملقى على فراشه تحسبه ” ميتا ” ومنذ مدة ، إذ يظهر لك حين تراه هيكلا عظميا .وحين تراه جالسا على كرسيه المتحرك ، تجده نصف إنسان . هذه الحالة الإنسانية القاسية لم تكن مبررا لعملاء السلطة أن يتناسوه أو يغفلوا عنه ، ويبحثوا عن آخر يليق بإرهابهم ورعبهم ، ويحتمل غدرهم ووحشيتهم . ورغم هذه الأهوال لم يستسلم المحروق ، بل ظل مؤمنا بفكرته وبمبادئه ، وهو كما كان يصف نفسه ” ربع كائن حي ” . حين مات رفيق ، نقل جثمانه إلى مثواه الأخير ، كما لو كان زعيما سياسيا كبيرا ، وهو في حقيقة الأمر كذلك . وحضر مراسم دفنه ، ممثل للملك ، وممثليين رسميين عن رؤساء المجالس النيابية والتنفيذية والوزراء ، وجاء الشعراء والأدباء والكتاب . وهو ما يليق فعلا برفيق . فهو حقا شاعر الوطن. أما حين توفي المحروق ، فلم تكن في ليبيا دولة ولا مجالس نيابية ولا تنفيذية ، ولا وزراء ولا أدباء ولا شعراء ولا مفكرين ، بل يوجد فقط كما يقول هو نفسه ” مجموعة من القوادين الذين يحتكرون مقاليد الأمور في البلاد مقابل قوادتهم ” . ويصرح المحروق قائلا ” أنني مستعد ان اكتب كتاب في اسبوع ، لكنني لا أقوى بل أكره أمثال الكتابات الشاكية الباكية لآنها تشعرني بأنني أمارس نفس أعمال القوادة التي يستعملها عملاء اللجان الثورية .والذين يمارسون أيضا الأعمال الفدائية كما تسمون تصفية الليبيين سواء في الداخل أو في الخارج ” . لو كنت كما كنت قبل تصفيتي لكنت قد علقت هؤلاء الأوباش من خصاهم . لكن ما الحيلة الآن ؟ المحروق ، الكتاب الأسود ، ص 146 . ثم يتعرض في موضع آخر لما يسمى ب” الوثيقة الكبرى لحقوق بالإنسان ” فيقول أنها ” لا تتعلق بأي شخص ، ولا تعني إلا شخص واحد هو القذافي ، أما ماعداه من الليبيين ، فهم حشرات ” . ص 147 . كل هذا الذي تعرض له المحروق ودفع ثمنا باهظا ، دفع حياته ، كان بسبب إيمانه بما يعتقد وبما يراه حقا ، إي بسبب الفكر والرأي ، فالمحروق لم يعتد على أحد ـ ولم يسرق أحدا ولم يقتل أحدا ، كل ما نسب إليه أنه يؤمن بقضية معينة يراها عادلة ، ولكن ذلك يخالف فكر القذافي ، ولا يجوز لأحد أن يخالف هذا الفكر ، فالواجب على الجميع أن يكونوا خانعين !! وفي هذا المعنى يقول المحروق للقذافي ” لم يبق سوى أن تأخذوا جنسيتكم الليبية وتسقطوها علنا … بل أن كلمة ” ليبي ” أصبحت بسبكم لعنة وسبة وعارا ” . ثم يعلنها صرخة مدوية في وجه الطاغية ” ….. هبوا وأضرموا النيران في الساحة الخضراء وأرٍموا بجثتي ، فلا أخشى نيرانكم ولا أخشى أحقادكم …

علي أبوشنه الغرياني

سنة ميلادية جديدة2011

 



إلى كل قراء مدونة أمازيغي حرالأعزاء


asgas amyno ighodan 

الأمازيغ والمعربيون والعرب

الأمازيغ والمعربيون والعرب



إذا أردت أن تلغي شعبا ما، إبدأ بشل ذاكرته التاريخية، ثم إلغ ثقافته وتاريخه، واجعله يتبنى ثقافة أخرى غيرثقافته، واخترع له تاريخا آخر غير تاريخه، واجعله يتبناه ويردده...عندئد ينسى هذا الشعب من هو ؟ وماذا كان ؟ وبالتالي ينساه العالم . هذا ما فعله العرب بالأمازيغ في كل شمال إفريقيا، حتى أصبح الكثيرفي هذه المنطقة يعتقد أنه من جدور عربية، ويستند في دلك أنه يتكلم الدرِجة المحلية العربية المحتوية على كلمات أمازيغية الأصل، والتي لاتربطها بالعربية أي صلة، والأمثلة كثيرة جداً.
فيما يخص القضية الفلسطينية، الفلسطينيون أنفسهم في جميع تصريحاتهم يقولون أن قضيتهم قضية عربية. ومادمتُ غير دلك، فهده القضية لا تعنيني، إلا من باب الانسانية عندما تقع ضحايا أبرياء من الجانبين . وأخيراً فيما يتعلق بالزيارة التي قام بها بعض النشطاء الأمازيغ إلى الدولة الاسرائلية، فكما لا يخفى عليكم فعصرنا، عصر التكتلات والتحالفات، وقضيتنا الأمازيغية قضية عادلة، وما فعل العرب بلغتنا وثقافتنا وتاريخنا يعتبر جريمة، حيت قضيَ على أمة بأكملها، وبالمناسبة لو قبل الفلسطنيون أن يتخلوا عن هويتهم العربية تماما كما فعل العرب بالأمازيغ، لانتهى الأمر اليوم قبل الغد.
الأمازيغ إسم على مسمى الانسان الحر، تعايش مع اليهود منذ الاف السنين، في سلم و سلام، حتى ان بعض الدراسات تشير الى أن البعض إعتنقوا اليهودية- طبعا قبل ظهور الاسلام-، فإذا كنا بالأمس مع اليهود إخوة فلماذا اليوم تريدون أن نكون أعدائا . في التاريخ وقعت حروب طاحنة بين العرب و الأمازيغ ، ولم نسمع عن حروب بين اليهود والأمازيع، بل عاشوا جنبا إلى جنب في سلام، دون نية احتلال أرض ولا تهويد للشعب . في مقطع مسرحي من مؤلفه حرب الألفيتين، يقول الكاتب ياسين : تقول ديهيا للأمازيغ : **يدعونني كاهنة، وأنتم البربر، مثلما كان الرمان يلقبون أجدادنا برابرة، نحن في هذه الأرض نحارب البربرية، على أية حال، وداعاً يا تجار العبيد، سأترك التاريخ في قلب أطفالي و أحفادي، وسأترك الأمازيغية في قلب شمال إفريقيا .** إنتهى الاقتباس.
الأمازيغ ليسوا عدواً لإسرائيل وهذا هو الواقع، نحن شعب بدون دولة وهذا واقع أيضا ، يجب أن نكون أولاً وبعد ذلك نرسم سياساتنا حسب مصالحنا وأهدافنا. ومن طبيعة الحال لا يمكن للعرب أن يساعدوننا، لأن في اعتقادهم أن وجودنا يهدد أمنهم. لهذا بذلوا كل طاقاتهم وسياستهم للقضاء نهائيا على لغتنا، وعلى مدى أربعة عشرة قرنا، وقد أفلحوا في ذلك ما يعرف اليوم بالمعربون. على العموم مخططهم فشل فشلاً دريعا، فرغم هده المدة الطويلة التي أقصيت فيها الأمازيغية من التعليم ومن الادارة ومن الصحف و التلفزة ...لازالت الأمازيغية تتداولها ألسن كثيرة ، والتأثير الوحيد الناجم عن هذا الإقصاء الطويل هو أن الأمازيغية تختلف من منطقة إلى أخرى، وأحيانا في النطق فقط مع ترابط في معضم الكلمات، وخاصة بين تمازيغت و تشلحيت في المغرب ،حيث تختلفان فقط في النطق، أما تريفيت فتختلف عنهن في بعض الكلمات بالإضافة طبعا إلى النطق. لكن كيف سيكون حال العربية أو غيرها لو عملت بنفس المعاملة وبنفس المدة ؟ ربما ستكون في خبر كان . اليوم لازالت هناك مخططات جارية على قدم وساق لتغيير هوية الشعب، وعلى سبيل المثال يفرقون على البوادي والقرى الأمازيغيتين، ما يسمى بالشجرة، وينسبون معظمهم إلى الأدارسة المشيشيين والعلميين... والمثال الأخر هو ما يسمى بمحاربة الأمية، كأن من لا يعرف قراءة وكتابة اللغة العربية فهو أمي. فبناءاً على هذا المنطق كل العالم أمي إلا العرب والعروبيون. أليس من السهل الاعتراف بالأمازيغية كلغة وطنية في بلدان شمال إفريقيا وإدماجها في كل مكونات المجتمع، وبعد ذلك نعلم فقط للأمازيغ حروف تيفيناغ لأن لغته يتقنها من قبل، ونكون قد حاربنا الأمية في بلداننا الى حد كبير؟. لكن الأمر في الحقيقة يتجاوز الأمية الى تعريب الأمازيغ. حتى في المساجد في المغرب لا يسمح بإعطاء الخطب بالأمازيغية ولو كان المصلين من الأمازيغ .
أخيراً ليعلم الجميع أنه بعد حصول المغرب على الاستقلال، تقدم هذا الأخير بطلب الانضمام الى الجامعة العربية، فقوبل بالرفض في أول الأمر، باعتراف أعضاء حزب الاستقلال أنفسهم ، بحجة أن المغرب برابرة. هذا أولا، ثانيا الضجة التي أعقبت مباراة الجزائر ضد مصر،حيث خرج المصريون عن صمتهم ووصفوا الجزائريون بالبرابرة ،وهذا ليس بوصف جديد ،لكن ذكروا فقط الجزائر بأصلها رغم تبنيها الرسمي للعروبة، هذا من جهة، من جهة أخرى وهنا تكمن المشكلة، وصفوا الأمازيغ بالهمج¡،وذلك في أغنية جديدة لأحد الفنانة المصريين،إن كان يستحق بالفعل أن يحمل إسم فنان، مادام أساء إلى شعب بأكمله، رغم أن هناك من الأمازيغ من كان ضد ما وصلت إليه الأمور بعد المباراة، وقبلها كنا بالطبع نشجع الجزائر،وكانت قلوبنا معها، وذلك لسبب وحيد أن الجزائر بالنسبة لنا أمازيغية ،وهذا قانون اللعبة . على أية حال، هذا الوصف جديد في عصرنا الحذيث ، وقد جهل أو تجاهل صاحب الأغنية الحقيرة، أن الأمازيغ حكموا مصر لسنوات عديدة، إلى درجة أن السنة الامازيغية تبتدئ من بداية حكم الأمازيغ لهذا البلد، وللتدكير فقط فبعد أيام سوف تحتفل الأمة الأمازيغية بالسنة الجديدة لها، والتي تصادف هذه السنة 2960 . كما تجاهل السكان الأمازيغ في هذا البلد، حيث أساء إليهم قبل الجزائريين وقبل كل الأمازيغ عامة.

فزيارة النشطاء الأمازيغ لإسرائل، نعتبرها كزيارة عادية لم تسئ لأحد، ولايحق لأحد أن يتدخل في تحركات الأمازيغ الذي لازال يبحث عن الوجود، ولو كان في المعربين من دول شمال إفريقيا بصيص قليل من الديمقراطية، لما أنصفوا للأمازيغية والأمازيغ، لأن الأرض أرضهم، أرض أجدادهم. كل ما في الأمر أن المهاجر الى بلد ما، يقبل بثقافة ولغة وتاريخ ...البلد المهاجر إليه، وليس العكس . نحن الأمازيغ يجب أن نؤمن بتعدد الثقافات اليوم بأوطاننا، يجب كدلك أن نؤمن بالوحدة لبناء بلداننا، شرط أن يكون ذلك متبادلاً ، ونتجاوز سياسة الإقصاء و التهميش. نعم نعلم أبنائنا الأمازيغية والعربية على حد سواء ، ونعلمهم تاريخ بلداننا القديم منه و الحديث، دون تحريف ولا تزوير. فقبل أن يتعلموا اللغات الأجنبية، يجب أن يتعلموا لغات أوطانهم أولاً، وهذا هو الصواب، وخريطة طريق لتفادي بلداننا صدامات مستقبلية

مشاركين في مسيرة تنغير أمام القضاء

مشاركين في مسيرة تنغير أمام القضاء




أسفرت الموجهات المفتوحة  بين مجموعة من المحتجين وقوات الأمن عقب نهاية
مسيرة الأحد الماضي بمدينة تنغير، إلى اعتقال العشرات من المتظاهرين
وإصابات في صفوف  كل من رجال القوات المساعدة والمتظاهرين.

وأشارت مصادر من المدينة أنه تمت مواجهة المحتجين بإطلاق الرصاص المطاطي
والقنابل المسيلة للدموع، حين حاولت قوات الأمن تفريق مجموعة من القاصرين
والشباب الذي قاموا برشق قوات الأمن بالحجارة بعد نهاية المسيرة التي دعت
إليها يوم الأحد الماضي فدرالية الجمعيات التنموية بالمدينة.

وأدت الموجهات بين الأمن والمحتجين إلى اعتقال أربعين فردا من المحتجين،
من ضمنهم عددا من القاصرين، أطلق سراحهم في مساء يوم الأحد، في الوقت
الذي أحيل فيه عشرة معتقلين على المحكمة الابتدائية بورزازات، حيث
سيتابعون بتهم التجمهر غير المرخص، وإلحاق خسائر مادية بممتلكات عامة، في
حين لازال عشرة آخرين رهن التحقيق من بينهم رئيس جمعية منظمة للمسيرة،
ومستشار جماعي.

كما خلفت المواجهات تكسير زجاج عدد من سيارات المسؤولين المحليين من
بينهم، سيارة كل من والي الأمن والعامل والكاتب العامللعمالة. إضافة إلى
واجهات بعض المحلات التجارية بالمدينة، حسب نفس المصادر.

يشار إلى أنه  قد نظمت يوم الأحد فيدرالية الجمعيات التنموية بتنغير،
مسيرة شعبية حاشدة من أبناء المدينة للتنديد  باستمرار التردي الواضح في
مختلف المؤشرات الاجتماعية بالمنطقة، وتفاقم مجموعة من القضايا ذات
الطبيعة الاستعجالية الملحة مع غياب أي رغبة من لدن المسؤولين في الحوار
والتواصل و إيجاد حلول مناسبة، مع إبداء التعنت والاستعلاء واللامبالاة
في تدبير العديد من الملفات اجتماعية، حسب بيان  سابق صادر عن منظمي
المسيرة.




الحضارة المغربية والتزييف المستمر

الحضارة المغربية والتزييف المستمر

الجزء الأول

بالرغم من الدراسات الكثيرة التي كتبت حول الحضارة المغربية القديمة، لا تزال بعض الجوانب في هذه الحضارة تحتاج إلى المزيد من الفحص والإيضاح، خاصة في الجانب المتعلق بإسهامات الأمازيغ في بناء وتشيد هذه الحضارة.
لكن إعادة قراءة المسار التاريخي للمنطقة بعيون نقدية ومدققة في المعطيات والمعلومات التي تقدمها الكتابات الأجنبية حول الموضوع؛ وخاصة الكتابات العربية، نجد أن جل المعلومات إلي جاءت في كتابات هؤلاء، التي أصبحت من البديهيات بفعل كثرة ترددها، هي معلومات لا أساس لها من الصحة في ظل النتائج التي توصلت إليها الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة، في شتى المجالات المتعلقة بحضارة شمال أفريقيا.
لقد ساد الاعتقاد طيلة العقود الماضية، لدى الأغلبية الساحقة من المهتمين والباحثين في الحضارة المغربية القديمة، بان وجود الإنسان في المغرب (الوطن التاريخي للشعب الأمازيغي) هو حديث العهد، وبالتالي فلا وجود للحضارة الأمازيغية خارج الحضارة ” العربية الإسلامية” في تصور واعتقاد هؤلاء الباحثين والمهتمين. بل أكثر من ذلك، هناك من يعتبر أن مسالة إعادة كتابة تاريخ المغرب، وخاصة فترة ما قبل الغزو العربي الإسلامي للمنطقة، ماهي ألا محاولة لزرع بذور التعصب والتفرقة.(1)
الحضارة التي شكل فيها الإنسان الأمازيغي احد ابرز عناصرها على الإطلاق، فلا يمكن لنا الحديث عن الحضارة المغربية أو المتوسطية (نسبة إلى البحر الأبيض المتوسط) دون التطرق إلى إسهامات إمازيغن في صياغة هذه الحضارة التي مازال يشوبها الكثير من الغموض والالتباس، بالرغم من المجهودات التي بدلها مؤرخون وباحثون أمازيغ خلال العقود الأخيرة.(2)
إن الدور الرئيسي الذي لعبه الإنسان الأمازيغي في تشكيل تقاسيم وتفاصيل الحضارة المغربية. كما تؤكد لنا ذلك العديد من الدراسات الأثرية الحديثة، ليس نابعا من كونه يعتبر من أقدم الشعوب التي عرفها العالم القديم فقط،(3) وإنما لكون كذلك أن بلاده (شمال أفريقيا) هي التي احتضنت الإرهاصات الأولى لظهور هذه الحضارة، وبالتالي كل ما سينتج عنها من تفاعلات حادة، وصراعات متعددة الأطراف.
طبعا، هذه النظرية لا أساس لها من الصحة من الناحية العلمية؛ نقصد هنا النظرية التي تقول بان تواجد الإنسان بالمغرب هو تواجد حديث ، فالعلوم الإنسانية الحديثة وعلى رأسها الدراسات الأثرية والانثروبولوجيا، تثبت لنا بالحجة والتحليل المنطقي نقطة في غاية الأهمية فيما نحن بصدد الحديث عنه في هذه المساهمة المتواضعة، وهي أن منطقة شمال أفريقيا عرفت وجود الإنسان مند فجر التاريخ، قبل أن يوجد في العديد من المناطق الأخرى من العالم، ومنها منطقة شبه الجزيرة العربية، واليمن تحديدا، مما يجعل نظرية الأصل العربي للإنسان الأمازيغي بعيدة عن الصواب والحقيقة التاريخية، على الأقل حتى يظهر الجديد في الموضوع.
ففي سنة 2001 تم العثور عن بقايا إنسان في صحراء شمال التشاد، التي تعيد التقديرات الأولية عمرها إلى حوالي ستة ملايين سنة(4). بينما تعود أقدم البقايا البشرية التي عثر عليها في اليمن إلى 2400 سنة قبل الميلاد.(5) وفي هذه الحالة فان السؤال البديهي الذي يطرح نفسه بقوة هو: كيف يمكن لنا اعتبار أصل الأمازيغ من اليمن اذا كانت هذه المنطقة (اليمن) قد عرفت ظهور الإنسان في مراحل متأخرة جدا مقارنة مع شمال أفريقيا، وخاصة أذا عرفنا أيضا أن المغرب عرف ظهور الإنسان قبل مليون سنة ومائة وسبعين ألف سنة قبل الميلاد؟.(6)
الافتراض الصائب والمنطقي في ظل هذه المعطيات التاريخية والحقائق العلمية الحديثة، في نظر الأستاذة حليمة غازي، هي أن الأمازيغ ربما هاجرو في مرحلة سابقة من تاريخهم إلى الشرق الأدنى،خاصة إلى اليمن، نتيجة التغيرات المناخية التي عرفتها منطقة جنوب الصحراء، وعادوا إليها في مرحلة لاحقة فيما بعد ؟(7).
ومن بين المعطيات والحقائق التاريخية أيضا، التي تؤكدها مختلف الدراسات الحديثة حول التاريخ القديم للمغرب، هي أن المغرب من أوائل الدول (المناطق) التي عرفت حضارة مزدهرة ومتطورة في الحقب الزمنية العابرة، وأسست دول وأنظمة سياسية محلية.(8)
انطلاقا من هذا، نرى أن محاولة بعض المؤرخين استبعادهم للحضارة الأمازيغية من دائرة الحضارات القديمة، لا يتناقض فقط مع الحقائق التاريخية التي أثبتتها الدراسات الحديثة فحسب، بقدرما أنهم يحاولون أيضا تجاوز العقل والمنطق في معالجتهم للموضوع، نتيجة التزييف الأيديولوجي الذي يمارسه معظم الباحثين والدارسين لتاريخ وحضارة شمال أفريقيا. تماما كما فعل الأستاذ الحسن السايح صاحب كتاب “الحضارة المغربية البداية والاستمرار”(9) الذي يعج بالتناقضات والمغالطات التاريخية الفادحة حول أصل الشعب الأمازيغي أولا. وحول الوجود العربي في شمال أفريقيا ثانيا، التي سنحاول أن شاء الله في الجزء الثاني من هذه الدراسة الكشف عن بعضها (أي المغالطات والتناقضات الموجودة في الكتاب).
لعل ما سبق من ملاحظات يؤدى بنا إلى الوضع الإشكالي التالي: وهو كيف سنعيد كتابة تاريخ المغرب في ظل الدولة الراهنة بالمغرب؟.
ففي ظل السياقات العامة للمغرب الراهن، وخاصة على المستوي السياسي والديني، حيث مازال توظيف الدين سائدا بقوة في العمل السياسي، وكذلك في كتابة وتدوين التاريخ الوطني، لكن في ظل سياقات متغيرة، حيث حلت محل السيف والرماح في مشروع الغزو العربي لبلاد الأمازيغ مقولة ” العروبة والإسلام”، مما يعني أن هذا المشروع مازال قائما ومستمرا إلى يومنا هذا؛ والغزو هنا هو غزو ثقافي ولغوي بالدرجة الأولى.
مازال النقاش العام حول إعادة كتابة تاريخ المغرب، لايزال يدور حول رؤى المؤرخين العرب، ووفق الضرورات السياسية، ومن ثم نجد اننا إزاء خطاب وطني نقدي في ظاهره، وإداري في شكله، وديمقراطي في لغته، ولكن البنيات الذهنية التي تصوغ وتجري فيما وراء هذا الخطاب، هي ذهنيان تقليدية عروبية قومية مشرقية، لهذا فاننا لسنا إزاء خطاب علمي تاريخي نقدي.
ويعتبر هذا المعطى احد ابرز إشكاليات النقاش الدائر حول إعادة كتابة التاريخ المغربي، حيث أن هذا المطلب يطرح في بيئة سياسية وثقافية واجتماعية ودينية ملتبسة، وثمة حسابات دقيقة، ومصالح مختلفة تفرض خيارات وتوجهات أخرى.
انطلاقا من هذه الخلفية – أي خلفية تزييف التاريخ، يكون تاريخنا العريق في القدم، زاخر بإشكال الزيف والتدليس والتلفيق، حتى صارت الفضيلة في كتابة تاريخ المغرب نبذ النقد العقلاني ودفن الحقيقة التاريخية وسط ركام من الخرافات، والأساطير، والأوهام الإيديولوجية، حتى أصبحنا لا نقرا ولا نرى إلا صورا مشوهة لهذا التاريخ.(10)
فهكذا عزيزي القارئ، أذا تجاوزنا مجموعات الأخبار التاريخية المتتابعة، التافهة، التي أنتجها المؤرخون العرب حول ” الفتح” العربي الإسلامي لمنطقة شمال أفريقيا، بكل ما فيها من أساطير للتبرير والتضليل، فثمة تاريخ أخرى، وهو تاريخ التدمير والقتل والنهب.(11)
محمود بلحاج فاعل أمازيغي / هولندا
الهوامش
: التجاني بولعوالي ” الإسلام والأمازيغية نحو فهم وسطي للقضية الأمازيغية” أفريقيا الشرق – الدار البيضاء المغرب.(ص 62)
2: نشير هنا بالخصوص إلى كتابات محمد شفيق، احمد الطاهري، المرحوم صدقي علي أزيكو، محمد بوكبوط، مصطفي أعشي، عبد السلام بن ميس، حليمة عازي، جامع جغايمي وآخرون.
3:مصطفي أعشي ” جذور بعض مظاهر الحضارة الأمازيغية خلال عصور ما قبل التاريخ، إصدارات مركز طارق بن زياد – 2002
4: المرجع السابق، مصطفي أعشي (ص 11)
5: المرجع السابق، مصطفي أعشي (ص 13)
6: المرجع السابق؛ مصطفي اعشي (12 )
7: حليمة عازي مجلة نوافذ العدد 17 – 18 2002 ملف خاص حول الأمازيغية (ص 130)
8: محمد بوكبوط ” الممالك الأمازيغية في مواجهة التحديات، صفحات من تاريخ الأمازيغ القديم. إصدارات مركز طارق بن زياد – 2002 (ص34)
9: صدر كتاب ” الحضارة المغربية البداية والاستمرار” للأستاذ الحسن السايح في ثلاثة أجزاء سنة 2004 عن منشورات عكاظ (الطبعة الثانية) . وهو الكتاب الذي سنركز عليه خلال الأجزاء القادمة من هذه المقالة. وذلك من اجل تسليط الضوء على بعض المغالطات التي تشملها الكتابات التي تعالج مسالة أصول الأمازيغ وعلاقة ذلك بالوجود العربي الإسلامي في شمال أفريقيا ، ومنها كتاب الأستاذ السايح.
10: جامع جغايمي ” تاريخ الأمازيغ” الجزء الأول من إشغال الندوة الدولية حول تاريخ الأمازيغ ممن تنظيم جمعية الجامعة الصيفية باكادير- إصدارات دار أبي رقراق للطباعة والنشر – 2002 (ص 25)
11: الحسين الإدريسي ” الأمازيغية: الدين والحداثة بحث في حدود العلاقة ” منشورات الشبكة الأمازيغية من اجل المواطنة – 2009 (ص 19)

مصر ترفض ترجمة مسيحى لنصوص القرآن إلى “الأمازيغية”

مصر ترفض ترجمة مسيحى لنصوص القرآن إلى “الأمازيغية”


* اليوم السابع
رفض الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف المصرية لشئون الدعوة الإسلامية، قيام مسيحى بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية، موضحاً أن الأساس فى ترجمة القرآن هى المعنى وليس النص، لذا فعلى من يترجمه أن يفهم معانيه جيداً، متسائلاً: “كيف لمسيحى أن يترجم معانى ربما لا يعى كافة معانيها”.
أوضح سليمان، أن ترجمة المعانى ليس لها نفس قدسية النصوص، بالتالى فمن الممكن ترجمتها لأى لغة مادامت ستصل معانيه للجميع.
كان موقع “أمازيغ ورلد” قد نظم استطلاعاً للرأى حول سبب رفض علماء الدين بالمغرب ترجمة نصوص القرآن إلى اللغة الأمازيغية عام 1990، بالإضافة إلى رفضهم ترجمة قدمها أحد الباحثين المسيحيين المغاربة للغة الدراجة هناك هذا العام.
بلغ عدد الأصوات ألفاً وتسعاً وثلاثين صوتاً للاختيار بين ثلاثة اختيارات، الأول أن الحكم السياسى بالمغرب يستمد شرعيته من السماء ويخاف أن ينزل النص المقدس من عرشه إلى حياة البسطاء على الأرض، الأمر الذى يضعف مستواه فى نفوس المؤمنين، والثانى أسباب أخرى والثالث اللغتين الامازيغية والدارجة لا تستطيعان تحمل كلام الوحى والرابع لا أدرى.
وجاءت أعلى نسبة للتصويت بنسبة 70.8% للاختيار الأول فى حين جاءت نسبة 12.8% للثانى و9.6% للثالث و6.7% للرابع.

خرافة الأمن القومي العربي

عن خرافة الأمن القومي العربي / عصام الخفاجي


«الأمن القومي العربي مخترق»…
«اختراق الأمن القومي العربي يعود إلى غياب استراتيجية قومية شاملة لمواجهة المخاطر التي تواجه الأمة العربية من المحيط إلى الخليج». «لا يمكن أي دولة عربية أن تحمي أمنها الوطني في معزل عن باقي العرب». «الاختراق الذي حصل للسودان وأدى إلى تعرضه للتقسيم ينتقل إلى العراق».
من منا لم يسمع هذه الشعارات الفخمة تتردد على ألسنة المسؤولين العرب؟ مهنتهم، في نهاية المطاف، تكمن في الإيحاء بأنهم حماة بلدانهم من العدوان الخارجي، والاختراق هو بالتعريف اللغوي للمفردة آت من الخارج، حتى لو كانت أدواته داخلية: يهود، أكراد، موارنة، شيعة، أمازيغ أو جنوب سودانيون لا يطالبون بحقوق لهم حتى لو تظاهروا بذلك. إنهم أدوات لتنفيذ أجندات الغرب أو إيران أو إسرائيل.
باستثناء المسؤولين، لم يعد المرء يسمع كثيرين يرددون تلك الشعارات إلا إذا كانوا من المدمنين على مشاهدة قناة الجزيرة والإعلام المدار من الدولة السورية.
العبارات التي ابتدأت بها هذا المقال هي تلخيص لأفكار طرحها في حوار مع الأولى (الجزيرة) عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة الذي حرص على أن يقدم الحلول ولا يكتفي بالنقد، فدعا إلى قيام الدول العربية المتحدة. فهو يؤكد بهذا أنه ليس من القوميين العرب المتكلسين، بل مفكر عصري يريد كياناً على غرار الولايات المتحدة الأميركية.
أن يكون تفكير بعض المثقفين العرب مماثلاً لتفكير الحكام ليس ظاهرة سيئة بالضرورة، وإلا فمن أين أتى الأخيرون بجيوش المستشارين المحيطين بهم؟ وهو نفي لوهم مفاده أن المثقف ثائر على الدوام على الأوضاع القائمة. فالنقد، كما كتبت في مواضع أخرى، يمكن أن يكون مجرد توصيف عام لا يشخص شيئاً فيما هو يبعد المسؤولية عن متهم بعينه. خذوا مثال عبارة أطلقها مثقف قبل ربع قرن: «الزمن العربي الرديء». لم تمض بضع سنوات إلا وكان الحكام يرددونها للإيحاء بأنهم، مثل المواطن العادي، ضحايا تلك الرداءة. لكن وصف الظاهرة لا يعني تحليلها، لسوء الحظ.
تعالوا نرسم سيناريو لمؤتمر قمة عربي ناجح يخطط لتبني استراتيجية شاملة حتى بمعايير النيوقوميين العرب. ولنفترض أن الحكام عازمون فعلاً على النجاح: لكي تكون هناك استراتيجية مشتركة، لا بد من أن تكون هناك مشاكل مشتركة ومخاطر مشتركة. فهل هناك مشاكل يواجهها التونسي والكويتي معاً؟ هناك قضية تمس حياة السوري والعراقي بالمعنى الحرفي للكلمة، وهي مياه أنهارهما، وهذه قضية يتشاركان فيها مع تركيا «الأجنبية». وتشاركهما هذه الدولة، إلى جانب الأجنبي الآخر، إيران، في وجود شعب كردي يعيش في تلك الدول وفي سورية. فما علاقة المغرب والجزائر برسم تلك الاستراتيجية؟ وماذا بوسعهما أن يفعلا غير ما تقوم به دول أجنبية بعيدة في حال اقتناعها بضرورة الدفاع عن هذا الموقف أو ذاك؟
الأمر نفسه ينطبق على دول المغرب العربي: قضايا الصحراء الغربية، الأمازيغ، العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، استخدام أراضيها للهجرة غير المشروعة.
قد نتفق أو نختلف على وجود أمة عربية، وإن كانت العبارات الجازمة للسياسيين ومنهم الدكتور بشارة لا تمنحنا حق الاختلاف. لكن التفكير النيوقومي، كسلفه التفكير القومي العربي، لا يعمينا عن رؤية اختلاف أقاليمنا فحسب، بل يشلّ قدرتنا على إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجهنا بوضعه العواطف والغرائز محل العقل. ففي هذا الفضاء الوهمي المسمى عربياً، نعجز، كما عجز معظم القادة العرب، عن إثارة اسئلة شديدة البساطة: هل كان تأثير الحرب الأهلية الجزائرية خلال التسعينات أكبر في المشرق من الحرب بين تركيا وحزب العمال الكردستاني التي هددت بإشعال حرب بين الأولى وسورية وأزّمت العلاقات مع العراق؟ هل تأثر المغرب بالثورة الإسلامية الإيرانية بقدر تأثر المشرق؟
يواجه المشرق تحدي التطور البشري أولاً، وإرساء علاقات عادلة ودائمة بين قومياته وأديانه المختلفة ثانياً. وبعد هذين التحديين الهائلين من حيث الأهمية يأتي حل القضية الفلسطينية وقضية العلاقة مع إيران.
تمكّننا شجاعة الاعتراف بوجود إقليم اسمه المشرق من مقاربة قضية أخطر ويتفرع منها كثير من المشاكل هي قضية الدولة الوطنية وعلاقتها بدين غالبية سكانها. إذ يرى كثير من خبراء العلاقات الدولية أن إيران عانت طوال القرون الأخيرة من شعور بالعزلة عن جيرانها مرده عدم اشتراكها لغوياً أو مذهبياً معهم. وفي حالة العراق، ذي الغالبية النسبية للشيعة فيه، كان العثمانيون السنّة يحكمونه. وهذا يفسر، جزئياً إن لم يكن كلياً، التسلح والسعي لإيجاد حلفاء على امتداد المنطقة حتى في أوساط السنّة (حماس مثلاً).
فوق هذا كله، ثمة مذاهب إسلامية أخرى تستعين بالدولة للانتشار في أوساط المنطقة. ومثلما لا يبدو أن في وسع دولة وحدها أن تعالج هذه الظاهرة، ليس ثمة حل قومي عربي لها لأنها ببساطة مشكلة مشرقية لا يعرفها المغرب.
ليست هاتان القضيتان، فلسطين والعلاقة مع إيران، على خطورتهما سوى أمثلة عن الحاجة لرسم استراتيجيات مشرقية (ومغربية) مشتركة. أما مصر، فالمفارقة تكمن في أن أفضل من حدد موقعها المتميز كان الراحل جمال عبدالناصر قبل أن تدفعه شعبية انتصاراته عربياً إلى تبني، بل تزعّم، المدرسة القومية العربية. ففي كتابه «فلسفة الثورة» حدد مجال مصر الحيوي بثلاث دوائر: عربية وإسلامية وأفريقية. وطوال أربعين عاماً سيطر الفكر القومي العربي على الحكم في ثلاث من أهم الدول العربية، هي: مصر والعراق وسورية، وأدت مجابهته كل التحديات الكبرى إلى هزائم مدوية تكفي كل واحدة منها لإيداعه متحف التاريخ غير مأسوف عليه. لكن النيوقوميين إن اعترفوا بالهزائم ردّوها إلى الاختراقات. عندذاك تنقلب أسئلة الهزيمة إلى إيحاء بالانتصار: لماذا يسعى الأعداء إلى اختراق أمننا لو لم نكن نتصدى لهم بنجاح؟
والمشكلة هي أن العقل النيوقومي يؤمن حقاً بهذه الفنطازيات ولا يفبركها. فلأن العالم كله يجب أن يتمحور حول قوميته، فإنه عاجز عن إدراك إن للآخرين انتماءاتهم ومصالحهم وطموحاتهم القومية ومشاعرهم وانتماءاتهم المذهبية والدينية. والويل، كل الويل، لهم إذا أوقعتهم الجغرافيا إلى جانب قوميته، كما يعرف كل مواطن كردي. من هنا كانت كل فكرة قومية تنطوي على بذور عدوانية وعنصرية قابلة للتحول بسهولة إلى فاشية، لأن القوميات الأخرى ليست سوى أدوات الآخرين للاختراق، أو أنها، في حال إيران، تسعى للاختراق لتنفيذ أجندة هدفها الأساس لا أن تكون قوة إقليمية كبرى، بل لأنها مجوسية متسترة تريد الانتقام من العرب الذين هزموها قبل ألف وخمسمئة عام.
مع هذا الضرب من أحلام اليقظة يغدو كل تحرك خارجي يقوم به الآخر سعياً لتحقيق مصالحه قرينة إضافية للبرهان على مؤامرة الاختراق. فكل قادة الكيانات المقهورة أو الشاعرة بالخطر على مواقعها، بدءاً من الفلسطينيين أنفسهم، قاموا بتحركات نحو قوى بعضها شيطاني الأطماع سعياً وراء تحقيق أهدافهم. ومن الطبيعي أن القوى التي تعاملت بإيجابية مع أولئك القادة أرادت تحقيق أهداف خاصة بها.
لأختتم بتساؤل مصاغ على غرار المنطق النيوقومي: هل من حق تركيا اعتبار العرب أدوات اختراق لأمنها القومي حين سعوا للتحرر من الدولة العثمانية؟ وهل كان العرب أدوات بيد بريطانيا حين أعلن الشريف حسين ثورته على العثمانيين بالتحالف الوثيق معهم؟
* كاتب عراقي – الحياة

اللغة الميته / جهاد علاونة

اللغة الميته / جهاد علاونة

 

 

Kabawen

اللغة إما أن تكون مظهراً من مظاهر التطور وإما أن تكون مظهراً من مظاهر التخلف , وأي أمة تحافظ على لغتها فهذا معناه أن لديها برامج توسعية ضد كل ما اسمه تطور وتحديث , فالتطور الصناعي والثورة البيضاء الهادئة تجلبُ معها مصطلحات جديدة ومفردات جديدة وأي أمة ليس لديها مخترعات ولا مصانع فهذا معناه أنه ليس لديها مفردات جديدة وأي أمة محافظة على لغتها تكون في الأصل متخلفة محافظة على العقائد القديمة , فالأمة المحافظة على اللغة تحافظ على اللغة ليس حباً في اللغة وإنما حباً في المحافظة على التشريعات القديمة , وكذلك عملية المحافظة على الإسلام يحافظون عليه لأنه ضد مؤسسات المجتمع المدني , وكل ما هو ضد التطوير يكون دائما مرادفاً للإسلام السياسي وإذا بقينا على التشريعات القديمة فهذا معناه أننا ما زلنا نعيشُ في ظلام القرون الوسطى وكافة الجهود العالمية اليوم تهتم برفاهية الإنسان وسعادته ليعم الخير على البشرية بأسرها كلها , والتشريعات القديمة هي تشريعات عدوانية في سلوكها ضد الحضارات والثقافات الأخرى , والتشريعات الحديثة هي التي تحترم الآخر وتتعايش معه وتتقبله , وكل الحضارات والدول اليوم تهتم اهتماما كبيراً بحقوق الإنسان إلا العرب والمسلمين فإنهم ما زالوا يعتبرون حقوق الإنسان مطلباً ليس مهما وتافهاً ومخالفاً للشرائع القديمة , وكافة النشاطات اليوم نهتمُ بحقوق الإنسان المدنية وحقه في الحياة الكريمة , والعرب والمسلمون اليوم هم الوحيدون الذين يقفون ضد سعادة البشرية بدليل أنهم ضد الحريات والديمقراطيات ومؤسسات المجتمع المدنية , وليس هذا وحسب وإنما يريدون من الإنسان المتحضر أن يعود إلى القرون الوسطى بعكس الإنسان المتحضر الذي يريد من العرب والمسلمين أن يلتحقوا بركب الحضارة الجديدة ويدعي العربُ المسلمين بأن لغتهم هي لغة أهل الجنة وأتساءل ُ هنا في هذه النقطة بالذات :احنا ليش ما إنكون مثلاً شعب عقله كبير ومخه كبير ؟ يعني إذا كانت اللغة العربية هي لغة أهل الجنة فكيف سيتفاهم المسلم الياباني مثلاً مع الملائكة طالما أن الملائكة لا يتحدثون إلا باللغة العربية ! فمثلاً لماذا لا يكون مع الملائكة لغات أخرى مثل اليابانية أو الروسية ! يعني المساكين الروس الشيشان المسلمين كيف بدهم يقعدوا في الجنة وهم لا يملكون لغة ؟ يمكن أن يتعلموا مثلاً مع مرور الزمن؟ يعني الصيني مع مرور الزمن في الجنة بصير يتكلم باللغة العربية وأنا مثلاً إذا رحت أعيش الآن في الصين وما كانش معي لغة صينية فهذا معناته أنني سأضيع هنالك أو أبقى ألف في الشوارع مثل المسطول أو المضروب على راسه . ويمكن العبري مثلا يتعلم العربية , وكمان في لغات كثيرة اليوم غير المتعارف عليها رسميا , ولكن هنالك مشكلة عويصة وهي أن لغة العلم اليوم هي اللغة الانكليزية ومعظم المصطلحات العلمية الطبية والهندسية هي في الأصل مكتوبة ومنطوقة باللغة الانكليزية , وهذا معناه أن اللغة العربية هي لغة ميتة قد ماتت وتم دفنها في الصحراء وهي ليست أهلاً بأن تجعلنا كعرب أسياداً للعالم, أسيادُ العالمِ اليوم هم حملة اللغات الأجنبية مثل الانكليزية والفرنسية والألمانية والروسية والصينية , والعرب خلص راحت عليهم و كل لغات العالم اليوم لها مستقبل تاريخي مشرق ما عدى اللغة العربية لأنها بالفعل مصدر من مصادر تخلفنا العربي , فالمفردات لا تتجدد والكلمات ليست مرنة وليس هنالك أبطال عرب في كافة الأنشطة , ولا توجد أي علوم فضائية أو طبية أو هندسية إلا وتكتب باللغة الانكليزية أو الفِرنسية ومن الممكن أن تصبح اللغة الفِرنسية لغة العالم كما هي اليوم اللغة الانكليزية ولكن من المستحيل أن تصبح اللغة العربية سيدة العالم أو سيدة اللغات العالمية , كذلك لا يمكن أن يصبح الأدب العربي سيدْ أو بطلْ الآداب العالمية ولا يمكن أن تصبح كرة القدم العربية سيدة الكُرات في العالم , إنه من المستحيل جدا أن يصبح العرب أسياد العالم طالما أنهم يتحدثون باللغة العربية فاللغة مصدر من مصادر تخلفنا لأنها تعلمنا على كراهية الآخر فمعظم آيات القرآن تحث على القتل وعلى سب الآخرين وشتمهم ويجب أن تتغير هذه اللغة فالذين نسبهم يرسلون لنا بالمساعدات بل ويخترعون لنا الموبايلات والكمبيوترات والأدوية الطبية فهؤلاء ليسوا بضالين بل نحن المغضوب عليهم ونحن الضالون , فمعظم الشيوخ العرب وعلماء الدين وأحبار اللغة العربية يقولون بأن لغة السماء هي اللغة العربية الفصحى , فكيف مثلاً إذا دخل الجنة صيني مسلم كيف لهذا الصيني أن يتفاهم مع الملائكة ؟ فمثلاً إذا طلب حورية أو عشر حوريات فكيف له أن يعرف بأن العدد مخالف للمعدود ؟ أو إذا جاع وهو لا يعرف اللغة العربية وطلب من النادل همبرغر أو أي رغيف سندوتش فإنه حتماً سيبقى في الجوع , أو بالنهاية راح يروح على النار عند أبناء جنسه لأن هنالك من يفهم على لغته , وكيف مثلاً إذا دخل الجنة مسلم انكليزي ! كيف لهذا المسلم الانكليزي أن يتفاهم مع الملائكة في الجنة؟
لنكن واقعيين جدا , كيف مثلاً الله تعهد بحفظ القرآن واللغة العربية التي به ولم يتعهد بحفظ كرامة المواطن العربي والذي هو اليوم تحت سياط الجلادين والدكتاتوريات العربية , فنحن اليوم في الدول العربية تطاردنا أجهزة القمع إذا طالبنا بالحريات وبالديمقراطيات وبحقوقنا الدستورية , فلماذا لم يتعهد الله بحفظ كرامة الأحرار والمثقفين , يعني مثلاً إذا قرأنا يجب أن نلتزم بلغة حُمير أو تميم أو شرق الحجاز أو غربه وهل اللغة هي التي تعطينا حقنا الدستوري وتمنع أجهزة المخابرات من متابعتنا وتعقبنا ومطاردتنا ؟ يعني هل حفظ القرآن غيباً وقواعد اللغة العربية تجعلني أحصل على حقوقي وتجعل المرأة متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات ؟ لنكن يا عرب ويا مسلمين واقعيين جدا في حياتنا .
إن اللغة العربية اليوم هي الوحيدة التي حافظت على نفسها منذ 1500عام وهذا إن دل على شيء فإنما يدلُ على أنها لغة غير متطورة ولو أنها كانت متطورة لما حافظت على نفسها , ودعونا نتخيل اللغة العربية وهي تحكم العالم اليوم , فلو أن العرب المسلمين يحكمون العالم لبقي العالم متخلفا ومحافظاً على عاداته وتقاليده ومخترعاته القديمة ولكنا ما زلنا إلى اليوم نرسل برسائلنا الالكترونية عبر الحمام الزاجل دوت كوم أو البط دوت كوم أو تميم دوت كوم , معظم العالم اليوم يتطور بسرعة مذهلة في اللغة ما عدى نحن العرب المسلمين فإننا نحافظ على اللغة ونقول الله هو المحافظ عليها , ولو كان الله محافظاً على اللغة العربية لأصبحت اليوم لغة العالم والمخترعات لغةً عربيةً صرفة .
الحفاظ على اللغة معناه الحفاظ على التخلف وعدم التطوير فيجب أن تتغير اللغة العربية لكي تتغير الشرائع والعقائد والتي لا تتناسبُ اليوم مع أبسط حقٍ من حقوق الإنسان , فكل التعاليم الإسلامية ضد حقوق الإنسان وضد المساواة وضد الرفاهية , ويجب أن لا نستحي من أن نقول بأن اللغة العربية مصدر كبير من مصادر التخلف .
إن المواطن في الدول الأوروبية يستطيع أن يكتب مقالاً دون الرجوع إلى فقهاء اللغة لأنه يستعمل لغة حية وهي لا تختلفُ عن لغة الشارع العام إلا في الأشياء البسيطة فهنالك يستطيع أي إنسان أن يكتب وأن يقرأ دون الرجوع إلى مفردات اللغة أو خلافات النحويين لأن لغة العلم وما تكتبه الناس لا يختلفُ عن اللغة التي في المناهج المدرسية أو الجامعية .
جهاد علاونة – كاتب أردني

الحركة الأمازيغية

الحركة الأمازيغية ومحاولات الإجابة عن متطلبات الوضع الراهن (1)/ يوسف أوبجا


الحركة الأمازيغية ومحاولات الإجابة عن متطلبات الوضع الراهن: القسم الأول
رغم الإشكال الذي يطرح كلما تعرضنا بالدرس و التحليل للوضع الراهن للحركة الأمازيغية، بسبب اختلاف التوجهات و المنطلقات و تباين وجهات النظر، إلا أن القناعة والاتفاق يكاد يكون حاصلا لدى أغلبية المهتمين بالقضية الأمازيغية والإطارات المكونة للحركة، حول الأزمة التي تتخبط فيها هذه الأخيرة. دون الحاجة للقول بأن الكل يتحدث عن الشيء نفسه. أزمة تم إجمالها – حسب أغلبية القراءات المنجزة حتى الآن – في جانب تنظيمي في -المقام الأول- يتسم بالتشتت و الانعزال و الانطواء و ثانيا -حسب آخرين – تقادم المطالب وضرورة أرضية أيديولوجية جديدة تستوعب تحديات الوضع
الحالي ، ثم التراجعات الخطيرة عن ” المكتسبات الطفيفة ” المحققة حتى الآن على مر تواجد الحركة الامازيغية.
وسعيا منها لتدراك هذه المطبات، أخذت الجمعيات الامازيغية في عقد سلسلة من اللقاءات والمناظرات، البعض منها وطني و أغلبيتها جهوية أو محلية (..الندوة الوطنية بتافراوت يوم 10 غشت 2008 تحت عنوان “راهنية الحركة الامازيغية وأسئلة المستقبل”، لقاء الناضور من تنظيم أميواي ، الملتقى الوطني الرابع للجمعية الأمازيغية الديمقراطية المستقلة أيام 1-2 ماي 2009 بالرباط ، لقاء وطني يوم 22 ماي 2010 بصفرو تحت شعار ” من أجل تجديد الفكر الأمازيغي” ، لقاء طنجة التشاوري 10 أكتوبر 2010، اليوم الدراسي بتارودنت 10 دجنبر 2010 حول ” راهن الأمازيغية” لقاء آخر مرتقب بالرباط يوم 25 من هذ
ا الشهر من تنظيم أزطا فرع الرباط…)
أين مكمن الخلل ؟ هل في الصيغ التنظيمية المختلفة ؟ أم أنه قائم في تقادم المطالب وضبابية الأرضيات الأيديولوجية ؟ أو أنه يتجلى في سلبية الإستراتيجيات النضالية المتبعة حتى الآن ؟
· حول مشكل التنظيم:
- التنظيم / التنسيق.. وسيلة أم غاية ؟
جاء في البيان الصادر عن لقاء تفراوت المنظم من طرف جمعية محمد خير و الذي حضره عبد الله زارو و رشيد راخا و أحمد الدغرني … مايلي :
” لقد شكل رهان التنظيم لدى ايمازيغن بالمغرب السؤال الجوهري الذي من أجله نظمت مجموعة من اللقاءات بغية الخروج بالحركة الأمازيغية إلى فعل نضالي حقيقي قادر على تغيير موازين القوى لصالحها ولصالح مطالبها…” و كما ركز أيضا لقاء تارودنت، المنعقد يوم 4 دجنبر 2010 من طرف 27 إطارا من الجمعيات والتنسيقيات والمنظمات الأمازيغية، دراسة الوضع الراهن ” من أجل تفعيل وتعزيز التنسيق بين مختلف مكونات الحركة الأمازيغية “.
إن أغلبة اللقاءات المشار إليها أعلاه، ومهما تعددت أماكن عقدها و تنوعت أرضياتها فإنها تلتقي مجملا في بوتقة التقاييم الجاهزة ذات الطابع الاختزالي، ترى أن أخطر ما تعاني منه الحركة الأمازيغية هو التشتت و التشرذم ، دون استحضار ما عقد من قبل من تنسيقات سواء منها الفاشلة أو التي مازلت في طور الاحتضار( مجلس التنسيق الوطني ، جبهة أميواي ، الكنفدراليات و الفدراليات الجهوية بالشمال و الجنوب …) لنفطن أن التنسيق ليس بالأمر العسير و لكن الإشكال في طبيعة التنسيقات و الإطارات المشكلة لها و الأهداف المسطرة لكل تنسيق .
إن تنظيما محكما لا يمكن أن يتحقق خارج وحدة نظرية، فهذه الأخيرة شرط الوحدة التنظيمية، و نفسه بشكل تقريبي بالنسبة للتنسيق. وهنا يتجلى مربط الفرس و محور النقاش، إذ تتعالى الصيحات و الدعوات إلى ضرورة تحلي مكونات الحركة الأمازيغية بالتماسك الوحدوي ، بتغافل تام أن هذه الحركة ليست كتلة مونولوتية متماسكة ومنسجمة المصالح ، فالواقع أنها تتصف بتعدد الإطارات المكونة لها و التي تختلف من حيث أفقها و مقارباتها للقضية الأمازيغية ، هذا إن لم نقل أن أغلبيتها تسترزق بالقضية خاصة بعد تأسيس المعبد / المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي يستجيب لدعوة كل داعي
إذا دعا باسم الأمازيغي، مع سيطرة قوى برجوازية إصلاحية مرتمية في أحضان النظام على معظم الإطارات بتحكم فوقي تعمد معه إلى مصادرة القرار و تجزيء المطالب و النضالات و إخضاعها لحسابات غير مصلحة النضال الأمازيغي ومنه ضرب فعالية أي تنسيق يمكن في نجاحه أن يتجاوزها ( نموذج التملص من الدعوة إلى مسيرة توادا 1999)
مختصر القول هنا ، أن كل تنظيم وتنسيق ما هو إلا أداة نقل الإستراتجية من حيز النظرية إلى الواقع / إلى الممارسة، و كل تنسيق يجب أن يلعب الدور المنوط به في تقوية التنظيمات المنسقة و تجذير النضال ومركزة النضالات و تجنب السعي العاطفي إلى التنسيق لمجرد القول بأننا كأمازيغ متحدون و غير مشتتين ومنه اعتبار التنسيق كل شيء و الهدف لاشيء .
· التصورالبرنامجي :
في جانب آخر من النقاشات المطروحة حول الوضع الراهن و تجليات الأزمة ، نجد من تركز اهتماماتها على ما يدعونه ب ” تجديد الفكر الأمازيغي ” كمعضلة وجب تجاوزها للخروج من الأفق المسدودة الذي وصلت إليه الحركة الأمازيغية .
نموذجا لذلك ،لقاء صفروا يوم 22 ماي 2010 المؤطر بشعار ” من أجل تجديد الفكر الأمازيغي ” و الذي تمحور فيه مجمل النقاش على ” ضرورة بلورة أرضية فكرية و مطلبية جديدة للح.أ. ذات إستراتيجية على المدى البعيد وذات بعد وطني، فمن بين ما جاء في البيان الصادر عن هذا اللقاء ما يلي :
- بما أن أرض المغرب أمازيغية فيجب أن تكون هوية الدولة أمازيغية بالمفهوم الترابي و ليس العرقي.
- التأكيد على أن وحدة الهوية الأمازيغية للمغرب و المغاربة المستمدة من وحدة الأرض لا تنفي التنوع العرقي و لا التعدد الثقافي و اللغوي الذي يغني هذه الهوية …”
هذه التعابير المبهمة و المضببة هي و لا شك تعابير بودهانية وواحدة من أحاجيه المفرطة الخيال التي يسعى من خلالها السيد بودهان و شلته الإلقاء بالحركة الأمازيغية في براثين التعصب و الشوفينية و الانغلاق و نبد الآخر، في نزعة قومية ضيقة الأفق متمركزة حول الذات . إنها إرادة إحلال هيمنة محل هيمنة أخرى لكن على أرضية التحرر !!.
أم في القول بأن “وحدة الهوية الأمازيغية للمغرب و المغاربة .. لا تنفي التنوع العرقي و التعدد الثقافي..” فلم أتمكن شخصيا من فهم المراد من هكذا تعبير، فربما أن أصحابنا يتمتعون بروح الدعابة أو ينقصهم القليل من المنطق ليتبينوا زيف ما يقولون أو أنهم رسموا لنا صورة في أذهانهم تصفنا بالبلادة والبلهاء. و لكن المؤكد هو أن ما نراه هنا نموذج التيه النظري الذي ينخر ذات الحركة الأمازيغية. ( أنظر مقالات سابقة لتوجه الأمازيغي الكفاحي حول تصورات بدهان للهوية )
نفسه السيد بدهان، أكد في لقاء نظمته جمعية الهوية الأمازيغية يوم 20 مارس 2010 ، أن من أولويات الحركة الأمازيغية راهنا، ” التأكيد على هوية النظام بدل مشروعية النظام ، وأن إشكالية الحركة ليست في مشروعية الحكم القائم أو منازعته أو تجريده من صلاحيته بل المشكل هو مشكل الهوية ” هذه المقاربة و الانبطاح نحو اليمينية لا يلام عليها السيد بدهان لوحده ،هي خاصية كل القوى البرجوازية الصغيرة السائدة في الحركة الأمازيغية التي تحلم بالتسلق الطبقي على حساب قضيتنا .
إن الجذور الموضوعية للنضال الأمازيغي معادية لسياسة النظام البرجوازي التبعي بالمغرب وهو عامل أساسي يستوجب الوعي بالعلاقة الجدلية مابين البنية التحية و البنية الفوقية و كيف تؤثر سلطة البنية التحتية في الهيمنة على مستوى البنية الفوقية و بالتالي تحديد الإطار العام للظواهر الثقافية في علاقتها بالمعطيات السياسية والاجتماعية.
يوسف أوبجا – عضو الشبكة الامازيغية من اجل المواطنة

مسيرة طلابية بمراكش على هامش احدات تينغير

مسيرة طلابية بمراكش على هامش احدات تينغير 






نفذ عدد كبير من طلاب جامعة القاضي عياض بمراكش ليلة يوم الإثنين 27 دجنبر 2010 مسيرة بالحي الجامعي دعى إليها طلبة ينتمون إلى مدن تنغير ورزازات، احتجاجا على الهجمة التي تعرض لها مواطنون محتجون قبل يوم في مسيرة سلمية بالمدينة احتجاجا على ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية والتنموية والحقوقية بمنطقتهم.


وخرج الطلبة المذكورين بعد تجمعهم في الحي الجامعي بمراكش إلى الشارع العمومي حيث رفعوا شعارات منددة بما عرفته مدينتهم ومطالبين برفع الحصار عنها وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الامازيغ.


وكان طلبة مدينة تنغير قد قاموا منذ صباح يوم امس الإثنين بحملة تعبوية لجمع أكبر عدد من المتضامنين من خلال توزيع منشورات وتعليقها على جدران المؤسسات التابعة للجامعة

قصة لا يريدالعرب أن يسمعوها

قصة لا يريدالعرب أن يسمعوها
لا أحد يستطيع أن ينكر أن أرض شمال إفريقيا عبر تاريخها القديم ولد فيها شعب مختلف عن باقي شعوب العالم (الرومان، الإغريق، العرب، الفراعنة....) وعاش هذا الشعب فوق هذه الأرض حرا طليقا يمارس طقوسه وعداته وبنى حضارته إلى يومنا هذا وما يؤكد ما أقوله ما تركه الإنسان الشمال الإفريقي"الأمازيغ" من بصمات ورسومات خطتها يده والمنتشرة على طول شمال إفريقيا من شرق مصر إلى جزر الكناري ومن البحر الأبيض المتوسط إلى ثخوم بوركنافصو والسودان، وتعود هذه الكتابات إلى عصور غابرة قبل ميلاد المسيح أي قبل أن يعرف لا الرومان ولا العرب وغيرهم.

بهذه البقايا قال لنا الإنسان الأمازيغي أنه كان هنا وعبر عن وجوده وهويته وهوية الأرض التي ولد فيها وسمى نفسه "أمازيغ" أي الإنسان الحر و شكلت عبر التاريخ "الحرية" مبدأ جوهريا في وصف وجوده وهويته والدليل على أمازيغية هذا الإنسان توارث هذا الإسم الجميل "أمازيغ" لدى إبناء هذا الشعب إلى يومنا هذا، فتجد أبناء الشمال يعرفون أنفسهم "إمازيغن" في كل من المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا وواحة سيوة غرب مصروالعجيب أيضا أن أمازيغ شمال مالي ونيجر وثخوم السودان يعرفون أنفسهم "إماجغن" أو "إماهغن" أو إماشغن" وهو نفس التسمية الأولى وعندما جميع هؤلاء الأمازيغ وعندما تسألهم عن معنى هذا الإسم يجيبونك بدون تردد "الإنسان الحر أو النبيل" ،فشتان ما بين ما يعرف به هذا الشعب نفسه وهويته وما يطلقه عليه الأخر "العدو". فالرومان سمونا "البربر" مشتقة من كلمة "بربروس" وتعني "المتوحش أو الهمجي" في قاموس الثقافة الرومانية ويصفن بها كل قبيلة أو شعب "متمرد" على شريعة أباطرة روما ونفس الإسم أطلقه الرومان على جيرانهم المتمردين "الجرمان" لكن العرب نقلوا نفس الإسم عن الرومان وصيغ على قاعدة زيادة الألف لتصبح "البربر" فلم يكلف العرب عنان أنفسهم البحث عن إسم يليق بهذا الشعب الحر و ذللك لأن الغزاة العرب جاءوا بفكرة "تحضير الشعوب" و إنقاذها من "التوحش والبداوة" وهذا لا يختلف تماما عن "قيم روما الإستعمارية"؛ حيث بدا لهم شمال إفريقيا (قبل غزوه) أرض "المتوحشين" وبالتي أدركوا أن غزوتهم هذه المرة محفوفة بالمخاطر وأن هذه المعركة لن تكون نزهة كما تعودوا في الشرق مما يستدعي حث كل جندي غاز إلى تمضية سيفه أكثر مما مضى لقطع الرؤوس ولا مجال للجرج والحصول على هذه المرةعلى الغنائم ليس سهلا لأن "المتوحش" ـحسب اعتقادهمـ يدافع عن أرضه بوحشية كبيرة.

كان العرب على يقين أنهم ذاهبون إلى أرض ليست أرضهم ويحضرون شعبا ليس عربيا وما حدث بعد ذلك هو أن عدد الذين بقوا عدد قليل إضافة إلى بعض القبائل (مليشيات) فتحت لها الأبواب للإجهاز على مراعي الأمازيغ وليكونوا الذراع العسكري للحكام العرب ضد أي انتفاضة للأمازيغ.
مع قبول الأمازيغ للإسلام بدأت سياسة خلط بين ما هو ديني وما هو سياسي فانطلق البرنامج المعروف "المسلم من يسلم نفسه للعرب" وليس لله وأصبح مرورالأمازيغي إلى مرتبة التقوى والإيمان" يمر بشراء صكوك الغفران من ما يسمى "مباركة الشرفاء" أي من يبارك داخل الجنة وحبيب الرسول. كلما مالت فطرة الأمازيغي إلى تقاليده ولغته يهدد بسحب "جواز سفره" إلى الجنة وكان دائما يأمر أن لا ينضر إلى ورائه ولا إلى حضارته ولا إلى غروب الشمس بل طريق الجنة والخلود يوجد في الشرق. إيمانا منهم برسالة الله وضميرهم الصافي تعرب لسان الكثير من القبائل الأمازيغية وبحثت لها (للضرورة) عن إسم عربي لعله يجلب عليها العطف ومباركة "حراس الجنة" العرب، كلما تنكر الأمازيغي لهويته ولغته وتفكيره كان الموعد مع الجنة أقرب والمكافئة أحلى وهذه العملية "مسح الدماغ" هي من أعطتنا اليوم "الأمازيغ المعربة لسانهم" أما التفكير فبقي كما خلقه الله عليه ولا أنفي هنا أن في شمال إفريقيا من أصوله من الشرق لكن يشكلون أقلية ولا أنفي أيضا وجود عرب قلة تمزغت لكن العربي الأصيل لا يحتاج أن يتعلم لغة الأمازيغي "المتخلفة" في نضره؛ والإنسلاخ عن مشرقه من سابع المستحيلات .

كل شئ بالنسبة للعربي كامل ومقدس وهو متحضر أكثر من غيره وما عليه إلا "تسليخ" الشعوب الأخرى وزيادة حراس معبده. وهو من له الحق في تسمية أي رقعة أرضية بما يشاء مهما كان ذلك يناقض العقل والعلم لأن فكر العربي نفسه هو العقلنية وهوالعلم، فسمى شمال إفريقيا "المغرب العربي" والصومال، السودان، دجبوتي وكردستان "بلدان عربية" وسمى "تزكورت" زكورة لأن لديه عقدة مع "التاء الأمازيغية المسكونة"...............

قد يخالني البعض متعصبا أو أكثر من هذا لكن لا أكثرث ما دام الله سبحان وتعالى أعطانا العقل النير أن نخرج من قوقعة صنعها لنا العرب منذ زمان وندرك أن رسالة الإسلام نيرة وبريئة من ما يلفقها له العرب من "عروبة" وتعريب" وقومية وسنبقى نسجد لله وحده ونعظم رسله البرارة الكرام.


الكاتب: Agilas n Saghr

amazighworld

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

المقومات الفنية والموسيقية والإبداعية للفنان – العملاق، الأمازيغي عموري مبارك

المقومات الفنية والموسيقية والإبداعية للفنان – العملاق، الأمازيغي عموري مبارك 



قامت قناة تمزيغت في سهرة يوم السبت :20-11-2010 ، ضمن برنامج : " تيروريوين " مشكورة باستضافة الفنان ـ العملاق ، الامازيغي ، عموري مبارك ، وإذ أشكر القناة على استضافة هذا الفنان الكبير، فاني أود أن أستغل هذه المناسبة للكتابة عنه ، والتعريف بفنه ، بحكم كونه من الأعلام الأمازيغية التي قلما حظيت بفرصة الظهور في التلفزيون، إلا نادرا ،والحق يقال ، فان استضافة هذا الهرم الفني الكبير من طرف قناة تمزيغت هو بمثابة تكريم له ، وبمثابة اعتراف من طرف جزء من المشهد السمعي البصري المغربي ، الذي تجاهله طويلا ، بعطاء هذا الفنان المتميز ، ضمن مشوار فني طويل ، حافل بالمحطات المضيئة ،ابتدأ مبكرا ، في سنوات السبعينيات من القرن الماضي رسميا مع مجموعة أوسمان، ولايزال مستمرا ، لكن بمفرده ، بدون ملل ولا كلل.

هذا الفنان المناضل ، الذي ، اعتقد أن الزمان لن يجود بمثله ، يجب أن يحظى كما لايزال على قيد الحياة ، بكل الاهتمام الذي يستحقه ، يعد من الأوائل الذين خاضوا مغامرة تحديث الأغنية الأمازيغية شكلا ومضمونا ، وعندما أقول مغامرة ، فلأن الغناء بهذا النمط الموسيقي في سنوات السبعينيات ، بالنظر إلى كل الاكراهات ، الفنية ، واللوجستية ، وكل المعيقات التي تحف به ، في الإنتاج والتوزيع والتسويق ، وخاصة ماله علاقة بالذوق العام ، الذي لايزال رهين نمط معين من الموسيقى، والأداء ، هو بمثابة مغامرة ، خاصة وعدم مواكبة الدعم الإعلامي له، بيد أن الأكيد أن للإعلام دورا بارزا في الاسهام في عملية تهذيب الذوق العام ، والرقي به، وانتشاله من الشعبوية والارتجالية ، إلى مصاف الذوق الراقي، و الواعي بأهدافه والمتحكم في أدواته.

فمالذي يميز هذا الفنان عن غيره من الفنانين سواء الذين عاصروه ، أو من المتأخرين ؟ ، وماهي مقومات إبداعه الفني والموسيقي والغنائي ؟ هذا ما سوف أحاول الكشف عنه من خلال هذه السطور.
المسار الفني والاكراهات الماثلة :

ينتمي هذا الفنان إلى إحدى المد اشر المتواجدة بسفوح الأطلس الكبير الغربي، بقرية تدعى:" امزغالن بفرقة بولعجلات قبيلة اركيتن ، ومن الناحية الإدارية لجماعة أيت مخلوف دائرة وإقليم تارودانت ، نشأ في ميتم تابع لكنسية كاثوليكية بمدينة بتارودانت في سنوات السبعينيات من القرن الماضي ، تعلم اللغة الفرنسية صغيرا من الأخوات اللائي كن يسهرن على تربية نزلاء الميتم ، عشق الفن منذ الصغر ، وعانق القيثارة وهو لايزال يافعا،رضع الفن الراقي من تضافر عشقه للقيثارة وتذوقه لمعاناة اليتم منذ الصغر ،كون بالمدينة التي نشأ بها(مدينة تارودانت) فرقة موسيقية صغيرة ، سرعان ما فتحت له أبواب الذهاب بعيدا في مساره الفني الذي اتسم بالتميز والاختلاف منذ البداية، الآلة الموسيقية ، والألحان ، وطريقة الأداء ، والكلمات المغناة ،كلها أشياء كانت بالنسبة لمرحلته أشياء سابقة لأوانها، صعبة التقبل من طرف مجتمع مجبول على تذوق نمط معين من الموسيقى، تتجلى في موسيقى الروايس، بالإضافة إلى شيوع التقاليد الفنية المرتبطة بالتراث الموسيقى الاحتفالي، الذي يتجلى في احتفالات أحواش ، أي كل ماله علاقة بتقاليد " أسايس ".

ظهر هذا الفنان في فترة اتسمت بقلة استوديوهات التسجيل التي تدعم اللون الموسيقى الذي يقدمه، فباستثناء بعض الجمعيات الثقافية، خاصة الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، لم يلق هذا النمط الموسيقي أي دعم ، من أية جهة أخرى،لهذا فان بداية المسار الفني لهذا الفنان لم تكن مفروشة بالورود،وانطباع الذوق العام الامازيغي بنمط معين من الموسيقى، تتمثل في موسيقى الروايس، لم يساعد تجربة " مجموعة أوسمان " على الاستمرار ، بالرغم من النجاح الظرفي الذي حققته المجموعة في زمن قياسي، وهنا تكمن المفارقة، والتي تتمثل في سيطرة ذوق مدارس الروايس ، ونجاح تجربة أوسمان في فترة قياسية قصيرة، ثم اضمحلال المجموعة والتجربة برمتها ودخولها في طي النسيان في زمن قياسي أيضا، فكان لاندثار أوسمان الأثر البارز على مسار عموري مبارك ، الذي غلب عليه الطابع النضالي ، لان مشكلة التسجيل تنضاف إليها مشاكل أخرى مثل التوزيع والتسويق تضافرت في محاصرة هذا الفنان وإجباره على الدفاع عن أسلوبه بشكل نضالي ، ومحاولته فرض هذا الأسلوب يشكل في حد ذاته نوعا من التحدي الذي يستدعي الكثير من التضحيات، فبعد توقف المجموعة اضطر الفنان إلى معانقة قيثارته، وشقه لدربه بشكل فردي ،هذه المعاناة ،وهذا النفس النضالي الصامد والمصر على المواصلة والاستمرار ، هو ما افرز أهم الروائع الفنية الجيدة والمتميزة التي أنجزها ، و التي عناوينها:"
Awal Inu Gan Amazigh .
- Tazwit Nra Nikdim Anmun.
– Janvillier.
– Ganagh Gar Idudan Tament Nsalat.
-Mqqar d Mqqar.
- As Nna Iran Yan Aykerz.
- Afoulki…

هذه الأعمال الجميلة والخالدة ، تجعل من الفنان عموري مبارك، فنانا استثنائيا في زمن استثنائي ،ويمكن اعتباره المجدد والمحدث للأغنية الأمازيغية بلا منازع .
يعود للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي الفضل الكبير في احتضان مجموعة اوسمان التي كان يترأسها الفنان الذي نحن بصدده ،ودعمها ، في إطار تصور جزئي يندرج ضمن تصور فكري ،إطار، متكامل لدور الأغنية في عملية النضال من أجل إبراز وتطوير القيم اللامادية للهوية الأمازيغية، و الحفاظ على خصوصية وتفرد الثقافة الأمازيغية ،هذه الجمعية التي ظهرت في سنوات الستينيات من القرن الماضي ( 1967 ) ،والتي كانت تضم مجموعة من الشباب الغيورين على اللغة والثقافة الامازيغة ، منهم الشاعر والمناضل الراحل ، علي صدقي أزايكو، إبراهيم أخياط ، أحمد عصيد ، محمد شفيق ، عبد الله أوسادن ، محمد الشامي ، وآخرون ، ساهمت إلى حد كبير في بقاء اللون الموسيقى الذي امتازت به مجموعة " أوسمان " في البداية قبل أن يكون اللون الذي انطبعت به كل أغاني عموري مبارك فيما بعد ، فتواجد هذه النخبة من الشباب المثقف خلف هذه المجموعة هو الذي أمدها بالدعم المادي والمعنوي كما أسلفت ، وتتجلى أبرز مظاهر هذا الدعم وهذا الاهتمام من طرف هذه الجمعية بهذه المجموعة الغنائية خاصة في الأشعار التي كان يمدها بها أولئك الشعراء المنخرطين في الجمعية ، خاصة الشاعر والمناضل الراحل على صدقي ازايكو، هذا الشاعر سوف يكون المزود الرئيسي للفنان عموري مبارك بالقصائد الشعرية الهادفة والملتزمة ،فيما بعد.

المقومات الإبداعية - المضمون:

لقد أقر الفنان هو نفسه أن مساره الفني لم يكن منفصلا عن مسار الشاعر المناضل الراحل علي صدقي أزايكو، بحيث أنه وجد في أشعاره ضالته التي كان يبحث عنها، وكأن ألاثنين ولدا ليكمل بعضهما الأخر، ولعل ماجعل الفنان ينجذب إلى القصائد التي ألفها الشاعر الراحل ، طابعها النضالي ،بحيث كانت السمة الغالبة على هذه الأشعار، هي سمة التغني بمعاناة الإنسان، وآلامه ، وهمومه، وعلاقاته الاجتماعية ، بالإضافة إلى معانقتها للقضية الأمازيغية، ولعل أي مستمع – قارئ ، للقصيدة التي يقول مطلعها:
Awal inu gan amazigh urten iri an.
Ussin urd imik ,mad izdern assers ihuc

سوف يدرك من غير الحاجة إلى البحث عن تتمة القصيدة على أن الأمر يتعلق باللغة الأمازيغية ، التي تعاني من التهميش والإقصاء، وهكذا تميز الفنان عموري مبارك، بعلاقته الوطيدة بالشعر الملتزم ، خاصة قصائد الشاعر الراحل، المناضل على صدقي أزايكو، كما أسلفت ، بالنظر إلى كونه قد غنى تقريبا جل القصائد المتناثرة في دوانيه :" تيمتار و- از مولن " الشئ الذي جعله بعيدا عن الاستئثار بالاهتمام الشعبي، عكس غالبية الروايس والموسيقيين الذين كانت أغانيهم تتفق أولا، مع ذوق الجمهور من حيث اللون الموسيقي، ثانيا ، من حيث الكلمات المغناة، والتي كانت بسيطة وقريبة من الإدراك العام، عكس القصائد الشعرية الملتزمة التي كتبها فطاحل الشعر الأمازيغي الحديث، خاصة المرحوم على صدقي ازايكو، والذي تميز أسلوبه بالاستعصاء ولغته الشعرية بالرصانة وصوره الشعرية بالتعمق والانزياح عن المألوف لدى المستمع الأمازيغي العادي، والذي لايزال سادرا في تذوقه لقصائد الروايس المتسمة بالواقعية والمباشرة والتبسيط ،لهذا بقي فنانا بعيدا عن الأضواء بشكل جعل منه ذلك الفنان الغريب بين أهله وقومه، الذين يغني بلغتهم، بحيث لم يكن معروفا سوى لدى أقلية من المتذوقين لفنه، أومن لدن بعض الناس الذين يعتبرونه شكلا مشوها للأغنية الأمازيغية، بحيث أدى التجاهل الذي قوبل به هذا الفنان من طرف الجمهور ،حد التندر ، إلى عدم الاهتمام بأغانيه ، وعدم رواج أشرطته، سوى لدى فئة قليلة جدا من الشباب المتعلمين، والحاملين لوجهة نظر فنية وموسيقية وغنائية ، مغايرة لوجهة نظر الجمهور، خاصة أمام استفحال ظاهرة المجموعات الغنائية في سنوات التسعينيات ،بحيث اعتبر فنه وكذلك فن تلك المجموعات بمثابة الشكل الدخيل على جسد الأغنية الأمازيغية الأصيلة، يؤيد هذا الرأي قول الرايس عبد الله بن إدريس المزوضي في إحدى أغانيه:

Ifughd Izenzar d Usman ighama iggig
Ad ifwgh aysker lawtar ness, ar itl3ab
Ngh- agh kullu yut acku nfugh lmuDu3

ولم يتسنى له أن يستقطب اهتمام الفاعلين في الشأن الثقافي الأمازيغي، بعد انحسار الدور الذي كانت تقوم به الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي،على اثر اندثار مجموعة أوسمان ، إلا في سنوات التسعينيات من القرن الماضي، عندما تم اكتشاف أعماله المتميزة من طرف شريحة من الشباب المناضل،ليعود وبقوة إلى التربع على عرش الأغنية الأمازيغية الحديثة والملتزمة، كأحد الأعمدة الصلبة والشامخة للأغنية الأمازيغية ذات المنحى النضالي .

المقومات الموسيقية والغنائية - الشكل:

لقد انطبعت تجربة أوسمان منذ البداية بالانزياح عن الشكل الموسيقى المألوف ، ويكفي لملاحظة هذا الأمر النظر إلى الآلات الموسيقية التي وظفت من طرف هذه المجموعة العصرية ، والتي اعتبرت سابقة لعصرها بكثير،فآلة الأكورديون، والقيثارة ، والبيانو ،وطام طام، والكمان ، كلها كانت آلات غريبة عن المألوف لدى المستمع الأمازيغي العادي ، الذي لم يتسنى له بعد ، أن يكتشف هذه الآلات ، وأن يتذوق طعمها مؤداة بها الأغنية الأمازيغية والذي لايستطيع، في تلك الفترة المبكرة ، أن يتذوق الأغنية الأمازيغية بغير آلة الرباب ولوتار والناقوس ،فهذه الآلات بالنسبة للذوق العام آنذاك، هي آلات غربية ،واستعمالها من طرف هذه المجموعة لأداء الأغنية الأمازيغية ،هو بمثابة بدعة يجب أن ترفض وتزدرى بكثير من الإشفاق وعدم الإنصات ، ويكفي لمعرفة الخطوط العريضة للمسار الموسيقي لمجموعة أوسمان ، وبعدها للفنان عموري مبارك ، التأمل في هذه القولة التي اعتبرت بمثابة المبدأ الموسيقي للمجموعة ،والتي كان الفنان عموري يستهل بها سهرات المجموعة :
« La musique est un arbre qui se nourrit de patrimoine populaire, et que respire par les courants de la musique moderne «

استقل الفنان عموري بنفسه ، وشق دربه الفني لم يشذ عن تجربة أوسمان كثيرا، خاصة وأنه كان المؤدي للأغاني ، والعازف على القيثارة ضمن تلك المجموعة نفسها، بمعنى أنه هو واضع الألحان المغناة من طرفها، لذلك تميز أسلوبه الغنائي بالتركيب الموسيقي ، أي بتعدد طبقات الألحان ،ساعده في ذلك حنجرة ذهبية لايزال الفنان محافظا على حرارتها إلى الآن ، كما أن من التقنيات الحديثة التي أضفت نوعا من الجدة على أسلوب الفنان ، تقنية التوزيع الموسيقي ،بحيث ساعدت هذه التقنية الفنان في تركيب العديد من الألحان التي لا تخطؤها الأذن المتمرسة جدا ، والمتذوقة جدا ، على أنها ألحان تراثية أصيلة ، أعيد توزيعها بشكل عصري وحديث ، أضفى عليها عنصر التوزيع الموسيقى ، والآلات الموسيقية الحديثة ، الروعة والجمال والإبداع.
بالإضافة إلى تقنية التوزيع الموسيقي La diffusion musicale
ساعدت تقنية أخرى، هي تقنية التنسيق الموسيقي L’arrangement musical
الفنان على تنسيق أجزاء متفاوتة من الأغنية المؤداة ،وصهرها في بوثقة القطعة الموسيقية المنسجمة ، والجميلة ، لحنا ، وأداء ، في قالب عصري متميز، يندرج ضمن المجهودات المبذولة للإسهام بالأغنية الأمازيغية في الثقافة الكونية من بوثقة الخصوصية الأمازيغية،كما أن للآلات الموسيقية الموظفة، والتي تشكل قيثارة الفنان أحدى أعمدتها الرئيسية ، التي تضفي على القطعة الموسيقية روعة وجمالا منقطع النظير،الدور البارز في جعل من أغاني الفنان عموري مبارك ، أغاني متميزة بكل المقاييس ،كما لعملية تنويع الأشكال واستلهام نماذج من الموسيقى العالمية ومواكبة التطور التكنولوجي الأثر الحميد على عملية العصرنة والتطوير، التي لم تقطع مع مقومات الأغنية الأمازيغية – خاصة في سوس – والتي تتميز بمقامها الخماسي ،لكن مع الاستفادة من التجارب الكونية، وتطعيم الأغنية المحلية بنماذج رائدة من التراث العالمي .

لقد استطاع الفنان عموري وبنجاح أن يوظف كل الأشكال التراثية والكونية في مساره الغنائي الذي تميز بالبحث عن المتميز والجديد في كل محطة من محطاته الفنية ،فاستعمل آلة الرباب ولوتار ، ووظف شكل الجوق الموسيقى العصري ، ووظف العديد من الأشكال لايسمح الحيز بسردها كلها، مجمل القول أن هذا الفنان المناضل ، والملتزم ،يعتبر بحق عمودا من أعمدة الفن الأمازيغي الحديث يجب أن يحظى بكل الرعاية والاهتمام، وأن يعرف بفنه ومساره الفني ، في إطار تصور فكري عام، للنهوض بالفنون الأمازيغية، وتبويؤها المكانة المرموقة التي هي جديرة بها ،وجعل من نموذجه الغنائي النموذج العصري للأغنية الأمازيغية الحديثة الذي يجب أن يحتذى.







Auteur : محمد أيت بود

تنغير تحت الحصار

تنغير تحت الحصار

المتظاهرين الامازيغ امام عمالة تين-اغير (تينغير)

قامت الحركة الأمازيغية اليوم 26/12/2010 بتأطير مظاهرة شعبية حاشدة منددة بشكل سلمي بالإقصاء الممنهج الذي يطال منطقة الجنوب الشرقي ثقافيا و اقتصاديا و اجتماعيا, و بذلك تكون الحركة الأمازيغية قد أكدت بالملموس تجذرها وسط الجماهير الشعبية ,و ارسلت رسالة تحذيرية أولية حول الحاجة الملحة للإستجابة لمطالب السكان و التعامل مع ملفهم المطلبي بجدية,لأن الوضعية الحالية لا يمكن بتاتا أن تستمر.

إلا أنه و كالعادة عوض الإستماع و الإستجابة لمطالب المتظاهرين عرفت المنطقة تعزيزات أمنية كثيفة,مما ينذر بتصعيد خطير للأوضاع في ظل أزمات خانقة يعيش فيها سكان احد أفقر المناطق في المغرب.

تنغير تنتفض

تنغير تنتفض


إندلعت صبيحة يوم الاحد 26 دجنبر2010 مواجهات عنيفة بين سكان مدينة تنغير و قوات القمع/الامن على خلفية تجمع سكاني إحتجاجي دعت إليه فيدرالية الجمعيات التنموية و فعاليات الحركة الأمازيغية بالمنطقة والتي تضم حوالي 90 جمعية تتوزع على مختلف المجال الترابي لبلدية تنغير، حيث جابت المسيرة شوارع المدينة إنطلاقا من ساحة البلدية وصولا إلى أمام مقر عمالة الإقليم ؛ رفضا للأوضاع المزرية التي تعيش على حافتها ساكنة المنطقة ككل و رداً على الإ جرات الصارمة للسلطة في تعليق تسليم رخص البناء و التعمير مند أزيد من عشرة أشهر مما نتج عنه شلل شبه تام للإقتصاد المحلي عموماً و للقطاعات المتصلة بمجال البناء خصوصا لتتضاعف بدلك اأفواج المعطلين وِلتنضاف إلى حوالي 2000 معطل حاملي الشواهد و خريجي المعاهد و الجامعات، و ضمنت الفيديرالية دعوتها للوقفة الصادرة يوم 07دجنبر2010 مجموعة نقاط اخرى تزحف تحتها المنطقة منها:
تردي الخدمات الصحية العمومية إد وصلت حد فقدان الساكنة ثقتهم بالمؤسسة الصحية الوحيدة (مستشفي تنغير الدي أنشأه المستعمر و الذي لا يقدم سوى بعض الخدمات الهزيلة كتضميد الجراح الطفيفة او ما شابه) في مقابل دلك تكتض عيادات الطب الخاص التي يغتني فاتحوها بشكل مهول .

غياب البنيات التحتية الضرورية (طرق، قناطر) حيث ان أي تساقط طفيف للأمطار ينتج عنه شلل المدينة ،إضافة إلى غياب كلي للمرافق الإ جتماعية كالنوادي الرياضية و الترفيهية و دور الشباب باستثناء حي الدعارة الذي يراه المسئولون متنفساً اجتماعيا
خنق المجتمع المدني و محاولة حصاره بعدم تسليم وصلات الإيداع للجمعيات
عدم تمكين طلبة المنطقة والجنوب الشرقي الذين يتابعون دراستهم الجامعية بمدن بعيدة من منح دراسية تساعدهم على سد جانب من رمقهم خصوصا مع الإرتفاع المهول لأسعار المواد الضرورية أما الثانوية فالله كريم

غض الطرف عن بؤر الفساد الأخلاقي إد على بعد 400 متر من مقر البلدية يتواجد حي خاص للدعارة و لتجارة الجسد والمخدرات بجميع أصنافها أمام أعين بل بحراسة سماسرة/رجال الأمن مع الدفع بالإتاوات
إلى آخره من قائمة المطالب التي تعاملت معها السلطة بسياسة الأذان الصماء ،وقد إندلعت شرارة المواجهات حوالي ساعة و نصف من بداية المسيرة بعدما أقدمت قوات الجيش و عناصر القوات المساعدة بمحاولة تفكيك المتظاهرين الأمر الذي زاد الطينة بلة والغضب غضباً حيث قامت جموع المحتجين برشقهم بالحجارة و بكل الوسائل المتاحة أمامهم و اعتبروا الاحتجاج و المطالبة بحقوقهم الاجتماعية أشياء يكفلها لهم الدستور كما يكفلها للصحراوين كما جاء على لسان وزير الإتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة على خلفية أحداث العيون

للعلم و حسب شهود عيان فقد استقدمت قوات الجيش و وحدات القوات المساعدة التابعتين للتكنتين العسكريتين لمراكز النيف 75 كلم شرق جنوبي المدينة و دائرة بومالن دادس 50 كلم في إتجاه مدينة ورزازات مند يوم الأربعاء الماضي أي أربعة أيام على موعد الحدث و شوهدت شاحنات الجيش التابعة للتكنتين بإحدى المستودعات التابعة للعمالة وهي محملة عن آخرها بعتاد التدخل السريع مما يعني الرفض القاطع المسبق للسلطة للدخول في أي محاولة حوار مع المحتجين ،وإلى حدود الساعة لازال عدد المعتقلين الدين تم على الفور ترحيلهم إلى معتقلات مدينة وارزازات مجهولا، كما ان المستشفى بدوره عرف إستنفاراً لعدد الجرحى الوافدين إليه


الجمعة، 24 ديسمبر 2010

ظاهرة القمع بالريف (من 84 إلى 05)

ظاهرة القمع بالريف (من 84 إلى 05)
كتب على الريف، أن يعيش سنوات الحكم المغربي أبشع أشكال الاضطهاد والعنصرية الأبارتيدية اللغوية والعرقية وإقصاء متعمد متعدد الأوجه وممنهج للمنطقة وضرب أبناءها في التنمية، حيث تم نهج سياسة العزلة والتهميش والانتقام. هذا الوضع هو الذي أدى في النهاية إلى تفجير انتفاضة أخرى بالريف "تحمل في طياتها عودة قوية للبعد الأمازيغي"(1)، أطلق عليها بـ "انتفاضة الجوع" أو "انتفاضة الخبز"، "لتزيد من درجات مكر التاريخ ولعنة الجغرافيا، فانضافت جراح جديدة على جراح الماضي الذي لم يشف بعد، حيث شهدت مدينة الناظور اعتقال المئات من المواطنين شيبا وشبابا، رجالا ونساء، وذلك على خلفية الاضطرابات التي عرفتها المنطقة أو ما يسمى بانتفاضة يناير 1984، حيث شهدت المدينة نزولا شعبيا كبيرا وغاضبا إلى الشوارع نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمنطقة، والارتفاع المهول لأسعار المواد الغذائية"(2)، حيث بدأت هذه الانتفاضة باحتجاجات الحركة التلاميذية بمدينة الحسيمة "وبعد تدخل القوات لقمع التلاميذ المحتجين بالحسيمة داخل الثانويات، انتفض كذلك التلاميذ في الناظور تضامنا معهم، إلى أن انتقلت تلك الاحتجاجات التضامنية إلى خارج أسوار الثانويات حيث انخرط فيها حتى عموم الساكنة"(3). لقد "شارك فيها التلاميذ والشغيلة عرفت مشاركة ما يقارب 12000 مواطن"(4)، وتطورت بعده إلى انتفاضة شعبية في عدة مدن الريف ضد سياسة التقويم الهيكلي برمته، وضد سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها الدولة المركزية ضد بلاد الريف. بالمقابل كان رد فعل قوى السلطة المركزية نزولا كثيفا لقوات الأمن بمختلف أنواعها وأسلحتها، حيث ستتحرك مرة أخرى فيالق الجيش المغربي اتجاه المواقع في الريف، وهي مستعدة لمواجهة المنتفضين الريفيين الذين وصفهم الحسن الثاني بـ "الأوباش" ليخرج هؤلاء المواطنين من "دستور الرعايا". بعده "حدث إنزال عسكري قوي بالمنطقة دبابات ومروحيات ومظليين، حينها بدأ القصف بشكل كثيف وعشوائي تجاه المواطنين من دون تمييز بين الكبير والصغير، والمرأة والرجل، كان يكفي أن يخرج المواطن من أي مقر لكي تتلقفه إحدى بندقيات الجيش أو الشرطة"(5)، كما جاء في تقارير وتغطيات الجرائد الإسبانية. تواصل بعض هذه الجرائد في نفس السياق، وتقول: "وصل الأمر إلى أن شاركت في هذه العمليات حتى المروحيات التي بدأت تطلق الرصاص على المواطنين من الجو"(6)، كما قامت السلطات المغربية باعتقالات واسعة في صفوف المواطنين واقتيادهم إلى مخافر الشرطة، ليمارس عليهم مختلف أصناف التعذيب الجسدي والنفسي، أما القتلى فيتم دفنهم في مقابر جماعية بعدة مواقع في الريف، أهمها موقع الثكنة العسكرية بتاويمة بالناظور.
بعد أن تم القضاء على هذه الانتفاضة، وبسنوات قليلة، عاد القمع المركزي ليقمع مرة أخرى الريفيين ويغتال التلميذان سعيد بودفت وفريد أكروح على خلفية احتجاجات الحركة التلاميذية بثانوية إمزورن (إقليم الحسيمة) في يناير 1987. بيد أن أجواء الترهيب التي تلت وقوع هذه الأحداث، كانت تتم باعتقالات تعسفية واسعة في صفوف التلاميذ الريفيين إضافة إلى المحاكمات الصورية والتعذيب الجسدي والنفسي، "فمداهمت البيوت وتخويف العائلات كانت تتم ليل نهار"(7) إلى أن تحالفت الطبيعة مع الدولة المركزية، وكانت النتيجة زلزالا مدمرا هز الريف الأوسط ليلة 24 فبراير 2004، وكان نصيبهم في هذا النظام، التعتيم الإعلامي وتماطل الدولة المركزية رغم كثرة الإمكانيات والمساعدات الدولية، مما أفرز عدة حركات احتجاجية مطلبية بمختلف مناطق الإقليم، وأهمها جمعية تامسينت لمتابعة آثار الزلزال. بدل الاستجابة لمطالب الضحايا والمنكوبين أقدمت السلطات المخزنية على اعتقال عددا من المحتجين، مما أجج سخط وغضب الجماهير الريفية، وعرفت مواجهات عنيفة بين السكان وبين القوات العمومية بمختلف أصنافها. كتبت جريدة البيضاوي تحت عنوان "سحق انتفاضة الريف الثالثة"، تقول : "كانت سيارات الدرك وشاحنات القوات المساعدة والسيمي قد أخذت مراكزها بأهم النقط وملتقيات الطرق، في حين شوهدت تعزيزات دركية قادمة من اتجاه الناظور وتازة"(8). لقد تعرض خلالها المنكوبين لهجوم قمعي دامي وخطير بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي...، خاصة في المسيرة الاحتجاجية المنظمة بتاريخ 19 مايو 2005. نستمر مع البيضاوي في فقرة بالغة الدلالة، تقول : "العشرات من الشاحنات العسكرية و"الجيبات" والمئات من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والسيمي، والكلاب البوليسية، ومروحية تحلق، وقنابل مسيلة للدموع ترمي، وتبادل الرشق بالحجارة وإصابة العديد من المواطنين وعناصر الأمن والمداهمات.."–تضيف البيضاوي وتقول- "كل هذه العناصر أثتت جزء من جغرافية إقليم الحسيمة وبالضبط بمنطقة تاماسينت، وكان المطلب إعادة الإعمار والرد هو سحق انتفاضة المنكوبين الثالثة بعد انتفاضة 59 وانتفاضة 1984"(9).
بتضاريس الحسيمة إذن تتعقد أكثر بمواجهة أفراد التدخل السريع للمحتجين، فبعد أن طرحت الأسبوعية الجديدة التي كانت في قلب الحدث السؤال التالي: كيف اشتعل فتيل المواجهة بين قوات الأمن والمتظاهرين بالحسيمة؟ تنقل تفاصيلها في مقالة بعنوان "من مسيرة مطالب اجتماعية إلى لهيب الغضب والرصاص !"، تقول : "اشتعل اللهب في الجبال والهضاب الريفية، بعدما كان الأمر أقرب إلى مستصغر الشرر، إذ تحولت احتجاجات سلمية بخلفية مطالب اجتماعية لمتضررين قرويين، من كيفية إدارة المساعدات المخصصة لمتابعة آثار زلزال فبراير 2004، إلى مواجهة عنيفة استعملت فيها قوات التدخل السريع مروحية وقنابل مسيلة للدموع، ورصاص مطاطي، وهراوات نزلت بشراسة على أجساد المتظاهرين"(10). نستضيف في ذات السياق جريدة النهج الديمقراطي، كتبت تحت عنوان "إقليم الحسيمة بين مخلفات الزلزال والحصار المخزني" تقول: "ولقد تدخلت مختلف أجهزة القمع مستعملة كل الأساليب الوحشية من إهانات وضرب إلى استعمال المروحيات والقنابل المسيلة للدموع والكلاب البوليسية الشيء الذي خلف عدة إصابات في أوساط الجماهير وحالة من الذعر والإرهاب"(11). وضمن نفس السياق، أصدرت الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي من الدار البيضاء بيانا بتاريخ 21 ماي 2005 تقول بأن المسيرة الاحتجاجية ليوم الخميس الأسود 19 ماي 2005 تم منعها "بالقوة مما أدى إلى مواجهات عنيفة استخدمت فيها طائرة مروحية لتفريق المحتجين والغازات المسيلة للدموع وإطلاق العيارات النارية في الهواء بعد ذلك انطلق مسلسل الملاحقات التي وصلت حد مداهمة البيوت. مما أدى إلى وقوع إصابات بليغة في صفوف المحتجين واعتقالات بالجملة"(12).
خلفت هذه المسيرة إذن، اعتقالات وضحايا وجروح متفاوتة الخطورة وتعنيف للسكان بما فيهم المسنون والنساء وكذا أعضاء من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الذين تعرضوا لتعذيب جسدي وحشي وإهانة مخلة بكرامتهم. ولا تزال إلى حد الآن هذه الخروقات مستمرة حيث لازالت مئات الأسر تعيش حياة التشرد والمعاناة، رغم مرور أزيد من ستة سنوات على الزلزال الذي ضرب المنطقة في يومه 24 فبراير 2004. مما يؤكد فشل ما يسمى بـ "البرنامج الحكومي الاستعجالي لإعادة الإعمار" مع انتهاج سياسة التسويف والتماطل والوعود الكاذبة اتجاه مطالب المنكوبين، ليستمر النظام القائم في قمع احتجاجات المنكوبين، كلما نظمت جمعية تامسينت لمتابعة آثار الزلزال مسيرة احتجاجية المستمرة لحد اليوم، حيث تعرف المنطقة كل مرة طوقا أمنيا وتنصيب حواجز في الطرق المؤدية إلى تامسينت لعزل هذه المنطقة وإخضاعها لمراقبة أمنية استثنائية.
بهذا الشكل، أصبح الريف خاضعا لحالة استثناء، محكوما بالقبضة الحديدية لأعوان السلطة المركزية، والتي أكدها وزير الاتصال المغربي السابق نبيل بن عبد الله عندما قال إبان غضب الطبيعة والمنكوبين : "إن الوضع تحت السيطرة"، فبهذه العقلية الأمنية الاحتقارية المقصودة من قبل السلطات المركزية لاعتبارات وحساسيات خاصة بالريف وصراعات تاريخية مع الدولة المركزية، سيستمر الصراع الريفي – المخزني، ولو بغير الشكل الذي كان عليه في السابق، وتستمر ظاهرة القمع بالريف إلى يومنا هذا، وهذه المرة مع حركة المعطلين بالريف. ويظهر جليا من خلال هذا القمع تأكيد واقعية شعار أحداث 2004 بالريف، يقول: "الزلزال ظاهرة طبيعية، والقمع ظاهرة مخزنية".

الهوامش:
1 - بلمزيان علي، أي موقع للجهوية في اللعبة السياسية؟، جريدة باديس، عدد 16/17 نونبر/دجنبر 2002، ص 11.
2 - الحسن الثاني والريف وعقود من الجفاء والآلام، جريدة السطور، العدد 8، يناير 2008، ص 6.
3 - أحداث 1984 بالناظور...من البداية نحو النهاية، جريدة الشمال، العدد 01، الاثنين 22 يناير 2007.
4 - انتفاضة يناير 1984.. الأسباب والنتائج، جريدة النهج الديمقراطي، العدد 90، يونيو 2005، ص 6.
5 - جريدة النهج، العدد 90، نفس المرجع السابق.
6 - أنظر على سبيل المثال الجريدة الإسبانية إلبايس (El pais) بتاريخ 23 يناير 1984، والجريدة الإسبانية إل تيلغرام ذي مليا (El Telegrame de Melilla) بتاريخ 24 يناير 1984 معززة بصور لمروحية تقوم بذلك.
7 - جمعية قدماء ثانوية إمزورن تخلد ذكرى 21 يناير تحت شعار "حتى لا ننسى"، جريدة تفراز، العدد 21، أبريل 2005، ص 7.
8 - مبعوث الجريدة: منير الكتاوي، سحق انتفاضة الريف الثالثة، جريدة البيضاوي، العدد 152، الثلاثاء 24 ماي 2005، ص 5.
9 - جريدة البيضاوي، نفس المرجع السابق.
10 - جريدة الأسبوعية الجديدة، العدد 32، من 26 ماي إلى 01 يونيو 2005، ص 12.
11 - جريدة النهج الديمقراطي، العدد 90، يونيو 2005، ص 22.
12 - جريدة النهج الديمقراطي، نفس المرجع السابق.

  الكاتب: محمد القجيري

سيميوتيكا "الشّلح"

سيميوتيكا "الشّلح"
يتميز الإنسان عن باقي الكائنات على قدرته في تسمية الأشياء المحيطة به انطلاقا من وظيفة الشيء أو شكله... أو اعتباطيا، و هي تعبير عن و جهة نظر معينة تختلف من شعب إلى آخر حسب ثقافته و لغته، و تسمية الشعوب لنفسها عملية إرادية تعتز من خلالها بنفسها [...](م. شفيق)، و يستحيل و جود أشياء بدون تسمية، ناهيك عن تسمية الشعب لنفسه، و بالتالي نتساءل: هل بقي شعب الجنوب الغربي للمغرب، الأطلس الكبير الغربي، الأطلس الصغير، سهل سوس و الجهة الشمالية للصحراء أو ما يسمى بسوس الكبرى بدون تسمية لينتظر من يسميه بالشلوح؟
على المستوى اللساني يلاحظ أمران أساسيان يؤكدان أن التسمية (الشلوح) ليست بالبت و المطلق محلية.

- الأولى: أكد بعض اللسانين الأمازيغ أن حرف "ح" ليس حرفا أصليا في اللغة الأمازيغية بل هو حرف مستورد و الواضح أنه دخيل من اللغة العربية [...](س. شاكر)، و في بعض المناطق خاصة سهل سوس، حرف "ح" هو متغيرة للحرف "غ" وهذا التغير مرتبط أساسا بالجغرافيا، ومنه "نِيح" و نِيغ" لها معنى وا حد و هو "قلت".

- الثاني: أن كل الكلمات في اللغة الأمازيغية لم تصنع عبتاً بل هي مرتبطة بالجدر و نفس الشيء يمكن قوله عن اللغات الأخرى، و مصطلحات "تاشلحيت، شلحة، شلوح..." يظهر أنها مشتقة من الجدر "شلح" الذي نجده في المعاجم العربية بمعنى قاطع طريق و "المشلح" هو الذي يعري الناس من ثيابهم... و نجد المعنى ذاته لدى بعض قبائل سوس الشمالية.

و بالتالي فالتساؤل وارد، كيف أمكن للسوسين أو السواسة أن يسموا أنفسهم بهذه التسمية القد حية، أو بتعبير آخر لماذا أصبح المصطلح لصيقا بسوس؟ (و "الشلح" في اللغة الدارجة هو الأمازيغي كيفما كان، ويسمى بها كذلك الشعب الأمازيغي في تونس).

الإجابة نجدها عند تحليل بسيط للصيرورة التاريخية لتعامل المخزن مع الأمازيغية وزع خلالها التسميات بشكل عشوائي على المجموعات الأمازيغية و رسخها بإنشاء إذاعات جهوية "ليداعا ن تشلحيت، ..." و التلفزة "نشرة اللهجات،..." بل و حتى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مستغلا بعض الدراسات الكولونيالية التي ذكر فيها المصطلح ليضفي عليها الطابع العلمي و لا بأس أن نورد مقطعا للكابتين جوستيناغ المعروف بالقبطان الشلح في كتاب "البربرية المغربية، لهجة الشلوح" إذ قال بالحرف في تعريفه لما سماه "لهجة الشلوح":

« …les gens qui parle ce dialecte s’appellent le plus souvent des chleuh, singulier chelha.
il s’appellent aussi Imazighen, singulier Amazigh, leur dialecte s’appelle tachelhit, ou tamazight, ou tasousit… »

الملاحض من خلال هذا المقطع أن هناك تستميتين للإنسان و ثلاث تسميات للغة:

- بالنسبة لتسمية الانسان: ف "الشلوح، و شلحة" ليس لها شكل كلمات أمازيغية بل و حتى فرنسية لأنها لو كانت أمازيغية لكتب "إشلحين، أشلحي" المتداولة و المثبَتة حاليا بفعل وسائل الإعلام المخزنية بل و ارتكب خطأ لأن مفرد "الشلوح" هو الشلح"، أما "إيمازيغن و أمازيغ" فلها شكل كلمات أمازيغية فلماذا إذن فضل" الشلوح"؟

- أما بالنسبة لتسمية اللغة: فذكر " تاشلحيت و تامازيغت و تاسوسيت " فنتساءل مرة أخرى لماذا اختيرت تاشلحيت دون باقي التسميات؟

مجموعة من التساؤلات و غيرها ليس الهدف منها النقاش في سبيل المزايدة أو هو نقاش في القشور بل لأنه أصل المشكل في عدم الوعي بالذات أو عدم الرغبة في هدا الوعي أصلا نتيجة للإحساس بالدونية فتزداد الرغبة في الانسلاخ و تقمص هويات وافدة استعمارية إضافة إلى الكره المتزايد ليس فقط للذات بل كذلك للمحيط و المجال الذي هو فيه لحساب مجال آخر يعتبرة مركزا لتفكيره و وجوده... إنها قمة الإستلاب.
فتسمية الشلوح لا تقل خطورة عن البربر فالتسميتان لهما نفس المعنى، فالشعب الدوتشلندي(الألماني) لم يسمى فقط بالبربر بل أيضا بالشلوح أثناء الحرب العالمية الثانية للدلالة على الهمجية النازية.
فكيف تحول أبناء سوس المحكَورين و المضطهدين تاريخيا إلى بربر و شلوح و قطاع طرق و نازيين... و بلادهم بلاد السيبة و مغرب غير نافع... ؟؟


الكاتب: فيصل أزماو

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

مدك اجران ايامزيغ

مدك اجران ايامزيغ

مدك اجران ايامزيغ

اورسول تسنت متكيت تنكرت لصلنك
تسمحت حميدنك ارتسولت اوال نوياض
احكنان استكيت امازيغالنت كيك تكصاد
مدك اجران ايامزيغ مدك اجران ايامزيغ
مخ ايليح تكيت غيكاد مخ ايليح تكيت غيكاد
اما زيغاحتكا يان ارنيت اتزعام احتنا
تمازيغت احترا اوفكان ارسرس اسوال
املت اتروانس ارتقران ارتسقران
اسين الهمنس مخ مان العيب اكيس
لقيمت نتمازيغت افوسنك احتلا اوردوين حتيان
نتات اسسولن ويليزوارنين نتات ارنفل اويلى يوالان
لصلنح ايان ارحتضفار يان منش انيان ادرعجب اوال
تمازيغتنو اورستفلح لصلنو اورتنكرح نتان كدريح
نتات كدسنحهان لصل ايكان تودرت نيان
اساتسلات ايفكان اوا سكلت ايان موتجلا
هان اغارس الخير ادك كان

الأحد، 19 ديسمبر 2010

الاحتلال العربي لمصر


 الاحتلال العربي لمصر , بين تدليس الشيوخ و حقائق التاريخ :

 

لم ارى شعبا فى التاريخ القديم او التاريخ الحديث يحتفل بمحتلية ويضعهم موضع الاجلال والتوقير سوى شعبنا المصرى فى الصيغة التى احياها الفكر الوهابى المستورد مقدما الانتماء للدين على الانتماء للوطن حتى يتم تزييف الوعى المصرى، والمصرى على وجه الخصوص. وبهذا اصبح لمملكة آل سعود مانستطيع ان نطلق عليه الطابور الخامس والذى يتكون من كل المؤمنين بالدين قبل الدولة فأصبحوا بطبيعه الحالة مؤمنين بدولة الدين على حساب الدولة الوطن الجغرافى. ودولة الدين هنا هى مملكة آل سعود التى يرى كل الوهابيين انها الدولة الام والدولة النموذج والدولة الدين، ولهذا رأينا الزى السعودى -اللحية والجلباب الابيض للرجال، والحجاب والنقاب والعباءة السوداء للنساء- ورأينا المسواك فى فم الرجال والكحل فى اعين المنقبات… الخ. وتجلت تلك الحقيقة المأساة فيما قاله مرشد جماعة الاخوان السابق عن تفضيله لخلافة اسلامية وان كانت عاصمتها كوالالمبور… وعندما سألوة عن مصر فى هذه الخلافة قال قولته المأثورة: طظ فى مصر وابو مصر…!!ه
ه
ــ ايران الفارسية اعتنقت الاسلام، ولكنها لم تتنازل ابدا عن هويتها وثقافتها ورموز تاريخها حتى عندما اختارت دينها كان مذهبا شيعيا عكس المذهب السنى السائد فى بلاد العرب، وخرجت عن الدولة العثمانية منذ ايام الصفويين تاكيدا لهذه الهوية المتفردة، ورغم قيام الثورة الاسلامية فى نهاية سبعينات القرن االماضى فأنها لم تسعى الى التعايش مع الشعوب الاسلامية المجاورة بل سعت جاهدة الى تصدير مذهبها الشيعى الى هذه الدول، وحتى الآن تقود ايران حربا خفيه احيانا ومعلنة احيانا ضد الدول ذات المذهب السنى.ه
ه
ــ تركيا التى استمرت عاصمة للخلافة الاسلامية لمدة خمسة قرون خرجت من عباءة البدو العرب الى المدنية والحداثة الغربية. ولاتصدقوا انها تناصر الآن القضايا العربية وقضيتها المحورية فلسطين. فالحاصل انها وبعد ان رفض الاتحاد الاوروبى عضويتها لعدم استكمال شروط العضوية من التزام كامل بحقوق الانسان، وبعد ان تحالفت مع اسرائيل –وكادت تشن حربا على سوريا من اجل عيون اسرائيل- للاستعانه بنفوذها فى دخول الاتحاد الاوروبى، وعندما فشلت هذه الجهود كان نجاح حزب العداله والتنمية ذات الميول الاسلامية ردة فعل تلقائية على نبذها اوروبيا ، وكان اردوغان ومناصرته للعرب وجفاءه لاسرائيل لاعبا على الورقة الاسلامية، ربما يعيد الاتحاد الاوروبى حساباته.ه
ه
ــ ولم يتماهى الشعب اللبنانى او السورى او التونسى او المغربى او السودانى مع الجذور البدوية. فالاسلام لديه هو الدين والوطن لديه هو الهوية والانتماء الجغرافى، فهو سورى مسلم او تونسى مسلم… الخ، ولكننا فى مصر، مسلم مصرى… رغم ان مصر الدولة قبل الاسلام كدين بأكثر من اربعة آلاف عام…!!ه
ه
ــ لماذا ركزت مملكة آل سعود على سعودة أو وهبنة الشعب المصرى دون غيره من الشعوب العربية..؟؟
ه
ــ ولماذا ذابت الشخصية المصرية دون سواها من شعوب المنطقة وتماهت مع هذا الفكر المستورد من جزيرة العرب..؟؟
ه
وللاجابة على السؤال الأول نقول:ه
ه
ه1 – مصر وزارة اعلام المنطقة العربية، منها بدأت بواكير الفكر الدينى فى العصر القديم، ومنها بدأت الليبرالية ثم الثورة ثم الاشتراكية فى العصر الحديث، وفى كل هذه الحالات تبعها المحيط الجغرافى.ه
ه
ه.2 ــ اخترق الفكر الثورى الناصرى المنطقة العربية فى ستينات القرن الماضى واهتزت كل العروش الملكية فى المنطقة وعلى رأسها العرش السعودى الذى وصف ايامها بالرجعية مقابل التقدمية الثورية، فكان لابد من اسكات هذا الصوت، وكانت هزيمة الفكر الثورى فى ١٩٦٧ ثم رحيل عبدالناصر بعدها وتولى السادات السلطه متحالفا مع مملكة آل سعود للوصول الى تحالف امريكى فرصة للاجهاض على بقايا هذا الفكر الذى ازعجها طويلا، والذى بسببه ازيح الملك سعود عن الحكم وجاء الملك فيصل لعمل بعض الاصلاحات المدنية اتقاءا للهجوم الناصرى، وكان اول مافعل هو الغاء النظام العبودى واقامة بعض الوزارات ثم نهضة تنموية قامت فى الاساس على اكتاف المصريين.. وان كان سعود دفع عشرة ملايين دولار لقادة الانقلاب على الوحدة بين مصر وسوريا، فان فيصل ايضا -حبيب المصريين- مول الحرب ضد الجيش المصرى فى اليمن ببناء تحالف قبائلى ضد الثورة اليمنية.. وقتل فيها الكثير من ابناء مصر واهدرت فيها الثروة المصرية، وكانت هزيمة ١٩٦٧ احدى نتائج هذا الاستنزاف.ه
ه
ه3 ــ لهذا كان لابد من قلب المعادلة.. فقد انتهت الحروب المصرية الاسرائيلية باستنزاف الموارد المصرية فى الوقت الذى ارتفعت فيه الفوائض البترولية –نتيجة هذه الحرب– الى ارقام فلكية. وذهب الثوريين للعمل لدى الرجعيين.. فكان مايعرف فى علم النفس بعملية التعويض، وبعد معاهدة كامب ديفيد بين مصر واسرائيل، اصبحت مصر رجعية والسعودية تقدمية متحالفة مع البطل الاسطورى صدام العرب، ثم غرروا به ايضا للدخول فى حرب ضد ايران ليدمر كل منهم الآخر، ولا يبقى فى الساحة الا مملكة آل سعود قائدة العرب بالدين والبترودولار…ه
ه
ه4 ــ لم ينسى آل سعود -ويالا ثارات العرب- فالبدوى لاينسى ثأرة ولايعرف التسامح، لم ينسوا ثأر الدرعية حين حطمت قوات والى مصر محمد على الدرعية، عاصمة مملكة آل سعود الاولى، واخذوهم اسرى الى القلعة ومنها الى الاستانة، وفر من بقى منهم الى المنافى.ه
ه
بسعودة مصر واحتلال العقل المصرى، ضمنت مملكة آل سعود الاستمرار دون ازعاج ايدولوجيات جديدة من دول الجوار، وبالفكر الوهابى ضمن آل سعود ان لا تستمر مصر فى تطورها الطبيعى المرشحه له بعد اتفاقية السلام وانتهاء الحرب نحو الليبرالية والديمقراطية، حيث ادينت هذه الافكار دينيا حتى توأد الى الابد. ولكن.. وبعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١ والاعتداء على حرمة راعى الديمقراطية والليبرالية والعلمانية فى العالم من فريق مكون من تسعة عشر انتحاريا منهم خمسة عشر سعوديا استيقظ العالم على حقيقة الفكر الوهابى الذى افرخ هؤلاء الانتحاريين وكان ماكان من تداعيات، وهنا جنت مملكة آل سعود مازرعت فى الوجدان المصرى، فوجدت لها داخل مصر حلفاء يفوق عددهم عدد سكان المملكة وهم ما نطلق عليهم -الطابور الخامس السعودى داخل مصر- واصبحت المنظومة المصرية حليفا مخلصا ومؤازرا للوهابيين.ه
ه
ونأتى الى السؤال الثانى ــ لماذا ذابت الشخصية المصرية دون سواها من شعوب المنطقة وتماهت مع هذا الفكر المستورد من جزيرة العرب..؟؟ ونقول:ه
ه
ه1ــ فشل المشروع الناصرى بانكسار ١٩٦٧ بالانكفاء على الذات، ترك الساحه للمشروع النقيض ليقوم بعملية غسيل مخ واسعة النطاق على العمالة المصرية الوافدة للعمل بمملكة آل سعود والتى يتكون معظمها من العمال وانصاف المتعلمين والترديد الدائم والمستمر لمعادلة بسيطه تقول: “لقد فشل عبدالناصر لانه تحالف مع الروس الكفار، وافاء الله على المملكة بالخيرات بفضل اقامة الدولة الدينية” وبقدر مافى المقولة من تدليس على عقول البسطاء الا انها نجحت ترديدا لمقولة “جوبلز” وزير خارجية المانيا الهتلرية: اكذب.. ثم اكذب.. ثم اكذب.. فسوف يصدقك الناس فى النهاية. خصوصا اذا كان الكذب الدائم فى مجتمع مغلق يردد أكاذيبه دون الرأى النقيض.ه
ه
ه2- دفعت المملكة مئات الملايين، وتولت المخابرات السعودية التخطيط والتمويل.ه
ه
ه3- مصر اول من اخترع الابدية فى عالم آخر بعد الموت يحكمه الاله الطيب اوزيريس فى مملكته التحت ارضية، وعندما جاء الفرعون المصرى اخناتون ١٣٧٥ ق.م بديانته لعباده الآله “اتون” المرموز له بقرص الشمس لاغيا العالم الآخر ومملكة اوزيريس وتثبيت اتون وحده، قامت لاول مرة فى مصر الثورة على ممثل الاله على الارض رغم هالات القداسة التى تمتع بها الفراعنة، والدولة المركزية القوية المعروفة عبر التاريخ، وسقط ابن الاله عن العرش، وعاد العالم الآخر مرة اخرى.ه
ه
ــ ومن العالم الآخر دخل الوهابيين بالههم الجديد، اله الصحراء القاسى العنيف دون اى بعد روحانى، اله النصوص الجامده، والطقوس الصارمة، والعودة الى حياه السلف بنظرية قديمة فى السحر التشاكلى اعتقدها الانسان فى اولى خطوات مراهقته الدينية بأن “الشبيه ينتج الشبيه”، فحتى يعود المجد الغابر علينا تقليد الماضى بالجلباب الابيض واللحية والمسواك للرجل، والثوب والنقاب الاسود للمرأة… الخ وقائمة طويلة من المحرمات والتكفيرات -تكفير القوانين وتكفير الدولة وتكفير العمل لديها لان اموالها من ربا البنوك وضرائب الخمور… الخ- والملاحظ ان كل هذا يصب لصالح المنظومة السعودية بصفتها الدولة النموذج.ه
ه
ــ انزوى الاسلام المصرى ذو الجذور الاوزيريسية الذى انطلق من آيات مكه فى التسامح الدينى واخترع قانونه الايمانى الخاص فى مقولة بسيطة -الدين المعاملة- وان الله غفور رحيم ويغفر الذنوب جميعا الا الشرك به… الخ. وجاء ذو الوجه القبيح بمنظومته المتشددة المتزمته السلفية الرجعية يريد بعثا مستحيلا للماضى، ورغم ذلك احتل العقول لسبب واحد ووحيد وهو: الشروط الدينية الواجب اتباعها للتمتع بجنة العالم الآخر..!! وانتصر الطقس على الضمير، والرمل على الطمى، والتشدد والعنف على التسامح، وبهم انتصرت المنظومة السعودية على العقل المصرى. واصبحت دولة آل سعود هى المركز والدولة المصرية طرفا!ه
ه
ــ ونتيجة لكل هذا احتل الشيوخ مكان الصفوة فى السلم الاجتماعى، فهم يملكون مفاتيح الجنة، ويرشدون الضالين الى الله وجنته بالشروط الوهابية الجديدة، حتى صرنا نحتفل بالغزو العربى لمصر تحت مسمى “الفتح الاسلامى”، وبعد حملة طمس الهوية بل بدأت حملة تزوير مفضوح للتاريخ تدعى ان المصريين رحبوا بهذا الفتح الذى حررهم من الاستعمار الرومانى وحكم بينهم بالعدل والاخاء والمساواه، كأنها مبادئ الثورة الفرنسية!! واقر النصارى على دينهم، وان المقوقس “قيرس” حاكم مصر سلم مفاتيح المدينة وربما ايضا اعلن اسلامه!!ه
ه
ــ اربعون قرنا من الحضارة المصرية الفرعونية، وخمسة قرون من الحقبة القبطية تم طمسهم والتعتيم عليهم، وكأن عمرو بن العاص دخل مصر كما دخل الرسول المدينة مستقبلا بـ “طلع البدر علينا”!!!ه
ه
وهنا نقول للسادة الشيوخ:ه
ه
ـ ان من يكذب يدخل النار.. فان كنتم لاتعلمون فتلك مصيبة، وان كنتم تعلمون فالمصيبة اعظم!! بيننا وبينكم التاريخ شاهدا.. تاريخ سادتكم السلف الصالح مع بعض الأستدلالات المنطقية وبعض المعلومات الشائعة والمعروفة..ه
ه
ه** فى نهايات القرن الاول الميلادى دخل القديس مرقص الى مصر مبشرا بالديانة المسيحية، لم يكن معه سوى خادمه واقوال السيد المسيح بدون جنود وبدون حرب، لم تمر عدة عقود حتى كان معظم الشعب المصرى مؤمنا بالمسيحية. ومالم يقله التاريخ نقوله:ه
ه
ــ الهوس المصرى بالدين
ــ تشابه العقيدة المسيحية مع العقيدة المصرية القديمة… ايزيس: الام الحامية، أوزيريس: الاله، حورس: الابن
ــ عنصر التسامح بين العقيدتين
ه
ه** فى الوقت الذى حوربت فيه المسيحية فى اوروبا حربا ضروسا من قبل الامبراطورية الرومانية ثم البيزنطية (الشرقية) كانت مصر صاحبة اول كنيسة فى العالم، ولما كانت ضمن اقاليم الامبراطورية الرومانية فلم يخلو الامر من اضطهاد دينى متفاوت الدرجات حسب الجالس على عرش الامبراطورية.ه
ه
ه** جلس على عرش الامبراطورية الامبراطور دقلديانوس (٢٨٤ – ٣٠٥م) متسامحا دينيا فى بداية عهده ثم تميز اواخر حكمه بالاضطهاد الدينى العنيف مصدرا اوامره بحرق الاناجيل والكتب الدينية وتحريم القيام بأى طقوس دينية، ولقى مسيحى مصر اضطهادا دينيا لامثيل له هرب فيه القساوسة والكهنة واقاموا الاديرة فى الصحراء بعيدا عن السلطه المركزية، وعرف عهده “بعصر الشهداء” ويقال ان عددهم كان حوالى مليون شهيد قبطى ،واتخذ اقباط مصر من بداية حكمة بداية للتقويم القبطى المصرى.ه
ه
ه** جلس على عرش الامبراطورية قسطنطين الاول (٣٠٧ – ٣٣٧م) موحدا شتات الامبراطورية ومؤمنا بالديانة المسيحية والذى امر بنشرها فى كل الامبراطورية الرومانية، وهنا حدث الصدام بين الكنيسة المصرية والكنيسة الرومانية حول طبيعة الابن وسلطات البابا، وخلافات عقائدية اخرى ليست ضمن بحثنا، ووقع الاضهاد المذهبى بين الكنيستين، كانت اليد الطولى فيه لكنسيه دولة الامبراطورية بلا شك. ومرة اخرى يستمر الاضطهاد مذهبيا هذه المرة.ه
لم تكن احوال مصر بمعزل عن محيطها الجغرافى، فمكة بعد ان اصبحت العاصمة الدينية والتجارية لجزيرة العرب -سواء قبل الاسلام او بعده- كانت لها علاقاتها التجارية مع مصر وتعرف عنها الكثير، ويحكى لنا البغدادى فى تاريخه ان “المغيرة بن شعبه” دخل مصر تاجرا عدة مرات قبل اسلامه، وفى المرة الاخيرة قتل اصحابه من بنى مالك وسلب تجارتهم، ثم لجأ الى النبى معلنا اسلامه…!ه
ه
لكل ماسبق.. ولأن المصرى عاش تحت الاحتلال منذ الغزو الفارسى عام ٥٢٥ ق.م حتى دخول العرب حوالى الف عام فلم يعد يهتم بنوع الاحتلال فهو فى النهاية سيدفع الجزية للمنتصر بشرط ان يترك لهم دينهم وعقائدهم، ولما كان الاحتلال العربى لدول المحيط الجغرافى لايهتم الا بـ “الجزية عن يد وهم صاغرون” فأن عمرو بن العاص بجنودة الاربعة آلاف ثم المدد بأربعة آلاف اخرى لم يواجه شعبا يرفض الاحتلال، ولكنها كانت معارك بين العرب الغزاه والحامية الرومانية بمصر، كما سنرى فيما يتبع…ه

كانت حروب الردة شاغلا رئيسيا لخلافة ابوبكر، وجاء الخليفة عمر بن الخطاب (٦٣٤ – ٦٤٤م) بعد ان استقرت شبه الجزيرة العربية لاختيار السقيفة، وبدأ تفعيل الآية ٢٩ من سورة التوبة:ه
ه
ه“قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ماحرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون”.ه
ه
وكما قلنا ان العرب كانوا يعلمون مايعانيه القبط من الاضهاد الدينى فاكتفى بن الخطاب باربعة الاف على امل انضمام المصريين اليه، ولكن وقف الشعب المصرى متفرجا ينتظر الغالب ليعطية الجزية، فكان المدد باربعة الاف ثم اربعة الالف اخرى، وثلاث سنوات حتى استقر الامر للعرب.ه
ه
وبدا الزحف شمالاً على فلسطين والأردن بقيادة عمرو بن العاص، ثم غرباً على مخزن غلال الامبراطورية الرومانية والبقرة الحلوب … مصر، بدأ الزحف فى عام ٦٣٩م ومضت ثلاث سنوات حتى تم فتح حصن بابليون بعد حصار دام سبعة اشهر، كان قتالا بين الروم المترفين، والعرب الجائعين القادمين من جفاف وقحط الصحراء الى ارض الخير والزرع والنماء. وكان القبط خارج المعادلة، فمنذ الاحتلال الفارسى لمصر عام ٥٢٥ ق.م (مايقارب الالف عام) تناوب على مصر الغزاة ، يذهب الفرس ويأتى الاغريق، ويذهب الاغريق ويأتى الرومان، ويذهب الرومان ويأتى العرب …. لافرق، فالشعب المحتل لمدة الف عام ماتت فيه جذور المقاومة.ه
ه
ه** ونقف مع مايروجه الاسلاميين من ان الفاتحين (المحتلين) كان شعارهم: الاسلام او الجزية او الحرب. وبرغم مافى هذه المقولة من اذعان على قبول دين راغما او فداء العقيدة بالمال، الا انه كان خاصا بقبائل الجزيرة العربية فقط ابان دعوة الرسول، وقد عبر عنها عمر بن الخطاب عندما قام اثناء خلافته بطرد اليهود والمسيحيين من الجزيرة العربية بالكامل حيث: لا يجتمع بجزيرة العرب دينان!ه
ه
ــ فنحن لم نقرأ فى طول التاريخ العربى وعرضه، ولا فى اى من كتبهم التاريخية والتراثية ان وقف جيش العرب الغازى على أطراف اى من الدول التى احتلها وارسل المراسيل محذرا ومخيرا.ه
ه
ــ ولم نقرأ ايضا انه بعد الإحتلال ارسل الوعاظ ورجال الدين بالتبشير بالدين الجديد. وظل المسلمين فى مصر اقلية حتى العصر الفاطمى عندما ادعى احد الخلفاء الفاطميين الوحى الذى كان ياتيه من قمة جبل المقطم (نلاحظ انه من مفاهيم الوحى فى الذاكرة الانسانية ان يأتى من مكان عال اعتقادا انه قريب من السماء) وأمر هذا الخليفة بالمساواه بين المسيحيين والمسلمين حسب الوحى الذى كان يأتيه، وبناء عليه فتحت وظائف دواوين الحكومة امام المسيحيين، وتخلصوا من الصليب الحديد المعلق على صدورهم فرضا عليهم من الحكام العرب (والذى بسببه اطلق عليهم ذو العظمة الزرقاء نتيجة احتكاك سلسلة الصليب الحديدى بفقرة الرقبة الخلفية مما كان يؤدى الى تورمها وزرقتها)، وركبوا الخيل والدواب ذو السرج الذى كان محرماً عليهم. ولكن هذا الخليفة الفاطمى الشاب قتل على حماره وهو صاعدا جبل المقطم ليتلقى الوحى، ويقال انه هرب الى لبنان وهو المنسوب اليه الطائفة الدرزية.. وعندها جاء خليفة آخر ليعيد الوضع كسابقة بعد ان استطاب للمسيحى المساواة مع المسلم والعمل فى الدواوين، وهنا أعلن الكثير منهم الإسلام ليستمر فى المكاسب التى حصل عليها.ه
ه
- اما مايقال ان الفاتحين (المحتلين) العرب اقروا البلاد المفتوحة ومنها مصر على دينهم، فهذا صحيح وحقيقى لان نشر الدين لم يكن هدف الفاتحين (المحتلين) ولكن الهدف هو ان يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.. والاية ٢٩ من سورة التوبة توضح هذه بجلاء، فلماذا اللف والدوران ..؟؟
ه
عزيزى القارئ: آثرنا اعتماد المراجع العربية الاسلامية دون الاستناد الى المؤرخين الاقباط رغم الالتقاء بين الطرفين فى كثير من الاحداث التى وقعت، ترسيخا للمقولة المعروفة: وشهد شاهد من اهلها…ه
ه
ه- بعد الإنتصار وفرض الجزية رأى عمرو ان ملابس جيشه البالية الرثة لا تتناسب مع ما رآه من ملابس الجيش الرومانى، وأن الهيبة تقتضى الأبهه، والأبهة تقتضى الملابس الفاخرة ففرض علاوة على الجزية: “لكل رجل من اصحابه دينارا وجبة وبرنسا وعمامة وخفين” – المقريزى – المواعظ والاعتبار، الجزء الاول ص ٢٩٣. واحصى المسلمون فألزم جميع اهل مصر لكل منهم جبة صوف وبرنسا او عمامة وسراويل وخفين فى كل عام، او بدل الجبة الصوف ثوبا قبطيا – البلاذرى – فتوح البلدان ص ٢٥٣. وجاءة جماعة من زعماء القبط يستأذنون العوده الى قراهم بعد ان اعلنوا الولاء والطاعة للسيد الجديد، فسمح لهم قائلاً: لاحاجة لنا بصنيعكم اعطونا عشرين الف دينار – البلاذرى – المواعظ والاعتبار ص ٢٩٣
ه
ه- وعلى سنة السلف من الرومان سار الخلف من العرب ففرضوا قانون ضيافة الفارس لمدة ثلاثة ايام فى اى مكان ينزل به وتوفير كل مايحتاج اليه من مأكل ومشرب واقامة… ومازلنا حتى اليوم نقول اننا عرب والضيافة عندنا ثلاثة ايام فى خلط بين الضيافة المفروضة قسرا على الفلاح للعربى وبين كرم الضيافة الطبيعى.ه
ه
ه- لبس عمرو الحرير والديباج وانتفخت ثروته، فارسل له بن الخطاب: “بلغنى انك فشت لك فاشية من خيل وابل، فأكتب لى من اين لك هذا المال ؟” – القلقشندى – صبح الاعشى الجزء السادس ص ٣٨٦. وبعث اليه محمد بن سلمه يقاسمه اموال.ه
ه
ه- وللذين يقولون ان مصر دخلت دين الله افواجا نستمع الى الطبرى فى تاريخ الرسل والملوك ص ١٠٦ يقول عن رسائل بنى امية عن العبودية الصريحة الى امراء مصر بقولهم: “إن مصر انما دخلت عنوة، وانما هم عبيدنا، نزيد عليهم كيف شئنا ونضع ماشئنا”.ه
ه
ه- ويفيدنا القرشى فى معالم القرية فى احكام الحسبة ص ٩٩: “يقف الذمى بين يدى عامل الجزية ذليلا، فيلطمه المحتسب بيده على صفحة عنقه، أد الجزية ياكافر، ويخرج الذمى يده من جيبه مطبوقة على الجزية فيعطيها له بذلة وانكسار”. ه
ه
ه- ونقرأ للطبرى ايضا ناقلا عن احد جنود عمرو بن العاص: “لما افتتحنا بابليون تدنينا قرى الريف فيما بيننا وبين الاسكندرية قرية فقرية، حتى انتهينا الى بلهيب وقد بلغت سبايانا المدينة ومكة واليمن” – تاريخ الطبرى ص ١٠٥
ه- والبلاذرى فى فتوح البلدان القسم الاول ص ٢٥٣: “وكانت قرى من مصر قاتلت فسبى منها والقرى بلهيت والخيس وسلطيسس فوقع سباؤهم بالمدينة”، وعندما رد بن الخطاب بعضهم الى مصر بعد ان اخذ المقاتلين مااخذوا من النساء سبايا والرجال عبيد، كانت الجزية هى الاساس ولاستمرار تدفقها على عاصمة الخلافة كان القول العمرى: “الجزية قائمة تكون لنا ولمن بعدنا من المسلمين احب الى من فيئ يقسم ثم كأنه لم يكن” – الطبرى ص ١٠٥
ه- توجه عمرو الى نقيوس لقتال الروم فعدل “وردان” -احد موالى عمرو- لقضاء حاجته عند الصبح فاختطفه اهل الخربة فغيبوه، فوجده عمرو فى بعض دورهم فأمر باخرابها واخراجهم منها )…( كانوا رهبانا كلهم ومع ذلك فقد قتلهم عمرو جميعا وخرب المدينة خرابا لم تشهده مثله من قبل حتى سميت بعدها بالخربة – ابن عبدالحكم – فتوح مصر واخبارها.ه
ه
ه- اراد عمرو بحنكته السياسية استعمال القبط فى وظايف جباية الخراج وحساب الضرائب لخبرتهم فى ذلك، الا ان بن الخطاب كتب اليه قائلاً: “كيف تعزهم وقد اذلهم الله؟”… كان عمر يريدهم ان يعملوا بالارض ليدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.ه
ه
ه- وفى عمل من اشد اعمال السخرة بدأ المصريين فى شق قناة امير المؤمنين من النيل حتى البحر الاحمر لتحمل المؤن والخيرات الى عاصمة الخلافة فى المدينة، فكانت تشغيل هذا العدد الضخم -مائة وعشرون الف- يسبب انكسار خراج مصر وخرابها، فأرسل اليه عمرو لتاجيل حفر القناة، ولكن ابن الخطاب كتب اليه يقول: “اعمل فيه وعجل، أخرب الله مصر فى عمران المدينة وصلاحها” – الطبرى الجزء الرابع ص ١٠٠، ويشير السيوطى الى واقعة تسخير عمرو بن العاص للمصريين فى حفر القنوات واقامة الجسور: “الف عمرو قوة من المصريين عددها مائة وعشرون الف عامل مهمتها الاولى العمل فى حفر القنوات واقامة الجسور والقناطر” – حسن المحاضرة جزء اول ص ٦٣ه
ه
ه- اشتد البلاء وازداد عاما بعد عام، حتى ان الرهبان الذين اعفوا من الجزية فى البداية فرضت عليهم بعد ذلك، وكانت الجزية.. ثم الجزية.. ثم الجزية حتى لمن اراد ان يسلم فعلية ان يدفع.. اكثر من خمسة وسبعون عاما تمر والقهر يصل الى منتهاه، ويتردد فى التاريخ العربى لفظ البقرة -كناية عن مصر- كثيرا، فمن دعاء بن الخطاب “در ضرعك” دعاء لمصر- البقرة – بزيادة الثروة. الى حديث عثمان بن عفان لابن العاص حينما عزله عن ولاية مصر وعين بدلا منه يحلب اكثر قائلاً: “لقد درت اللقحة – البقرة – بعدك يابن العاص”، فيرد عليه: “نعم.. ولكن هلكت فصالها”!!. وبمناسبة هلكت فصالها، نقرأ للخليفة سليمان بن عبدالملك لمتولى خراج مصر اسامه بن زيد التنوخى يقول: “احلب حتى ينقيك الدم، فاذا انقاك الدم حتى ينقيك القيح، لاتبقيها لأحد من بعدى” – المقريزى : المقفى الكبير ص ٣٩
ه
ه- ولم يقتصر الامر عند هذا الحد من جزية وسخرة وتكاليف ضيافة ورسوم ملابس …. الخ، ولكن يتعرض هذا الشعب لحملة تبخيس من السادة العرب مازالت آثارها ممتدة فى تباهى بعض المصريين حتى اليوم باصولهم العربية واحتقار الفلاح، والمثل المعروف: “يأكلها التمساح ولايتزوجها الفلاح.. فالمرأة من اصول عربية لا يتزوجها الفلاح حتى وان اكلها التمساح!! كان القبط يزرعون ويبنون ويصنعون للسيد العربى المحتل، وبدلا من الشكر والامتنان او حتى الصمت نقرأ ان من وصفها المسعودى فى مروج الذهب: “معدن الذهب والجواهر والزمرد والاموال ومغارس الغلات”. ومن قال عنها ابن العاص: “مصر تعدل الخلافة كلها – نراها نفسها – فى اهلها مكر ورياء وخبث ودهاء وخديعة” المسعودى – مروج الذهب . ويقول ابن عباس: ان المكر عشرة اجزاء، تسعة منها فى القبط، وواحد فى سائر الناس. اما الخليفة معاوية بن ابى سفيان يقسم اهل مصر ثلاثة اصناف: “ثلث ناس وثلث يشبه الناس وثلث لاناس… فاما الثلث الذين هم الناس فالعرب، والثالث الذين يشبهون الناس فالموالى، والثلث الذين لاناس المسالمه ويعنى القبط”  المقريزى – المواعظ والاعتبار ص ٥٦
ه- فأهل مصر يغلب عليهم الدعة والجبن والقنوط والشح والرغبة فى العلم وسرعة الخوف والحسد والنميمة والكذب والسعى الى السلطان وذم الناس بالجملة… الخ، ومن اجل توليد ارض مصر الجبن والشرور والدنيئة فى النفس لم يسكنها الاسد، واذا دخلت ذلت ولم تتناسل، وكلابها اقل جرأة من كلاب غيرها من البلدان، وكذلك كل ما فيها اضعف من نظيره فى البلدان الاخرى ما خلا ما كان منها فى طبعه ملايمة لهذه الحال كالحمار والارنب… المقريزى – المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار ص ٤٣
ه
- ودور المرأة المصرية فى حياة زوجها ومالها من احترام ومشاركتة فى امور الحياة، لم يفهمها السادة العرب كما لم يفهموا أن الاسود لاتسكن الارض الزراعية، ولا ان الشعب المغلوب على امرة يلجا الى المكر والخداع، ولا ان الف سنة من الاستعمار علمته السكينه والاستضعاف، ولا أن حضارته الراقية وارضه الزراعية الخصبه لم تولد لديه “حق الاعتداء”، فنحن هنا امام شعب متحضر مسالم مستقر فى ارضه عبر آلاف السنين يزرع ويحصد ويبنى حضارة، امام مجموعة من البدو الهمج الجياع من شح الصحراء الذين ارغمهم الصراع على الماء والكلأ فى صحرائهم الكئيبة على التقاتل، شعب وصلت حضارته القمة بمقاييس ذلك الزمان امام مجموعة من البشر على اول سلم الحضارة اقرب الى التوحش منهم الى الانسانية. ولكنه لم يفهم طبيعة التآلف بين الرجل والمرأة – وحتى الآن فى الريف المصرى- فيذهب خياله فى حكى اسطورى يقول: ان فرعون عندما غرق مع رجال جيشه وهو يطارد موسى خلت مصر من الرجال ولم يبقى فيهم الا العبيد فطفقت المرأة تعتق عبدها أو أجيرها ليتزوجها، وشرطن على الرجال الايفعلوا شيئا الا بمشورتهن وامرهن فأجابوهن فى ذلك، فكان أمر النساء على الرجال – المقريزى ص ٣٩
ه- ويحتفل العرب باليوبيل الماسى ..!! (خمسة وسبعون عاماً) وتبدأ ثورات القبط على الظلم والقهر والتبخيس، وتصل الذورة فى العام ١٠٧ المعروف بثورة البشموريين، وبعدها ثورات هنا وهناك، ولأكثر من مائة عام نجد ثورات يتم اخمادها حتى نصل الى الثورة الكبرى فى العام ٢١٦ التى شارك فيها القبط بعض عرب اليمن وبعض قبائل القيسية الذى عملوا بالزراعة وتم تهميشهم نتيجة تغلب العصبية حتى بين العرب وبعضهم، فبعد ان منح الخليفة المأمون مصر والشام لاخيه ابى اسحاق -الخليفة المعتصم فيما بعد- ترضية ومنحة، فزاد الخراج ليقتسم على ثلاثة (والى مصر -ابى اسحاق- الخليفة) بعد ان كان يقتسم بين والى مصر والخليفة مباشرة .. ودفع اقباط مصر حصة زائدة لابى اسحاق، وتدهورت الامور، حتى كانت الثورة الكبرى التى عمت انحاء مصر، حتى ان والى مصر (عيسى بن منصور) ترك العاصمة وهرب الى ضاحية حلوان. فارسل المأمون لواليه على برقة “الافشين حيدر بن كاوس الصفدى” التوجه الى مصر للمساعة فى قمع الثورة، ودارت المعارك، وزادت الثورة مما اضطر الخليفة المأمون الى الحضور بنفسه على رأس جيشه.ه
ه
ثلاثة جيوش تتصدى لقمع الثورة:ه
جيش المأمون يقاتل اهل الحوف ــ وجيش الافشين يقاتل اهل البشمور ــ وجيش موسى بن ابراهيم ابن عم الخليفة يقاتل اهل الصعيد، ثلاثة جيوش من اشراس البدو يحملون السيوف والرماح ويمتطون صهوات الجياد يقاتلون شعبا اعزل، سلاحة الفأس والنبوت وطبعا النتيجة معروفة… اخمدت الثورات تماما، استفتى المأمون فى الاسرى فقيها على مذهب الامام مالك فقال: “ان كانوا خرجوا لظلم نالهم فلا يحل دماؤهم وأموالهم”، فقال المأمون: “انت تيس وابن مالك اتيس منك، هؤلاء كفار لهم ذمة اذا ظلموا تظلموا الى الإمام وليس لهم ان يستنصروا باسيافهم ولا يسفكوا دماء المسلمين فى ديارهم”، واخرج المأمون رؤسائهم فحملهم الى بغداد – اليعقوبى ص ١٩٢ . وقضى المامون فى الأسرى: “يقتل الرجال، وتباع النساء والاطفال”، فبيعوا وسبى اكثرهم – الكندى ص ٢١٦. ويزيدنا ابن اياس حسرة فيقول: “سبوا القبط وقتلوا مقاتليهم وأبادوهم، وقمعوا اهل الفساد من سائر اراضى مصر بعد ان قتلوا مقتلة عظيمة” – ابن اياس الجزء الثانى ص ٢١٥
ه- ورغم الدماء التى لم تجف والجراح التى لم تبرأ والكرامة المهانه، ساح المأمون فى القرى شمالا وجنوبا مستعرضا جيشه زيادة فى الترهيب، وفرض على كل القرى التى مر بها ضيافته هو وجيشة ضيافة تليق بجيش امير المؤمنين واكيد ترحيبا يليق ايضا بكرامة امير المؤمنين… وزيادة على كل ذلك حاول الخليفة المأمون ان يسرق الهرم . نعم حاول ان يسرق الهرم!! حيث تتناقل الاجيال ان كنور الفرعون خوفو بانى الهرم الاكبر مدفونة داخل هرمه، فاحضر الخليفة العمال محاولا عمل فتحة فى جسم الهرم الاكبر بتسخين الحجارة ثم صب الخل عليها حتى تتفتت، ونجح فى عمل فتحة موجودة ومعروفة باسمه حتى الآن فلم يجد شيئا فأنصرف. لم يكفية سرقة الشعب القبطى فحاول سرقة اجدادهم الفراعنة، فاين نشر الاسلام من كل هذا؟؟
ه
ه- إن الجزية ظلت مفروضة على من أسلم حتى جاء الخليفة عمر بن عبدالعزيز فى العام ١٢٧م واعفى منها من يعتنق الاسلام وقال قولته المشهورة: لقد بعث محمد هادياً ولم يبعث جابياً، ولكن… وحتى لاتتأثر خزائن الخلافة تم تحميل قيمة جزية من اسلموا على باقى القبط!! فالجزية هى الاساس وليس الاسلام، قرن من الزمان وليس الا الجزية، وباقي القرون اعفاء من اسلم وتحميل الفارق على من بقى على دينه، ونباهى انه فى عصر عثمان عم الرخاء وبيعت الجارية بوزنها ذهبا، وانه فى عصر عمر بن عبدالعزيز رعى الذئب مع الشاه، ونتغاضى إما عن تدليس او عن جهل ان هذا الرخاء كان فى عواصم الخلافة سواء المدينة او دمشق او بغداد فقط لاغير اما اهل بلاد اللبن والعسل والبقر الحلوب من البلاد المحتلة فعليها ان تمول الذهب الذى يشترى به الجارية… ولاندرى عمل الجارية التى يدفع وزنها ذهبا..!! وتشبع الذئب ليرعى مع الشاه بعد ان يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون. ونتيه فخرا بقولة هارون الرشيد للسحابة المارة: امطرى حيث شأتى فسوف يأتينى خراجك… ولانلتفت الى مافى هذا القول من ان كل خيرات الارض المملوكة للسادة العرب تصب فى خزانة الخلافة.ه
ه
ه- وتقولون ان الجزية هى مقابل الحماية.. ونسألكم ممن الحماية..؟؟ محتل رومانى رحل ومحتل عربي جاء… على الاقل المحتل الرومانى لم يأتى بدعوى دينية من رب السماء لتنشر العدل بين مخلوقاته. ولم يقولوا قولة معاوية: “المال مال الله، وانا خليفة الله، مااخذته فهو حقى، وما أعطيته فبفضل منى”…ه
ه
ه- وتقولون ان الجزية نظير عدم اشتراك غير المسلمين فى الحروب والجيوش، ونقول لكم ان المصرى مسلماً كان ام قبطياً لم يشارك فى جيش بلاده منذ انتهاء العصر الفرعونى حتى حكم محمد على الذى كان اول من اسس جيشا من المصريين.ه
ه
ــ وتقولون ان الجزية بديلا عن الصدقة.. وهذا قول تضحكون به على العامه، فالصدقة لها معايير مختلفة تماما عن الجزية، ولها انصبه معروفة، وتدفع تطوعا عن المال والذهب والفضة ومن اخفاها لاحساب عليه الا حساب السماء، ولكن الجزية مال مفروض على كل رأس من البشر، يملك او لايملك، وليست لها معايير فهى تدفع حسب رغبة الحاكم وتلبية احتياجات المحتل…..ه
 
ه
والسلام على من قال الحق

 المصدر وسان

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More