الجمعة، 31 ديسمبر 2010

الأمازيغ والمعربيون والعرب

الأمازيغ والمعربيون والعرب



إذا أردت أن تلغي شعبا ما، إبدأ بشل ذاكرته التاريخية، ثم إلغ ثقافته وتاريخه، واجعله يتبنى ثقافة أخرى غيرثقافته، واخترع له تاريخا آخر غير تاريخه، واجعله يتبناه ويردده...عندئد ينسى هذا الشعب من هو ؟ وماذا كان ؟ وبالتالي ينساه العالم . هذا ما فعله العرب بالأمازيغ في كل شمال إفريقيا، حتى أصبح الكثيرفي هذه المنطقة يعتقد أنه من جدور عربية، ويستند في دلك أنه يتكلم الدرِجة المحلية العربية المحتوية على كلمات أمازيغية الأصل، والتي لاتربطها بالعربية أي صلة، والأمثلة كثيرة جداً.
فيما يخص القضية الفلسطينية، الفلسطينيون أنفسهم في جميع تصريحاتهم يقولون أن قضيتهم قضية عربية. ومادمتُ غير دلك، فهده القضية لا تعنيني، إلا من باب الانسانية عندما تقع ضحايا أبرياء من الجانبين . وأخيراً فيما يتعلق بالزيارة التي قام بها بعض النشطاء الأمازيغ إلى الدولة الاسرائلية، فكما لا يخفى عليكم فعصرنا، عصر التكتلات والتحالفات، وقضيتنا الأمازيغية قضية عادلة، وما فعل العرب بلغتنا وثقافتنا وتاريخنا يعتبر جريمة، حيت قضيَ على أمة بأكملها، وبالمناسبة لو قبل الفلسطنيون أن يتخلوا عن هويتهم العربية تماما كما فعل العرب بالأمازيغ، لانتهى الأمر اليوم قبل الغد.
الأمازيغ إسم على مسمى الانسان الحر، تعايش مع اليهود منذ الاف السنين، في سلم و سلام، حتى ان بعض الدراسات تشير الى أن البعض إعتنقوا اليهودية- طبعا قبل ظهور الاسلام-، فإذا كنا بالأمس مع اليهود إخوة فلماذا اليوم تريدون أن نكون أعدائا . في التاريخ وقعت حروب طاحنة بين العرب و الأمازيغ ، ولم نسمع عن حروب بين اليهود والأمازيع، بل عاشوا جنبا إلى جنب في سلام، دون نية احتلال أرض ولا تهويد للشعب . في مقطع مسرحي من مؤلفه حرب الألفيتين، يقول الكاتب ياسين : تقول ديهيا للأمازيغ : **يدعونني كاهنة، وأنتم البربر، مثلما كان الرمان يلقبون أجدادنا برابرة، نحن في هذه الأرض نحارب البربرية، على أية حال، وداعاً يا تجار العبيد، سأترك التاريخ في قلب أطفالي و أحفادي، وسأترك الأمازيغية في قلب شمال إفريقيا .** إنتهى الاقتباس.
الأمازيغ ليسوا عدواً لإسرائيل وهذا هو الواقع، نحن شعب بدون دولة وهذا واقع أيضا ، يجب أن نكون أولاً وبعد ذلك نرسم سياساتنا حسب مصالحنا وأهدافنا. ومن طبيعة الحال لا يمكن للعرب أن يساعدوننا، لأن في اعتقادهم أن وجودنا يهدد أمنهم. لهذا بذلوا كل طاقاتهم وسياستهم للقضاء نهائيا على لغتنا، وعلى مدى أربعة عشرة قرنا، وقد أفلحوا في ذلك ما يعرف اليوم بالمعربون. على العموم مخططهم فشل فشلاً دريعا، فرغم هده المدة الطويلة التي أقصيت فيها الأمازيغية من التعليم ومن الادارة ومن الصحف و التلفزة ...لازالت الأمازيغية تتداولها ألسن كثيرة ، والتأثير الوحيد الناجم عن هذا الإقصاء الطويل هو أن الأمازيغية تختلف من منطقة إلى أخرى، وأحيانا في النطق فقط مع ترابط في معضم الكلمات، وخاصة بين تمازيغت و تشلحيت في المغرب ،حيث تختلفان فقط في النطق، أما تريفيت فتختلف عنهن في بعض الكلمات بالإضافة طبعا إلى النطق. لكن كيف سيكون حال العربية أو غيرها لو عملت بنفس المعاملة وبنفس المدة ؟ ربما ستكون في خبر كان . اليوم لازالت هناك مخططات جارية على قدم وساق لتغيير هوية الشعب، وعلى سبيل المثال يفرقون على البوادي والقرى الأمازيغيتين، ما يسمى بالشجرة، وينسبون معظمهم إلى الأدارسة المشيشيين والعلميين... والمثال الأخر هو ما يسمى بمحاربة الأمية، كأن من لا يعرف قراءة وكتابة اللغة العربية فهو أمي. فبناءاً على هذا المنطق كل العالم أمي إلا العرب والعروبيون. أليس من السهل الاعتراف بالأمازيغية كلغة وطنية في بلدان شمال إفريقيا وإدماجها في كل مكونات المجتمع، وبعد ذلك نعلم فقط للأمازيغ حروف تيفيناغ لأن لغته يتقنها من قبل، ونكون قد حاربنا الأمية في بلداننا الى حد كبير؟. لكن الأمر في الحقيقة يتجاوز الأمية الى تعريب الأمازيغ. حتى في المساجد في المغرب لا يسمح بإعطاء الخطب بالأمازيغية ولو كان المصلين من الأمازيغ .
أخيراً ليعلم الجميع أنه بعد حصول المغرب على الاستقلال، تقدم هذا الأخير بطلب الانضمام الى الجامعة العربية، فقوبل بالرفض في أول الأمر، باعتراف أعضاء حزب الاستقلال أنفسهم ، بحجة أن المغرب برابرة. هذا أولا، ثانيا الضجة التي أعقبت مباراة الجزائر ضد مصر،حيث خرج المصريون عن صمتهم ووصفوا الجزائريون بالبرابرة ،وهذا ليس بوصف جديد ،لكن ذكروا فقط الجزائر بأصلها رغم تبنيها الرسمي للعروبة، هذا من جهة، من جهة أخرى وهنا تكمن المشكلة، وصفوا الأمازيغ بالهمج¡،وذلك في أغنية جديدة لأحد الفنانة المصريين،إن كان يستحق بالفعل أن يحمل إسم فنان، مادام أساء إلى شعب بأكمله، رغم أن هناك من الأمازيغ من كان ضد ما وصلت إليه الأمور بعد المباراة، وقبلها كنا بالطبع نشجع الجزائر،وكانت قلوبنا معها، وذلك لسبب وحيد أن الجزائر بالنسبة لنا أمازيغية ،وهذا قانون اللعبة . على أية حال، هذا الوصف جديد في عصرنا الحذيث ، وقد جهل أو تجاهل صاحب الأغنية الحقيرة، أن الأمازيغ حكموا مصر لسنوات عديدة، إلى درجة أن السنة الامازيغية تبتدئ من بداية حكم الأمازيغ لهذا البلد، وللتدكير فقط فبعد أيام سوف تحتفل الأمة الأمازيغية بالسنة الجديدة لها، والتي تصادف هذه السنة 2960 . كما تجاهل السكان الأمازيغ في هذا البلد، حيث أساء إليهم قبل الجزائريين وقبل كل الأمازيغ عامة.

فزيارة النشطاء الأمازيغ لإسرائل، نعتبرها كزيارة عادية لم تسئ لأحد، ولايحق لأحد أن يتدخل في تحركات الأمازيغ الذي لازال يبحث عن الوجود، ولو كان في المعربين من دول شمال إفريقيا بصيص قليل من الديمقراطية، لما أنصفوا للأمازيغية والأمازيغ، لأن الأرض أرضهم، أرض أجدادهم. كل ما في الأمر أن المهاجر الى بلد ما، يقبل بثقافة ولغة وتاريخ ...البلد المهاجر إليه، وليس العكس . نحن الأمازيغ يجب أن نؤمن بتعدد الثقافات اليوم بأوطاننا، يجب كدلك أن نؤمن بالوحدة لبناء بلداننا، شرط أن يكون ذلك متبادلاً ، ونتجاوز سياسة الإقصاء و التهميش. نعم نعلم أبنائنا الأمازيغية والعربية على حد سواء ، ونعلمهم تاريخ بلداننا القديم منه و الحديث، دون تحريف ولا تزوير. فقبل أن يتعلموا اللغات الأجنبية، يجب أن يتعلموا لغات أوطانهم أولاً، وهذا هو الصواب، وخريطة طريق لتفادي بلداننا صدامات مستقبلية

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More