الأحد، 19 ديسمبر 2010

الاحتلال العربي لمصر


 الاحتلال العربي لمصر , بين تدليس الشيوخ و حقائق التاريخ :

 

لم ارى شعبا فى التاريخ القديم او التاريخ الحديث يحتفل بمحتلية ويضعهم موضع الاجلال والتوقير سوى شعبنا المصرى فى الصيغة التى احياها الفكر الوهابى المستورد مقدما الانتماء للدين على الانتماء للوطن حتى يتم تزييف الوعى المصرى، والمصرى على وجه الخصوص. وبهذا اصبح لمملكة آل سعود مانستطيع ان نطلق عليه الطابور الخامس والذى يتكون من كل المؤمنين بالدين قبل الدولة فأصبحوا بطبيعه الحالة مؤمنين بدولة الدين على حساب الدولة الوطن الجغرافى. ودولة الدين هنا هى مملكة آل سعود التى يرى كل الوهابيين انها الدولة الام والدولة النموذج والدولة الدين، ولهذا رأينا الزى السعودى -اللحية والجلباب الابيض للرجال، والحجاب والنقاب والعباءة السوداء للنساء- ورأينا المسواك فى فم الرجال والكحل فى اعين المنقبات… الخ. وتجلت تلك الحقيقة المأساة فيما قاله مرشد جماعة الاخوان السابق عن تفضيله لخلافة اسلامية وان كانت عاصمتها كوالالمبور… وعندما سألوة عن مصر فى هذه الخلافة قال قولته المأثورة: طظ فى مصر وابو مصر…!!ه
ه
ــ ايران الفارسية اعتنقت الاسلام، ولكنها لم تتنازل ابدا عن هويتها وثقافتها ورموز تاريخها حتى عندما اختارت دينها كان مذهبا شيعيا عكس المذهب السنى السائد فى بلاد العرب، وخرجت عن الدولة العثمانية منذ ايام الصفويين تاكيدا لهذه الهوية المتفردة، ورغم قيام الثورة الاسلامية فى نهاية سبعينات القرن االماضى فأنها لم تسعى الى التعايش مع الشعوب الاسلامية المجاورة بل سعت جاهدة الى تصدير مذهبها الشيعى الى هذه الدول، وحتى الآن تقود ايران حربا خفيه احيانا ومعلنة احيانا ضد الدول ذات المذهب السنى.ه
ه
ــ تركيا التى استمرت عاصمة للخلافة الاسلامية لمدة خمسة قرون خرجت من عباءة البدو العرب الى المدنية والحداثة الغربية. ولاتصدقوا انها تناصر الآن القضايا العربية وقضيتها المحورية فلسطين. فالحاصل انها وبعد ان رفض الاتحاد الاوروبى عضويتها لعدم استكمال شروط العضوية من التزام كامل بحقوق الانسان، وبعد ان تحالفت مع اسرائيل –وكادت تشن حربا على سوريا من اجل عيون اسرائيل- للاستعانه بنفوذها فى دخول الاتحاد الاوروبى، وعندما فشلت هذه الجهود كان نجاح حزب العداله والتنمية ذات الميول الاسلامية ردة فعل تلقائية على نبذها اوروبيا ، وكان اردوغان ومناصرته للعرب وجفاءه لاسرائيل لاعبا على الورقة الاسلامية، ربما يعيد الاتحاد الاوروبى حساباته.ه
ه
ــ ولم يتماهى الشعب اللبنانى او السورى او التونسى او المغربى او السودانى مع الجذور البدوية. فالاسلام لديه هو الدين والوطن لديه هو الهوية والانتماء الجغرافى، فهو سورى مسلم او تونسى مسلم… الخ، ولكننا فى مصر، مسلم مصرى… رغم ان مصر الدولة قبل الاسلام كدين بأكثر من اربعة آلاف عام…!!ه
ه
ــ لماذا ركزت مملكة آل سعود على سعودة أو وهبنة الشعب المصرى دون غيره من الشعوب العربية..؟؟
ه
ــ ولماذا ذابت الشخصية المصرية دون سواها من شعوب المنطقة وتماهت مع هذا الفكر المستورد من جزيرة العرب..؟؟
ه
وللاجابة على السؤال الأول نقول:ه
ه
ه1 – مصر وزارة اعلام المنطقة العربية، منها بدأت بواكير الفكر الدينى فى العصر القديم، ومنها بدأت الليبرالية ثم الثورة ثم الاشتراكية فى العصر الحديث، وفى كل هذه الحالات تبعها المحيط الجغرافى.ه
ه
ه.2 ــ اخترق الفكر الثورى الناصرى المنطقة العربية فى ستينات القرن الماضى واهتزت كل العروش الملكية فى المنطقة وعلى رأسها العرش السعودى الذى وصف ايامها بالرجعية مقابل التقدمية الثورية، فكان لابد من اسكات هذا الصوت، وكانت هزيمة الفكر الثورى فى ١٩٦٧ ثم رحيل عبدالناصر بعدها وتولى السادات السلطه متحالفا مع مملكة آل سعود للوصول الى تحالف امريكى فرصة للاجهاض على بقايا هذا الفكر الذى ازعجها طويلا، والذى بسببه ازيح الملك سعود عن الحكم وجاء الملك فيصل لعمل بعض الاصلاحات المدنية اتقاءا للهجوم الناصرى، وكان اول مافعل هو الغاء النظام العبودى واقامة بعض الوزارات ثم نهضة تنموية قامت فى الاساس على اكتاف المصريين.. وان كان سعود دفع عشرة ملايين دولار لقادة الانقلاب على الوحدة بين مصر وسوريا، فان فيصل ايضا -حبيب المصريين- مول الحرب ضد الجيش المصرى فى اليمن ببناء تحالف قبائلى ضد الثورة اليمنية.. وقتل فيها الكثير من ابناء مصر واهدرت فيها الثروة المصرية، وكانت هزيمة ١٩٦٧ احدى نتائج هذا الاستنزاف.ه
ه
ه3 ــ لهذا كان لابد من قلب المعادلة.. فقد انتهت الحروب المصرية الاسرائيلية باستنزاف الموارد المصرية فى الوقت الذى ارتفعت فيه الفوائض البترولية –نتيجة هذه الحرب– الى ارقام فلكية. وذهب الثوريين للعمل لدى الرجعيين.. فكان مايعرف فى علم النفس بعملية التعويض، وبعد معاهدة كامب ديفيد بين مصر واسرائيل، اصبحت مصر رجعية والسعودية تقدمية متحالفة مع البطل الاسطورى صدام العرب، ثم غرروا به ايضا للدخول فى حرب ضد ايران ليدمر كل منهم الآخر، ولا يبقى فى الساحة الا مملكة آل سعود قائدة العرب بالدين والبترودولار…ه
ه
ه4 ــ لم ينسى آل سعود -ويالا ثارات العرب- فالبدوى لاينسى ثأرة ولايعرف التسامح، لم ينسوا ثأر الدرعية حين حطمت قوات والى مصر محمد على الدرعية، عاصمة مملكة آل سعود الاولى، واخذوهم اسرى الى القلعة ومنها الى الاستانة، وفر من بقى منهم الى المنافى.ه
ه
بسعودة مصر واحتلال العقل المصرى، ضمنت مملكة آل سعود الاستمرار دون ازعاج ايدولوجيات جديدة من دول الجوار، وبالفكر الوهابى ضمن آل سعود ان لا تستمر مصر فى تطورها الطبيعى المرشحه له بعد اتفاقية السلام وانتهاء الحرب نحو الليبرالية والديمقراطية، حيث ادينت هذه الافكار دينيا حتى توأد الى الابد. ولكن.. وبعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١ والاعتداء على حرمة راعى الديمقراطية والليبرالية والعلمانية فى العالم من فريق مكون من تسعة عشر انتحاريا منهم خمسة عشر سعوديا استيقظ العالم على حقيقة الفكر الوهابى الذى افرخ هؤلاء الانتحاريين وكان ماكان من تداعيات، وهنا جنت مملكة آل سعود مازرعت فى الوجدان المصرى، فوجدت لها داخل مصر حلفاء يفوق عددهم عدد سكان المملكة وهم ما نطلق عليهم -الطابور الخامس السعودى داخل مصر- واصبحت المنظومة المصرية حليفا مخلصا ومؤازرا للوهابيين.ه
ه
ونأتى الى السؤال الثانى ــ لماذا ذابت الشخصية المصرية دون سواها من شعوب المنطقة وتماهت مع هذا الفكر المستورد من جزيرة العرب..؟؟ ونقول:ه
ه
ه1ــ فشل المشروع الناصرى بانكسار ١٩٦٧ بالانكفاء على الذات، ترك الساحه للمشروع النقيض ليقوم بعملية غسيل مخ واسعة النطاق على العمالة المصرية الوافدة للعمل بمملكة آل سعود والتى يتكون معظمها من العمال وانصاف المتعلمين والترديد الدائم والمستمر لمعادلة بسيطه تقول: “لقد فشل عبدالناصر لانه تحالف مع الروس الكفار، وافاء الله على المملكة بالخيرات بفضل اقامة الدولة الدينية” وبقدر مافى المقولة من تدليس على عقول البسطاء الا انها نجحت ترديدا لمقولة “جوبلز” وزير خارجية المانيا الهتلرية: اكذب.. ثم اكذب.. ثم اكذب.. فسوف يصدقك الناس فى النهاية. خصوصا اذا كان الكذب الدائم فى مجتمع مغلق يردد أكاذيبه دون الرأى النقيض.ه
ه
ه2- دفعت المملكة مئات الملايين، وتولت المخابرات السعودية التخطيط والتمويل.ه
ه
ه3- مصر اول من اخترع الابدية فى عالم آخر بعد الموت يحكمه الاله الطيب اوزيريس فى مملكته التحت ارضية، وعندما جاء الفرعون المصرى اخناتون ١٣٧٥ ق.م بديانته لعباده الآله “اتون” المرموز له بقرص الشمس لاغيا العالم الآخر ومملكة اوزيريس وتثبيت اتون وحده، قامت لاول مرة فى مصر الثورة على ممثل الاله على الارض رغم هالات القداسة التى تمتع بها الفراعنة، والدولة المركزية القوية المعروفة عبر التاريخ، وسقط ابن الاله عن العرش، وعاد العالم الآخر مرة اخرى.ه
ه
ــ ومن العالم الآخر دخل الوهابيين بالههم الجديد، اله الصحراء القاسى العنيف دون اى بعد روحانى، اله النصوص الجامده، والطقوس الصارمة، والعودة الى حياه السلف بنظرية قديمة فى السحر التشاكلى اعتقدها الانسان فى اولى خطوات مراهقته الدينية بأن “الشبيه ينتج الشبيه”، فحتى يعود المجد الغابر علينا تقليد الماضى بالجلباب الابيض واللحية والمسواك للرجل، والثوب والنقاب الاسود للمرأة… الخ وقائمة طويلة من المحرمات والتكفيرات -تكفير القوانين وتكفير الدولة وتكفير العمل لديها لان اموالها من ربا البنوك وضرائب الخمور… الخ- والملاحظ ان كل هذا يصب لصالح المنظومة السعودية بصفتها الدولة النموذج.ه
ه
ــ انزوى الاسلام المصرى ذو الجذور الاوزيريسية الذى انطلق من آيات مكه فى التسامح الدينى واخترع قانونه الايمانى الخاص فى مقولة بسيطة -الدين المعاملة- وان الله غفور رحيم ويغفر الذنوب جميعا الا الشرك به… الخ. وجاء ذو الوجه القبيح بمنظومته المتشددة المتزمته السلفية الرجعية يريد بعثا مستحيلا للماضى، ورغم ذلك احتل العقول لسبب واحد ووحيد وهو: الشروط الدينية الواجب اتباعها للتمتع بجنة العالم الآخر..!! وانتصر الطقس على الضمير، والرمل على الطمى، والتشدد والعنف على التسامح، وبهم انتصرت المنظومة السعودية على العقل المصرى. واصبحت دولة آل سعود هى المركز والدولة المصرية طرفا!ه
ه
ــ ونتيجة لكل هذا احتل الشيوخ مكان الصفوة فى السلم الاجتماعى، فهم يملكون مفاتيح الجنة، ويرشدون الضالين الى الله وجنته بالشروط الوهابية الجديدة، حتى صرنا نحتفل بالغزو العربى لمصر تحت مسمى “الفتح الاسلامى”، وبعد حملة طمس الهوية بل بدأت حملة تزوير مفضوح للتاريخ تدعى ان المصريين رحبوا بهذا الفتح الذى حررهم من الاستعمار الرومانى وحكم بينهم بالعدل والاخاء والمساواه، كأنها مبادئ الثورة الفرنسية!! واقر النصارى على دينهم، وان المقوقس “قيرس” حاكم مصر سلم مفاتيح المدينة وربما ايضا اعلن اسلامه!!ه
ه
ــ اربعون قرنا من الحضارة المصرية الفرعونية، وخمسة قرون من الحقبة القبطية تم طمسهم والتعتيم عليهم، وكأن عمرو بن العاص دخل مصر كما دخل الرسول المدينة مستقبلا بـ “طلع البدر علينا”!!!ه
ه
وهنا نقول للسادة الشيوخ:ه
ه
ـ ان من يكذب يدخل النار.. فان كنتم لاتعلمون فتلك مصيبة، وان كنتم تعلمون فالمصيبة اعظم!! بيننا وبينكم التاريخ شاهدا.. تاريخ سادتكم السلف الصالح مع بعض الأستدلالات المنطقية وبعض المعلومات الشائعة والمعروفة..ه
ه
ه** فى نهايات القرن الاول الميلادى دخل القديس مرقص الى مصر مبشرا بالديانة المسيحية، لم يكن معه سوى خادمه واقوال السيد المسيح بدون جنود وبدون حرب، لم تمر عدة عقود حتى كان معظم الشعب المصرى مؤمنا بالمسيحية. ومالم يقله التاريخ نقوله:ه
ه
ــ الهوس المصرى بالدين
ــ تشابه العقيدة المسيحية مع العقيدة المصرية القديمة… ايزيس: الام الحامية، أوزيريس: الاله، حورس: الابن
ــ عنصر التسامح بين العقيدتين
ه
ه** فى الوقت الذى حوربت فيه المسيحية فى اوروبا حربا ضروسا من قبل الامبراطورية الرومانية ثم البيزنطية (الشرقية) كانت مصر صاحبة اول كنيسة فى العالم، ولما كانت ضمن اقاليم الامبراطورية الرومانية فلم يخلو الامر من اضطهاد دينى متفاوت الدرجات حسب الجالس على عرش الامبراطورية.ه
ه
ه** جلس على عرش الامبراطورية الامبراطور دقلديانوس (٢٨٤ – ٣٠٥م) متسامحا دينيا فى بداية عهده ثم تميز اواخر حكمه بالاضطهاد الدينى العنيف مصدرا اوامره بحرق الاناجيل والكتب الدينية وتحريم القيام بأى طقوس دينية، ولقى مسيحى مصر اضطهادا دينيا لامثيل له هرب فيه القساوسة والكهنة واقاموا الاديرة فى الصحراء بعيدا عن السلطه المركزية، وعرف عهده “بعصر الشهداء” ويقال ان عددهم كان حوالى مليون شهيد قبطى ،واتخذ اقباط مصر من بداية حكمة بداية للتقويم القبطى المصرى.ه
ه
ه** جلس على عرش الامبراطورية قسطنطين الاول (٣٠٧ – ٣٣٧م) موحدا شتات الامبراطورية ومؤمنا بالديانة المسيحية والذى امر بنشرها فى كل الامبراطورية الرومانية، وهنا حدث الصدام بين الكنيسة المصرية والكنيسة الرومانية حول طبيعة الابن وسلطات البابا، وخلافات عقائدية اخرى ليست ضمن بحثنا، ووقع الاضهاد المذهبى بين الكنيستين، كانت اليد الطولى فيه لكنسيه دولة الامبراطورية بلا شك. ومرة اخرى يستمر الاضطهاد مذهبيا هذه المرة.ه
لم تكن احوال مصر بمعزل عن محيطها الجغرافى، فمكة بعد ان اصبحت العاصمة الدينية والتجارية لجزيرة العرب -سواء قبل الاسلام او بعده- كانت لها علاقاتها التجارية مع مصر وتعرف عنها الكثير، ويحكى لنا البغدادى فى تاريخه ان “المغيرة بن شعبه” دخل مصر تاجرا عدة مرات قبل اسلامه، وفى المرة الاخيرة قتل اصحابه من بنى مالك وسلب تجارتهم، ثم لجأ الى النبى معلنا اسلامه…!ه
ه
لكل ماسبق.. ولأن المصرى عاش تحت الاحتلال منذ الغزو الفارسى عام ٥٢٥ ق.م حتى دخول العرب حوالى الف عام فلم يعد يهتم بنوع الاحتلال فهو فى النهاية سيدفع الجزية للمنتصر بشرط ان يترك لهم دينهم وعقائدهم، ولما كان الاحتلال العربى لدول المحيط الجغرافى لايهتم الا بـ “الجزية عن يد وهم صاغرون” فأن عمرو بن العاص بجنودة الاربعة آلاف ثم المدد بأربعة آلاف اخرى لم يواجه شعبا يرفض الاحتلال، ولكنها كانت معارك بين العرب الغزاه والحامية الرومانية بمصر، كما سنرى فيما يتبع…ه

كانت حروب الردة شاغلا رئيسيا لخلافة ابوبكر، وجاء الخليفة عمر بن الخطاب (٦٣٤ – ٦٤٤م) بعد ان استقرت شبه الجزيرة العربية لاختيار السقيفة، وبدأ تفعيل الآية ٢٩ من سورة التوبة:ه
ه
ه“قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ماحرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون”.ه
ه
وكما قلنا ان العرب كانوا يعلمون مايعانيه القبط من الاضهاد الدينى فاكتفى بن الخطاب باربعة الاف على امل انضمام المصريين اليه، ولكن وقف الشعب المصرى متفرجا ينتظر الغالب ليعطية الجزية، فكان المدد باربعة الاف ثم اربعة الالف اخرى، وثلاث سنوات حتى استقر الامر للعرب.ه
ه
وبدا الزحف شمالاً على فلسطين والأردن بقيادة عمرو بن العاص، ثم غرباً على مخزن غلال الامبراطورية الرومانية والبقرة الحلوب … مصر، بدأ الزحف فى عام ٦٣٩م ومضت ثلاث سنوات حتى تم فتح حصن بابليون بعد حصار دام سبعة اشهر، كان قتالا بين الروم المترفين، والعرب الجائعين القادمين من جفاف وقحط الصحراء الى ارض الخير والزرع والنماء. وكان القبط خارج المعادلة، فمنذ الاحتلال الفارسى لمصر عام ٥٢٥ ق.م (مايقارب الالف عام) تناوب على مصر الغزاة ، يذهب الفرس ويأتى الاغريق، ويذهب الاغريق ويأتى الرومان، ويذهب الرومان ويأتى العرب …. لافرق، فالشعب المحتل لمدة الف عام ماتت فيه جذور المقاومة.ه
ه
ه** ونقف مع مايروجه الاسلاميين من ان الفاتحين (المحتلين) كان شعارهم: الاسلام او الجزية او الحرب. وبرغم مافى هذه المقولة من اذعان على قبول دين راغما او فداء العقيدة بالمال، الا انه كان خاصا بقبائل الجزيرة العربية فقط ابان دعوة الرسول، وقد عبر عنها عمر بن الخطاب عندما قام اثناء خلافته بطرد اليهود والمسيحيين من الجزيرة العربية بالكامل حيث: لا يجتمع بجزيرة العرب دينان!ه
ه
ــ فنحن لم نقرأ فى طول التاريخ العربى وعرضه، ولا فى اى من كتبهم التاريخية والتراثية ان وقف جيش العرب الغازى على أطراف اى من الدول التى احتلها وارسل المراسيل محذرا ومخيرا.ه
ه
ــ ولم نقرأ ايضا انه بعد الإحتلال ارسل الوعاظ ورجال الدين بالتبشير بالدين الجديد. وظل المسلمين فى مصر اقلية حتى العصر الفاطمى عندما ادعى احد الخلفاء الفاطميين الوحى الذى كان ياتيه من قمة جبل المقطم (نلاحظ انه من مفاهيم الوحى فى الذاكرة الانسانية ان يأتى من مكان عال اعتقادا انه قريب من السماء) وأمر هذا الخليفة بالمساواه بين المسيحيين والمسلمين حسب الوحى الذى كان يأتيه، وبناء عليه فتحت وظائف دواوين الحكومة امام المسيحيين، وتخلصوا من الصليب الحديد المعلق على صدورهم فرضا عليهم من الحكام العرب (والذى بسببه اطلق عليهم ذو العظمة الزرقاء نتيجة احتكاك سلسلة الصليب الحديدى بفقرة الرقبة الخلفية مما كان يؤدى الى تورمها وزرقتها)، وركبوا الخيل والدواب ذو السرج الذى كان محرماً عليهم. ولكن هذا الخليفة الفاطمى الشاب قتل على حماره وهو صاعدا جبل المقطم ليتلقى الوحى، ويقال انه هرب الى لبنان وهو المنسوب اليه الطائفة الدرزية.. وعندها جاء خليفة آخر ليعيد الوضع كسابقة بعد ان استطاب للمسيحى المساواة مع المسلم والعمل فى الدواوين، وهنا أعلن الكثير منهم الإسلام ليستمر فى المكاسب التى حصل عليها.ه
ه
- اما مايقال ان الفاتحين (المحتلين) العرب اقروا البلاد المفتوحة ومنها مصر على دينهم، فهذا صحيح وحقيقى لان نشر الدين لم يكن هدف الفاتحين (المحتلين) ولكن الهدف هو ان يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.. والاية ٢٩ من سورة التوبة توضح هذه بجلاء، فلماذا اللف والدوران ..؟؟
ه
عزيزى القارئ: آثرنا اعتماد المراجع العربية الاسلامية دون الاستناد الى المؤرخين الاقباط رغم الالتقاء بين الطرفين فى كثير من الاحداث التى وقعت، ترسيخا للمقولة المعروفة: وشهد شاهد من اهلها…ه
ه
ه- بعد الإنتصار وفرض الجزية رأى عمرو ان ملابس جيشه البالية الرثة لا تتناسب مع ما رآه من ملابس الجيش الرومانى، وأن الهيبة تقتضى الأبهه، والأبهة تقتضى الملابس الفاخرة ففرض علاوة على الجزية: “لكل رجل من اصحابه دينارا وجبة وبرنسا وعمامة وخفين” – المقريزى – المواعظ والاعتبار، الجزء الاول ص ٢٩٣. واحصى المسلمون فألزم جميع اهل مصر لكل منهم جبة صوف وبرنسا او عمامة وسراويل وخفين فى كل عام، او بدل الجبة الصوف ثوبا قبطيا – البلاذرى – فتوح البلدان ص ٢٥٣. وجاءة جماعة من زعماء القبط يستأذنون العوده الى قراهم بعد ان اعلنوا الولاء والطاعة للسيد الجديد، فسمح لهم قائلاً: لاحاجة لنا بصنيعكم اعطونا عشرين الف دينار – البلاذرى – المواعظ والاعتبار ص ٢٩٣
ه
ه- وعلى سنة السلف من الرومان سار الخلف من العرب ففرضوا قانون ضيافة الفارس لمدة ثلاثة ايام فى اى مكان ينزل به وتوفير كل مايحتاج اليه من مأكل ومشرب واقامة… ومازلنا حتى اليوم نقول اننا عرب والضيافة عندنا ثلاثة ايام فى خلط بين الضيافة المفروضة قسرا على الفلاح للعربى وبين كرم الضيافة الطبيعى.ه
ه
ه- لبس عمرو الحرير والديباج وانتفخت ثروته، فارسل له بن الخطاب: “بلغنى انك فشت لك فاشية من خيل وابل، فأكتب لى من اين لك هذا المال ؟” – القلقشندى – صبح الاعشى الجزء السادس ص ٣٨٦. وبعث اليه محمد بن سلمه يقاسمه اموال.ه
ه
ه- وللذين يقولون ان مصر دخلت دين الله افواجا نستمع الى الطبرى فى تاريخ الرسل والملوك ص ١٠٦ يقول عن رسائل بنى امية عن العبودية الصريحة الى امراء مصر بقولهم: “إن مصر انما دخلت عنوة، وانما هم عبيدنا، نزيد عليهم كيف شئنا ونضع ماشئنا”.ه
ه
ه- ويفيدنا القرشى فى معالم القرية فى احكام الحسبة ص ٩٩: “يقف الذمى بين يدى عامل الجزية ذليلا، فيلطمه المحتسب بيده على صفحة عنقه، أد الجزية ياكافر، ويخرج الذمى يده من جيبه مطبوقة على الجزية فيعطيها له بذلة وانكسار”. ه
ه
ه- ونقرأ للطبرى ايضا ناقلا عن احد جنود عمرو بن العاص: “لما افتتحنا بابليون تدنينا قرى الريف فيما بيننا وبين الاسكندرية قرية فقرية، حتى انتهينا الى بلهيب وقد بلغت سبايانا المدينة ومكة واليمن” – تاريخ الطبرى ص ١٠٥
ه- والبلاذرى فى فتوح البلدان القسم الاول ص ٢٥٣: “وكانت قرى من مصر قاتلت فسبى منها والقرى بلهيت والخيس وسلطيسس فوقع سباؤهم بالمدينة”، وعندما رد بن الخطاب بعضهم الى مصر بعد ان اخذ المقاتلين مااخذوا من النساء سبايا والرجال عبيد، كانت الجزية هى الاساس ولاستمرار تدفقها على عاصمة الخلافة كان القول العمرى: “الجزية قائمة تكون لنا ولمن بعدنا من المسلمين احب الى من فيئ يقسم ثم كأنه لم يكن” – الطبرى ص ١٠٥
ه- توجه عمرو الى نقيوس لقتال الروم فعدل “وردان” -احد موالى عمرو- لقضاء حاجته عند الصبح فاختطفه اهل الخربة فغيبوه، فوجده عمرو فى بعض دورهم فأمر باخرابها واخراجهم منها )…( كانوا رهبانا كلهم ومع ذلك فقد قتلهم عمرو جميعا وخرب المدينة خرابا لم تشهده مثله من قبل حتى سميت بعدها بالخربة – ابن عبدالحكم – فتوح مصر واخبارها.ه
ه
ه- اراد عمرو بحنكته السياسية استعمال القبط فى وظايف جباية الخراج وحساب الضرائب لخبرتهم فى ذلك، الا ان بن الخطاب كتب اليه قائلاً: “كيف تعزهم وقد اذلهم الله؟”… كان عمر يريدهم ان يعملوا بالارض ليدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.ه
ه
ه- وفى عمل من اشد اعمال السخرة بدأ المصريين فى شق قناة امير المؤمنين من النيل حتى البحر الاحمر لتحمل المؤن والخيرات الى عاصمة الخلافة فى المدينة، فكانت تشغيل هذا العدد الضخم -مائة وعشرون الف- يسبب انكسار خراج مصر وخرابها، فأرسل اليه عمرو لتاجيل حفر القناة، ولكن ابن الخطاب كتب اليه يقول: “اعمل فيه وعجل، أخرب الله مصر فى عمران المدينة وصلاحها” – الطبرى الجزء الرابع ص ١٠٠، ويشير السيوطى الى واقعة تسخير عمرو بن العاص للمصريين فى حفر القنوات واقامة الجسور: “الف عمرو قوة من المصريين عددها مائة وعشرون الف عامل مهمتها الاولى العمل فى حفر القنوات واقامة الجسور والقناطر” – حسن المحاضرة جزء اول ص ٦٣ه
ه
ه- اشتد البلاء وازداد عاما بعد عام، حتى ان الرهبان الذين اعفوا من الجزية فى البداية فرضت عليهم بعد ذلك، وكانت الجزية.. ثم الجزية.. ثم الجزية حتى لمن اراد ان يسلم فعلية ان يدفع.. اكثر من خمسة وسبعون عاما تمر والقهر يصل الى منتهاه، ويتردد فى التاريخ العربى لفظ البقرة -كناية عن مصر- كثيرا، فمن دعاء بن الخطاب “در ضرعك” دعاء لمصر- البقرة – بزيادة الثروة. الى حديث عثمان بن عفان لابن العاص حينما عزله عن ولاية مصر وعين بدلا منه يحلب اكثر قائلاً: “لقد درت اللقحة – البقرة – بعدك يابن العاص”، فيرد عليه: “نعم.. ولكن هلكت فصالها”!!. وبمناسبة هلكت فصالها، نقرأ للخليفة سليمان بن عبدالملك لمتولى خراج مصر اسامه بن زيد التنوخى يقول: “احلب حتى ينقيك الدم، فاذا انقاك الدم حتى ينقيك القيح، لاتبقيها لأحد من بعدى” – المقريزى : المقفى الكبير ص ٣٩
ه
ه- ولم يقتصر الامر عند هذا الحد من جزية وسخرة وتكاليف ضيافة ورسوم ملابس …. الخ، ولكن يتعرض هذا الشعب لحملة تبخيس من السادة العرب مازالت آثارها ممتدة فى تباهى بعض المصريين حتى اليوم باصولهم العربية واحتقار الفلاح، والمثل المعروف: “يأكلها التمساح ولايتزوجها الفلاح.. فالمرأة من اصول عربية لا يتزوجها الفلاح حتى وان اكلها التمساح!! كان القبط يزرعون ويبنون ويصنعون للسيد العربى المحتل، وبدلا من الشكر والامتنان او حتى الصمت نقرأ ان من وصفها المسعودى فى مروج الذهب: “معدن الذهب والجواهر والزمرد والاموال ومغارس الغلات”. ومن قال عنها ابن العاص: “مصر تعدل الخلافة كلها – نراها نفسها – فى اهلها مكر ورياء وخبث ودهاء وخديعة” المسعودى – مروج الذهب . ويقول ابن عباس: ان المكر عشرة اجزاء، تسعة منها فى القبط، وواحد فى سائر الناس. اما الخليفة معاوية بن ابى سفيان يقسم اهل مصر ثلاثة اصناف: “ثلث ناس وثلث يشبه الناس وثلث لاناس… فاما الثلث الذين هم الناس فالعرب، والثالث الذين يشبهون الناس فالموالى، والثلث الذين لاناس المسالمه ويعنى القبط”  المقريزى – المواعظ والاعتبار ص ٥٦
ه- فأهل مصر يغلب عليهم الدعة والجبن والقنوط والشح والرغبة فى العلم وسرعة الخوف والحسد والنميمة والكذب والسعى الى السلطان وذم الناس بالجملة… الخ، ومن اجل توليد ارض مصر الجبن والشرور والدنيئة فى النفس لم يسكنها الاسد، واذا دخلت ذلت ولم تتناسل، وكلابها اقل جرأة من كلاب غيرها من البلدان، وكذلك كل ما فيها اضعف من نظيره فى البلدان الاخرى ما خلا ما كان منها فى طبعه ملايمة لهذه الحال كالحمار والارنب… المقريزى – المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار ص ٤٣
ه
- ودور المرأة المصرية فى حياة زوجها ومالها من احترام ومشاركتة فى امور الحياة، لم يفهمها السادة العرب كما لم يفهموا أن الاسود لاتسكن الارض الزراعية، ولا ان الشعب المغلوب على امرة يلجا الى المكر والخداع، ولا ان الف سنة من الاستعمار علمته السكينه والاستضعاف، ولا أن حضارته الراقية وارضه الزراعية الخصبه لم تولد لديه “حق الاعتداء”، فنحن هنا امام شعب متحضر مسالم مستقر فى ارضه عبر آلاف السنين يزرع ويحصد ويبنى حضارة، امام مجموعة من البدو الهمج الجياع من شح الصحراء الذين ارغمهم الصراع على الماء والكلأ فى صحرائهم الكئيبة على التقاتل، شعب وصلت حضارته القمة بمقاييس ذلك الزمان امام مجموعة من البشر على اول سلم الحضارة اقرب الى التوحش منهم الى الانسانية. ولكنه لم يفهم طبيعة التآلف بين الرجل والمرأة – وحتى الآن فى الريف المصرى- فيذهب خياله فى حكى اسطورى يقول: ان فرعون عندما غرق مع رجال جيشه وهو يطارد موسى خلت مصر من الرجال ولم يبقى فيهم الا العبيد فطفقت المرأة تعتق عبدها أو أجيرها ليتزوجها، وشرطن على الرجال الايفعلوا شيئا الا بمشورتهن وامرهن فأجابوهن فى ذلك، فكان أمر النساء على الرجال – المقريزى ص ٣٩
ه- ويحتفل العرب باليوبيل الماسى ..!! (خمسة وسبعون عاماً) وتبدأ ثورات القبط على الظلم والقهر والتبخيس، وتصل الذورة فى العام ١٠٧ المعروف بثورة البشموريين، وبعدها ثورات هنا وهناك، ولأكثر من مائة عام نجد ثورات يتم اخمادها حتى نصل الى الثورة الكبرى فى العام ٢١٦ التى شارك فيها القبط بعض عرب اليمن وبعض قبائل القيسية الذى عملوا بالزراعة وتم تهميشهم نتيجة تغلب العصبية حتى بين العرب وبعضهم، فبعد ان منح الخليفة المأمون مصر والشام لاخيه ابى اسحاق -الخليفة المعتصم فيما بعد- ترضية ومنحة، فزاد الخراج ليقتسم على ثلاثة (والى مصر -ابى اسحاق- الخليفة) بعد ان كان يقتسم بين والى مصر والخليفة مباشرة .. ودفع اقباط مصر حصة زائدة لابى اسحاق، وتدهورت الامور، حتى كانت الثورة الكبرى التى عمت انحاء مصر، حتى ان والى مصر (عيسى بن منصور) ترك العاصمة وهرب الى ضاحية حلوان. فارسل المأمون لواليه على برقة “الافشين حيدر بن كاوس الصفدى” التوجه الى مصر للمساعة فى قمع الثورة، ودارت المعارك، وزادت الثورة مما اضطر الخليفة المأمون الى الحضور بنفسه على رأس جيشه.ه
ه
ثلاثة جيوش تتصدى لقمع الثورة:ه
جيش المأمون يقاتل اهل الحوف ــ وجيش الافشين يقاتل اهل البشمور ــ وجيش موسى بن ابراهيم ابن عم الخليفة يقاتل اهل الصعيد، ثلاثة جيوش من اشراس البدو يحملون السيوف والرماح ويمتطون صهوات الجياد يقاتلون شعبا اعزل، سلاحة الفأس والنبوت وطبعا النتيجة معروفة… اخمدت الثورات تماما، استفتى المأمون فى الاسرى فقيها على مذهب الامام مالك فقال: “ان كانوا خرجوا لظلم نالهم فلا يحل دماؤهم وأموالهم”، فقال المأمون: “انت تيس وابن مالك اتيس منك، هؤلاء كفار لهم ذمة اذا ظلموا تظلموا الى الإمام وليس لهم ان يستنصروا باسيافهم ولا يسفكوا دماء المسلمين فى ديارهم”، واخرج المأمون رؤسائهم فحملهم الى بغداد – اليعقوبى ص ١٩٢ . وقضى المامون فى الأسرى: “يقتل الرجال، وتباع النساء والاطفال”، فبيعوا وسبى اكثرهم – الكندى ص ٢١٦. ويزيدنا ابن اياس حسرة فيقول: “سبوا القبط وقتلوا مقاتليهم وأبادوهم، وقمعوا اهل الفساد من سائر اراضى مصر بعد ان قتلوا مقتلة عظيمة” – ابن اياس الجزء الثانى ص ٢١٥
ه- ورغم الدماء التى لم تجف والجراح التى لم تبرأ والكرامة المهانه، ساح المأمون فى القرى شمالا وجنوبا مستعرضا جيشه زيادة فى الترهيب، وفرض على كل القرى التى مر بها ضيافته هو وجيشة ضيافة تليق بجيش امير المؤمنين واكيد ترحيبا يليق ايضا بكرامة امير المؤمنين… وزيادة على كل ذلك حاول الخليفة المأمون ان يسرق الهرم . نعم حاول ان يسرق الهرم!! حيث تتناقل الاجيال ان كنور الفرعون خوفو بانى الهرم الاكبر مدفونة داخل هرمه، فاحضر الخليفة العمال محاولا عمل فتحة فى جسم الهرم الاكبر بتسخين الحجارة ثم صب الخل عليها حتى تتفتت، ونجح فى عمل فتحة موجودة ومعروفة باسمه حتى الآن فلم يجد شيئا فأنصرف. لم يكفية سرقة الشعب القبطى فحاول سرقة اجدادهم الفراعنة، فاين نشر الاسلام من كل هذا؟؟
ه
ه- إن الجزية ظلت مفروضة على من أسلم حتى جاء الخليفة عمر بن عبدالعزيز فى العام ١٢٧م واعفى منها من يعتنق الاسلام وقال قولته المشهورة: لقد بعث محمد هادياً ولم يبعث جابياً، ولكن… وحتى لاتتأثر خزائن الخلافة تم تحميل قيمة جزية من اسلموا على باقى القبط!! فالجزية هى الاساس وليس الاسلام، قرن من الزمان وليس الا الجزية، وباقي القرون اعفاء من اسلم وتحميل الفارق على من بقى على دينه، ونباهى انه فى عصر عثمان عم الرخاء وبيعت الجارية بوزنها ذهبا، وانه فى عصر عمر بن عبدالعزيز رعى الذئب مع الشاه، ونتغاضى إما عن تدليس او عن جهل ان هذا الرخاء كان فى عواصم الخلافة سواء المدينة او دمشق او بغداد فقط لاغير اما اهل بلاد اللبن والعسل والبقر الحلوب من البلاد المحتلة فعليها ان تمول الذهب الذى يشترى به الجارية… ولاندرى عمل الجارية التى يدفع وزنها ذهبا..!! وتشبع الذئب ليرعى مع الشاه بعد ان يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون. ونتيه فخرا بقولة هارون الرشيد للسحابة المارة: امطرى حيث شأتى فسوف يأتينى خراجك… ولانلتفت الى مافى هذا القول من ان كل خيرات الارض المملوكة للسادة العرب تصب فى خزانة الخلافة.ه
ه
ه- وتقولون ان الجزية هى مقابل الحماية.. ونسألكم ممن الحماية..؟؟ محتل رومانى رحل ومحتل عربي جاء… على الاقل المحتل الرومانى لم يأتى بدعوى دينية من رب السماء لتنشر العدل بين مخلوقاته. ولم يقولوا قولة معاوية: “المال مال الله، وانا خليفة الله، مااخذته فهو حقى، وما أعطيته فبفضل منى”…ه
ه
ه- وتقولون ان الجزية نظير عدم اشتراك غير المسلمين فى الحروب والجيوش، ونقول لكم ان المصرى مسلماً كان ام قبطياً لم يشارك فى جيش بلاده منذ انتهاء العصر الفرعونى حتى حكم محمد على الذى كان اول من اسس جيشا من المصريين.ه
ه
ــ وتقولون ان الجزية بديلا عن الصدقة.. وهذا قول تضحكون به على العامه، فالصدقة لها معايير مختلفة تماما عن الجزية، ولها انصبه معروفة، وتدفع تطوعا عن المال والذهب والفضة ومن اخفاها لاحساب عليه الا حساب السماء، ولكن الجزية مال مفروض على كل رأس من البشر، يملك او لايملك، وليست لها معايير فهى تدفع حسب رغبة الحاكم وتلبية احتياجات المحتل…..ه
 
ه
والسلام على من قال الحق

 المصدر وسان

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More