أبوظبي تستضيف الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال حول ليبيا.;

تعقد مجموعة الاتصال حول ليبيا الخميس في ابوظبي اجتماعها الثالث للبحث في سبل مساعدة الثوار الليبيين لاسيما ماليا، ولتحضير مرحلة ما بعد القذافي. .

ولد داده: انتخابات موريتانيا يديرها الرئيس من برجه العاجي

اعلن زعيم المعارضة الموريتانية احمد ولد داده الاربعاء في نواكشوط انه "غير معني" بالانتخابات التشريعية التي اعلن الرئيس محمد ولد عبد العزيز الاثنين اجراءها في الموعد المحدد .

Hocine Redjala, réalisateur et militant kabyle arrêté à Tizi-Wezzu

اHocine Redjala le réalisateur engagé, et militant des droits de l’Homme et de liberté d’expression a été arrêté hier par les services de sécurité de Tizi-Wezzu afin d’être jugé ce dimanche 12 juin.ع. .

Kabylie : le couscous bien honoré à Tizi Ouzou

Le couscous fêté comme il se doit à Tizi Ouzou, à l’occasion de la tenue du 4ème salon Djurdjura du couscous. .

إKabylie : la commune d'Aït Zaïm fête l’olive et l'olivier

Après avoir tenu le pari d’organiser en juillet dernier la fête nationale de la poterie, l’association Tigejdit récidive avec celle de l’olivier du 18 au 21 mars. .

الخميس، 24 فبراير 2011

هل حقق عرب الأندلس حلمهم "المغرب لنا وليس لغيرنا" في العهد الجديد؟


هل حقق عرب الأندلس حلمهم "المغرب لنا وليس لغيرنا" في العهد الجديد؟
تقديم: يعرف في المغرب ب"عرب الأندلس" الدين أتوا من اسبانيا وبالضبط من الأندلس سنة 1492 م بعد أن طردتهم ملكة اسبانيا أنداك ايزابيل لكتوليك. استقروا في مجموعة من المدن المغربية كتطوان وطنجة و فاس وغيرها. إلا أنهم يطلق عليهم عادة في المغرب أهل فاس لتمركزهم بحاشية السلطان المستقر بفاس أنداك. يعتبرون أنفسهم عرب من بقايا الأمويين السوريين بالأندلس و يعتبر علال الفاسي زعيمهم الروحي والوطني.
من منا لا يتذكر :
1-     شعار "المغرب لنا وليس لغيرنا" الذي رفعه عرب الأندلس مباشرة بعد المعاهدة السرية التي ابرموها مع فرنسا والمعروفة باكس ليبان. هل كلمة "لنا" هنا’ تعود على المغاربة كلهم وغيرنا تعود على الفرنسيين أم أن الشعار يعني المغرب لعرب الأندلس وليس لغيرهم؟ ليتضح دلك لننظر إلى الخطب التالية.
2-     خطاب علال الفاسي سنة 1957 لقادة حزب الاستقلال، أي مباشرة بعد الاستقلال، قائلا لهم ":أيها الإخوة إن جلاء الجيش الفرنسي قد تم، و إجلاء القواعد الأمريكية في الأفق، لكن المشكل الكبير: كيف يمكن جلاء البربر؟". وهنا لا يضع مجالا للشك نية الزعيم الفاسي إجلاء الأمازيغ من بلادهم ليحل هو وأهله محلهم. رغم أن الجلاء لا يتخذ إلا في حق الوافد بنية الغزو والهيمنة وليس في حق الشعب المالك للأرض أي الأمازيغ. هل كان هدا مخطط للاستيلاء على السلطة و المال والأرض في المغرب مند بداية الاستقلال من المستعمر الأول؟.
3-     خطاب علال الفاسي سنة 1965 الدي نشرته مجلة اللسان العربي في عددها الثالث جاء فيه "إنني أوجه قبل كل شئ اللوم على أجدادنا العرب الدين حملوا رسالة الإسلام والعربية لهدا الوطن. فإنهم عوضا على أن ينكبوا على العمل لكمال مهمتهم التاريخية المقدسة ’ شغلوا أنفسهم للتطاحن على الغنائم وعلى مقاعد الحكم وخلفوا في وطننا مشاكل اجتماعية لا يمكن أن نتجاهل مصدرها’ ادا كنا نريد أن نبحت عن الداء ونلتمس له الدواء" هنا يبين زعيم العروبة والإسلام أن مخططه ليس إلا تتمة لمخطط أجداده’ الذي هو بالمناسبة وباعترافه هو’ ليس فقط إسلام الأمازيغ بل تعريبهم بقتل هويتهم. أما هو’ فمهمته هو تعريب الدين لم يتمكن من إجلائهم. أليست هده جريمة تفوق قتل البشر؟ أهل هدا هو الإسلام؟ لا يمكن أن يكون العكس مادام هدا الزعيم لا يزال من علماء الإسلام إلى اليوم وحتى في أعين الإسلاميين الجدد.
4-     خطاب علال الفاسي قبل وفاته يقول : "قد حققنا خلال أربعين سنة ما لم يحققه أجدادنا خلال 14 قرنا" اشارة هنا الى الغزو العربي في القرن السابع. وهدا توضيح اخر يؤكد نية الاستيلاء على الحكم. لأن خلال 14 قرنا رغم إسلام المغرب لا يزال الأمازيغ يحكمون بلادهم’ في العهد المريني والموحدي والمرابطي وغيرها.
اليوم بعد 60 سنة من استقلال المغرب من الاستعمار الأوربي’ يرى المتتبعون للشأن المغربي تفاوت حسب الحقب في مدى تحقق حلم عرب الأندلس –الذي سطره زعيمهم في شعار "المغرب لنا وليس لغيرنا" أي السيطرة على السلطة والمال في المغرب. مؤخرا كتبت كبريات المجلات المغربية عن لوبي عرب الأندلس منهم مجلة تيل كيل ومجلة أوال كلها أكدت على سيطرة عرب الأندلس على السلطة والمال في المغرب في العهد الجديد من بينهم أل الفاسي أو أحفاد علال الفاسي(انظر الشجرة). حيت أظهرت أن حتى بعض الرؤوس الغير فاسية القابضة على المال والسلطة تجدها متزوج من امرأة فاسية أو منحدر من أم فاسية. فما رأيكم انتم’ هل فعلا -في العهد الجديد- حقق عرب الأندلس حلمهم أم لا؟
 

تقرير مفصل عن أحدات وخروقات حقوق الانسان التي تعرض لها المعتقلون السياسيون للقضية الأمازيغية

تقرير مفصل عن أحدات وخروقات حقوق الانسان التي تعرض لها المعتقلون السياسيون للقضية الأمازيغية
من أهم المهام الأساسية للجامعة المغربية هي المساهمة في نشر وتداول المعارف على نطاق واسع. خاصة في علاقتها بما يسميه المشرع المحيط السسيو-اقتصادي والسياسي وأمام تحدي الخيارات الحكومية والأمنية التي عوضت سياسة عسكرة الجامعة المغربية بسياسة ضرب المكونات الطلابية النشيطة وزرع بدور الفتنة. وان ما يحاك بالجامعات المغربية ضد الطلبة بصفة عامة ومناضلي الحركة الثقافية الامازيغية بصفة خاصة باعتباره فكرا تحرريا يؤمن بالتعدد والاختلاف لايخدم سوى حسابات من يطمحون إلى تحويل الفضاء الجامعي إلى حقل لاينتج سوى العدمية والعدميين واليأس واليائسين وجيلا مقطوع الصلة بالهموم اللغوية والثقافية والاقتصادية وكدا السياسة للشعب المغربي بكل مكوناته.

فأمام هده التحديات وسياسة الخضوع وكدا الحسابات الظرفية وأحيانا إلى البروتوكولات الرسمية وشد الخناق على الجامعات من اجل إضعاف الإشعاع الثقافي, فقد استطاعت الحركة الثقافية الامازيغية بفضل مناضليها الأحرار من بلورة خطاب حداثي ديمقراطي وعلماني جعلها تشكل معادلة صعبة للمخزن المغربي نتيجة الوثيرة التصاعدية لخطابها, حيث أنها استطاعت أن تغطي تقريبا كل المواقع الجامعية بتنظيم محكم على الصعيد الوطني بحيث توحد الآراء والمواقف بفضل التنسيقية الوطنية.

ادن فحمولة هدا الخطاب الفتي شكل للمخزن العروبي عائقا كبيرا وخطيرا, بحيث أربك أوراقه وحساباته ضاربا عرض الحائط سياسة وإيديولوجية هده الدولة القومية العربية والتي تستعمل السلفية الدينية كمرجعية للسياسة. حيث أصبحت العروبة والإسلام تشكل رأس رمح سياسة هده الدولة. وأمام هدا الوضع وبفضل مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية تم فضح المناورات السياسوية التهميشية والاقصائية للامازيغية, ودلك من خلال التصالح مع الذات الامازيغية وكدا استعادة الذاكرة الجماعية لايمازيغن ودلك بفضح التزييف الذي لم يسلم منه تاريخ شمال إفريقيا بشكل عام والتاريخ المغربي بصفة خاصة. كما سعت الحركة الثقافية الامازيغية إلى إعادة الاعتبار لرجالات المقاومة المسلحة وأعضاء جيش التحرير الحقيقيين الدين دافعوا بالغالي والنفيس من اجل كرامة وحرية سكان هده الأرض. إضافة إلى فضح مختلف الإيديولوجيات التي تسوق إلى طمس وتقزيم الهوية الامازيغية التي تتسم بالتعدد والاختلاف بوضعه لمفاهيم هوياتية معتمدة على الابحات العلمية والانتروبولوجية الحقة بعيدا عن العواطف والافتراضات الواهية. ولم تقف الحركة الثقافية الامازيغية عند هدا الحد بل سعت جاهدة إلى استثمار كل الزخم والإرث النضالي الذي راكمته لسنين داخل الجامعة المغربية لتستثمره في الشارع السياسي ودلك من خلال تاطير مناضليها للعمل الاحتجاجي في العديد من المناطق وهو ما أثار حفيظة المخزن الذي شن حملة واسعة النطاق على هده الحركة الفتية في كل الجامعات المغربية بتسخيره لادياله "الجنجويد العروبي" بداية بموقع تازة الصامد. ففي الوقت الذي شرع فيه المناضلون في تخليد الذكرى 27 للربيع الامازيغي الموافق ل 20 ابريل 2007 تفاجئوا بعصابات وميليشيات محسوبة على المتمركسين حيث سعوا جاهدين إلى استئصال خطاب الحركة الثقافية الامازيغية والدي يعتمد على النضال السليم المتشبع بالمبادئ الإنسانية التي تستجيب لصوت العقل والحكمة ونبد العنف وفضح جميع الهرطقات السياسية في نهجها للنضال السلمي التنويري ودلك من اجل شعب حر وديمقراطي وغرس قيم تيموزغا الثقافية والحضارية في دماء شعب شمال إفريقيا , وعموما فقد نتج عن هده الهجمة الشرسة مجموعة من الإصابات متفاوتة الخطورة في صفوف المناضلين إضافة إلى غرس جو من الترهيب والرعب في صفوف الطلبة , مباشرة بعد دلك تلتها أحدات اكادير حيث لم تسلم بدورها جامعة ابن زهر باكادير من مسلسل الهجمات الشرسة للمخزن العروبي الذي سخر مجموعة من الانفصاليين المحسوبين على الطلبة الجبهويين المعروفين بعدائهم لكل ماهو امازيغي حيث أسفر هدا الهجوم على إصابات متفاوتة الخطورة في حق مناضلي ومناضلات الحركة ليليه مسلسل الاعتقالات في صفوف المناضلين حيث أقدم المخزن العروبي على اعتقال أكثر من 40 مناضل , ليتم الإفراج عن البعض بعد جلسات مراطونية من الاستنطاقات تم خلالها زرع الرعب والتهديد في أنفسهم .لتنتهي هده المسرحية بزج ثمانية مناضلين في السجن المحلي بانزكان لتليها محاكمات صورية كانت على الشكل التالي :

- الحبس شهرا نافدة وغرامة مالية في حق كل من عبد الكريم المسعودي ونزيه بركان.
- الحبس ستة أشهر غير نافدة وغرامة مالية لكل من بومروان مبارك , ايت محند إبراهيم , حدوش إبراهيم , يوسف زعني , لحو الحافيظ , سلام باسو.

لتنتقل العدوى إلى موقع امتغرن وبنفس السير والنهج لتعرف ليلة السبت 12 ماي 2007 إحداثا أليمة حيث سخر المخزن مرة أخرى ادياله الخفية بوجه حديد هده المرة في شخصية شرذمة من المحسوبين على البرنامج المرحلي ورقة 86 للنيل من مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية حيث قامت بهجوم مباغت طوقت خلاله الحي الجامعي مستعملة في دلك شتى أنواع الأسلحة البيضاء من سواطير وسيوف وغيرها من الأسلحة أمام أنظار الإدارة وقوى الأمن .انتهت هده المسرحية بسفك الدماء تم خلالها وفاة زميلهم أثناء محاولته الهروب والرجوع إلى الوراء بصفته خائن الثورة , نظرا لأنه امازيغي.وقد أسفر عن هده الاحدات كذلك إصابات بليغة انتقل على إثرها مناضلوا الحركة الثقافية الامازيغية إلى مستشفى مولاي علي الشريف لتلقي الإسعافات الأولية ليبدأ مسلسل الانتهاكات من جديد حيث منع الأهل والأقارب من الزيارة .لينتقلوا بعد دلك إلى مخافر الشرطة القضائية قصد التحقيق لينتهي بهم الأمر إلى استكشاف عالم السجون في سجن توشكا , تلته مباشرة صدور وثيقة البحت ومتابعة لكل مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية لتستمر سياسة الاعتقال وإصدار ابتدائية الراشيدية أحكاما جائرة تراوحت بين 5 سنوات وسنتين سجنا في حق المناضلين .وقد اتسمت جلسة المحاكمة يوم 25 أكتوبر 2007 بإدانة كل من سليمان أوعلي ومحمد سكو بالسجن خمس سنوات سجنا نافدة وسنتين سجنا نافدة في حق كل من محمد والحاج , رشيد هاشمي , فيما تم تبرئة كل من كمال جبور , يدير بن عمر , إبراهيم الطاهيري وهي أحكام جائرة نظرا لوقائع الجلسة والتي اقل ما يمكن أن يقال عليها أنها مسرحية هزلية كان بطلها المخزن العروبي الذي سعى إلى النيل من عزيمة ايمازيغن في نضالهم المرير لتحرير الشعب الامازيغي , رغم كل هدا فلم تزد هده المحاكمات إلا قوة للمناضلين لإيمانهم بان هده الأحكام كانت بدافع سياسي وإيديولوجي , تلا دلك تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية التضامنية ودلك يوم 28 أكتوبر 2007 أمام السوق البلدي بامتغرن فشهدت هده الوقفة أيضا تدخلا لمختلف أنواع قوى الأمن والتي استقدمت من المدن المجاورة ليسفر هدا التدخل عن إصابات وعدة اعتقالات في صفوف المحتجين انتهت بإطلاق سراحهم في وقت متأخر من الليل .

وفي هدا الجو المشحون بالاعتقالات والتهديد النفسي وكدا الاستفزازات والمضايقات المستمرة في حق كل امازيغي تم اعتقال داوود عاهد مساء الأربعاء 27/02/2007 ليتم إطلاق سراحه بعد اكتشاف خبايا السجن , وكان من المطلوبين عند الشرطة القضائية بوجمعة الليج وموعشى إبراهيم حيث تم اعتقالهم يوم 8 شتنبر 2007 . وبعد سلسلة من الجلسات تم إدانة بوجمعة الليج ب 6 أشهر سجنا نافدة وتبرئة إبراهيم موعشى , واستمرارا لنهج المخزن العدواني تم اعتقال محمد اتانوت يوم 08/04/2008 أصدرت المحكمة العروبية في حقه أربعة أشهر سجنا نافدة علما أن كل هؤلاء المعتقلين قد توبعوا بتهم خطيرة كتكوين عصابة إجرامية والقتل العمد مع سبق الإسرار والترصد ودلك من اجل إقبار المناضلين الشرفاء في السجون مدى الحياة. واستمرارا للحملة الشرسة للمخزن العروبي على الحركة الثقافية الامازيغية تم الاعتداء على المناضلين جميل بناصر بنفس الموقع امتغرن من طرف شرذمة محسوبة على ما يسمى بالقاعديين ورقة 86 يوم الأحد 13/07/2008 عندما كان ينتظر سحب شهادة DEUG الجامعية مستغلين غياب الطلبة داخل الحرم الجامعي فانهالوا عليه بالضرب بالسواطير والأسلحة البيضاء مما سبب له عاهات مستديمة وجروح خطيرة في كل أنحاء الجسم .

وأمام هده الحملة الشرسة للمخزن المغربي على الحركة الثقافية الامازيغية في كل المواقع الجامعية سجلنا تواطؤ وسائل الإعلام المغربية مع مخطط هده الدولة القومجية الرامي إلى إقبار الصوت الامازيغي الحر داخل الجامعة . حيث تم تزييف العديد من الوقائع والأحداث لتؤكد مرة أخرى عدم استقلاليتها وعدائها التاريخي للإنسان الامازيغي.

ولم يقف الأمر عند هدا الحد فموقع امكناس الصامد لم يسلم هو الآخر من هده الحملة ففي جو يسوده الهدوء والتركيز والاستعداد لاجتياز الامتحانات الجامعية وتحضير البحوث النهائية للتعليم العالي , تفاجئنا مساء الثلاثاء الأسود 22/05/2007 بالاقتحامات المفاجئة لمنزلنا في حي زعير رقم 73 بامكناس من طرف الشرطة القضائية بزي مدني وبدون ادن مسبق أو ترخيص من صاحب المنزل الشيء يتنافى مع الدستور المغربي حيث يقول الفصل 10 " المنزل لا تنتهك حرمته ولا تحقيق ولا تفتيش إلا بتطبيق الشروط والإجراءات المنصوص عليها في القانون " وقد تم اقتيادنا بالأصفاد وما صاحبه من سب وشتم في حقنا , وتم تخريب وتكسير كل شيء أمام أعيننا les portrés للشهيد معتوب لوناس , وتمزيق العلم الامازيغي , وحجز جميع الأقراص CD وأرشيف الحركة الثقافية الامازيغية واللافتات وحاسوبين وكل ما نملك في المنزل حيث تم اعتقال 18 مناضل امازيغي وتم اختطافنا إلى مخافر الشرطة القضائية ومباشرة بعد وصولنا تم تفريقنا في زنازين ومقيدي الأيادي ومغمضي العيون وتم رمينا بطريقة وحشية على بطوننا. لتبدأ جماعة من عصابة الشرطة أو الجلادين في تعذيبنا بأساليب مرعبة ومخيفة فرغم انخراط المغرب بالمواثيق الدولية فان الإعلان العالمي ينص في المادة 5 على أن " لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة من الكرامة " أما اتفاقية مناهضة التعذيب , فتجرم في كافة بنودها فعل التعذيب , لكن تبقى هده الشعارات رهينة بمكانة الدولة المغربية في الاتحاد الأوروبي والتي تضل بعيدة كل البعد على ارض الواقع .هكذا تمتع الجلادين في أجسامنا النحيفة والرطبة , فمند الساعة التاسعة ليلا إلى حدود السادسة صباحا كانت هده العصابة تتسم بتقنيات عالية في أساليب التعذيب والشتم من قبيل , أولاد القحاب , أولاد الشيخات , شلوح الخانزين , أولاد السرحات , زتو فيها هاد العام الشلوح ...وتلفيقنا تهم خطيرة مثل : بغيتو تديرو الدولة ديالكم الشلوح , مابغيتوش الملك , بغيتو تفرقوا الدولة ...وقد عززت هده الاتهامات بشتى وسائل التعذيب من ضرب وصقع , وجردنا من الملابس كليا كما ولدنا , وفي كل لحظة يهددوننا بالشروع في الاغتصاب بالقارورة من فئة واحد لتر , حيث نصيب بانهيار عصبي ومع دلك فالأيادي مقيدة والأعين مغمضة , والضرب في المناطق الحساسة , وكانت مجمل الأسئلة تتعلق بمسارنا النضالي من قبيل : شكون المشروع المجتمعي ديالكم الشلوح , اشبغيتو توصلوا , شكون لكي مولكم , علاش كتخرجو في التظاهرات , معززين هده الاستفسارات بصور فوتوغرافية للمناضلين في تظاهرات فاتح ماي , وذكرى تخليد الربيع الامازيغي , والاستفسار عن علاقة المناضلين والجزائر , وفي اليوم الموالي يوم الأربعاء 23/05/2007 وبعد قضاء ليلة الجحيم مرميين فوق "الضص" ولتبرير اتهاماتهم وتقوية حججهم تفاجئنا بحضور أنواع مختلفة من الأسلحة البيضاء وغيرها من الهراوات التي لاتزال جديدة ومحزومة كأنها أمام « dregré » ومجموعة من السواطير في كارطونات متوسط الحجم وكتب عليه markeur اخضر 38 ويوجهون إلينا التهديدات بقولهم " هاد السلاح باش غادي نسيفطك عند الرايس مخيط الفم " أو" غادي تشوف فين هي الشلحة " وفي كل لحظة يمسك بشعري ويضربني للحائط ويقومون بنتف اللحية "الدبانة" وقد عوضوا الكتب والحاسوبين والأقراص المدبلجة واللافتات وكل أغراض وأرشيف الحركة الثقافية الامازيغية بهده الأسلحة الفتاكة المخيفة والتي نتبرأ منها وقد تفاجئنا عندما انتسب إلينا بذريعة أنها محجوزة من منزلنا 73 بحي زعير الزيتون , مند هده اللحظة كنت استغرب لعمل الشرطة القضائية التي فبركت هده الأسلحة من اجل ضرب وتشويه سمعة المناضلين الأحرار , كل هدا تم أمام أعيننا ليليه تفنن الجلادين في ابتكار وسائل وتقنيات التعذيب حيث تم اقتياد الرجلين واليدين ليتم الشروع بالضرب بالهراوة في الركبتين أو ما يسمى في لغتهم "بالطيارة" والإمضاء على محاضر بيضاء اد تناوب علينا مجموعة من الجلادين حيث نميزهم فقط بالصوت , أما الأعين فقد ضلت مغمضة في مجمل المراحل .وفي يوم الخميس 24/05/2007 وفي صيام مستمر لمدة 3 أيام بحيث أنهك الجوع أمعائنا , وأصبنا بانهيار جسدي جراء التعذيب الوحشي لنتفاجىء مرة أخرى بمحاضر مجهزة ومفبركة , وقد أرغمنا على الإمضاء عليها تحت التعذيب والترهيب الذي لا يمكن وصفه طيلة ليلة الخميس , وعموما فقد استمتع الجلادين بأجسامنا النحيفة كما استمتعوا بالأكل الذي يأتينا من الطلبة والأقارب.

ادن فرغم كل المواثيق الدولية التي تضمن حرية الفرد كحق أسمى في منظومتها وكدا ماجاء به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والدي تنص بنوده بان الناس يولدون أحرارا وانه لكل فرد الحق في الحياة وسلامته الشخصية , وله حرية الرأي والاعتقاد والتعبير .كما يؤكد القانون الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية , وان لكل فرد الحق في اتخاذ الآراء والحرية والسلامة في التعبير الشخصي كما تنص عليه الوثائق الدستورية .وبناءا على ما سبق فان حملة الاعتقالات التي شنها المخزن العروبي في حق مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية يعد انتهاكا بينا لكل المواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة المغربية لتؤكد مرة أخرى بان العقاب الجماعي والعنف والتعذيب هي السمة التي تحكم نزعة هدا المخزن وليس "الدستور" .فبهدا تكون هده الدولة قد اغتالت الحق في الحرية بصفة عامة والحق لكل ما هو امازيغي بصفة خاصة ودلك من خلال ظروف اعتقالنا وكدا المحاضر المزورة والتي غصبنا على الاعتراف بها ومعاملتنا مند الاختطاف كمذنبين .وفي اليوم الموالي أي يوم الجمعة 28/05/2007 تم تقديمنا إلى الوكيل العام بعشرة مناضلين : اعضوش حميد, اوساي مصطفى, يوسف ايت الباشا , النواري محمد , زدو محمد , ايت القايد يدير , التغلاوي عمر , هجا يونس , الشامي محمد , أودي عمر , وسيتم إطلاق سراح ثمانية مناضلين دون معرفة أية أساس أو معايير الذي اعتمد عليها , فبعد صلاة الجمعة تم مثولنا أمام وكيل الملك بستة مناضلين وبحضور ثلاثة محامين , ووجه لنا الوكيل بكوننا متهمين بتكوين عصابة إجرامية والقتل العمد مع سبق الإسرار والترصد , واستغربنا لهده التهمة الخطيرة وشرعنا في تفسير كوننا طلبة الحركة الثقافية الامازيغية وقد اختطفنا من منزل 73 بحي زعير وتعرضنا لأبشع التعذيب وهاهي أجسامنا كلها زرقاء ومخضرة وجروح على مستوى الوجه والرجلين والكتفين , وقد أمضينا تلك المحاضر رغما عن أنفسنا تحت التعذيب والإكراه دون الاطلاع على محتواها والدي تأسى بدوره , ليأمر الحراس بنقلنا إلى زنزانة المحكمة LA CAB والتي يتواجد فيها المناضلين الأربع ليحرموا من المثول أمام الوكيل لأسباب نجهلها وتتنافى مع القانون .وبعد نصف ساعة تم استنطاقنا بطريقة انفرادية من طرف قاضي التحقيق الغرفة 2 والمتمثل في شخصية "المعروفي لحسن " والدي سوف يكون بطل الاعتقال التعسفي والظلم والعنف والتعذيب والاتهامات المجانية والمفبركة , لاشيء إلا أننا مناضلوا القضية الامازيغية حيث نسعى لرد الاعتبار لكرامة الإنسان الامازيغي في شمال إفريقيا (تمازغا).

وخلال هدا الاستنطاق الأولي والدي من خلاله يتوجه إلينا القاضي بنفس التهمة ليشرع كل واحد منا في شرح خلفيات الاعتقال , وتأكيدنا على براءتنا من كل التهم المفبركة والتعذيب الذي تعرضنا خلال الاستنطاقات أو عند الإمضاء تحت الإكراه , وبعد مثول كل المناضلين أمام قاضي التحقيق وبنفس التهم أمر الحراس بترحيلنا من جحيم مخافر الشرطة وزنزانة المحكمة المتسخة والقدرة إلى عالم جديد وأشخاص جدد وتعذيب جديد بنكهة جديدة والدي لا نشاهده إلا في الأفلام الأمريكية انه عالم السجون وشعار الإدماج وإعادة التربية , وبهدا الشعار استقبلنا السجن المحلي سيدي سعيد و فرغم كل الخطابات الرسمية التي تقدم المؤسسات السجنية كفضاءات للتأهيل وتهيئ سبل إعادة الإدماج إلا أن وضعية السجن المحلي بامكناس بصفة خاصة والسجون المغربية بصفة عامة تبقى ابعد ما تكون عن لعب هدا الدور بالنظر إلى الظروف اللانسانية للإيواء في العديد من السجون مما يساعد هدا الأخير إلى تحويلها إلى مؤسسات للانحراف وتغذية الحقد الاجتماعي , فأمام معضلات الاكتضاض التي تعيشها هده المؤسسات السجنية وسوء التغذية , وانعدام العناية الصحية , وقلة الحيز الزمني للفسحة .فقد كان استقبالنا من طرف مدير السجن المحلي بسيدي سعيد بطريقة مخزنية بإعطاء أوامره للحراس لتفريقنا على حيين "DEUX CARTIER" حي المخازن وحي البشير , وفي كل حي تم تفريقنا في زنازن مختلفة وسط معتقلي الحق العام , وكان عدد المعتقلين يصل في كل زنزانة إلى 34 سجين مع العلم أن مساحة الزنزانة لا تتعدى 5 متر مربع , فبدخولنا إلى الزنازن لم نجد حتى المكان للوقوف فقد كانت الحالة تشبه حافلة نقل بالاكتضاض وكان ترحيبنا من طرف المعتقلين بسيلان من الاستجوابات الروتينية من قبيل: ما اسمك؟ شكون المونتيف ديالك ؟ ... إلى غيرها من الاستجوابات والتحقيقات حتى مع المعتقلين , فقد كانت إحدى زوايا الزنزانة يتواجد فيها مرحاض بطول ثلاجة غير مسقف وكل عملية لأي سجين لابد من استنشاق الرائحة الكريهة , وكان السجناء يصرخون بأعلى صوتهم يتخاصمون ويتعاركون ويصيحون في وجوه بعضهم بلا توقف وكان فضاء الغرفة ممتلئ بدخان السجائر والحشيش ويصير التنفس عسيرا بسبب كثافة الدخان وكان أصعب اللحظات هي اللحظة التي يحين فيها موعد النوم يبادر السجين المسؤول عن الزنزانة "شاف شمبري" لإعطاء أوامره لسجين بلقب "GARDE CHAMBRE" من اجل استخراج حيز من المكان الذي سوف ننام فيه وهو المخصص لكل سجين , وكان هدا الحيز لا يتجاوز CM 20 وبثقافة السجين "شبر وأربعة اصابيع " ويفتح لك الحيز بقوله :"هاد شي لعطاك المخزن " فقد كان السجناء القدامى يتوفرون على أماكن في جنبات الحائط والسجناء الجدد أو "البواجدة " كما يطلق عليهم داخل السجن يتم حشرهم وسط الغرفة بنفس الطريقة التي يتم بها وضع السردين داخل العلب " واحد راسو لتحت واحد راسو لفوق " والغريب أن مؤخرة كل سجين تلتصق التصاقا تاما بمقدمة السجين الذي ينام بجانبه ولا يفصل بينها أي شيء !!؟ كان اليوم الأول بمثابة اكتشاف وتأمل في عالم السجن , بحوارات السجناء , وبانتشار الأمراض المعدية "الجربة" التي تملا أجسام المعتقلين وانتشار الحشرات والروائح الكريهة وكان الكلام النبي هو السائد نظرا لنوعية معتقلي الحق العام , حيث مجملهم أميين لا يعرفون القراءة والكتابة . بهدا العالم الجديد كانت لليلة الجمعة 26/05/2007 بمثابة أطول ليلة في العمر اد كان علينا النوم على الجانب دون اختيار وأما الباب الرئيسي للزنزانة "الكرية" ففي الصباح الباكر يقوم "شاف شمبري " بايقاض جميع المعتقلين لحساب ما يسمى ب "la pelle " وجمع فراش جميع السجناء لتنظيف الزنزانة والاستمتاع بفسحة ضيقة في الصباح .توالت الأيام وازدادت الحسرة واستمرت سياسة ممارسة التعذيب بأشكال مختلفة , رغم الوضعية المزرية وما زاد طين بلة هو الاستفزازات اليومية للموظفين المصحوبة بالضرب والشتم والكلام النبي مما أدى بنا إلى استياء عميق في أنفسنا بالإضافة إلى مشاهد لصراعات دموية بشكل يومي داخل الزنازن بين المعتقلين باستعمال أسلحة بيضاء بواسطة شفرات الحلاقة , في غياب أدنى وسائل التطبيب والاستحمام وسوء التغذية إن لم نقل فهي مخصصة للخنازير اد يتم إخراجها كل يوم إلى هده الحيوانات .

فرغم كل المعايير الدولية والميزانية الضخمة المتعلقة بالسجون المغربية فان الأوضاع التي يعيشها السجين معلقة للغاية وبعيدة كل البعد عن الشعارات الرنانة , وإباحة كل الممارسات الممنوعة بموجب قانون المؤسسات السجنية للقانون الجنائي المغربي والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء , المواثيق الدولية .كانت وضعيتنا تتسم بالحسرة فأمام هده الظروف المزرية واغتصاب موسمنا الدراسي فقد أبى حراس السجن في شتمنا وضربنا ومنعنا من عدم استعمال اللغة الامازيغية في التواصل رغم امازيغية كل الحراس , وتلفيقنا بتهم التحريض وتعرضنا للعذاب الشديد أو ما يسمى ب "الفلقة" والمكوت الانفرادي "الكاشو" جاهلين أو داعين كون اللغة هي روح وجوهر أية هوية أو ثقافة أو حضارة متجانسة , فهي حاملة الثقافة وخزانة التاريخ ومفتاح التقدم إلى الأمام.

وموازاة مع هده الاكتشافات المرة , فقد عانت عائلتنا نصيبها من المرارة والجحيم .فبعد مفاجئات غير منتظرة من أخبار الاعتقالات أغمي على الكثير منهم ليجد البعض نفسه في المستشفيات لعدم مصداقية حقيقة الأخبار , ليسود بين العائلات نوع من الدهشة والرعب المليء بالحسرة والجرح الأليم لكن رغم كل المفاجئات الغير السارة لجميع عائلات المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الامازيغية نظرا لوعيها بامازيغية المغرب وشمال إفريقيا , بفضل تطور الوعي الامازيغي بذاته وتنامي النضالات الامازيغية في كل مكان من اجل الاعتراف الرسمي بأحقية الشعب الامازيغي في الوجود ككيان ذي هوية وحضارة راسخين في التاريخ القديم والحديث والمتسم بالديمقراطية والعلمانية وحب الأرض كونها قيم لم تفلح سياسة الاستلاب والاعتقالات من استئصالها واستبدالها بغيرها مهما سعى المخزن العروبي بهدا الوعي والنضج السياسي عاشت وسايرت عائلات المعتقلين السياسيين هده الاحدات رغم الحسرة والدموع التي تملا عيونهم في كل يوم ومناسبة وفي كل زيارة سجنية , وعاشت بدورها جميع أنواع التعسفات والمضايقات التي ينهجها المخزن العروبي عليهم , واستطاعوا رفع التحدي لكل شيء ووقفوا وقفة رجل واحد في كل المحطات النضالية منددين بالاعتقالات التعسفية والممارسات التعذيبية التي تمارس على المناضلين الأحرار في جميع أنحاء المغرب وابرزوا أن كل هده الاعتقالات والتعذيب تكشف بالملموس عدم تخلي النظام السياسي العروبي عن ممارسته سنوات الرصاص , ولا نية له في التخلي عنها رغم كل الشعارات الرنانة من قبيل , طي صفحة الماضي , بالاستناد إلى مبدأ العفو عبر آليتي المصالحة والتعويضات المادية , وإفلات الجلادين من العقاب .مما يسمح باستمرار سياسة تبني سلوك العنف والعقاب والاعتقالات التعسفية واستئصال الصوت الحر , الحركات الاحتجاجية وكبح حريات الآخر والاعتراف به , وجعل مسرح المشهد السياسي داميا في زمن العفو والمصالحة والديمقراطية.

وإيمانا بقضيتنا المشروعة والعادلة وتحديا لكل الضروف والمعيقات وجعل أعصابنا حديدية , فلم نبقى مكتوفي الأيدي فبعد مرور أسابيع على اعتقالنا واندماجنا الضمني مع العالم السجني فقد بدأنا التفكير في أساليب الاحتجاج لتغيير الوضع السائد داخل السجن ودلك بوضع الحد لكل الاستفزازات اليومية والمعانات , لان الحق ينتزع ولا يعطى كانت من بين أساليب الاحتجاج المتداولة عند سجناء الحق العام وبشكل يومي هي قطع احد العصبات باستعمال شفرة الحلاقة لتتحول كل يوم الزنازن وساحة الفسحة إلى برك دماء تحت تخدير بالأقراص الملهوسة , ونظرا لكوننا طلبة وحاملين الهم الامازيغي فلن يرضى ضميرنا الوصول إلى هده الأساليب المرعبة والخطيرة لدلك تطرقنا باب الحوار مع مسئولين الإدارة في شخصية المدير لكن بدون جدوى لعدم الوصول إلى هدا الأخير نظرا لنوعية الحراس المشددة وتعدد أبواب الديوانة حيث تفصلنا من الزنزانة إلى المدير سبعة أبواب وكل باب يتوفر على حراسة مشددة لا يمكنك دخوله أو خروجه إلا بادن من الحراس وبمرور مقنع فمند البداية مع الاستفسار الأول , ما تريد ؟ وبمجرد التلفظ بمقابلة المدير يرفض طلبك مند البداية وكم من طلب رسمي أرسلناه للمشرف الاجتماعي للمقابلة , دون وصول أية نتيجة .بعد أن طرقنا جميع أبواب الحوار , استنزاف صبرنا نظرا للمضايقات اليومية والتحرشات التي تسيء إلى كرامتنا كمناضلين امازيغيين , وبعد نقاشات متتالية بيننا في كل فسحة صباحية ومسائية اقتناعنا بصعوبة التحديات والرهانات التي تنتظرنا , وفي أسرارنا وعزمنا بالتشبث بقناعتنا ومبادئنا وكرامتنا وقضيتنا المشروعة والعادلة , فقد قررنا أن نخوض إضرابا انداريا عن الطعام يومي 17/18/06/2007 لمدة 48 ساعة تنديدا بخلفيات الاعتقال ,ولسوء المعاملة وكدا لسياسة تفريقنا في زنازن وأحياء وإشراكنا مع معتقلي الحق العام واغتصاب موسمنا الدراسي وغيرها من المطالب والأسباب التي تسيء بكرامة الإنسان .

كانت لهده الخطوة ولظهور هدا النوع الاحتجاجي الجديد رد فعل قوي من طرف المؤسسة السجنية والتي جندت جميع حراسها لهدا المولود الجديد , حيث اتهمونا بالتحريض الجماعي , ومنعونا من الاجتماع في أوقات الفسحة , وقد منعت الأوراق التي نرسلها من اجل إخبار كل من وكيل الملك ومدير إدارة السجون , بخوضنا هدا الإضراب الانداري للطعام مما أدى إلى عدم وصول احتجاجنا للمسولين وما نحن في صدد فعله لتزيد شدة الحراسة ووثيرة الاستفزازات للموظفين .

وفي استمرار لكل هده الاكراهات والضغط النفسي الذي نعيشه تم استدعائنا يوم 27/06/2007 للمثول امام قاضي التحقيق والغريب في هده المرة انه تم مثولنا بأربعة مناضلين : اعطوش حميد , اسايا مصطفى , النواري مجمد , ايت الباشا يوسف , فقط والاحتفاظ بستة مناضلين في زنزانة المحكمة , وقد اتسم هدا اليوم المسرحي بمفاجئة سارة حيث تم مثولنا أمام قاضي التحقيق بحضور شاهدة اتباث مزورة ومفبركة من طرف الشرطة القضائية لتعلن في شهادتها أن حسب ماروته زوجة احد أقربائها أنها شاهدت شخصان احدهما يحمل علامة في جبهته , والآخر قصير وله لحية أي "GWIDIMA " يهربان بقرب مسرح الجريمة ويحملان في الجيوب الخلفية سواطير وبطريقة محتشمة لتشير الأصابع إلى كل من اعطوش حميد , وايت الباشا يوسف وفي ضغط وغزارة أسئلة 17 محامي الحاضرين تراجعت عن أقوالها وقالت بأنها من صنع الشرطة القضائية ولها سوابق عدلية وأتصور لقمة عيشي في مركز الشرطة القضائية , ورغم كل هده الفضيحة , وعار الشهادة فقد أطلقوا سبيل الشهادة , واستمر قاضي التحقيق " لحسن المعروفي " في عدائه لكل امازيغي بتمديد فترة الاعتقال الاحتياطي والتستر على المجرمين الحقيقيين الدين يدلون بشهادة الزور , لينتهي هدا اليوم المسرحي بعودتنا إلى زنازن العار تحت سيادة التعذيب والاستفزازات والكلام النبي .

توالت الأيام الروتينية والمليئة بالقساوة والضغط النفسي واستمرارنا في درب الاحتجاج بالوسائل المتاحة والمتحضرة وموازاة مع دلك استمرت الاحتجاجات في كل بقع تامازغا والكثير من الدول الأوروبية لتغيير هدا الوضع الصعب , فكان يوم 03/08/2007 هو اليوم الذي سوف يتم فيه المثول أمام قاضي التحقيق وللمرة الثالثة والدي سوف يتم فيه الاستنطاق التفصيلي لكل المنن وبشكل انفرادي كانت مجمل الأسئلة التي يطرحها قاضي التحقيق تتمحور حول اليوم الذي تمر فيه الاعتقال بكل مقاييس التفاصيل , حول نوع الأكل في دلك اليوم , نوع اللباس وغيرها من الأسئلة , وقد بينا لهدا البطل بالملموس وبالحجة أن اعتقالنا وراءه خلفيات سياسية تصفوية , وقد اختطفنا في المنزل على الساعة الثامنة والنصف وقد تعرضنا للتعذيب والشتم ووقعنا المحاضر تحت الإكراه والضغط , وان المخزن العروبي يريد الانتقام من مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية وأننا طلبة ومناضلين , وكل هده الأسلحة من صنع الشرطة القضائية , لكن رغم كل هده التوضيحات وتنوير لبس الحقيقة واحتراما ولتستر على امن البلاد المتمثلة في الشرطة القضائية المحلية لمكناس , والتي حاولت أن تبين كون امن مكناس على مايرام ويصح على سلامة المواطنين لتلميع صورتها ولو تطلب دلك على حساب مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية والدين ذهبوا ضحية تشبثهم بمبادئهم ويعملون على زرع وخلق الوعي النضالي الامازيغي في نفوس المواطنين.

بهدا التفكير القديم التمس قاضي التحقيق بامكناس بالتمديد مرة أخرى لفترة الاعتقال من اجل إقبارنا في السجن الرهيب لسيدي سعيد في هده المحطة انقطعت آمال الحرية وبدا التفكير في الكيفية التي سنواجه بها زنازن الظلم واليأس والأمراض , ورغم تشابه الأيام حيث أن لكل يوم طعمه الخاص . فمثلا يوم السبت والأحد والأعياد الوطنية تعتبر بمثابة أطول الأيام حيث يكون السجين وراء القضبان ولا يسمح حيث تنعدم الفسحة وتنعدم الزيارة .لدا فان هده الأيام تعتبر أسوء الأيام عند السجين على الأرض , أما خلال الأيام العادية فتوجد فترة استراحة في الصباح والمساء ولا يسمح للسجين بالزيارة إلا مرة واحدة في الأسبوع فبعد مدة 21 يوم وفي 24/08/2007 سيتم استدعاء شهود الاتبات من طرف قاضي التحقيق وقد كان عدد شهود الشرطة القضائية أربعة شهود امرأتين ورجلين دعموا وحاضر الشرطة القضائية وقد اكدو على إنهم صادقوا على محاضر ليست بأقوالهم دون معرفة محتواها ليبين بالملموس أن الملف مفبرك من طرف امن مكناس وما زاد الطين بلة هو إسرار قاضي التحقيق على مصداقيته وعدم تورطه في هده المسرحية علما أن المحامون قد تقدموا بطلب من اجل إلغاء كل المتابعات في حقنا نظرا لعدم وجود أية أدلة تثبت إدانتنا في هدا الملف المفبرك , بل اكتر من دلك قام بإطلاق سراح خمسة أشخاص مشتبهين في الجريمة حيث وجدوا مكان مسرح الجريمة مسلحين بأسلحة بيضاء حملت وعليها "TIKIT " انتمائهم للقاعدين .رغم إسرارهم أمام قاضي التحقيق بالنفي بانتمائهم القاعدي وليس الحمضي بل هم فقط طلبة في كلية الحقوق بتولال وان الضحية رفيقهم ينحدر من نفس منطقتهم بالريصاني في الراشيدية ليتهموا بجنحة حمل السلاح والدي يهدد امن وسلامة البلاد , وتمتعيهم بالسراح المؤقت بعد أن امضوا تلاتة أشهر حبسا , وتم جعل مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية رهن الاعتقال الاحتياطي بدعوى انتظار التحاليل العلمية للحمض النووي الذي وكل للشرطة العلمية بالدار البيضاء لاستعمالها كأدلة علمية للإدانة أو البراءة .لتزيد معها المعانات والحسرة لكن إيماننا بالبراءة وبقضيتنا العادلة وسيرا في خطنا النضالي وبعد نقاشات موسعة نظرا لتردي الأوضاع الحبسية والاستفزازات المتكررة وصلت قناعتنا إلى اتخاذ قرار الاستشهاد في سبيل قضيتنا العادلة والمشروعة لدلك خضنا إضرابا عن الطعام وقد كان مفتوحا يوم 04/09/2007 وقد أتى هدا الإضراب نتيجة انعدام الحوار بعد الإضراب الانداري لمدة 48 ساعة , وكدا هروب الإدارة السجنية من تمتعينا كمعتقلين سياسيين وأننا رهن الاعتقال الاحتياطي وكدا إننا طلبة وما يشكل خرقا سافرا للقواعد الدولية لحماية السجناء , استمر هدا الإضراب المفتوح 23 يوما إلى غاية 23/09/2007 دخل خلالها جميع المناضلين في غيبوبة تم على إثرها نقلنا على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس حيث انخفض وزن كل واحد منا باكتر من 20 كيلوغرام كما انخفض الضغط الدموي إلى 6و7 لنسجل مرة أخرى عدم تدخل المسئولين طيلة هده المدة .اللهم تدخل كل من نائب وكيل الملك المسمى "أخ العرب " وقاضي التحقيق الغرفة 2 وبطل الاعتقال "لحسن المعروفي " لندخل في حوارات ماراطونية من اجل مطالبنا المشروعة (الاعتقال التعسفي , شروط المعتقل السياسي ) أسفر هدا الحوار بتقديم وعود كاذبة في تحسين الوضعية السجنية والدراسية .كما تم إعطائنا وعودا بإطلاق سراحنا في الجلسة المقبلة عند سماع شهود النفي وتم التأكيد على ظروف تعليق هدا الإضراب مستغلين بدلك وضعيتنا الصحية المتدهورة , لتبقى هده الوعود أوهام وحبر ا في مذكرة قاضي التحقيق وبموازاة هدا الإضراب نظمت عائلات وأولياء المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الامازيغية بدعم من كافة الجمعيات والفعاليات الامازيغية والمنظمات الحقوقية وقفة احتجاجية أمام وزارة العدل بالرباط يوم 24/09/2007 منددة بخلفيات الاعتقال والظروف الخطيرة التي يعيشها المعتقلين , كما سجلنا وبارتياح خروج جل عواصم العالم وعدة مناطق في شمال إفريقيا تنديدا بهدا الاعتقال التعسفي الذي يطال ايمازيغن في المغرب ... وقد نتج عن هدا الوعي المجتمعي في الأشكال الاحتجاجية إلى اتخاذ قرارات احتجاجية أخرى يمكن اعتبارها تصعيدية كتلك المتعلقة بمقاطعة الانتخابات في 7 شتنبر 2007 في جل المناطق المغربية بسبب الانتهاكات الحقوقية للدولة المغربية في حق ايمازيغن . وقد نتج عن هدا التصعيد شد الحبل بين ايمازيغن وسياسة الدولة الرامية إلى تلميع صورتها بعدة طبوهات معهودة كالانتقال الديمقراطي , العهد الجديد للسلطة.

وبأمل كبير تم انتظار وعود قاضي التحقيق ونائب وكيل الملك ونحن نستأنس بهدا الأمل بإتباعنا لكل ما هو جديد في الساحة السياسية عبر الجرائد اليومية وأبواق المخزن العروبي والمتمثلة في نشراته الإخبارية اليومية سواء على جهاز التلفاز أو الراديو من داخل الزنازن .وفي يوم 05/10/2007 تم استدعاء شهود النفي للمثول أمام قاضي التحقيق حيث تجاوز عددهم 18 شاهد منهم من اعتقل يوم 22/05/2008 وتم إطلاق سراحه لحسن حظه , وقد كان هدا اليوم بمثابة اليوم الذي سوف نستنشق فيه الحرية بحيث كان كله انتظار إلى درجة أن بعض المعتقلين قد جمعوا أغراضهم وانتظروا وقت السراح بدون شك استنادا لأقاويل ووعود قاضي التحقيق .ليبين مرة أخرى منطق وتعامل مايسمى برجال القانون في مواجهتهم لكل ما هو امازيغي وقد تم رفض السراح المؤقت بحجة أن التحاليل العلمية ليست جاهزة بعد(الحمض النووي لجميع المعتقلين)ليستمر مسلسل التعذيب والاستفزازات داخل سجن سيدي سعيد المظلم إلى أن وصلت نتائج التحاليل العلمية للحمض النووي والتي سوف تدرس في محكمة الاستئناف للتماطل وتمديد الاعتقال الاحتياطي التعسفي , وعلى اثر كل هدا فما فائدة براءة أي معتقل عندما يسجن لمدة سنة أو سنتين وهو في ذمة الاعتقال الاحتياطي ليطلق سراحه وهو مخدر بل أصبح مكون تكوينا ممتازا في عالم الإجرام !!؟؟

وكان يوم 03/10/2007 هو اليوم الذي ستدرس فيه التحاليل العلمية, رغم محتواها السلبي حيث تثبت انه لا وجود لنقطة مشتركة بين الضحية والمعتقلين. في تثبت براءة كل المعتقلين إلا انه وللأسف مرة أخرى يتبين أن لقاضي التحقيق بين آلاف الأقواس خلفيات وآراء أخرى فقد تمادى في فهمه لقراءة التحاليل نظرا لقصره ولأنه مكتوب بالفرنسية فقد كان رأيه الأخير هو دعم محاضر الشرطة القضائية المزورة , قائلا إن الجريمة اتبتت علينا لان هناك مواجهة بين فصيلي الحركة الثقافية الامازيغية والنهج الديمقراطي القاعدي .

بهدا التحليل الغريب والدي هو مطابق لمحاضر الشرطة القضائية المزورة قرر قاضي التحقيق وضع نهاية للبحت ودلك يوم 28/11/2007 أي ما يقارب سبعة أشهر من البحت التحقيقي ليتم بعد دلك نقل الملف إلى النيابة العامة من اجل إحالة الملف إلى الجنايات بملتمس منها .لتبدأ مسرحية الجلسات والمناورات لتبقى الفجوة كبيرة بين الخطابات الرسمية للدولة المغربية ومسلسل إصلاح القضاء في اتجاه الانتقال الديمقراطي والاستقلالية المؤسساتية وتسطير اوراش من قبيل الشفافية وتحسين المنظومة القضائية وتحديتها لتبقى كلها شعارات وطابوهات بعيدة كل البعد عن الإدارة الفعلية للإصلاح.

وأمام هدا الوضع المزري والحملة الشرسة التي شنها المخزن المغربي على ايمازيغن فالشعب الامازيغي عاش حالة من الغليان ترجمت إلى أشكال احتجاجية في شتى مناطق الجنوب الشرقي نظمها مناضلوا ومناضلات الحركة الثقافية الامازيغية بمعية الحركة الامازيغية ضدا على استمرار العداء التاريخي لهده الدولة العروبية التي تحاول دائما إفراغ أزماتها السياسية الداخلية والخارجية على حساب السكان الأصليين لهدا البلد , حيث لم يسلم الشارع السياسي هو الآخر من الحملة العدائية والممنهجة لهدا المخزن , فقد شكلت أحدات tagerst" taberkant " يوم الأحد 06/01/2008 ببومالن دادس ضربة موجعة للمخزن بعد خروجهم ضدا على الاعتقالات التعسفية التي يعيشها الامازيغ بامكناس والراشيدية وهو ما لم يقبله المخزن , أسفر هدا التدخل على إلحاق إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف المناضلين إضافة إلى اقتحام العديد من المنازل بشكل همجي ووحشي ليستمر من جديد مسلسل الاعتقالات بتهمة حرق العلم المغربي والمساس برموز الدولة إضافة إلى التجمهر المسلح والعصيان المدني ...ودلك من اجل إقبار المناضلين في السجون المغربية لتصدر في حقهم أحكاما قضائية قاسية لا يجمعها إلا القلم واللسان .مؤكدة بدلك أي الدولة المغربية على كبح الحريات العامة والحق في الاحتجاج ناسية ومتناسية كل الشعارات التي ترفعها في المحافل الدولية.

واستمرارا في نهجها المكشوف والمعهود قررت محكمة الاستئناف بمكناس جعل يوم 10/01/2008 كأول جلسة لمحاكمتنا نحن المعتقلين السياسيين للقضية الامازيغية وهو الذي تزامن مع العيد الديني فاتح محرم , لتكرس هده الدولة سياسة الانتظار والتماطل وكدا حبس النبض ليتم تأجيلها إلى غاية 21/02/2008 أي الانتظار لمدة شهر و11 يوما وهو الشيء الذي خلق استياءا في أنفسنا وكل المعتقلين لهدا الملف السياسي من فعاليات امازيغية وعائلات المعتقلين الدين تحملوا تكاليف واكراهات التنقل من الجنوب الشرقي إلى مكناس ونزولا عند رغبة هدا المخزن العروبي في معاقبتنا بشكل قاسي ومستمر . اكتشفنا في سجن سيدي سعيد أن هناك فضاء الأغنياء متورطين في قضايا الفساد المالي والإداري وأباطرة المخدرات حيث أن كل فئة تحصن موقعها داخل السجن وتفرض قانونها الخاص واكتشفنا كذلك نوعا آخر من المدانون في قضايا الإرهاب والملقبون بالسلفية الجهادية باختلاف أنواع الخلايا أو ما يصطلح عليهم "بأصحاب اللحية" وهدا النوع يتواجد بمعزل عن سجناء الحق العام .وقد نجحوا تحت الضغط وكدا المعارك النقابية من فرض نمط حياتهم الخاصة داخل جل المؤسسات السجنية والنوع الأخير الذي لا يختلف عن سابقه هم معتقلون جزائريون أدينوا أيضا بقضايا الإرهاب بحيث كانوا يلقبون عند السجناء ب "السياسيين " ولهم امتيازات كثيرة داخل السجن , فهم يملكون زنازن انفرادية ولهم جميع الصلاحية في فعل ما يشاؤون ويعيشون الرفاهية داخل السجن.

كل هدا جعلنا نطرح عدة أسئلة من قبيل: لمادا هدا الاختلاف في التعامل مع السجناء ؟ آلا يحق لنا بعد كل هده الخروقات الكاشفة للمخزن في حقنا أن يمتعنا بظروف المعتقلين السياسيين داخل السجن ؟
عموما فقد شرعنا بالدخول في معارك مع المؤسسة...

لاستكمالنا لأطوار البحت التحقيقي , شرعنا في الدخول في معارك مع المؤسسة بعد التحقيق من عدم معانقة الحرية إلا بعد سنوات نظرا لسياسة المخزن في قتل الطموحات والأمل بتطبيقه لسياسة القتل البطيء بهدا اتخذنا مواقف جماعة بعشر معتقلين وتقديم مطالب جماعية وهي الشيء الذي يزعج الإدارة السجنية ليتم تلفيقنا بتهم تحريض السجناء لكن مع دلك دخلنا في جميع مختلف الاحتجاجات المتاحة لنا فبعد الإضراب المفتوح عن الطعام الجماعي انتقلنا إلى خوض اعتصامات وعدم الدخول إلى الزنازن في حالة عدم استجابة مطالبنا في تحسين الوضعية , وقد عرفت هده الفترة بشد الحبل بين المؤسسة السجنية والمعتقلين ليتم في الأخير وبعد حوارات ماراطونية مع المسئولين تلبية لمطالبنا المشروعة داخل السجن والتي تتجلى في جمعنا في زنزانة واحدة وتوفير لنا جميع شروط المعتقل السياسي في تحسين الأوضاع السجنية والاستفادة من جميع الامتيازات , ووضع حد لكل الاستفزازات والكلام النبي وعدم تفتيشنا بطرق غير إنسانية , هكذا تم تحقيق كل المطالب وتم تجميعنا يوم 16/01/2008 في زنزانة واحدة , وقد ادخل هدا اليوم الفرحة والسرور إلى قلوبنا بهدا الانجاز رغم أن السجن يبقى هو السجن في كل حال لكن بظروف مختلفة عن البداية حيث تمكنا من وضع حد ونهاية لصفة معتقل الحق العام ونزع صفة حقوق المعتقل السياسي , وكان مند هدا اليوم الاحترام المتبادل هو السائد مع جميع الموظفين .

كانت حياتنا الجديدة في زنزانة واحدة يتخللها جو طلابي , نقاشات فكرية وعلمية والتطرق إلى نقاش حول خلفيات الاعتقال والروايات الشفهية لأنواع التعذيب سواء من داخل مخافر الشرطة القضائية أو داخل زنازن العار.كان السؤال الجوهري والمطروح هو كيف يمكننا أن نتصدى لسياسة المخزن العروبي وإظهارنا لبراءتنا لجميع الناس .لتستمر المعانات حتى يوم 21/02/2008 وهو اليوم المحدد للجلسة الثانية بعد انتظار طويل وفي هدا الجو المشحون بالحماس لتفريغ كل الحقيقة في صدورنا .تفاجئنا مرة أخرى بخيبة الأمل حيث تم تأخير الجلسة إلى غاية 27/03/2008 بطلب من محامي الحق المدني من اجل إعداد الدفاع الشيء الذي خلف استياءا كبيرا في نفوسنا كمعتقلين وككافة الفعاليات الامازيغية الغيورة وعائلاتها التي عانت الأمرين جراء هدا التماطل التعسفي .وفي انتظار 22/05/2008 أي الموعد المحدد للجلسة الثالثة توالت علينا الأيام وازدادت النقاشات حول آليات التصعيد النضالي .
لدلك جعلنا من يوم 02/04/2008 محطة ثانية للدخول في إضراب ثاني عن الطعام بعد ما تبين بالملموس النية السيئة لمحكمة امكناس في التعامل مع ملفنا , وكذلك للوعود الكاذبة التي أسفر عنها الإضراب الأول عن الطعام والدي دام 27 يوما إضافة إلى السياسة التي تتعامل بها هده المحكمة القومية مع قضيتنا حيث ضربت كل حقوقنا الشرعية عرض الحائط طبقا لما اقره المشرع والمواثيق الدولية من قوانين في تعميق الديمقراطية وحقوق الإنسان , لتظل سياسة التماطل والتجاهل هي السمة أو الوجه الحقيقي لهده المؤسسة العروبعتية لأسباب تافهة وغير قانونية .أما في الشارع السياسي فقد استمرت سياسة الاعتقالات المجانية في صفوف مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية مؤكدة بدلك أي الدولة المغربية أن خلفيات الاعتقال قد أتى لقناعات سياسية محضة .
وأمام هدا التعنت المخزني واستمرار كذلك مؤسساته الغير المستقلة (المحكمة) في التلاعب بملفنا بشكل جائر مع العلم أن لا وجود لأي دليل يديننا في هده المسرحية المفبركة فقد عانينا كذلك في مشكل دراستنا...حيث استمرت كلية العلوم والآداب والعلوم الإنسانية في حرماننا لمتابعة الدراسة ودلك بما يقتضيه القانون البداغوجي الجديد في إلزامية الحضور واحتساب الفروض المستمرة التي نحرم منها حيث تمثل 25 في المائة عن النقطة الإجمالية , ومنحنا نقطة الصفر في الأعمال التطبيقية مع الحرمان من هده الأعمال والتي تعتبر العمود الفقري لتكوين الطالب بكل هده المعطيات يتبين أن متابعة الدراسة شيء مستحيل .
استمر هدا الإضراب المفتوح لأسابيع أمام استنزاف كلي للمقاومة بحكم الإضرابات المتتالية ففي انهيار صحي وعصبي وهده هي من سياسة الدولة أنها لا تتدخل إلا في الدقائق الأخيرة من الاستشهاد , وكان تدخل وكيل الملك يوم 22/04/2008 ورغم الحوار المراطوني مع هدا الأخير إلا انه انتهى بدون وصول أية توافق ونتيجة نظرا لعدم إقناعنا في أجوبته ليستمر الإضراب رغم كل التوصيلات في شتى الجوانب وفي اليوم الموالي ونظرا لحالتنا الخطيرة وفي إشارة لطبيب المؤسسة بهده المؤشرات تدخل وكيل العام للملك في يوم 23/01/2008 السيد"بوصوف" حيث وصل الحوار معه طوال اليوم لنعلن تعليق الإضراب بعد أن خضنا 23 يوم فيه وكان من بين النتائج التي تم الاتفاق عليه : هي إشرافه الشخصي على النيابة العامة لحضور كل المشاركين في الملف سواء تعلق الأمر بشهود الزور أو شهود النفي , وجميع المعتقلين المتواجدين في السراح المؤقت , والتدخل الفوري لمعالجة مشكل الدراسة وغيرها من المطالب وكانت من بين النقط الحاسمة هي أن يتكلف شخصيا على تجهيز الملف في الجلسة المقبلة , وموازاة مع هدا الإضراب عرفت مختلف الجامعات المغربية إشكال نضالية حيث خاض منا ظلوا ومناضلات الحركة الثقافية الامازيغية أيام احتجاجية ففي وجدة اختار فيها الموقع الدخول يوم 17/04/2008 في إضراب عن الطعام داخل الحي الجامعي تنديدا بالاعتقال التعسفي لمدة 24 ساعة وفي موقع اكادير نظموا تظاهرة عارمة كأسلوب احتجاجي لهده الاعتقالات السياسية التعسفية .وأمام هده الوثيرة التصاعدية للاحتجاجات في مختلف المناطق المغربية , واستمرارا للعداء المخزني لكل ما هو امازيغي والمتمثل في حكومة عباس الفاسي بتجديد آليات القمع في تصدير الحكم الجائر بالرباط 17/04/2008 والقاضي بإبطال وحل الحزب الديمقراطي الامازيغي وهو حكم صادر عن ضغوطات سياسية واضحة في حكومة تعيش نشوة الاحتفال بذكرى 12 قرنا للغزو العربي للمغرب وحكم يأتي في ضل دستور اثني وتمييزي مبني على رسمية اللغة العربية ومناهض لحقوق غالبية الشعب المغربي الامازيغي .وفي انعدام ادني الشروط الأساسية لضمان منافسة شريفة وانتخابات نزيهة بين مختلف الزوايا السياسية أو الدكاكين السياسية (الأحزاب).
كان من بين نتائج الحوارات الماراطونية مع وكيل الملك في هدا الإضراب المفتوح عن الطعام هو زيارتنا لنائب عمدة جامعة مولاي إسماعيل , والدي فتح لنا بدوره صدره الرحب لطرح وتدوين كل المشاكل والعراقيل المتعلقة بالموسم الدراسي والتي سوف تبقى مدونة في مذكراته حبرا على ورق دون أي تغيير على الواقع ,حيث سوف نحرم من الأعمال التطبيقية والمراقبة المستمرة ووضع كلمة غائب في خانة النتائج رغم اجتياز الامتحانات الأخيرة في كل موسم .أما فيما يخص وعود السيد "بوصوف" فهي تبقى وجها لنفس العملة لأسلافه فليس في القنفذ أملس كما يقول المثل , فقد تبين للمرة الأخرى أنها زائفة وتأتي فقط لامتصاص وإخماد الغضب والمعركة النضالية , حيث سنتفاجا للمرة الرابعة يوم 22/05/2008 بتأجيل وتأخير الملف إلى يوم 04/07/2008 وبمدة شهر و 12 يوم ودلك من اجل تحطيم النفسية للمناضلين , رغم أن التأجيل كان لأسباب غير قانونية رغم حضور كل مكونات الملف لتجهيزه , وسيكون بطل هدا التأجيل في هده المرة هو نقيب محاماة مكناس وهو من حزب الاستقلال وبرلماني في مجلس المستشارين السيد " الأنصاري محمد " وقد شكل هدا الشخص وزنا وضغطا على محكمة مكناس حيث لا يرفض طلبه مهما كان نوعه من طرف دواعي الحق والقانون .ويتأكد لنا مرة أخرى أن الحرب مستمرة مع حكومة عباس الفاسي , لان البرلماني المحترم ينتمي إلى حزب الاستقلال , ونحن واعيين كامل الوعي للعداء الذي يكنه هدا النوع من الزوايا السياسية لكل ما هو امازيغي من تعريب للمؤسسات العمومية واستئصال كل ما هو امازيغي في المغرب.
ومن الواضح بان التاريخ يعيد نفسه والنموذج في تكرار نفس السيناريو من خلال أحدات بومالن دادس على أحفاد المقاوم الامازيغي "أمغار سعيد " في ايت بعمران فالتاريخ علما بان قبائل ايت بعمران الامازيغية حملت السلاح ضد المستعمر الاسباني والفرنسي , لكن حملة حكومة عباس الفاسي على كل ما هو امازيغي جعلت هده القبائل تعرف يوم 08/06/2008 اقتحامات من طرف السلطات المخزنية عبر الأجهزة الأمنية والمخابراتية للمنازل والضرب بالعصا والقنابل المسيلة للدموع , ليعتقل الكثير ويكسر البعض الآخر ويشرك الساكنة في صدمة نفسية , وتؤكد هده الاحدات والوقائع أن الحكومة ترجع المغرب إلى الوراء وتجعل من الإنسان الامازيغي عرضة في أي وقت لضربة من عصى "مخزني " في حالة قيامه بأي احتجاج أو نشر هوياتي بالثقافة والحضارة لشمال إفريقيا ورفضهم الانصياع لسياسة الأمر الواقع المفروضة من طرف أعداء الوطن ولكل امازيغي لاستئصاله , ولكن هيهات وهيهات لان الوعي الامازيغي المتعاظم اليوم لدى الشباب والشيوخ ورجال الغد كفيل بمقارعة الأحفاد التاريخية بممارسات علمية وتاريخية ترفض كل ما هو عنصري وتناضل من اجل الكرامة والمساواة .
وبنفس السياق والاديولجية وللمرة الخامسة سوف يتم تأخير جلسة 04/07/2008 رغم التوصيات التي صدرها وكيل العام للملك بغية تجهيز الملف السياسي إلا أن حمولته السياسية تجعله يتجاوز سقف وقدرات قضاة محكمة مكناس وينتظرون صدور أوامر وأحكام من الرباط , رغم كل الشعارات التي تتبجح باستقلالية القضاء .

ونظرا لانعدام أية أدلة تثبت وتعطي شرعية الاعتقال مما يزكي ويبرر خلفيات الاعتقال التعسفي وانعدام الجرأة عند السلطات الحاكمة للبت في هدا الملف , فكيف مثل هده الدولة أن تصلح العدل وتحكم به وتأهله , وتجعل المحاكم المغربية كآلية عاكسة للصور المثالية للعدالة ؟ بالطبع هدا مستحيل في ظل سيادة حكم المال والنخبوية وانعدام الأدلة وقوة الحجة.

كان احتجاجنا قويا أمام الرئيس في الجلسة الخامسة في تأجيل الجلسة بغير مبرر قانوني , وما أثار غضبنا . حبا هو كون الجلسة المقبلة سوف تتم يوم 18/08/2008 ونحن نعلم وعلى يقين أن شهر غشت هو شهر العطل للجميع وتنعدم فيه أي محاكمة أو بث في الملف , ونستنتج مند الجلسة الخامسة أن الجلسة السادسة مؤجلة إلى ما بعد رمضان وهدا ما أثار غضبنا لنحتج على الرئيس لكن هدا الأخير جمع ملفاته وانصرف سبيله مع مستشاريه ولنتعرض للضرب وعنف من طرف أفراد الشرطة القضائية أمام أعين الملاء من منظمات حقوقية وفعاليات امازيغية ودون احترام لمشاعر الآباء الدين حضروا بدورهم وقائع الجلسة .انتظرنا هدا التاريخ المقصود والمقرر بخلفيات واضحة لنجد يوم 18/08/2008 هيئة جديدة مكونة من قضاة متدربين , هده الهيئة تعتبر كمداومة في شهر غشت وليس لها أي صلاحيات في البت في أي ملف كيفما كان نوعه وكان المحامون على علم بهدا وبرهنوا على دلك بغيابهم بدورهم أيضا ليعلن الرئيس الجديد بتأخير الملف إلى غاية 09/10/2008 وهي الجلسة السابعة التي سوف يتم انعقادها في ظل هده التأخيرات المتعمدة لاستنزاف كل القوى المادية والمعنوية لجميع المتهمين بهدا الاعتقال التعسفي. رغم كل هدا نظم اعتصام مفتوح بدعوة من آباء وأولياء المعتقلين السياسيين أمام ولاية مكناس رفع فيه شعار "من اجل إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الامازيغية ابتداء من يوم 07/10/2008 وفي نفس الوقت دخلنا في إضراب انداري عن الطعام لمدة 48 ساعة يومي 07 و 08/10/2008 فبعد سلسلات من الجلسات المراطونية كانت الجلسة الثامنة يوم الخميس 09/10/2008 ستعرف تجهيز الملف والبت في محتواه , اتسمت هده الجلسة باسم جلالة الملك من طرف الرئيس المسمى "صبور" والملقب بالبيضاوي والدي كان بطل هده التأخيرات بدون مبرر قانوني تأكد من حضور كل المتهمين والشهود قرر وأخيرا بفعل الضغط والاحتجاجات , حيث عرف هدا اليوم وقفة تضامنية حاشدة أمام محكمة الاستئناف بمكناس بتجهيز الملف ابتدأت الجلسة وكالمعتاد بالدفعات الشكلية للمحامين والتي من خلالها تطرقوا إلى طبيعة ونوعية الملف في حمولته السياسية .ففي البداية طلب احد المحامين من هيئة الدفاع رفع وإخلاء رجال السلطة وراء المتهمين حيث كونوا صفيين وكان عددهم أكثر من 30 رجل شرطة ودلك من اجل الترهيب وزرع الرعب والخوف في نفوسنا ونفوس المحامين , ليكون جواب الرئيس بمثابة السخرية والاستهزاء ليعلق بان الأمر يتعلق بالتنظيم والأمن لا اقل ولا أكثر ؟ وفي عدم استحالة العمل في هدا المنظر من الترهيب والتخويف , تم اختيار الرئيس بإخلاء رجال القمع القاعة والاختصار على أبواب المحكمة أو الانسحاب الكلي للمحامين ليستجيب في الأخير لهدا الطلب .فبعد إجلاء رجال الشرطة وتصفيفهم أمام بوابة المحكمة شرعت الدفعات الشكلية حيث برزوا خطورة مثل هده الملفات السياسية التي تكون وراءه خلفيات اعتقال سياسية , كما بينوا وأكدوا بان المحكمة لن تكون غير عادلة نظرا لكون المتهمين هم مناضلين في صفوف الحركة الثقافية الامازيغية وان المحكمة عروبية لكونها متابعة لوزير عدل عروبي , اد من المفروض ومن المنطق أن تحاكم في محكمة امازيغية تابعة لوزير امازيغي وفي دستور امازيغي . قد أكد كل المحامون والدي وصل عددهم إلى 15 محام بطبيعة الملف في حمولته السياسية وخلفيات الاعتقال وظروف الاعتقال التي اخترقت القانون و حيث كان هناك اختطاف بعد اقتحام ومداهمة منزل المناضلين بدون ادن مسبق وفي ظروف الليل الثامنة والنصف , فحسب المادة 12 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على أن :" لا يعرض أي احد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو الحملات على شرفه أو سمعته..."
كانت هده الاعتقالات التعسفية غير قانونية , بالإضافة إلى عدم إشعار عائلاتنا بهدا الاختطاف (الاعتقال) .وبعد هده الدفعات الشكلية القيمة والمتواضعة يأتي دور ما يصطلح عليه "بالغراق " وكيل الملك ليقول في مداخلته أن الملف عبارة عن جناية قتل كان سببها صراع بين فصيل امازيغي والنهج الديمقراطي القاعدي وان التهمة في حالة التلبس ليجتهد بقراءة فصل من القانون الجنائي لمفهوم "حالة" وجردها من التلبس ليرد عليه احد المحامين كون اجتهاد الغراق مشابه باجتهاد الفقهاء الصوفية في تحديد سن الزواج عند المرأة , كما اعترف الغراق بعدم صلاحية المواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ففي المحكمة المحكمة القانون هو الذي يحكم , ليضرب مرة أخرى عرض الحائط كل الشعارات الرنانة والزائفة التي تتبجح بها الدولة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعهد الجديد ... الخ لتبقى كل هده الشعارات حبيسة المفعول وتداولها في الخطابات الرسمية من اجل تنوير الرأي العام واحتلال مراتب متقدمة بين الدولة الديمقراطية والاتحاد الأوربي.
بعد هده الدفعات الشكلية أعلن رئيس المحكمة برفع الجلسة لفترة الاستراحة في الساعة13 :30 وضرب الموعد للاستئناف أطوار الجلسة في الساعة 14 :30 وفي استمرار المخزن العروبي في نهجه لسياسة الترهيب والتجويع فقد امتنع علينا دخول أي أكل وشرب المراسل من طرف عائلاتنا إلى زنزانة المحكمة المتسخة والقدرة من اجل استنزاف قوانا العقلية والجسدية لكن هيهات وهيهات , فقد امتنعنا عن الطعام لمدة شهر وفي عدة مناسبات وما بالك بيوم واحد !؟
وأثناء الساعة المحددة افتتحت الجلسة مرة أخرى لتبدأ مراحل الاستنطاقات التفصيلية لكل المناضلين , في البداية كان استجواب مارطوني مع المعتقل اسلي مصطفى بتوجيه له التهمة الخطيرة . أنت أولدي متهم بتكوين عصابة إجرامية والقتل العمد مع سبق الإسرار والترصد , ليشرع في شرح حيثيات وخلفيات الاعتقال وان محاضر الشرطة مفبركة وقعنا تحت الإكراه وفي تفسير في الاعتداء الشنيع الذي تعرض له المتهم يوم 10/05/2007 أمام كلية العلوم بكيفية الاعتداء ومن طرف من, ولمادا تعرضت لهدا الاعتداء وغيرها من الأسئلة ؟ ليفسر المتهم انه تعرض للاعتداء من طرف شخصين عاديين ليس لهما أي انتماء واحدهم اعرفه تمام المعرفة وهو " جواد الخضر " وطالب بكلية الآداب ليسترسل الرئيس في هدا السياق بقوله أن في دلك اليوم الذي تعرضت للضرب قمتم بالاجتماع مع الأصدقاء لرد الدين ؟ وليشرح مرة أخرى المتهم انه إلى يوم الاعتقال ما يزال طريح الفراش لا يستطيع الحركة وان جسمه يحمل أكثر من 18 غرزة فكيف لمثل هدا المريض أن يتابع بمثل هده التهمة فهده فضيحة وبما تحمل من خلفيات يا حضرة الرئيس , وبالطبع إلى غيرها من الاستفسارات المستفزة : شحال من سروال عندك , أش كلت داك النهار ...؟وبعدها نادى علي كمتهم ثاني اعضوش حميد وجه لي نفس التهمة الخطيرة ليطلب رأيي في هده التهمة , شرعت في تحية كل الحامين والمناضلين الدين ساندونا في محنتنا بازول فلاون وشكرتهم باللغة الامازيغية وفي شروع لشرح حيثيات وخلفيات هده التهمة المفبركة أوقفني الرئيس أش كتقول أولدي , هضر بالعربية ؟ لأجيب له إني معتقل على الامازيغية ولي الحق في أخد راحتي في سرد وشرح خلفيات الاعتقال بلغتي الأم ليستغرب ويقول بغيتي تهرب من الحقيقة أو تبلوكنا أوصافي ..؟ ليسال مرة أخرى عن هويتي , أنت طالب ؟ لأجيبه بنعم ليسترسل بقوله باش كتقرا لأجيبه مرة أخرى بالفرنسية في هده اللحظة أمرني أن أجيب عن استفساراته بالفرنسية ادن !؟ من هدا يتبين وبالملموس التهميش الذي نعيشه فالسيد الرئيس المحترم يفضل لغة المستعمر عن اللغة الوطنية فهده سخرية واستهزاء بمشاعر كل ما هو امازيغي فمن العجب إن الفرنسية لاتشكل أي خطر على دستور المغرب ووحدته فهي مباحة في المحاكم أما لغتي الأم ولغة شمال إفريقيا فهي ممنوعة في كل الأماكن المؤسساتية وخاصة في المحاكم الموقرة ومن العيب والاستغراب أن يحاكم مواطن وفي بلده وكأنه أجنبي , فلابد من مترجم .فهدا هو التهميش بعينه والإقصاء والميز العنصري والاهانة والمس بكرامة كل إنسان امازيغي .وفي الأخير استنجد رئيس المحكمة بأحد الأشخاص المتواجدين في المحكمة وبطواعية منه ليطلب منه الترجمة من العربية إلى الامازيغية ومن الامازيغية إلى العربية بهدا الشكل البسيط رغم أن هدا المترجم لا تتوفر فيه شروط الأمانة العلمية لأنه غير محلف , وأننا بكل صراحة حتى مع دواتنا أن المغرب لا يتوفر على مترجم إلى اللغة الامازيغية ومعترف به دوليا (محلف) فهدا هو جزاء الامازيغية في شمال إفريقيا بصفة عامة و كون هده اللغة هي لغة أحفاد جيش التحرير والمقاومة المسلحة , لغة الشهداء الحقيقيين للشعب المغربي من عباس المسعدي , عبد الكريم الخطابي , عدي أبهي , عسو أبسلام, أمغار سعيد , عدجو موحى .... وغيرهم من الشهداء الدين استرخصوا دمائهم في سبيل هدا الوطن والدي نكروا جميلهم أمام غطرسة الغزاة الفرنسيين والاسباني والقوميين العرب.

فبعد القسم باليمين الذي أداه المترجم المتطوع (بولجاوي) شرع الرئيس في توجيه نفس التهمة الخطيرة لأشرع مرة أخرى أن وقت الاعتقال كانت ظروفنا تتسم لتهيئ اجتياز الامتحانات ولنا البحوث النهائية للتعليم العالي ونحدد في صدد نقاشها , فكيف لنا أن نفكر أو نضيع ولو دقيقة في هده المرحلة , ولأبين له وبالملموس خلفيات الاعتقال السياسي وان الشرطة القضائية هي المجرمة وهي التي فبركت هده المحاضر اللعينة ووقعنا عليها تحت الإكراه والضغط والتعذيب , ولهدا الاعتقال خلفيات في تكسير شوكة الحركة الثقافية الامازيغية داخل الحرم الجامعي وكون هدا المكون ينبذ العنف بشتى تلاوينه , كما تم استفسار حول ما تعرض له أساي مصطفى لأشرح له أن في يوم 10/05/2007 وعلى الساعة 12 :15 وبعد خروجي من كلية العلوم وجدت مجموعة من الطلبة في شكل دائري وهم حول أساي مصطفى الذي تعرض للضرب وقد رافقته إلى الدائرة السابعة للأمن الوطني لوضع شكاية تم بعدها إلى مستشفى محمد الخامس "les urgences " لتلقي العلاج لينتهي الأمر بالدائرة السابعة بوضعنا شكاية والمصادقة على محضر له , وانه يوم الاعتقال ما يزال طريح الفراش وجسمه يحمل غرزات وبعد استفسارات مارطونية انتقل إلى المتهمين العشر حيث لن أتطرق إلى تفاصيل كل المتهمين وسأختصر كون المتهمين العشر تم استنطاقهم بتوجيههم نفس التهمة ليبادر كل واحد بتفسيراته وشرح خلفيات الاعتقال السياسي .
وبالمقابل تم استقبال الطرف الأخر أو ما يسمى بالمحسوبين على التيار القاعدي كما تصفهم الشرطة القضائية والدين يتابعون في حالة سراح وبجنحة حمل السلاح حيث تخلف عن الحضور ثلاثة ولم يحضر سوى اثنان وفي استنطاقهم أكدوا بعدم وجود أي صراع أو مواجهة بينهم والحركة الثقافية الامازيغية وأنهم لا ينتمون إلى أي فصيل أو مكون بل هم متعاطفين فقط وفي استفسار لأحد المحامين كون احدهم وفي شخص( الزمزامي ) هو الذي ارشد الشرطة القضائية إلى منزل 73 زعير ليعترف بدلك وان الشرطة القضائية عرضت عليه صورة أساي مصطفى وبحكمه من مناطق الرشيدية ويسكن في حي الزيتون فهو يعرفه ويعرف مسكن 73 , كما نفى تماما حضوره لمسرح الجريمة أو حيازة لأي سلاح وانه صادق على المحاضر دون الاطلاع على محتواها وتحت الضغط والإكراه.
ليعلن مرة أخرى الرئيس باستراحة قصيرة وفي 20 :30 ليلا استأنفت الجلسة إلى الخميس المقبل 16/10/2008 وبدون مبرر قانوني.
استأنفت الجلسة يوم 16/10/2008 وبعد افتتاحها كالعادة بالبرتوكولات الرسمية وتأكد من حضور كل المتهمين والشهود , أمر كل الشهود الحاضرة بالخروج إلى القاعة الخاصة لهم , وابتدأ باستنطاق الشهود واحد تلوى الآخر حيث كان عدد شهود النفي يفوق عددهم 20 شاهدا من الحاضرين وبين الغائبين , كانت جل الأسئلة تتمحور حول يوم الاعتقال وطبيعة منزل 73 وكيفية الاعتداء على أساي مصطفى ليتأكد أكثر من 15 شاهد أنهم على علم بالاعتداء الذي تعرض له أساي يوم 10/05/2007 من طرف شخصين مجهولين الهوية , وانه كانوا يوم الاعتقال في منزل 73ومنهم من تم اعتقاله أيضا في دلك اليوم وتم إطلاق سراحه بعد مكوثه أيام في مخافر الشرطة القضائية بدون معرفة أية معايير لدلك الإفراج ومنهم أيضا من توفر على حظ كبير ولم يتم اعتقاله وأكدوا تواجد جميع المتهمين في دلك اليوم بمنزل 73 حيث تزامن هدا اليوم بالإضراب العام للاساتدة في مختلف الجامعات المغربية , بهدا تأكد بالملموس ومرة أخرى أن كل الشهود ينفون محتوى المحاضر المزورة للضابطة القضائية وان كل المتهمين بريئين فيما نسب إليهم.
وفي استماع لما يسمى بشهود الاتبات أو الزور و تم استقبال الشاهد والمسمى "محمد والحاج" والدي صرح بان في يوم 22/05/2007 شاهد مجموعة من الأشخاص عددهم أكثر من 15 شخص يتراشقون بالحجارة أمام كلية الحقوق بتولال و لكن نظرا لبعد المسافة والتي قدرها بنصف كيلومتر فلا يستطيع تحديد صفات أي شخص وكانت هده الاحدات في حدود الساعة أي عند صلاة الظهر وبعد فترة وجيزة قال بأنه سمع من احد المارين بان من بين الأشخاص الدين يتعاركون شخص يحمل جروح على مستوى السفلي وهو يستنجد ب "عتقوني أخوتي " وبعد ساعات حضرت الشرطة القضائية في شخصين بالدراجات النارية ونادوا على سيارة الإسعاف لتحمل الجريح وهو ينادي بالنجدة , لينصرف حال سبيله إلى منزله وبعد قيلولة صغيرة تفاجأ بالشرطة في منزله ليرافقهم في حدود الساعة 15 :00 إلى الساعة 05 :00 صباحا.

أما الشاهدة الثانية والمسماة ب "الشريفة الصغير بنت التهامي " والتي تقيم بجوار محمد والحاج والتي كانت في حالة هستيرية من الخوف , ولتصرح بشهادتها كونها في دلك اليوم بعد عودتها من السوق اليومي "السويقة" شاهدت مجموعة من الأشخاص يتبادلون الرشق بالحجارة ونظرا لبعد المسافة فإنها لا تستطيع تحديد هوية أي احد ليتراجع الشاهدان عن الشهادة التي أدلو بها في مخافر الشرطة القضائية المزيفة والتي كانت من ورائها دعم لمحاضر مفبركة.

بعد هدان الشاهدان نطق الرئيس بأنه تم الاستماع إلى جميع الشهود وشرع في جمع ملفاته التي تملئ أمامه مع المستشارين ليتفاجا الجميع بامرأة في صورة "شمكرة" نظرا لحالتها ووجهها الذي يحمل كل أوصاف الشريرة أو "ترير" كما يحلو لبعض المحامين بوصفها بهدا الاسم , بالظهور وسط قاعة الجلسة وتطلب من الرئيس لإدلاء شهادتها لعدم قانونية شهادتها نظرا لمواكبتها جميع أطوار الجلسة والسماع للشهود أثناء استنطاقهم , لكن لهيئة المحكمة رأي آخر فقد تمادى الرئيس عن كل هدا بقوله أن المرأة ستؤدي القسم وسوف تتحمل مسؤولية شهادتها ؟ ومتى كان القسم عند المومسات والعاهرات يا حضرة الرئيس !؟ وهدا ما يسمى بشهود الزور , لتبدأ هده البطلة في سرد الاحدات التي خلقتها فصرحت أنها في دلك اليوم وبعد أن قامت بتنظيم منزلها خرجت لرمي الازبال , وعندها شاهدت شخصان يجريان ويحملان السواطير في جيوبهم الخلفية كان واحد منهم هو اعطوش حميد بهدا الاسم وليس بأي صفة كأنها تجمع بيننا معرفة قديمة والتي اجهلها ! ليلتمس الرئيس مني المثول أمام الشاهدة لتبتسم في وجهي نعم يا حضرة الرئيس هدا هو وبتوثيق منها انه يحمل أثار الصلاة على جبنه وكان يحمل في رأسه "تحسينة الرازي " , أما الشخص الثاني فلا تعرف اسمه لكنه دو قامة قصيرة وسوف نتعرف على وجهه نادى الرئيس على المتهم ايت الباشا يوسف لمثوله أمام الشاهدة , لتنفي هدا الأخير "لا مشي هدا " ليتم مثول المتهم أساي مصطفى وتنفيه أيضا وبعدها تم مثول المتهم هجا يونس أمامها , لتشهد في وجهه نعم هو هدا , فقد كان يرتدي بروتكان ويحمل أيضا ساطورين في اجيابه الخلفية !!؟؟؟ بوقائع هده المسرحية ومن المؤسف جدا أن حضرة السيد رئيس المحكمة لم تكن عنده نية حسنة وصاغية في وصول الحقيقة بكوننا أبرياء لكن غرضه هو الملف وإصدار الأحكام ولو على حساب الأبرياء فهناك تناقضات واختلافات في أقوال وأوصاف الشاهدة حيث يتبين دلك في مجموعة من الخروقات فيوم 22/05/2007 الذي هو يوم الاعتقال كان لدي شعر كثيف والصورة التي توجد في سجن سيدي سعيد عند الشرطة القضائية تبين هده التناقضات حيث تم تصويرنا أكثر من مرة أما الخروقات الأخرى التي تنير شهادة "العاهرة " بأنها شهادة مزيفة وعديمة الضمير أنها عند قاضي التحقيق اتهمت كل من اعطوش حميد وايت الباشا يوسف , لتتناقض مع ذاتها أمام الرئيس وتتهمني مع هجا يونس وتتبرأ ايت الباشا يوسف أليس بهده الخروقات يجب زجها في السجن بدل الأبرياء المناضلين الشرفاء للحركة الثقافية الامازيغية , بالإضافة إلى كون هده الساقطة ذات سوابق عدلية كانت وراء قضبان سجن سيدي سعيد أكثر من ثلاث مرات بمختلف التهم من الفساد , المخدرات , الضرب والجرح , كما أنها اعترفت بكونها زعيمة وتدعم محاضر الشرطة القضائية في كثير من المناسبات وأنها رهن إشارتهم في كل وقت , مع اعترافها بالجميل والجود والكرم وغيرها من الصفات التي يتسم بها رجال الشرطة القضائية بتطعيمها ليلة الاعتقال بالدجاج المشوي وأنواع الشراب لتشهد على أن مخافر الشرطة القضائية هي عبارة عن فنادق من الطراز الرفيع للشهود , أما بالنسبة للمعتقلين فهي بمثابة كابوس ووشمة عار يحملها في نفسه كل من سولته نفسه لزيارتها , ليستنتج الجميع من الحاضرين مسرحية هده الجلسة ومدى فبركة المحاضر عند الشرطة القضائية وخلفيات الاعتقال وزيف هده التهم الخطيرة الموجهة إلينا , ومع دلك وأمام إسرار المخزن العروبي على إقبارنا في زنازن العار فقد لعب دور الصم والبكم والبليد الذي لا يريد فهم أية حقيقة , وتطبيقه لسياسة النعامة بإخفاء رأسه داخل الرمال , بعد سماع هده الشاهدة أعلن رئيس المحكمة برفع الجلسة لمدة 30 دقيقة .
استأنفت الجلسة وأعطيت الكلمة للمحامين في الشروع في المرافعات , بدا المحامي المطالب بالحق المدني (أب الضحية ) والدي يرافع في نفس الوقت على المتهمين الخمسة المتواجدين في حالة السراح وفي مرافعته أكد بدوره مدى سياسة هدا الملف وكون الضحية سيظل شهيدا واعترف بدوره بكونه امازيغي وفخور بها ويناضل إلى صف النهج الديمقراطي القاعدي وهم أوفياء لمطالب الحركة الثقافية الامازيغية المتمثلة في ترسيم اللغة الامازيغية في دستور ديمقراطي , وبعدها التمس بمطالب الحق المدني المتمثلة كدرهم رمزي لفائدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وغرامة مالية 300000 درهم لفائدة أب الضحية.

ليشرع المحامون في مرافعتهم والتي سوف لم أتطرق إلى تفاصيلها إلى وقت آخر .المهم أن أكثر من 15 محامي بينوا بالحجة والأدلة العلمية براءة كل المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الامازيغية وحذروا من خلفيات مثل هده الاعتقالات نظرا للعواقب الوخيمة التي ستترتب عنها احتجاجات وغضب الشعب الامازيغي , وفي الأخير التمس كل واحد منهم ببراءة كل المعتقلين ولفائدة اليقين .
بعد هده المرافعات القيمة المتواضعة أعطى لنا الرئيس الكلمة الأخيرة بقوله "واش عندك متزيد " لنؤكد له وللمرة الأخيرة أننا أبرياء ونتشبث ببراءتنا ونحن لا نطلب لا عطف ولا تخفيف من محكمتكم لأننا يقينين تمام اليقين على براءتنا بهده الكلمات وهدا الأسلوب أعلن رفع الجلسة على الساعة 00 :00 ليلا للمداولة.
بعد ساعة من المداولة وعلى الساعة الواحدة صباحا تم مثولي اعطوش حميد وأساي مصطفى أمام الرئيس لينطق بالحكم ب 12سنة سجنا نافدة وغرامة مالية قدرها 160.000 درهم , بعد تكييف التهمة إلى الضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نية احداته وأمام هده المفاجأة للأحكام الجائرة والصادمة اختصر رد فعلنا في رفع تحية إلى كل المناضلات والمناضلين الدين واكبوا أطوار هده المحاكمة , وبعدها تم مثول كل من المناضلين : النواري محمد , ايت الباشا يوسف , هجى يونس , الشامي محمد ليصدر في حقهم سنة سجنا نافدة وغرامة مالية قدرها 1000 درهم لكل واحد منهم , وبتهمة حمل السلاح وعدم تقديم مساعدة .أما كل من زدو محمد , ايت القايد يدير , التغلاوي عمر , ودي عمر , فقد اصدر في حقهم سنة سجنا نافدة وغرامة مالية قدرها 1000 درهم لكل واحد منهم بتكييف التهمة الخطيرة إلى حيازة السلاح وعدم التبليغ .

أما فيما يخص الطرف الآخر فقد أصدرت في حق المتهمين الدين حضروا إلى الجلسة بستة أشهر غير نافدة, وبراءة الأشخاص الثلاث رغم عدم حضورهم إلى الجلسة.
كانت هده الأحكام سياسية بامتياز , فكيف لعشرة مناضلين متهمين بنفس التهمة الخطيرة ومتابعين بنفس الفصول ولهم نفس المرافعات ونفس الأقاويل في جميع أطوار هدا الاعتقال من قاضي التحقيق إلى الرئيس وان تختلف هده الأحكام وبهدا الشكل القاسي والصادم وتقتصر على مناضلين فقط؟؟

ولعل الجواب عن هده الأحكام واضحة جدا والتاريخ هو الذي يجيب عن هده الأحكام فالمسار التاريخي للمناضلين اعطوش حميد , أساي مصطفى هو الشاهد لهده الأحكام , ولعل من واكب نضالات الحركة الثقافية الامازيغية بصفة خاصة والحركة الامازيغية بصفة عامة سيدري جواب وخلفيات هده الأحكام .فالمخزن العروبي جاء لكسر شوكة ومنبع ورؤوس الحركة الثقافية الامازيغية في موقع امكناس , وهده الأحكام القاسية والتي جاءت من اجل إقبار الصوت الحر للمناضلين الأحرار لن تزيد إلا تصلبا وتشبثا بقضيتنا العادلة والمشروعة ونحن تمام الاستعداد حتى الاستشهاد على قضيتنا الوطنية في أي وقت وزمان , وبخوض كافة الأشكال النضالية التصعيدية من اجل تنوير الحقيقة ورد الاعتبار لبراءتنا أمام كل هده التهم المفبركة والتي تضرب بسمعة الإنسان الامازيغي الحر .لهدا نتمنى كل الغيورين وكل امازيغي فخور بامازيغيته أن نقف وقفة رجل واحد في كل المحطات النضالية لنكشف جميعا كل الخروقات والمضايقات التي يعيشها الإنسان الامازيغي وان مرارة الظلم لا يحس بها إلا من تجرع مرارتها وكون الحرية تبقى تاج فوق رؤوس كل السجناء.

TUDERT I TMAZIGHT TAMAZIGHT I TUDERT

المعتقل السياسي اعطوش حميد
رقم الاعتقال 35174

الكاتب: اعطوش حميد

السبت، 19 فبراير 2011

Tuddrt y Tagrawla n Ilibiyn

Tuddrt y Tagrawla n Ilibiyn









Tawalt-iw d asistn !
my word is a Question !
Mani iman n ilel d adrar ?
where it is the soul of the sea and the mountain ?
Mani tera n asfru atrar ?
where is the script of the new poetry ?
Mani amnay ala ydja agmar ?
where is the knight who let the horse ?
Mani tawalt tuḌa d tusr ?
Where is the word that had fallen and become elderly?
Mani tawalt tddr g tagut ?
Where is the word that loved to live in the fog ?
Mani ils ysi ynna g tanfust ?
Where is the tongue that was tells the story?
Tghus-iwin arrxan ugurn d aman !
Many things left with water!
Tijli n ussan nẒr-asn am igurdan
Remnants of the days we see such as mice
imṬṬawn n ujnna serdn iẒuran
Tears of the sky washed the roots
imṬṬawn n tbucelt sufghn tazddet n tazidirt
Tears of the girl growing up a patience Palm
Tazidirt af akud
Patience on the time
D asirm g timalt n agdud
And hope for the future of the people
D xayrwa ala yffud !
Who is thirsty will drink

الجمعة، 18 فبراير 2011

الشجرة الوراتية للسلطة في المغرب

الشجرة الوراتية للسلطة في المغرب



نشرت مجلة اوال المغربية دراسة مهمة نعيد نشرها نظرا للظرفية الراهنة في المغرب. نشكر المجلة عن هده الدراسة القيمة التي أظهرت أن السلطة في المغرب تتحكم فيها عائلة فآسية قبل زعيمهم علال الفاسي. الذي هو بنفسه لم يكن إلا من عائلة عباس الفاسي الوزير الاول في ايام السلطان مولي حفيظ. ننشر هنا فقط الشجرة الوراثة لعائلة أل الفاسي او ما اسمته المجلة العرق المنصبي ل "ال الفاسي" نسبة الى ابناء علال الفاسي بما فيهم عباس الفاسي الوزير الاول المغربي الآن و جده عباس الفاسي الوزير الأول أيام السلطان مولي حفيظ.

الانتفاضة الشعبية القادمة..وأبواق المخزن الكاذبة

الانتفاضة الشعبية القادمة..وأبواق المخزن الكاذبة



"إن من يعتقد أن نجم الثورة قد أفل،فإما أن يكون خائنا أو متساقطا أو جبانا،فالثورة قوية كالفولاذ،حمراء كالجمر،باقية كالسنديان،عميقة كحبنا الوحشي للوطن" تشي كيفارا.
أمام استمرار الاحتجاجات التي أدت إلى تنحي حسني مبارك عن الحكم،وأمام إصرار الثوار المصريين ورفضهم لأية حلول ترقيعية أو أي تفاوض قبل رحيل نظام مبارك بأكمله،أمام هذا الوضع،وهو الوضع الذي لا شك أثر و يؤثر بشكل أو بأخر على الأنظمة الشبيهة بالنظام المصري،والتي تابعت بتخوف وترقب شديدين ما يحدث في مصر،و كانت تمني النفس ببقاء حليفها ورفيقها في الديكتاتورية حسني مبارك،كما اتضح ذلك من خلال التزامها الصمت طيلة أيام الثورة المصرية،ونتيجة لتزايد الأصوات المنادية بالثورة على الأوضاع الفاسدة في مختلف مناحي الحياة بالمغرب،وبعد أن أصبحت الانتفاضة الشعبية التي بدأ التحضير لها من الفايسبوك،واقعا وضرورة حتمية لا مفر منها كنتيجة للإفساد والنهب الذي تعرض له الشعب المغربي لعقود،أصبحنا نلمس أن خطاب الحكومة المغربية تحول من خطاب مطمئن كان يستثني المغرب من هذه الاحتجاجات،إلى خطاب يحاول ربح الوقت،والحيلولة دون قيام هذه الاحتجاجات،موظفة في ذلك كل الوسائل الاحتيالية المنافقة والكاذبة،ومسخرة جميع أبواقها لكسر عزيمة الجماهير الشعبية،وقد جاء تحول الخطاب الحكومي على مراحل:

*المرحلة الأولى:المغرب لا خوف عليه من الاحتجاجات !

تميزت هذه المرحلة بتسخير الدولة المغربية لمجموعة من (المحللين)،الذين أصدروا "فتاوى" لا أساس لها من الصحة ولا تمت للواقع المغربي المتأزم بصلة،ومفاد هذه الفتاوى أو ما يسمونه تزويرا بالتحليلات،أن المغرب لن يشهد احتجاجات كتلك التي عرفتها تونس ومصر،وأن الوضع المغربي أفضل بكثير من الوضع التونسي والمصري على مختلف الأصعدة،وهي أكاذيب لا تصلح للكذب حتى على الأطفال،إذ لا تعبر عن الواقع المغربي الحقيقي الذي لا يختلف عن الواقع التونسي،بل ربما كان الوضع التونسي أفضل من الوضع المغربي من حيث التنمية،والمعيشة،والصحة والتعليم،وبالتالي فإن درجة الاحتقان الشعبي في المغرب أكثر بكثير مما هو عليه في تونس،عكس ما تروج له أبواق المخزن المأجورة،وفي هذه المرحلة كذلك أصبحنا نقرأ بشكل شبه يومي أن الخبير الفلاني أو الخبيرة الفلانية بالمعهد الفلاني،أو الصحيفة الفلانية(إوا سير نتا قلب عليهم فين كاينين)،أكدت أن الوضع بالمغرب مختلف،وأنه لن يعرف احتجاجات كتلك التي شاهدتها تونس ومصر،دون أن نعرف على معطى استند هؤلاء "الخبراء"،هل قاموا باستفتاء للشعب المغربي وأكد لهم المواطنون أنهم راضون عن وضعهم ولا يرغبون في التغيير؟ هل يعيشون وسط الشعب المغربي ويعرفون المشاكل التي يتخبط فيها،إذ أن أغلب الجنود والموظفين والعمال"غارقين فالكريدي"؟ هل يتزاحمون مع المسحوقين في الأسواق الشعبية حول طماطم فاسدة لا تحمل من الطماطم إلا الاسم؟هل يعرفون أن المواطن المغربي "يتقاتل" فقط من أجل "القفة" وليس له أن يفكر في بيت أو سيارة،فما بالك أن يفكر في مشروع شخصي؟ هل يعرفون حالة "مدارسنا"،ومقابرنا عفوا "مستشفياتنا"،هل يتجولون في "شوارعنا" و"أزقتنا" و"طرقنا"،التي تشيدها "لنا" وزارة "تجهيزنا" هل يعرفون هذه الحقائق أم أنهم يعيشون في أوطانهم حياة النعيم وعندما يأتون إلى المغرب تقدم لهم إحصائيات ومعلومات رسمية عارية من كل صحة،إلى درجة تجعلهم يعتقدون أن المغرب أصبح أفضل بكثير من دولهم!!

*المرحلة الثانية:قادة أحزاب و مسؤولون وثورة الياسمين المتخيلة

في هذه المرحلة التي تعتبر تتمة للمرحلة الأولى،ظهرت أصوات لقادة أحزاب و مسؤولين بارزين وحتى بعض أشباه الصحافيين،يؤكدون أن المغرب بمنأى عن الاحتجاجات الشعبية،لأن الثورة حسب تصورهم حاصلة أصلا،وبالتالي فلا مبرر أو لا مؤشر يؤشر على أن هناك ثورة شعبية تلوح في الأفق،ففي نظر هؤلاء الكذابين؛فالمشاريع الضخمة التي دشنها المغرب منذ مدة،جعلت الشعب المغربي يقبل بالأمر الواقع،كما جعلت المواطنين يقتنعون بأن ثورة التنمية،والمشاريع،والتقدم و غيرها من الشعارات الطنانة حاصلة بالفعل،وهو الأمر الذي يضع المغرب حسب هؤلاء المنافقينألذين يبدو أنهم بعيدون كل البعد عن الواقع المغربي المعاشء آمنا من "عدوى" الاحتجاجات،كما لم تغفل الدولة في هذه المرحلة دور المسجد في تمرير خطاباتها،فأسرعت إلى توزيع خطب على جميع المساجد تدعو فيها الناس إلى حب الوطن،والوطنية،والمواطنة،وتجنب إثارة الفتنة والشغب والتخريب،وغيرها من الأفكار "الاستباقية" التي تحاول بها السلطات إقناع المواطنين بعدم جدوى الاحتجاج الذي يعتبر في أبجديتها فتنة وشغبا وتآمرا وخيانة،متجاهلة "المشاغبين الكبار" الذين لا يعطون المثال والقدوة في الوطنية والمواطنة وحب الوطن والتضحية من أجل مصلحته،بل كل ما يهمهم هو جيوبهم وعائلاتهم "أو اللي بغا يموت إموت" !!

*المرحلة الثالثة: مسيرة الحب المنافقة

بظهور مبادرة الفايسبوكيين المغاربة الداعية إلى تنظيم مسيرات احتجاجية سلمية في جميع المدن المغربية،للمطالبة بتغييرات سياسية جذرية وجوهرية،ومطالب اجتماعية واقتصادية كفيلة بإخراج الشعب المغربي مما يعانيه من تفقير وتهميش وإقصاء ناتج عن الفساد ونهب الثروات وإفلات من العقاب،ظهرت حركة فايسبوكية أخرى،فيما يبدو أنها ضدا على الحركة الأولى،هذه الحركة دعت إلى ضرورة تنظيم "مسيرة حب للملك"،وكأن الحركة الأولى هي لأشخاص ضد الملك،و مما يدل على أن هذه المسيرة هي بالفعل ضد الحركة الاحتجاجية،ما تجسد في تعليقات الداعين إليها،و تعليقات المخبرين والجواسيس المخزنيين المنضويين تحت لواء"مسيرة الحب"،حيث لا يتأخرون كلما نشر مقال أو خبر عن "حركة 20 فبراير" ليكونوا أول وآخر المعلقين وبأكبر عدد ممكن،وذلك بوصف الداعين إلى المسيرات الاحتجاجية بالخونة والمتآمرين والمسخرين من جهات أجنبية وحتى بالمثليين والمتنصرينء"لاعبين" بذلك على الوتر الحساس للمغاربة ألا وهو الدينء،وغيرها من التهم الجاهزة والمغرضة،الخالية من أية صحة،إنما تهدف فقط إلى تبخيس دعوات الاحتجاج وتجريمها لدى الرأي العام المغربي،وتخويف وترهيب كل من تسول له نفسه المشاركة في هذه الاحتجاجات،واعتباره عدوا للوطن وعميلا للأجنبي،تماما كما كانت تفعل السلطات المصرية مع آلاف المتظاهرين والمعتصمين بميدان التحرير،مما يدل على أن هذه المسيرة ءأي مسيرة الحبء هي من تنظيم أشخاص تكسبيين،منافقين و مستفيدين من الوضع القائم،ولا هم لهم سوى عرقلة أية حركة تنشد التغيير والخير للوطن والمواطنين،وتسعى إلى إخراج البلد من أتون الفساد الذي وضعه فيه المفسدون،وما يدل كذلك على مخزنيتها هو ظهورها في هذا الوقت بالذات،أي تزامنا مع ظهور الحركة الاحتجاجية الداعية إلى التغيير.

*المرحلة الرابعة:الدولة مطمئنة إزاء دعوات الاحتجاج

بعد أن اقتنعت الحكومة المغربية بأن الانتفاضة الشعبية أصبحت وشيكة الحدوث،وأمام اقتراب موعدها الذي ينتظره آلاف الشباب المغربي،سارعت إلى التصريح على لسان ناطقها الرسمي بأن المغرب دولة ديمقراطية له تجربة في التعامل مع الاحتجاجات السلمية،وبالتالي فهو يتعامل مع الدعوة إلى هذه الاحتجاجات بكل اطمئنان ولا تسبب له أي حرج أو إزعاج،هذا الكلام الوارد على لسان السي الناصري لن يصدقه إلا من لا يعرف الواقع المغربي،وهو بذلك موجه للاستهلاك الخارجيءأي للمنتظم الدوليء،أكثر مما هو موجه للرأي العام الوطني الذي يعرف كيف يتم التعامل مع عشرات المعطلين في "باب بر لمان" من تكسير للضلوع والجماجم،و كذا مع المسيرات الاحتجاجية المطالبة بحقوق مشروعة وعادلة للمواطنين،ولعل آخرها تشتيت مسيرة منددة بغلاء الأسعار في ساحة الأمم بطنجة، وتفريق مسيرة للمعطلين بالرباط،إذ لم يكن المحتجون يتجاوزون بضعة مئات،فإذا كان مئات المحتجين يسببون الأرق و الإزعاج للسلطات،وإذا كانت هذه السلطات تتعامل مع بضعة عشرات من المعطلين الذين يعتصمون أمام البرلمان بذلك الأسلوب القمعي الهمجي الذي يعرفه الجميع،فكيف سيكون التعامل مع حركات احتجاجية بالآلاف،خاصة وأنها ترفع مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية راديكالية ؟؟ والمضحك هنا أنه في الوقت الذي طلع فيه السي الناصري مبشرا بأن المغرب يتعامل مع الدعوة إلى الاحتجاجات بكل اطمئنان،دعا الطيب الشرقاوي جميع الأحزاب إلى إصدار مواقف صريحة فيما يتعلق بمسيرة 20 فبراير،وإلى ضرورة تنسيق الجهود لمواجهة كل ما من شأنه المساس بما سماه استقرار البلاد!!

الإجابة عن هذا السؤال لا تتطلب جزيل جهد و كبير عناء،فالمغاربة يعرفون طريقة تعامل السلطات مع الاحتجاجات حتى وإن كانت سلمية،بل العالم كله يعرف كيف يتم التعامل مع الاحتجاج في الدول المتخلفة،وقد وضحت ذلك في مقال سابق حول الاحتجاج،و بناء عليه فكلام الناصري يبقى مجرد شعار براق كغيره من الشعارات المتداولة،والتي تقدم المغرب على أنه جنة للتعبير الحر والحريات والديمقراطية وحق الاحتجاج...

*المرحلة الخامسة:حركة شبابية من أجل الوطن.

في هذه المرحلة عمدت السلطات المغربية إلى تجنيد مجموعة من الأفراد المنتمين إلى أحزاب معروفة،هؤلاء عملوا على إنشاء ما يسمى "حركة من أجل الوطن"،ومن خلال تسميتها يتضح أنها لا تختلف عن تلك المبادرة المسماة "مسيرة حب الملك"،وعليه فكل من يرفض فكرة هذه الحركة،أو يمتنع عن تبني "مطالبها" و الانخراط فيها لا يملك إلا أن يكون من "حركة ضد الوطن"،مادام غير مقتنع ب"حركة من أجل الوطن"،والغريب هنا أن أحد المنتمين لهذه الحركة صرح بأنهاءأي هذه الحركةء تسعى إلى تجاوز ما سماه لغة الخشب التي تتسم بها الأحزاب السياسية،فكيف يمكن تجاوز الأحزاب السياسية مع العلم أن الشبيبة المؤسسة لهذه الحركة تنتمي لأحزاب سياسية؟!

الجواب عن هذا السؤال،يبين على أن هذه الحركة، ما هي إلا من إنشاء السلطات،وبالتالي فهي مجرد محاولة مخزنية لاحتواء المد الشبابي المغربي،وثنيه عن مسيرته المرتقبة في أواخر فبراير.

*المرحلة السادسة:تسجيل المعطلين ونصائح وتخوين للأمير هشام

في هذه المرحلة أقدمت السلطات على إصدار أوامرها إلى جميع رؤساء المقاطعات والجماعات المحلية لفتح لوائح لتسجيل المعطلين المجازين،فيما اعتبره البعض سعي من الدولة إلى تعويضهم عن البطالة أو تشغيلهم،في حين اعتبر آخرون الخطوة مجرد محاولة لدر الرماد في العيون(وهذا هو القول الراجح في اعتقادي)،وتهدئة المعطلين،مخافة أن يقدموا على عمليات قد تؤجج الأوضاع،وتؤدي إلى نتائج لم تكن في الحسبان،كأن يخطوا نفس خطوات التونسيين عندما أقدم البوعزيزي على إحراق جسمه،الشيء الذي أدى إلى غليان وثورة كل الشعب التونسي تضامنا مع البوعزيزي وتنديدا بالظلم والقهر والاستبداد.

والمثير في الأمر هنا؛أنه عند مدخل هذه المقاطعات والجماعات،يجد المواطن إعلانا مكتوب عليه"الإدارة في خدمة المواطن،ويجب تبادل الاحترام بين الموظفين والمواطنين"،وهو الأمر الذي لم يألفه المواطنون من قبل،كما أصبحنا نلمس ليونة في تعامل الموظفين مع المواطنين،قبل أن كان الاحتقار و الاهانة والانتقاص هو سيد الموقف في كل الإدارات والمؤسسات،وهذا يعني أن هناك أوامر صارمة صادرة إلى كل المقاطعات والجماعات على الخصوص بضرورة حسن معاملة المواطنين درأ وتجنبا لأية مشاكل قد تؤدي إلى انفجار الأوضاع،خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تابع فيها ملايين المغاربة ثورة تونس ولازالوا يتابعون يوميا مستجدات ثورة مصر،كل هذا يوضح مدى حساسية الوضع المغربي والاحتمال الكبير لتأثره بما حدث في تونس ومصر،ويؤكد أن السلطات تدرك فعلا أن الوضع حساس وحساس جدا وتتوجس خيفة من أي حركة أو حتى من أي تصرف شخصي من أحد المواطنين.

في هذه المرحلة كذلك برز مجموعة من الأشخاص المسخرين يحاولون الظهور في جلباب الناصحين الآمنين،يسدون النصائح للأمير هشام،بعضهم يصف نفسه بالشاعر،وآخر بالكاتب،وثالث بالصحفي...وذلك بعد تصريحات الأمير هشام لبعض الصحف ووسائل الإعلام العالمية التي قال فيها بأن المغرب لن يشكل استثناء فيما يتعلق بالاحتجاجات الشعبية التي عمت مجموعة من الدول،كما أكد أن الوضع المغربي مشابه للوضع التونسي والمصري،وإذا كان البعض من هؤلإكما قلناء قد حاولوا إسداء النصح للأمير هشام،ونبهوه إلا أن التصريحات التي أدلى بها من شأنها أن تستغل وتفتح المجال "لأعداء المغرب" وتحرضهم على القيل والقال،خاصة أن تلك التصريحات كانت لجرائد عدوة للمغرب حسب هؤلاء الناصحين،فإن آخرين ذهبوا إلى حد تخوينه واعتبروا ذلك مؤامرة أجنبية على المغرب ومصالحه،في حين أن الأمير هشام لم يقل سوى الحقيقة المرة التي لا تلاءم تطلعات ولا تتماشى مع أكاذيب الخائفين على مصالحهم ومناصبهم من المفسدين المستفيدين من الوضع القائم،والذين يتمنون بقاؤه على حاله،متجاهلين أن بقاء الحال من المحال، وأن ساعة الحساب آتية لا ريب،،وبذلك فاتهام الأمير هشام بالخيانة والتآمر لا تخرج عن نفس السيناريو والتخريجات التي يروج لها مجموعة من التضليليين،والتي تعني أن كل من يقول الحقيقة غيرة على وطنه فهو خائن ومتآمر،وأن كل ما عليه فعله هو التزام الصمت حتى لا يستغل الأعداء عيوبنا وحقيقتنا المرة،في حين لو أن مصلحة الوطن تهمهم فعلا،وكانت فيهم "النفس" ولا "يرضون" بكلام الأعداء لانكبوا على خدمة الوطن والمواطنين بدل الإفساد والفساد،حينها يمكن أن يقنعوا الناس بأن لنا عدو واحد وهو الأجنبي المنافس والمتربص بنا،لكن والحال هكذا فأول الأعداء هم المفسدون.

المضحك المبكي هنا أن المستوى العلمي والثقافي لأغلب هؤلاء المنافقين المخونين لا يمكن بتاتا مقارنته بمستوى الأمير هشام الذي لم يكن هو الأول من يقول بحقيقة أن المغرب لن يستثنى من المسيرات والانتفاضات الشعبية،فالدكتور المهدي المنجرة قال قبل ستة سنوات أو أكثر بأن" الانتفاضة الشعبية قادمة وهذا أكبر تفاؤل،والحكومات الفاشلة لن توقفها"،كما سبق لي أن نبهت حتى قبل ثورة تونس وتحديدا بعد فيضانات الدار البيضاء الأخيرة(وحتى قبلها بكثير)،والتي كشفت عن وجه من أوجه الفساد السرطاني المنتشر في كل القطاعات، بأن الوضع في المغرب خطير وخطير للغاية وأنه ينبغي تدارك الموقف قبل فوات الأوان،وجاءت أحداث صفرو وبعدها سيدي إفني ثم بوكيدارن وانتفاضة تنغير بعشرين آلف محتج لتبرهن على أن الوضع فعلا لا يقبل مزيدا من التأجيلات و الترقيعات والخطابات الجوفاء،فألححت على أنه لا بديل عن التغيير،ولا شيء غير التغيير سيقي البلاد والعباد من كارثة لا يرغب أحد في رؤيتها،وبعد كل الذي قيل عن المغرب وعن كونه لا يشكل الاستثناء،جاء تدخل هيلاري كلينتون في مؤتمر الأمن المنعقد بميونيخ الألمانية ليؤكد ما قاله الدكتور المنجرة قبل ستة سنوات،وما قاله الأمير هشام، وما قاله ويقوله كل الغيورين على الشعب،وذلك حين قالت " لا توجد دولة مستثناة من مثل ما يحدث في مصر،وحتى إن كان ذلك صحيحا على المدى القصير،فإنه على المدى البعيد لن يصبح ممكنا،حيث ستنتفض الشعوب المقهورة للمطالبة بحقها في الديمقراطية"،وهذا ما يحدث بالفعل بعد أن صبرت هذه الشعوب لعقود من الزمن.

يتضح من كل ما تقدم مدى زيف تلك المزاعم والادعاأت التي تحاول الترويج لأفكار مؤداها أن المغرب ليس كمثله شيء،وأن الاحتجاجات الشعبية لن تعرف إليه طريقا،وأن له صمامات أمان تحول دون حدوث انتفاضات شعبية،وأن الوضع مستقر(مستقر فعلا لكن على ظهور المواطنين الذين لم يعد لهم صبر على التحمل)،كما يتضح من خلال مراحل تطور موقف السلطات المغربية إزاء الأصوات المطالبة بتنظيم مسيرات احتجاجية،وكذا تعاملها مع القائلين بأن المغرب لن يشكل الاستثناء،أنها تدرك أكثر من غيرها بأن الانتفاضة الشعبية قادمة،وأن تلك التصريحات والتحليلات و الإجراأت التي قامت بها،ما هي إلا محاولة منها لربح الوقت،والتفكير في الطريقة التي سيتم التعامل بها مع هذه الاحتجاجات،ومدتها،وما مدى قدرتها على الاستجابة لمطالب المحتجين خاصة "الراديكالية" منها،وبالتالي لا يمكننا التنبؤ بالمرحلة القاد.مة أو اعتبار هذه المرحلة السادسة بمثابة مرحلة أخيرة،فالأيام وحدها هي التي ستكشف ما ستؤول إليه الأوضاع،وكيف ستكون المرحلة المقبلة .

الكاتب: مصطفى ملو

الاثنين، 14 فبراير 2011

الأمازيغية و قضية الصحراء

الأمازيغية و قضية الصحراء 
بدأ الأمر باحتجاجات فردية من بعض سكان المدينة . سمعنا بأنها إحتجاجات إجتماعية محضة لا تطالب بالمستحيل، فقط العدالة والمساوة في توزيع عطايا الدولة على رعاياها الصحراويين(بقع أرضية،التوظيفات المباشرة,بطائق الانعاش...).جميل جدا,مطالب منطقية معقولة،رغم أن أسلوب الإمتيازات والتفاضل في التعامل مع المواطنين غيرديموقراطي. شيئا فشيئا تزايدت حدةالإحتجاجات، و نظرا لتماطل المسؤولين المحليين في مقابل إلحاح المحتجين، صعد هؤلاء الموقف فقرروا - وتحت أعين السلطة - إقامة أكبر إعتصام مدني بتاريخ المنطقة على شكل مخيم ضم حوالي 20000 محتج، مخيم ‹أكديم إزيك›. إضطرت السلطة المركزية إلى التفاوض بنفسها مع المحتجين لاسيما و أن هناك محاولات لتسييس المخيم و تدويله ، و في صباح الثامن من نونبر إستيقظنا على وقع أحداث مأساوية رافقت عملية تفكيك المخيم فجأة، أحداث كشفت بالفعل عن وجود خلفيات إنفصالية لدى بعض عناصر المخيم، و خلفت تداعيات وطنية و دولية، وضعت على المحك مصداقية الدولة المغربية في تدبير ملف هذه المنطقة الحساسة جدا،كما فجرت نقاشا وطنيا حول هذا الملف،الذي تحتكر تدبيره ‹حكومة الظل›، توج بتنظيم مسيرة تاريخية للتأكيد مجددا – بعد المسيرة الخضراء - على مغربية الصحراء،مسيرة و إن كانت في سياقها الحقيقي جاءت كرد فعل على نجاح البوليزاريو و حلفاؤه في إستمالة البرلمان الأوروبي أمام فشل الدبلوماسية المغربية في ذلك، كما أن إختزالها من طرف المنظمين في التنديد بالحزب الشعبي الإسباني حد من قيمتها، و طرح أسئلة حول جدوى حشد ملايين من المواطنين لمجرد التنديد بموقف حزب إسباني معروف عنه دائما معاكسته لمصالح المغرب؟ ثم أليس من الممكن أن تتخذ هذه المسيرة مسارا آخر أكثر فعالية لصالح الموقف المغربي، لو نظمت في الوقت المناسب، و بعنوان يلائم حجم و نوعية المشاركة الشعبية فيها؟ و على أي حال فهي حدث مهم أعاد إلى الواجهة مسألة إشراك الحراك الشعبي و المدني في إدارة قضية الصحراء،لاسيما وأن المقاربة الرسمية للقضية لم تعر الإهتمام اللازم لهذه المسألة ، منذ حدث المسيرة الخضراء،حيث إتسمت في مجملها بإهمال دور الشارع المدني في التعبئة، و التكتم على تطورات الملف، مما خلف إلى حد ما نوعا آخر من الإهمال و اللامبالاة بالقضية الوطنية الأولى من طرف أجيال ما بعد المسيرة،و هذا ما أثبتته تفاعلات ‹أكديم إزيك› إذ أبانت عن جهل شرائح واسعة من المجتمع بحقيقة القضية و ملابساتها التاريخية، إضافة إلى عدم الوعي بالأهمية الاستراتيجية و المصيرية للصحراء بالنسبة لوجود المغرب . و في مقابل هذا اللا وعي بالقضايا الوطنية المصيرية تقوم الإيديولوجية الرسمية و كل من يدور في فلكها من أحزاب و نخب قومية بتوجيه الرأي العام الوطني نحو قضايا أجنبية - لم تحظى بالإجماع حتى من أصحابها - و تصريف طاقاته التعبوية في ما لا يفيد البلد في شيء.

إن ما وقع في ‹أكديم إزيك› هو حصيلة تراكمات من الأخطاء القاتلة في تدبير قضية الصحراء من طرف الدولة ، ترجع في عمقها إلى بنية الدولة نفسها و طبيعتها التي لم تستوفي بعد شروط الدولة الديمقراطية القادرة على تجاوز أزماتها بآ ليات ديمقراطية ناجعة تفسح المجال أمام المواطنين للمشاركة في صياغة الحلول . فالدولة المغربية مطالبة ليس فقط بتصحيح أخطاءها في الصحراء و غيرها من مناطق المغرب ، و لكن بمراجعة حقيقية ، بعيدا عن الشعارات الجوفاء ، لهويتهما السياسية و الدستورية حتى تصبح بالفعل دولة مؤسسات فاعلة و شفافة تترجم قراراتها بأمانة حقائق الواقع . فبدون مثل هﺫه المراجعة يمكن لنفس الأخطاء أن تتكرر هنا و هناك ما دامت القيم و المرجعيات السابقة هي نفسها الموجهة للفعل السياسي.

يجب إذن أن نعلم بأن الوضعية الراهنة بالصحراء هي تحصيل حاصل يمتد في جذوره إلى طريقة بناء الدولة العصرية غداة الاستقلال الأعرج ، حيث إنفردت نخبة الحركة الوطنية بتقرير مصير البلد مع المستعمر في ‹اكس ليبان› دون أن تتوفر على رؤية واضحة لمعالم المشروع السياسي و المجتمعي الذي يليق بالمغرب ، فجعلت من الحصول على ‹الاستقلال› و خلافة الاستعمار على السلطة غاية لها دون أن تفكر بجدية في مرحلة ما بعد الاستقلال ، و تجاهلت في هذا الصدد تصورات قادة المقاومة الوطنية و على رأسهم عبد الكريم الخطابي الذي كان يصر على أن صوت البندقية هو سبيل الإستقلال و السيادة الحقيقية ، و مؤكدا على أنه لا معنى للإستقلال بدون توحيد التراب المغربي بكل أجزاءه المبعثرة و الإنسحاب الشامل لكافة الجيوش الأجنبية من التراب الوطني بما في ذلك الصحراء . غير أن النخبة المدينية إتهمت الخطابي بأنه وطني بدائي فشكلت دولة بإيديوجيتها الأحادية المتعالية عن معطيات الواقع ، و تحت قيادة حزب الاستقلال . و هكذا ولدت الدولة المغربية العصرية تحمل في بذورها الأولى الفشل في كل شيء لتستهل مشوارها السياسي بالعنف و قمع كل من يختلف مع طروحات حزب الاستقلال الذي أقام مراكز سرية لتصفية الوطنيين الصادقين وقام بقصف الريف في 57 و 59 ، فحدثت خروقات فظيعة وتوالت سنوات الرصاص فتمخض عن ذلك وضع سياسي و اجتماعي متوتر إستنزف طاقات و جهود كثيرة كان من الممكن أن تستثمر في تشييد مغرب قوي . و في هذا السياق المتسم بالعنف في معالجة المشاكل الداخلية بدأت ملامح التوجه الانفصالي تلوح في الصحراء كرد فعل على قصور الدولة في القيام بواجبها التحريري تجاه المنطقة و في وقته المناسب . و غداة المسيرة واصلت الدولة أساليب القمع لإحتواء إحتجاجات الطلبة و المواطنين بالمنطقة ، فكان الخطأ القديم و الجديد وراء ظهور مصيبة البوليزاريو التي وجدت أرضية خصبة للنمو ، تمثلت في زحف الإيديولوجية العروبية على شمال إفريقيا بقيادة ‹زعيم العرب› و ‹ملك ملوك إفريقيا› . و بتنسيق بين هذا الأخيرو جزائر الثورة الاشتراكية تشكل حلف إقليمي مصاب بهوس الثورة و معاداة الملكية و نجح في إستدراج مجموعة من الطلبة الصحراويين المستلبين بدورهم بإيديولوجية الثورة العروبية , فأوحى إليهم العقل العروبي الأخضر بخرافة ‹الجمهورية العربية الصحراوية›.

وهنا يحق لنا أن نتساءل من يهدد فعلا إستقرار المغرب و يسعى إلى تقطيع أوصاله خدمة لمصالح الإمبريالية و الصهيونية ، و ما شئت من صفات الأعداء ، هل هي الحركة الأمازيغية التي تناضل من أجل استكمال السيادة الحقيقية للوطن سياسيا و ثقافيا و توحيد شمال أفريقيا على أسس واقعية ، أم هي القومية العروبية التي أنتجت مشروع الإنفصال ووفرت له الدعم المالي و العسكري لزرع دويلة جنوب المغرب ؟

دويلة لو افترضنا نجاحها فهي لن تحيد عن المسار الذي سترسمه لها الأنظمة العروبية الراعية لها ، فإما نظام ديكتاتوري تحكمه إلى الأبد جبهة تحرير شبيهة بأمها الجزائرية أو زعيم ثوري مخلد أو في أحسن الأحوال نظام تناوبي يتناوب فيه على الكرسي ضباط عسكريون كما شاهدنا مرارا في موريتانيا . و قبل كل هذا كيف يستقيم الحديث عن دولة في منطقة لا يتعدى مجموع سكانها 370000 نسمة و لهم امتدادات قبلية و علاقات تاريخية بكل مناطق شمال أفريقيا لاسيما المغرب . فأين هو مقوم الشعب في هذه الحالة ؟

يجب أن نعلم بأن مفهوم ‹الشعب الصحراوي › هو من اختراع الاستعمار الإسباني عندما كان يستعد للرحيل عن الصحراء ، و ذلك لإيهام الرأي العام المحلي و الدولي بأن سكان الصحراء شعب متميز عن الشعب المغربي . و هو ما تروج له الأطروحة الإنفصالية حيث تطلقه على سكان المنطقة التي تريد أن تزرع فيها كيانا عروبيا متزمتا , أي منطقة ‹أسيف ن وورغ/ واد الذهب› و ‹تالات ازواغن/الساقية الحمراء›. و هنا يكمن تناقض فظيع , فكيف تخول البوليزاريو لنفسها أن تقسم سكان الصحراء و هم وحدة متكاملة إلى طرفين ، طرف ينتمي إلى مسمى ‹الشعب الصحراوي› و طرف آخر يقصى من هذا الاصطفاء الإيديولوجي؟ ثم ما دلالة مفهوم الصحراء عند البوليزاريو؟ هل يقتصر فقط على المناطق السابقة؟ ألا يتناقض هذا مع المعطيات التاريخية و الجغرافية و اللسانية....؟ و ماذا عن قيادات البوليزاريو التي لا تنحدر من هذه المناطق؟ فمثلا‹وزير الخارجية› محمد سالم ولد السالك من طرفاية و السيد‹المستشار› ماء العينين الصديق ينحدر من كلميم و مؤسس الجبهة الوالي الركيبي من طانطان.

إنها فعلا تناقضات تؤكد فعلا بأن البوليزاريو لا تمثل سكان الصحراء و لا تهمها مصالحهم المترابطة بقوة بالتكامل الجغرافي و الديمغرافي بين جميع مناطق الصحراء من جهة ، و بينها و باقي مجموع التراب المغربي من جهة ثانية خصوصا و أن جميع الشواهد على الأرض تؤكد دلك بقوة . فكل ما تسعى إليه البوليزاريو إذن هو تنفيذ أجندة خارجية ضد المغرب و في مقدمتها المخططات الجهنمية للنظام العسكري الجزائري ، الذي لم يخف نواياه العداءية ضد مصالح الشعب المغربي في أكثر من مناسبة كان أبرزها تقديمه مقترح تقسيم الصحراء إلى الأمم المتحدة في وقت سابق . و في سياق هذه المخططات الخطيرة نستحضرما نشرته مؤخرا وكالة ‹فرانس بريس› بأن الشبكة الكبرى لتهريب المخدرات و المكتشفة خلال الشهر الماضي في شمال مالي و موريتانيا تضم عناصر في البوليزاريو و رئيسها صحراوي يدعى سلطاني ولد احمادو, كما أوردت مجلة Jeunes Afriques في عددها الأخير بأن قياديين عسكريين في البوليزاريو إلتحقوا بتنظيم القاعدة ، دون أن ننسى تقارير المركزالأروبي للدراسات الأستراتجية والأمنية والتي تحذر من تحول البوليزاريو الى عصابة اجرامية وارهابية . فكل هده المؤشرات تدل على أن البوليزاريو لا علاقة لها بمصالح سكان الصحراء ، بل هي تنظيم مسلح من صنع الإستبداد الجزائري الليبي يمكن أن يتحول في أي لحظة إلى حركة إجرامية تهدد أمن المنطقة برمتها . فإلى متى سيستمر النظام الدموي بالجزائر في اللعب بالنار و العبث بمصالح شعوب المنطقة؟

واذا رجعنا إلى ورقة ‹أكديم ازيك› التي سلمتها الدولة المغربية مجانا إلى هؤلاء المتآمرين على مصالح الشعب المغربي ، فاستخدموها بذكاء في تأليب البرلمان الأوروبي و معه الرأي العام الإسباني ضد المغرب ، سنجد بأن الذي صنع قنبلة ‹أكديم ازيك› هو ممارسة الدولة لسلوكات شاذة ، في تعاطيها مع ملف الصحراء ، لا تمت بصلة إلى الشعارات الديمقراطية المتداولة . فلعبة تسمين و "تعليف" جماعة من الأعيان المرتزقة و شراء المواطنة من الناس بدل تربيتهم عليها كسلوك مدني يرتكز على معادلة الحق مقابل الواجب . هذه اللعبة القذرة و اللا ديمقراطية أدت إلى ميلاد ثقافة غريبة عن الصحراء و ساكنتها ، قيمها المواقف المزدوجة و الابتزاز و التواكل ، و هذا ما اعترف به الوالي الجديد بالعيون السيد الدخيل ، حيث نقل عنه قوله في اجتماع مع أعيان المنطقة بأن بطائق الإنعاش عودت الشباب الصحراوي الاتكاء و العجز عن العمل ، و يجب عليه في مقابل ذلك ولوج معاهد التكوين عوض انتظارصدقات الدولة . و هناك حالات كثيرة من المؤلفة قلوبهم عادوا من تندوف - و ربما من موريتانيا و الجزائر - إستفادو من تعويضات الدولة ليعودوا أدراجهم بعد ذلك . إن هذه القذارة إمتدت كذلك الى المسيرة الشعبية بالبيضاء التي يفترض فيها أن تكون مسيرة نظيفة تعبر عن مشاعر الوطنية الصادقة، حيث سلمت التعويضات لبعض المشاركين، خصوصا منهم المنحدرون من منطقــة الصحراء، وحرم منها غيرهم. إن مثل هذه المعاملة التفضيلية لا ولن تساهم في حل قضية الصحراء، وإنما تكرس في الواقع التمييز و التفرقة بين المواطنين ضدا على مبادىء المواطنة و حقوق الإنسان ، مما سيؤدي إلى انتشار مشاعر الحنـق و"الحكرة" في مقابل مشاعر الإستعلاء و الخروج عن القانون. أما مسألة الرهان على الأعيان و الممثلين المحليين، فقد تأكد من خلال الأحداث الأخيرة أن هذه الطبقة لا تمثل في الواقع إلا نفسها و أن همها هـو تحصين مصالحهــا ، و تصفيـــة الحسابات الشخصية فيما بينهم على حساب استقرار المتنطقة و مصالح سكانها . فهؤلاء القوم لم تعد لديهم أية مصداقية شعبية ، ويبدوا هذا واضحا من خلال رفض لجنة المخيم الحوار معهم، وطلبت عوض ذلك التفاوض مع السلطة المركزية . أكثر من هذا ، فرهان الدولة على المعطى القبلي لتحقيق التوازنات الاجتماعية ، شجع المشاعر القبلية و العصبية على الانتشار في المنطقة مما خلف معه استقطابات قبلية حادة كرد فعل على تغليب طرف قبلي على آخر . وهذا ما جسدته مثلاً المشاحنات التي وقعت بين قبيلتي ازركين و الركيبات بسبب التنافس على مراكز القرار المحلية ورغبة كل واحدة منها في الحفاظ على مناطق نفوذها التاريخية . وقد وصل هذا الصراع إلى حد تهديد ازركين بسحب ظهائرها السلطانية من محكمة لاهاي و مطالبة إسبانيا بالرجوع إلى تطبيق اتفاقية 1916 التي وقعتها مع القبيلة المعنية . و هكذا إذن يتبين لنا أن الدولة تساهم بأخطائها في إحياء القيم القبلية المتناقضة مع المشروع المجتمعي الحداثي الذي تدعيه. إن الأمر يتطلب بدل ذلك تشجيع قوى المجتمع المدني لبناء مجتمع يكون ولاؤه لقيم المواطنة المبنية على مفاهيم الحق و الواجب و القانون ، و الإيمان بالتعدد السياسي و الثقافي في إطار الوحدة الترابية مع فتح المجال أمام المواطنين للنقاش الحر و تداول مختلف الأفكار ذات الصلة بمصيرهم عبر قنوات ديمقراطية عصرية دون حاجة إلى الإحتماء بالثوب القبلي ، و وساطات الأعيان و الشيوخ الذين يركب بعضهم على مطالب السكان للمتاجرة بها سياسيا و اقتصاديا. إن هذا التغير الاجتماعي لن يحدث إلا بترك حرية العمل المدني من طرف الدولة للحركات و الجمعيات المدنية و الحقوقية المرتكزة على قيم الحداثة و الديمقراطية و التي تكون غايتها هي تغيير العقليات التقليدية و بناء المواطن الفاعل ، و ليس التطاحن على المناصب السياسية و الثروات المحلية كما هو شان أغلب الأحزاب السياسية القائمة على إستقطاب الأعيان القبلية من أجل الظفر بأكبر عدد من المناصب والإمتيازات بالمنطقة . و من بين الحركات التي يعول عليها لكي تلعب دورا فعالا في هذا التغيير الديمقراطي و بالتالي حلحلة مشكل الصحراء ، نذكر الحركة الأمازيغية باعتبارها حركة تؤمن بقيم التعددية و مبادىء حقوق الإنسان بكل أبعادها السياسية و الثقافية و الاقتصادية التي لا تقبل التجزيء، إضافة إلى قدرتها على بلورة خطاب قوي يستند إلى أسس علمية و معطيات واقعية ، مما جعله يحظى بمصداقية لدى الكثير من الفعاليات الوطنية و الدولية . و من هذا المنطلق يتوجب على الحركة الأمازيغية أن تكون في مستوى خطابها و القيم الديمقراطية التي تدافع عنها و ذلك بان تعيد ترميم صفوفها و تنسيق مواقفها حتى تستطيع أن تنخرط بوعي ناضج و رؤية شمولية في التأثير بفعالية على مجريات قضية الصحراء بل و في صناعة أحداثها، عن طريق تكثيف حضورها الجمعوي و النضالي في المنطقة بما سيجعلها رقما مهما لا يمكن تجاهله في وضع ترتيبات مستقبلية لإنهاء النزاع بالمنطقة،لاسيما و أن الوضع الراهن يشير إلى أن هناك توجها أحاديا فقط في التعامل مع المنطقة يقصي كل ماله علاقة ببعدها الأمازيغي، الشيء الذي يمكن أن يتكرر معه مرة أخرى سيناريو ما بعد الإستقلال . وحتى لا تكون في غفلة عن هذا ، فينطبق عليها المثل الأمازيغي الذي يقول " يويت وسيف إناك كضيغ إلغدير" ، يمكن للحركة الأمازيغية أن تعمل وفق مسارات ثلاثة أساسية و هي :

- مسار العمل الديمقراطي الحداثي: و هو مسار يمكن للحركة الأمازيغية أن تساهم عبره في ترسيخ السلوك المدني و قيم الانفتاح على الآخر و تعزيز التواصل و التلاقح بين مختلف التجليات الثقافية و اللسانية بالمنطقة خصوصا الأمازيغية و الحسانية،مع العمل على استئصال كل مظاهر الفكر القبلي و العنصري المنتشر بين ساكنة المنطقة تجاه كل ما يخالف الثقافة الحسانية،خصوصا الأمازيغية منه، من قبيل : ‹ الشلحة ما هي كلام›، ‹الشلح وكال الملح›،‹يا عيني من الشلوحة› ، ‹إلى عاد تبط شلح تضحك ليك لملايكة› و غيرها من الأقوال الموغلة في العنصرية، و التي يمكن أن تكون عواقبها خطيرة جدا في حالة تجاهلها،مما يتطلب محاصرتها بأساليب حضارية متنوعة مثل العمل الجمعوي و الإبداعات الفنية و الموسيقية المشتركة،وهكذا مثلا فبدل أن نهرول نحو "روميكسات" موسيقية مع أنماط غربية،نبادر أولا إلى فعل ذلك بين فنوننا المتنوعة كالحساني والسوسي والكناوي و الملحون والشعبي ...إذ أننا بحاجة أولا إلى أن ننفتح على بعضنا البعض قبل أن ننفتح على الآخرين . كما يجب على الحركة الأمازيغية أن تكثف نضالها السياسي و الشعبي لوقف مؤامرة طمس الهوية الأمازيغية للصحراء، و العمل على إقرار التعدد الثقافي و اللغوي كما هو في الواقع و ترجمته في السياسات الرسمية و البلدية ، فالمؤشرات الحالية تكشف بأن السياسة الرسمية المتبعة في الصحراء، خصوصا في جانبها الثقافي،لا محل فيها لأي شيء يمت بصلة إلى الهوية الأمازيغية للصحراء . فالظهير المؤسس للكوركاس مثلا لم يذكر و لو بإشارة الهوية الأمازيغية للصحراء ، و لا حتى مسألة التعدد الثقافي و اللغوي فيها، و اقتصر فقط على ذكر الثقافة الحسانية . نفس الأسلوب الإقصائي تجاه الأمازيغية نجده في قناة و إذاعة العيون الجهوية . أما إذا انتقلنا إلى خطاب الطرف الآخر في النزاع فالمصيبة أعظم،إذ سنجد أنفسنا أمام مشروع عروبي تخريبي لهوية المنطقة يسعى إلى إستنباب الفتنة العروبية في تربة لم تكن و لن تكون قابلة لمثل هذه البذور الفاسدة المستوردة من أرض الإنقلابات و الأنظمة الاستبدادية و الصراعات الطائفية في إستخفاف سافر بحقائق الواقع و التاريخ . من هنا يتعين على الحركة الأمازيغية العمل في أكثر من واجهة لإفشال هذه المشاريع الإيديولوجية التي تقصي الهوية الأمازيغية للمنطقة.

- مسار علمي ثقافي : و هو مسار راكمت فيه الحركة تجارب مهمة داخل المغرب، و أثمر نتائج كبيرة في إعادة تشكيل الوعي الهوياتي لدى الكثير من المغاربة، و يستهدف تصحيح العديد من المفاهيم و المغالطات التاريخية و الاجتماعية حول الصحراء، سواء تلك التي روجتها إيديولوجيا العروبة بطرفيها البوليزاريو و الدولة أو تلك التي سقط فيها بعض المناضلين بالحركة الأمازيغية نفسها تحت تأثير الايدولوجيا السابقة . و هكذا و وفق هذا المسار يجب العمل على نفض الغبار الإيديولوجي عن الحقيقة الأمازيغية للصحراء إستنادا الى الحقائق التاريخية و الطوبونيمية و الأنتروبولوجية،وكما هو معلوم تاريخيا فإمبراطورية المرابطين مثلا تأسست بسواعد قبائل إزناكن "صنهاجة" الأمازيغية إنطلاقا من الصحراء ، وأبرز زعمائها يوسف بن تاشفين كان لا يتكلم إلا بالأمازيغية ، فبدون شك ستكون فلول هذه القبائل و آثارها متواجدة بالصحراء،وهذا الوجود الأمازيغي المتجذر هو الذي جعل منطقة الصحراء تنطق بالأمازيغية عبر مختلف جوانبها الطبونمية واللسانية و الثقافية . ولعل أسماء الأماكن والقبائل الحالية تؤكد هذه الحقيقة بكل وضوح : أوسرد -أمغالا – أكديم إيزيك - تندوف - تفارتي - أسا - طان طان - إخف نير - إزركين - مجاط - تيدرارين - أيت لحسن - أيت يكوت - إزناكن...، و في هذا السياق ينبغي التأكيد على أن هناك فعلا قبائل أمازيغية كثيرة سواء في الصحراء أو غيرها من مناطق المغرب، تعرضت للتعريب – لسانيا – دون أن يعني ذلك إنسلاخها عن الهوية الأمازيغية،لأن هذه الأخيرة أكبر من أن تختزل في البعد اللساني فقط ، و الأنطربولوجيا لها كلمتها الحاسمة في هذا الباب. أكثر من ذلك فمنطقة الصحراء الكبرى بكاملها هي العمق التاريخي للشعب الأمازيغي، ففيها اكتشفت العديد من نقوش تيفناغ، كما هو الحال مثلا بمدينة السمارة التي وجدت فيها بعض هذه النقوش بشهادة الدكتور حمداتي ماء العينين وفق ما أورده عميد البحث الأمازيغي بالمغرب الأستاذ محمد شفيق في "لمحته" . و إلى يومنا هذا مازالت قبائل إيموهاغ "الطوارق" الأمازيغية متواجدة بالمنطقة، وجود متجذر يعود في تاريخه إلى آلاف السنين، حيث طبعوا الصحراء الكبرى بثقافتهم و قيمهم الأمازيغية في كل مجالات الحياة الإجتماعية و اللسانية و الفنية،كطريقة اللباس و الطبخ و الكلام و الفن، الشيء الذي أثر على قبائل بني حسان العربية التي لم يمض على وجودها بالمنطقة إلا بضع قرون، بعد دخول الإسلام و معه العرب إلى بلاد الأمازيغ أو ما يسميه المؤرخون سابقا "بلاد البربر" . ففي الصحراء المغربية مثلا نجد كلمات أمازيغية صرفة في مجال الطبخ،من قبيل أسماء الوجبات : ‹تيدكيت› ، ‹تيشطار› ، ‹أفشاي› ، ‹إمكلي› أو أنواع الحلي ك : ‹أمزرد› ، ‹أمجوز› ، ‹أزرو› إلى غير ذلك من تجليات الثقافة الأمازيغية على أرض الصحراء مما يحتاج الى دراسات علمية متخصصة. و بناء على هذا يصح الحديث عن مفهوم ‹الصحراء الامازيغية› أو ‹صحراء الأمازيغ› المحتضنة لكل الأعراق و المنفتحة على كل الثقافات في مقابل مفهوم ‹أمازيغ الصحراء› الذي يسقط ضمنيا في فخ التمييز العرقي، و يختزل الهوية الأمازيغية في البعد العرقي فقط،مما يتنافى مع التصور العلمي و العصري لمفهوم الهوية المستمدة أساسا من عنصر الأرض و من يملكها تاريخيا،لأنه لا يوجد في أي مكان عرق خالص.

فالهوية الأمازيغية إذن لا تخص المنحدرون من العرق الأمازيغي أو الأمازيغفونيون فقط ، بل هي هوية يتقاسمها كل الذين تحتضنهم هذه الأرض الأمازيغية عبر التاريخ من مختلف الأعراق و الألسن و الأديان، إنها الهوية التي توحد الجميع و تجعلهم شعبا واحدا . و على هذا الأساس يتضح لنا الدور الحيوي و الحاسم الذي ستضطلع به الحركة الأمازيغية في قضية الصحراء ليس باعتبارها حركة تمثل فئة عرقية خالصة، و إنما باعتبارها تجليا طبيعيا لوعي تاريخي مبني على حقائق الواقع و العلوم الإنسانية، و باعتبارها دعوة إلى الديمقراطية الشاملة بكل أبعادها السياسية و الثقافية و اللغوية، ديمقراطية التعدد و التنوع في إطار وطن موحد يستطيع إسترجاع أدواره التاريخية و سيادته الكاملة،لاسيما و أن موقعه الجغرافي إلى جانب رصيده التاريخي و الثقافي يؤهله لأكثر من دور، فننتقل بذلك من شعب يصنعه التاريخ إلى شعب يصنع هو بنفسه التاريخ، و لنا في تركيا و إيران عبرة، أمتان إسلاميتان إنطلقت كل واحدة منهما من هويتهما الثقافية و التاريخية لترميم ذاتها و الإنخراط مجدادا و بفاعالية في ركب الحضارة الإنسانية.

مسار العلاقات الدولية : تستطيع الحركة الأمازيغية أن تتحرك على الصعيد الدولي في أكثر من اتجاه لتأكيد الهوية الأمازيغية للصحراء و بالتالي قطع الطريق على أطروحة الإنفصال العروبي، و ذلك من منطلق عدالة القضية الأمازيغية و المصداقية التي يحظى بها الخطاب النضالي الأمازيغي لدى الأوساط الحقوقية العالمية و العديد من الدوائر السياسية الدولية . و نشير في هذا السياق مثلا الى مكانة الحركة الأمازيغية في المنتدى الأممي للشعوب الأصلية و اللجنة الأممية للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية واللجنة الأممية لمناهضة التمييزالعنصري ، إضافة إلى أن التطورات النوعية التي شهدها خطاب حقوق الإنسان في العالم كلها تصب في اتجاه الأطروحة الأمازيغية، من ذلك مثلا الإعلان العالمي للتنوع الثقافي الصادر بباريس سنة 2005 . كما نسجل في هذا المسار، الناجح الذي حققته الحركة الأمازيغية في إختراق الرأي العام الإسباني ، الذي له تأثير كبير في مجريات القضية الصحراوية ، بفضل العمل الجمعوي الأمازيغي و تواجد جالية كبيرة

من الأمازيغوفونيين، وتوج هذا الحضور النوعي للخطاب الأمازيغي في إسبانيا باستقبال الحركة الأمازيغية سنة 2008 من طرف البرلمان الإسباني ، الذي انحاز مؤخراً إلى أطروحة الانفصال . كما أن التنسيق بين الحركة الأمازيغية بالمغرب و مثيلاتها في باقي البلدان الأمازيغية لا سيما الجزائر ، سيساهم في محاصرة أطروحة الانفصال العروبي بالصحراء و عزلها إقليميا .

يجب التأكيد إذن على أن قضية الصحراء جزء لا يتجزأ من القضية الأمازيغية الشاملة، و أن أي فصل لمنطقة الصحراء عن المغرب لإقامة كيان عروبي عليها هو إعتداء خطير على الهوية الأمازيغية لهذه الأرض و سكانها ينضاف إلى سلسلة الاعتداءات المتواصلة منذ قرون لإبادة الهوية الأمازيغية لسكان شمال أفريقيا ، وعزل بعضهم عن بعض في كنتونات سياسية ضعيفة تقودها أنظمة استبدادية تنشر الحقد و الكراهية بين أبناء الشعب الواحد، و تقسمها إلى شعوب وهمية لا وجود لها على أرض الواقع، فهذا " "شعب عربي صحراوي" و هذا "شعب عربي مغربي" وذاك "شعب عربي جزائري" ...

وخلف هذا الشعب العربي الوحيد و المتعدد في نفس الوقت تختفي الحقيقة الأمازيغية، لكنها ستنبعث من جديد، لأن الحقيقة لم توجد لتختفي بل وجدت لتنكشف.

إنها إذن مهمة تاريخية تنتظر الحركة الأمازيغية لتصحيح المسار الحضاري لشعوب شمال أفريقيا، مهمة قد تبدو حلما بعيد المنال، لكنها ممكنة إذا توفر لها الإعداد الفكري و النضال الواعي و التخطيط الدقيق، بدءاً بتوحيد الصف الأمازيغي وحسن تدبير اختلافاته.

" نكرات أخ نيغ نطاس نسنس أسفيون نبي أوال ، ديغ راد تنكرم أتنكرم زوند يان نك مناو " الشاعر علي شوهاد
الكاتب: عبد الرحمان بن ال

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More