الجمعة، 31 ديسمبر 2010

قصة لا يريدالعرب أن يسمعوها

قصة لا يريدالعرب أن يسمعوها
لا أحد يستطيع أن ينكر أن أرض شمال إفريقيا عبر تاريخها القديم ولد فيها شعب مختلف عن باقي شعوب العالم (الرومان، الإغريق، العرب، الفراعنة....) وعاش هذا الشعب فوق هذه الأرض حرا طليقا يمارس طقوسه وعداته وبنى حضارته إلى يومنا هذا وما يؤكد ما أقوله ما تركه الإنسان الشمال الإفريقي"الأمازيغ" من بصمات ورسومات خطتها يده والمنتشرة على طول شمال إفريقيا من شرق مصر إلى جزر الكناري ومن البحر الأبيض المتوسط إلى ثخوم بوركنافصو والسودان، وتعود هذه الكتابات إلى عصور غابرة قبل ميلاد المسيح أي قبل أن يعرف لا الرومان ولا العرب وغيرهم.

بهذه البقايا قال لنا الإنسان الأمازيغي أنه كان هنا وعبر عن وجوده وهويته وهوية الأرض التي ولد فيها وسمى نفسه "أمازيغ" أي الإنسان الحر و شكلت عبر التاريخ "الحرية" مبدأ جوهريا في وصف وجوده وهويته والدليل على أمازيغية هذا الإنسان توارث هذا الإسم الجميل "أمازيغ" لدى إبناء هذا الشعب إلى يومنا هذا، فتجد أبناء الشمال يعرفون أنفسهم "إمازيغن" في كل من المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا وواحة سيوة غرب مصروالعجيب أيضا أن أمازيغ شمال مالي ونيجر وثخوم السودان يعرفون أنفسهم "إماجغن" أو "إماهغن" أو إماشغن" وهو نفس التسمية الأولى وعندما جميع هؤلاء الأمازيغ وعندما تسألهم عن معنى هذا الإسم يجيبونك بدون تردد "الإنسان الحر أو النبيل" ،فشتان ما بين ما يعرف به هذا الشعب نفسه وهويته وما يطلقه عليه الأخر "العدو". فالرومان سمونا "البربر" مشتقة من كلمة "بربروس" وتعني "المتوحش أو الهمجي" في قاموس الثقافة الرومانية ويصفن بها كل قبيلة أو شعب "متمرد" على شريعة أباطرة روما ونفس الإسم أطلقه الرومان على جيرانهم المتمردين "الجرمان" لكن العرب نقلوا نفس الإسم عن الرومان وصيغ على قاعدة زيادة الألف لتصبح "البربر" فلم يكلف العرب عنان أنفسهم البحث عن إسم يليق بهذا الشعب الحر و ذللك لأن الغزاة العرب جاءوا بفكرة "تحضير الشعوب" و إنقاذها من "التوحش والبداوة" وهذا لا يختلف تماما عن "قيم روما الإستعمارية"؛ حيث بدا لهم شمال إفريقيا (قبل غزوه) أرض "المتوحشين" وبالتي أدركوا أن غزوتهم هذه المرة محفوفة بالمخاطر وأن هذه المعركة لن تكون نزهة كما تعودوا في الشرق مما يستدعي حث كل جندي غاز إلى تمضية سيفه أكثر مما مضى لقطع الرؤوس ولا مجال للجرج والحصول على هذه المرةعلى الغنائم ليس سهلا لأن "المتوحش" ـحسب اعتقادهمـ يدافع عن أرضه بوحشية كبيرة.

كان العرب على يقين أنهم ذاهبون إلى أرض ليست أرضهم ويحضرون شعبا ليس عربيا وما حدث بعد ذلك هو أن عدد الذين بقوا عدد قليل إضافة إلى بعض القبائل (مليشيات) فتحت لها الأبواب للإجهاز على مراعي الأمازيغ وليكونوا الذراع العسكري للحكام العرب ضد أي انتفاضة للأمازيغ.
مع قبول الأمازيغ للإسلام بدأت سياسة خلط بين ما هو ديني وما هو سياسي فانطلق البرنامج المعروف "المسلم من يسلم نفسه للعرب" وليس لله وأصبح مرورالأمازيغي إلى مرتبة التقوى والإيمان" يمر بشراء صكوك الغفران من ما يسمى "مباركة الشرفاء" أي من يبارك داخل الجنة وحبيب الرسول. كلما مالت فطرة الأمازيغي إلى تقاليده ولغته يهدد بسحب "جواز سفره" إلى الجنة وكان دائما يأمر أن لا ينضر إلى ورائه ولا إلى حضارته ولا إلى غروب الشمس بل طريق الجنة والخلود يوجد في الشرق. إيمانا منهم برسالة الله وضميرهم الصافي تعرب لسان الكثير من القبائل الأمازيغية وبحثت لها (للضرورة) عن إسم عربي لعله يجلب عليها العطف ومباركة "حراس الجنة" العرب، كلما تنكر الأمازيغي لهويته ولغته وتفكيره كان الموعد مع الجنة أقرب والمكافئة أحلى وهذه العملية "مسح الدماغ" هي من أعطتنا اليوم "الأمازيغ المعربة لسانهم" أما التفكير فبقي كما خلقه الله عليه ولا أنفي هنا أن في شمال إفريقيا من أصوله من الشرق لكن يشكلون أقلية ولا أنفي أيضا وجود عرب قلة تمزغت لكن العربي الأصيل لا يحتاج أن يتعلم لغة الأمازيغي "المتخلفة" في نضره؛ والإنسلاخ عن مشرقه من سابع المستحيلات .

كل شئ بالنسبة للعربي كامل ومقدس وهو متحضر أكثر من غيره وما عليه إلا "تسليخ" الشعوب الأخرى وزيادة حراس معبده. وهو من له الحق في تسمية أي رقعة أرضية بما يشاء مهما كان ذلك يناقض العقل والعلم لأن فكر العربي نفسه هو العقلنية وهوالعلم، فسمى شمال إفريقيا "المغرب العربي" والصومال، السودان، دجبوتي وكردستان "بلدان عربية" وسمى "تزكورت" زكورة لأن لديه عقدة مع "التاء الأمازيغية المسكونة"...............

قد يخالني البعض متعصبا أو أكثر من هذا لكن لا أكثرث ما دام الله سبحان وتعالى أعطانا العقل النير أن نخرج من قوقعة صنعها لنا العرب منذ زمان وندرك أن رسالة الإسلام نيرة وبريئة من ما يلفقها له العرب من "عروبة" وتعريب" وقومية وسنبقى نسجد لله وحده ونعظم رسله البرارة الكرام.


الكاتب: Agilas n Saghr

amazighworld

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More