أبوظبي تستضيف الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال حول ليبيا.;

تعقد مجموعة الاتصال حول ليبيا الخميس في ابوظبي اجتماعها الثالث للبحث في سبل مساعدة الثوار الليبيين لاسيما ماليا، ولتحضير مرحلة ما بعد القذافي. .

ولد داده: انتخابات موريتانيا يديرها الرئيس من برجه العاجي

اعلن زعيم المعارضة الموريتانية احمد ولد داده الاربعاء في نواكشوط انه "غير معني" بالانتخابات التشريعية التي اعلن الرئيس محمد ولد عبد العزيز الاثنين اجراءها في الموعد المحدد .

Hocine Redjala, réalisateur et militant kabyle arrêté à Tizi-Wezzu

اHocine Redjala le réalisateur engagé, et militant des droits de l’Homme et de liberté d’expression a été arrêté hier par les services de sécurité de Tizi-Wezzu afin d’être jugé ce dimanche 12 juin.ع. .

Kabylie : le couscous bien honoré à Tizi Ouzou

Le couscous fêté comme il se doit à Tizi Ouzou, à l’occasion de la tenue du 4ème salon Djurdjura du couscous. .

إKabylie : la commune d'Aït Zaïm fête l’olive et l'olivier

Après avoir tenu le pari d’organiser en juillet dernier la fête nationale de la poterie, l’association Tigejdit récidive avec celle de l’olivier du 18 au 21 mars. .

الاثنين، 31 يناير 2011

بيان إلى الشعب المغربي

بيان إلى الشعب المغربي

تحية نضالية للشعب المغربي

في هذا المناخ الداخلي والإقليمي الملتهب بأشد أنواع القمع والتوتر السياسي والإحتقانات الإجتماعية , والموسوم أيضا بشرارة الثورة التي بدأت تتضح أنها الطريق الوحيد نحو الخلاص من الديكتاتوريات بعد نجاح الشعب التونسي الشقيق في الإطاحة بأحد رموز الفساد في المنطقة .

وفي ظل هذه الدينامية التي تشهدها كل مكونات الشعب المغربي التي مست كل شرائحه وقطاعاته هذه الحركية التي تقض مضاجع النظام السياسي الديكتاتوري وتدعوه إلى مراجعة كل حساباته .

نهيب بالشعب المغربي أن ينخرط في هذا المسار وأن يسثثمر هذه الظروف الداخلية والإقليمية ليتخلص من قبضة الذل والمهانة , وأن لا يقبل إلا بالحرية كاملة غير مشروطة , شأنه شأن كل الشعوب التي رفعت صوتها عاليا ضد الطغيان واللامساواة في تونس و مصر.


إن الدستور المغربي الراهن والمؤسسات السياسية القائمة هي من بين الأسباب الحقيقية للأزمة التي يعيشها مغرب اليوم . ولذلك لا يمكن الحديث عن إصلاح بدون تغيير حقيقي للدستور يسهر على صياغته مجلس تأسيسي وليس دستورا ممنوحا من طرف القصر , وأن تكون الإرادة الشعبية هي مصدره وهدفه , وليس كما هو الحال الآن دستورا ممنوحا من طرف الملك يعطيه كل الصلاحيات التنفيذية والقضائية والتشريعية بشكل يكرس ديكتاتوريته ويكرس هيمنة القصر ومواليه واغتناءهم على حساب الطبقات الشعبية المسحوقة .

أيها الشعب المغربي

لقد تولى أمرنا إما حاكم جائر أو مسؤول فاسد يخدمون أجندات شخصية ومصالح ضيقة ضاربين عرض الحائط مستقبل الشعب المغربي والبلاد , مستغلين في ذلك الخوف المصطنع وإبعاد الشباب عن السياسة وغلاء المعيشة التي هندسوها لجعلها الشغل الشاغل للمغاربة إحياء لمقولة : جوع كلبك يتبعك ... لأجل ذلك نناشدكم بالمشاركة بفعالية في الضغط على القصر الملكي بكل وعي ومسؤولية من أجل ترسيخ دولة المؤسسات والديموقراطية عن طريق الإحتجاجات السلمية والمظاهرات والإضرابات والمسيرات بشكل كثيف في كل المدن والأقاليم المغربية , باعتباره هو المسؤول الأول قانونيا ودستوريا على النفق المسدود الذي وصل إليه المغرب , حيث الملك هو المسؤول الأول والأخير عن تعيين الوزير الأول وباقي الوزراء , ففشلهم هو فشل لاختيارات الملك السياسية في المقام الأول , بالإضافة إلى سلطته المطلقة على كل المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية إلى درجة تفرغ معها تلك المؤسسات من محتواها وتجعل مسؤوليها هم فقط بمثابة موظفين للملك ليس إلا . وان ما يحاول الترويج له من طرف الاجهزة الاستخباراتية أن الملك لا علاقة له بالفساد السياسي , هو فقط لعبة مكشوفة لا يمكن أن تستمر طويلا , ما دامت كل القوانين تجعله هو الوحيد الذي يمارس فعليا السلطة وأن الآخرين كلهم فقط كومبارس .

أيها الشعب المغربي

ندعوكم إلى تظافر الجهود في هذه الظروف الحاسمة وأن تلتحم كل مكونات المجتمع , كما ندعو الأحزاب السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني المشاركة في المسرحية السياسية بالانسحاب لأنها تعطي فقط الشرعية لاستمرار الديكتاتورية ,كما نوجه رسالتنا إلى إخواننا ورفاقنا في الجيش المغربي ومختلف الأجهزة الأمنية ندعوهم إلى الإلتفاف حول الإرادة الشعبية وأن يقفوا إلى جانب الشعب بدل الوقوف إلى جانب استمرار الديكتاتورية ...

ودامت ثورة حتى النصر

الأحد، 30 يناير 2011

لماذا لا تلغى وزارات الداخلية

لماذا لا تلغى وزارات الداخلية القمعية فى شمال أفريقيا
يا لها من مفارقات مرة، وبليغة، وذات دلالات عميقة تكرر حـِكـَمَ التاريخ ودروسه وعبره الكثيرة والمرة، أن تبدأ ثورات الجياع والمهمشين وفقراء فى شمال أفريقيا   من تونس العاصمة، مقر وزراء القمع، أو ما يعرف رسمياً باسم وزراء الداخلية  وواجهة القهر والذل والتنكيل والاستبداد الأولى في المنطقة. 

هذه العاصمة التي كانت تعتبر مقراً وممراً ووكراً للعدوان على المواطن فةى شمال أفريقيا  من جهة، ورمزاً للاستقرار و للاستبداد والسطوة والقوة وجبروت وتجبر وتكبر النظام الرسمي واستعدائه وازدرائه لشعوبه. ولا ندري، في الحقيقة، بعد اليوم، فيما إذا كان ما يسمى بوزراء الداخلية أو القمع فى شمال أفريقيا سيستمرون في نهجهم الأمني الوحشي، مرة أخرى، للتفكير ثانية في قمع وقهر من كانوا يسمون بمواطنيتن شمال أفريقيا وعصفت بالنظام الرسمي، وأطاحت حتى الآن باثنين من أشد الأنظمة بطشاً وسادية (طبعاً نظام مبارك   سقط رمزياً سقوطاً مريعاً وتراجعاته الدراماتيكية الأخيرة تعكس ذلك وبدا بلا حول ولا قوة وقليل الحيلة وهو يلقي خطاب الوداع الأخير).
 ولا ندري إن كان هناك ثمة نجاعة بعد اليوم لمثل تلك الاجتماعات الشيطانية التي لم تكن تستهدف أمن الشعوب ورقيها ورفاهيتها وسعادتها وأمنها، بقدر ما كانت تستهدف قهر الناس، والحفاظ على أمن النظام الرسمي شمال أفريقيا 
واستنباط المزيد من السبل والإجراءات لامتهان الشعوب وإذلالها، والعبث بكراماتها والحط من قدرها، والتفتيش عن أية إجراءات من شأنها أن تزيد من بؤسها والتضييق عليها واسترقاقها واستعبادها، بحيث تحولت هذه الشعوب التي كانت تسمى ذات يوم في القواميس السياسي مواطنين، إلى مجرد عبيد وأجراء ومماليك بدون أية حقوق آدمية بيد السلالات الفرعونية التي احتكرت كل شيء بما فيه أرواح ورقاب الناس التي صارت هي الأخرى ملكاً لها تبطش بها بلا هوادة، ولا رحمة، أو رأفة. لقد ظهر رجل الأمن التونسي، الذي صرف عليه النظام الرسمي "دم قلبه"، عاجزاً وخائفاً وضعيفاً، بل شبه مشلول وغائب عن ساحة المواجهات أمام حدة الغضب الشعبي للشارع التونسي الذي عكس سنوات طويلة من القهر والظلم والتهميش.

انهارت على نحو مفاجئ كل تلك الإجراءات القمعية والحديدية وأساليب البطش الدموية وسياسة القوة، ومن تونس بالذات، المقر الدائم لوزراء القمع شمال أفريقيا  في رمزية بالغة، ودلالة لا يمكن أن تخطئ البتة. ما يحدث أغرب من الخيال، بل هو الخيال نفسه، فما أطول صبر هذه الشعوب التي "تمهل ولا تهمل"، والتي كانت تتلقى سادية ووحشية النظام الرسمي  الباطش وضرباته التي لا ترحم بصمت القديسين، وحكمة الشيوخ، وصبر الجبال الراسيات، وهي تقول في سرها: "لك يوم يا ظالم؟". إننا ندعو ومن هذا المنبر بالذات، إلى إلغاء كافة وزارات القمع شمال أفريقيا  أو ما يعرف بوزارات الداخلية ( العربية )  وإحالة كافة وزرائها الفاشلين إلى المعاش، أو المحاكم الفورية كما كانوا يحاكمون فقراء وجوعى هذه الشعوب، وذلك نظراً لفشلهم المريع والمدوي في أداء مهامهم في حماية النظام الرسمي شمال أفريقيا فراعنته المخلدين من التداعي والسقوط والانهيار المخجل والمزري أمام شعوب العالم اللي "تسوى واللي ما تسواش".

الجمعة، 28 يناير 2011

شعراء تازنزارت: عبد الرحمان عگـواد شاعر الالتزام والاغتراب

شعراء تازنزارت: عبد الرحمان عگـواد شاعر الالتزام والاغتراب


شعراء تازنزارت: عبد الرحمان عگـواد شاعر الالتزام والاغتراب) إصدار جديد، لمؤلفه الأستاذ "محمد ادبها أرخى"، ويقع الكتاب في 252 صفحة من حجم (17×24)، من منشورات جمعية أفراك ماست. ويشتمل الكتاب سالف الذكرعلى أربعة أبواب. يتحدّث الباب الأول عن سيرة الشاعر الأمازيغي "عبد الرحمان عگـواد"، ونصوصه الشعرية، وما كُتبَ عنه في الصحافة الوطنية والدولية، إضافة إلى إدراج عدد من الشهادات في حقه مستقاة من أفواه شرائح مجتمعية وثقافية وفنية وعلمية مختلفة. أما الباب الثاني فيتناول تاريخ نشأة فرقة (ءيزنزارن)، وتراجم أفرادها وما كُتب حولها في الصحافة، علاوة على ذكر عدد من الشهادات في حقها، وتمَّ تخصيص "عبد الهادي ءيگـّوت" بشهادات خاصة. وفي نهاية الباب أدرج المؤلف بالأبجدية العربية مجموع قصائد "عبد الرحمان عگـواد" التي غنتها (ءيزنزارن). في حين أفرد الباب الثالث بالحديث عن كرونولوجية (ءيگـيدار)، وتراجم تشكيلتها العضوية وما دُوِّنَ حولها في الصحافة، كما استقى شهادات عنها، ولم يفته تدوين متن "عگـواد" الشعري الذي غنته المجموعة، وذلك بالأبجدية العربية. وفي آخر الباب حوار شامل مع المجموعة نُشِرَ للمؤلف في جريدة (الأفق الجديد) الصادرة من (ءاگـادير) في حلقتين. فيما تضمّن الباب الرابع والأخير نصوص "عگـواد" بأبجدية تيفيناغ، التي تفضّل مشكورا بكتابتها الأستاذ "الحسين أزلاي". ولكي يتحققَ الفهم أكثر يجد القارئ في ذات الكتاب معجما استئناسيا يتضمّن شروحات الكلمات التي تتطلب الإيضاح والبيان في النصوص الشعرية كلها. كما أرفق الكاتب كتابه بملحق لأهم صور المجموعتين التي تبوح لنا بلحظات تاريخية وفنية مؤثرة ومعبرة، تُسافر بنا بعيدا، وتترجم لنا الماضي بدءا من ستينات وسبعينات القرن الفائت. ونشير هنا إلى أن "عبد الرحمان عگـواد" تنقَّلَ بين عديد من دول العالم: (المغرب، فرنسا، اليابان، الصين، أندونيسيا...)، كـسفير للطبخ المغربي هناك في أعظم المطاعم والفنادق، ولم يَحُلْ ذلك بينه وبين مملكة الشعر والمسرح. ولاشك أنّ إصدار هذا الكتاب هو عربون اعتبار وتقدير لعطاءات هذا الشاعـر وشاعـرية وفنية المجموعتين من جهة، ومن جهة أخرى هو مساهمة في تدوين الأدب الأمازيغي وإثرائه. وسيتم توقيع الكتاب وعرضه في مهرجانات يوليوز الفنية التالية: (تيميتار بأگادير/ إيگـودار بإداوگـنيضيف/ الحاج بلعيد بتيزنيت/ تيفاوين بتافراوت/ تايـّـوغت بإنزگـّان) وذلك ما بين 06 و25 يوليوز 2010

هل تحق الصلاة وراء "أئمة" يساندون الأنظمة المستبدة؟؟؟؟

هل تحق الصلاة وراء "أئمة" يساندون الأنظمة المستبدة؟؟؟؟

استنجد الرئيس حسني مبارك بالأئمة لحث المصريين عن وقف التمرد على نظامه الاستبدادي وبدأ هؤلاء يصفون المتظاهرين بالغوغاء ويحرمون هده الاحتجاجات السلمية بتأويل أحاديث الرسول-ص- لخدمة الحزب الحاكم. وتني الجماهير التي بدأت تزعج عرش الطاغية حسني مبارك عن الدفاع عن مصالح شعبها. ومن باب التناقض أن هؤلاء هم أنفسهم من حرضوا التونسيين على الاعتصام حتى ينسحب ما تبقى من أزلام بن علي الذي وصفه القرضاوي بهبل هنا نتسأل هل تحق الصلاة وراء أئمة السلاطين الدين يدعمون الاستبداد ونحن نعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة 

د. محمد تيراب: لقبائل زغاوة الدارفورية أصول تمتد إلى جذور الأمازيغ

د. محمد تيراب: لقبائل زغاوة الدارفورية أصول تمتد إلى جذور الأمازيغ أصلاً وثقافة



ؤسان (خاص)
ضيفنا لهذا العدد، هو ضيف من نوع خاص .. من جهة خاصة ، وبوضعية أكثر خصوصية.
أخ قريب بعيد .. ! قريب من جهة إنتماء الهوية والتاريخ والجغرافيا، وبعيد عنا بأهوال معاناته ومحنته الطويلة الأمد.
ضيف في أمة .. وأمة في ضيف
جميعنا سمع ويسمع عن مأساة دارفور وأهالي دارفور، ولكن من منا إكثرت أو فكر في أن تلك النكبة البشرية تهمه أو تمسه بشكل من الأشكال، من منا ساند دارفور، أو أهالي دارفور، ولو من باب الجيرة أو الإنسانية بمفهومها المتمدد ؟ فما بالكم حينما نعلم بأن قسم كبير من أؤلئك القوم المنكوب هم محسوبون علينا هوية وثقافتاً وأصولا ؟؟
لا غرابة في جهلنا وتجاهلنا هذا .. فقد تكرر ذلك مع أهالينا الطوارق في الجوار، حيث تعرضوا لإبادات جماعية في تسعينيات القرن الماضي تحديداً، ونحن نغط في عميق السبات، وحدث ذلك أيضاً و يحدث اليوم مع أبناء شعبنا التبو، ونحن نتظاهر بنومة الذئب ( عين نائمة وعين يقظة )، ولا نحرك ساكنا.
ؤسان وكأضعف الإيمان، ستحاول أن تقربكم أكثر من المشهدالدارفوري، عبر لقائنا مع الصديق الدكتور: محمد تيراب، أصيل المنطقة، وأحد شبابها المناضلين من المهجر.

* أستاذ : تيراب، مرحباً بك في فضاء ؤسان ليبيا، ونشكر لك تلبية الدعوة، كما نشكرك بالمناسبة علي مجموعة المقالات القيمة التي تفضلتم بها على موقعنا المتواضع، ونشرناها في أعداد سابقة، بقصد التعريف بقضية دار فور.

تحية حارة لك صديقي العزيز، ومثلهما لاهل ؤسان، لسان حال أبناء الشمال الافريقي الامازيغي الليبي الصادق،
ويسرني لقائكم والتواصل معكم، وأرجوا ان تكون ردودي شافية لبعض غليل الاستفهام لديكم.


في البداية هل لنا بتعريف لشخصك الكريم ؟

اسمحوا لي اخوتي في هذا الفضاء ان أكرر تحيتكم ,وأثمّن جهدكم الصادق لبلوغ غايات الشعب المقهور قمعاً وطغيانا.

انا محمد عبدالله تيراب, العام الرابع بعد الستين من القرن العشرين كان عام الميلاد,عشت طفولتي وصباي في السودان – مدينة الدمازين,حملت بعدها عمرا جاوز الربع قرن حقيبة الغربة صديقا لازمني حتى اليوم ,تعددت المحطات شرقاً وغربا,وحططت الرحال منذ هنيهة في أقصى غرب الدنيا ,ليس هربا من براثن طغيان قاهر جاثم على صدر شعبي ,لكن زفير كرَة أخرى نحو الجذور والحق انشاء الله ,أعيش اليوم في لاس فيغاس , بعد أن تناصرت دبي – الامارات ظلما وعدوانا مع بغاة السودان الحاليين فخرجت أحمل ثقل الترحال وهم النضال ,بعد عقد ونيف من السنين مضت هناك على رمال الخليج, وقبلها عقد ونصف ما بين صقيع موسكو شتاءاً وربيع كييف – أوكرانيا ربيعا, أضافت لحقيبة الترحال ماجستير في القانون الدولي ,ثم دكتوراة في مجال الملكية الفكرية





دارفور ، قضية سمع بها كل العالم، ولكن بروايات مختلفة، فكيف يراها أبنائها، فلنبداء لو تفضلت بجزئية الأصول الثقافية والتاريخية التي تربط بعض قبائل دارفور، بإخوانهم في شمال أفريقيا

لجزء كبير من قبائل دارفور صلات في الأصل الاثني , وحلقات كبيرة من تواصل الثقافة والحضارات, فنجد أن لقبائل الزغاوة أصول تمتد حتى جذور الأمازيغ أصلاً وثقافة , ولقبائل الفور جذور في تونس (بحسب رواة وباحثين في التاريخ أمثال محمد بن عمر التونسي) وكثير من القبائل العربية أصولها تمتد شمالا الى ليبيا وحتى موريتانيا, تتماهى موجبات الثقافة هنا وهناك وتمتزج بنواة الحضارة والثقافة الافريقية فتخرج اللونية الدارفورية في التناول والمذاق, فعهد الحضارة البشرية بالتاريخ هو التواصل , حتى ما انقطع عنه يراع المؤرخين نجده في شفاهة البسطاء , وصميم التعاطي الايجابي عند التماس والتناول ,فكلنا امتداد جيوبشري واحد,,,وكذا المصير .

وأن عدنا للقضية التي مرت على كل الآذان ولكن سكنت سويداء المؤمنين بالحق – أقصد قضية دارفور, فهي قد صعدت الى حال الاعلام فيما بعد شروق شمس الالفية الحالية ,لكنها تمتد تأزماً الى ما قبل القرن الماضي,حيث لم يصادف تلك البقاع من أهل الحل والربط من سلطان المركز الا الإهمال والتهميش بعد ان إنضمت هذه البقعة العظيمة الى السودان الحالي في العقد الثاني من القرن الماضي (1917م),فلذا طفح كيل الصبر الساكن قرناً ,وثار أصحاب الحق طلبا للمساواة في الثروة والسلطان,في المركز وعلى أرض دارفور وأن تكون المواطنة هي المعيار الحقيقي والوحيد للتعاطي مع شأن الحق في الثروة والسلطة,فلم يعجب الطغاة البغاة ما بغي أهل الحق من مطلب,فكان فعل الصابرين الثورة ,وكان رد الطغيان لهم إبادة في النفس والزرع والضرع في مساواة دون تمييز ,هكذا يفهم الطغاة المساواة ويطبقونها واقعاً.





تمر مأساة دارفور بمنعطفات مختلفة، وثنايا جد خانقة، منها ما هو حقيقي ومصيري لشعب دارفور، ومنه ماهو إستغلال سياسي وركوب لتصفية حسابات محلية وإقليمية ودولية، كيف تري النخب الدارفورية هذا المشهد، وبالتالي كيف تتعامل معه:

نحن كأبناء دارفور نرى المشهد بمنظار الواقع وفق معادلة سهلة بسيطة ,انه هنالك مطالب مشروعة – سقفها مساواة الهامش المظلوم في السلطان والثروة – ولم يصل هذا السقف يوماً أفق الانفصال مدىً ,حتى عند اكثر (المغاليين) في المطلب, رغم ان دارفور – كما ذكرنا في مقالاتنا السالفة – آخر الأقاليم التي ضمت للسودان ,وعلى الطرف الآخر من المعادلة نجد مركزاً مغالٍ في الطغيان دوماً وهاضم للحقوق المشروعة ,ألِف الصمت من أهل دارفور على مدى سنين إستقلال السودان التي تجاوزت نصف القرن بعقد ونيف ,فعندما انتفض الصامت ثورةً, لم يرق للباغي هَبّة الساكن , فكان الرد قتلاً ,,,ذلك كل ما في أمر معضلة المعادلة,,,حل المعادلة ان ترد الحقوق الى أهلها ,ولا مكان هنا لخيال الوهم – واهن الحجة – بوجود مصالح للغير -لأهل ما وراء البحار- لا حسابات أخرى في تقديرنا, وإن وجدت في بواطن نوايا أولئك الغير, فأهل دارفور نخباً وحكماء وأطفال غد ناشئ ,قادرين على التمييز والتعاطي مع كل حالة وفق ما يلزم.

وأظن بأنني قد تناولت بالتفصيل جميع حيثيات الأوضاع في دارفور في سلسلة مقالاتي التي قمتم بنشرها مشكورين في موقعكم هذا.



بالطبع نحن نؤمن بأن قضية دار فور في أصلها هي قضية وطنية صميمه، وتهم أبنائها بالدرجة الأولي، وإنما القصد من السؤال كان التطرق إلى تداخل الخارجي مع الأزمة، وبوضوح أكبر، ما موقع التدخل الليبي في القضية، مثلاً، كيف ترونه، منذ بداياته، حينما كان اللعب علي ورقة أزمة دارفور، كأحدي الأوراق لإنهاء أزمة النظام مع الغرب، بجعل ليبيا منفذ المساعدات الدولية لدارفور، ثم الإنتقال إلي مرحلة الوسيط الإقليمي العلني، فإلي مرحلة طرف في التسوية بإحتضان الأطراف المتنازعة.

نحن نقّدر كل عمل صادق يشاطر جهداً نحو الحل العادل لأزمة دارفور,أياً كان الجهد ,وايمّا وأينما كان هذا الجهد ما دامه ايجابي وصادق,لكن في الوقت ذاته نفضّل وحدة المنبر وتفهم المجتهد للتفاصيل اللازمة.

كيف ترون وتتعاملون مع قرار المحكمة الدولية بإدانة الرئيس السوداني: عمر البشير، كمجرم حرب ؟



هذا قرار عدلي دولي ,يتوّجب على المجتمع الدولي التعامل معه تعاوناً والتزاماً ,وفق نصوص القواعد المنظّمة للعلاقات ما بين أشخاص ذاك المجتمع .في عالمنا ( الثالث) تُعلّق معظم الإخفاقات على شمّاعة الآخر المتآمر, ذلك المخلوق الوهمي في الذوات الفاشلة.


الإتفاقيات والأعلانات المتوالية حول الوصول إلي حلول سلمية ونهائية تكررت إلى درجة أننا لم نعد نصدقها، ما حقيقة المبادرة الأخيرة، وقبيل الحملة الإنتخابية الرئاسية السودانية ؟

عهدنا في السودان أن النظام الحالي لا عهد له,بل يعمل دوماً على تاكتيك – فرق تسُد -,وإقصاء البعض عن الجماعة ليسهل الانقضاض والنهش, ففي خلال العقدين الماضيين من عمر هذا النظام تراكمت الخبرة الطويلة الممتازة له في هذا المضمار,فصار يُقصي ضعاف النفوس والمعرفة السياسية فينقضّ عليهم كما يُقصي السبع ضعاف الماشية للانقضاض . فتعدد المنابر , وتوالت الإعلانات ,وتكاثرت عواصم الإتفاقيات ,وتفرّق أهل دارفور جماعات وفرق وحركات متشّعبة لا تخدم الا النظام السَبَعِي المفترس, وإطالة عمره ومحاولة إكساءه ثوب شرعية آخر على عورته مثلما ستفعل بعض الاصوات التي ستصب في صناديق الإقتراع زعماً بسيادة القانون إنتخاباً وشرعية.





هل تتابعون الحراك الحقوقي في المنطقة عموماً، والحراك الأمازيغي في أقطار الشمال الأفريقي، وما تعليقكم ؟

نتابع الحراك المجتمعي عامة لشمالنا الافريقي وكذا على الخصوص الحقوقي منه –الامتداد الطبيعي لفضاء وجودنا – نتابع بعين المراقب وقلب صاحب الشأن المهتم,أما على خصوص الأمر الأمازيغي فيسرّنا الحراك إيجاباً بقدر ما يحزننا دبيب الشقاق الهامس سلباً على حساب القضية.

هل لك من كلمة أخيرة لقراء ؤسان ليبيا

أنطلق مما ختمت به السؤال السابق – وؤسان لسان حال بليغ لأهل حق أصيل – واصلوا في القول الحق,والدعوة اليه, ولأجل الحق للوصول اليه, وكونوا- إعلاماً وقرّاء – دعاة وحدة للصف الامازيغي لإسترداد الحق,,والحق يعلوا ولا يُعلى عليه, وختاماً لكم الشكر على الفرصة الطيبة للقاء بكم وصبركم على تصفّح هذه الصفحة من كتاب الحق الدارفوري – إمتداد الوجود التاريخي للشمال الافريقي
.

صفحة بن علي على الفيس بوك

بكامل الحزن و الآسى تلقت الحركة الثقافية الأمازيغية الليبية

بكامل الحزن و الآسى تلقت الحركة الثقافية الأمازيغية الليبية


 


بكامل الحزن و الآسى تلقت الحركة الثقافية الأمازيغية الليبية، نبأ وفاة الناشط و الفنان الليبي الأمازيغي: ” أبوبكر الفنطازي ” ، الذي وافته المنية، إثر حادث مفاجئ ليلة البارحة 25 – 1 – 2011 م في منفاه في المملكة الهولندية, وإذ نتقدم بكامل تعازينا الحارة الى عائلته في زوارة و أصدقائه ورفاقه و معارفه في كل ليبيا ,
نطلب من الله العلي القدير أن يهب أهله وذويه جميل الصبر والسلوان في فقيدهم العزيز بوبكر , وتعازينا موصولة الى كل العائلة ومعارفه في ليبيا وخارجها , انا لله وان اليه راجعون .



 

طول الموح يجيب العلّة

طول الموح يجيب العلّة


مركز التوثيق الليبي 



 

ؤسان



ذايح الاوطان
شعر : أبوشيهان
هذه القصيدة قيلت على لسان أم تخاطب ولدها المهاجر وتصور حنينها إليه ، وتشوقها لعودته ، مشيرة الى الظروف التى دعته إلى
الهجرة ، وآملة قرب عودته ليعيش فى وطنه حرا عزيزا .
يا ذايح الاوطان اسم الله طول الموح يجيب العلّة
***
اسم الله يا ذايج الاوطان ومتغرب فى كل مكان
ومتغيهب فى هالزمان الّلى والى سالم ،ما خلّا
***
اسم الله يا ذايح من مدّه يا مخلى عينى فى شدّه
موحك طال ، بعيد الردّه ست سنين بعد الهلّة
***
اسم الله يا ذايح متغرب يا بووجه إن تاق يطرب
مغير عليك الدمع يسرب ما خلّا فى الماقى بلّه
***
اسم الله يا ذايح يا غالى يا ذايح الاوطان وجالى
عيدك فى الغربة زيوالى شق نياط العقل ، وسلّه
***
اسم الله يا ذايح فى موحك له مدة مطاول ذوحك
طول الموح يزيد جروحك وكتافك يستاعر حلّه
***
اسم الله يا ذايح فى الدنيا كبدى من موحك منطنيه
دز جواب يجى بالعنيه يحكى بالّلى صاير كله
***
اسم الله يا ذايح متطوح متباعد ، ديما متموح
لو يهديك الله وتروح ع الخاطر تلزم لك طلّه
***
اسم الله يا ذايح متباعد فى نومه ديما متواعد
هو واياك العقل وقاعد فيك يرجى يابس فى ظلّه
***
اسم الله يا ذايح البرور ويا جالى مدّه وشهور
ياقلّة رايس بابور يجيبك ، والظلمة تجلّى
***
اسم الله يا ذايح وتزازى يا منحاز على بنغازى
يا قلّة مندوه يعازى يوصل لك والا توصل له
***
اسم الله يا ذايح صبّار على طرابلس لاويك جضار
وفزان وخيرة الاميار عليهن دمعك دار مشلّه
***
اسم الله يا ذايح متغيب يا غالى ع العين حبيب
لو تلقى مرسول قريب شوق سلام العين يعله
***
اسم الله يا ذايح لبعاد ومتغرب فى كل بلاد
خويل وما تابى تنقاد ولا عمرك ترضى بالذلّة
***
اسم الله يا ذايح الاوهام على الله العودة هالايام
وكان طالت ما تفوت العام بجاه الله وشرع الملّة
***
رد أم علي :
ذايح يا بينى متغرب يا زهوة عينى
مبرك يوما فيه تجينى تضبح لى والباب نحلّه
***
اشتقنا للجية عمتك والخالة والخيّه
واخرى جيرانك جمليّه لو يلقو من زولك طلّه
***
يا ما راجينا يوم وصولك وتمنينا
ياغالى موحك طانينا وحق اللى فى الخلوة صلّى
***
زيدى يا ودّه همك ماهوهذا حدّه
من تخطير بعاد الردّه جملة الفواهق منحلّه
***
ويزيد اريافى حال المينه ماهو خافى
ربّى يجعل ها القذافى من قسم النار ولا ولّى
………………………………………………………………………..
من كتاب الشعر الشعبى فى معركة الأنقاذ ( على العقربى – السنوسى بلالة)
منشورات دار الانقاذ

الأحزاب تناضل ضد الشعب لحماية الديكتاتورية بالمغرب

الأحزاب تناضل ضد الشعب لحماية الديكتاتورية بالغرب

إن العمل الثوري يجب أن يتمتع بوضوح الرؤية ، وبُعد النظر والتزام الصراحة ، والتعبير بصدق عن الرأي المتكامل مع مراعاة كل الجوانب المرتبطة بهذا العمل ، وذلك بحـَّث الناس على النضال ، والتضحية، ومنحهم الآمال في المستقل القريب والبعيد ، وذلك لن يتأتى بالطبع إلا بوجود قابلية سريعة على الفهم والاستيعاب لدى المناضل الثوري ، بربطه النتائج بالأسباب من اجل البناء السريع لمقومات الثورة ، وليس بالانتقاد الهدام ، وتوزيع التهم المجانية ، واحتقار الفكر الثوري ، الذي هو في النهاية الملجأ الوحيد لمواجهة تسلط ، وتعنت ، وهيمنة الملكية الديكتاتورية بالمغرب . وهي صراحة مزعجة للأحزاب السياسية بالمغرب التي علق علها الشعب آماله ، وكيف لا تزعج الديكتاتورية التي استعبدت الشعب لعقود من الزمن ، يزعجهم هذا اعتقاداً منهم أن هذا الخيار الذي لا خيار غيره هو الميل إلى الانفراد بالرأي، ومجرد عمل شعبوي يقوده المراهقون السياسيون ، والجياع ، وتطغى عليه الشعبوية ، كما يرددون في كواليسهم ، وجلساتهم السرية والعلنية ، في حالة استقطابهم لأعضاء جدد : و العمل الثوري لدى هؤلاء ما هو إلا اختيار قديم عفا عنه الزمن ، حيث لا تتطابق رؤيته مع الوضعية المغربية ، وهو عمل لن يجد من يناصره من المغاربة ، حسب اعتقاد المنصهرين في اللعبة .والراضين منهم بما يسمى بالنضال من داخل الوضع السياسي الفاسد ، ومنهم من يروج عبر الأبواق الإعلامية بأن المغرب ليس في حاجة لمثل ثورة الياسمين ـ تونس ـ لأن الديكتاتور قد قام بتلك الثورة بنفسه ، منذ زمان من خلال الانجازات العظيمة التي أنجزها . ومن هنا يظل أمثال هؤلاء المنافقين و المنتقدين والمعارضين للعمل الثوري ، كحواجز يجب إزالتها للقضاء على نفاقهم السياسي ، الذي لا يختلف عن النفاق السياسي الذي تمارسه الملكية في حق الشعب ، لماذا ؟ 

لأنهم بممارستهم ومعارضتهم للعمل الثوري لا يدافعون بذلك إلا عن مصالحهم الشخصية ، والعائلية ، وهم مجرد أتباع ، وخدام وعبيد للملكية التي تـُعتبر كأفعى تصب سمها في الجميع ، حتى في أجسام الذين يعملون على حمايتها ، عملا بالبيت الشعري القائل :  " إن الأفاعي وإنْ لانت ملامسها… فعند التقلب في أنيابها العطب " . وبالتالي فلا الملكية ، ولا من يحميها ، ويناصرها ويدافع عنها بصياغة قوانين مجحفة ، صورية ، ديكتاتورية ، قمعية لتركيع الشعب ،هم في نهاية الأمر أفراد ومجموعات مافيوزية ، ليس لهم أدنى قدر من الشرف ، لأن الديمقراطية ، و حقوق الإنسان هما الضامنين الرئيسيين لحياة كريمة للإنسان ، مهما كان أصله ، أو عرقه أو نسبه ، للعيش بحرية وأمن وسلام ، داخل مناخ يسوده العدل ، والحق والمساواة ، والإخاء ، والنزاهة  و الشفافية ، والحوار الصادق والجاد ، و الهادف إلى بناء دولة تحب الجميع ، كما يحبها الجميع ، وتتسع للجميع ، لأن العمل الثوري الديمقراطي الجاد لا يقصي أحداً ، بل يعمل على تشجيع الجميع للتعبير عن الرأي ، مع ترك الشعب هو الذي يحسم المسألة في النهاية ، بحرية تامة و بكل نزاهة .

 إنني على علم بصعوبة استيعاب هذا الخيار من قبل أتباع الملكية الذين سيعطون تبريرات واهية لمعارضتهم لهذا العمل ، مبنية أساسا على أساطير و خرافات المخابرات التي تخطط في النور والظلام ، لهدم أي مشروع إنساني شعبي تقدمي ، تحرري بترويجها لافتراضات خاطئة ، وإشاعات كاذبة أساسها أن الملكية بالمغرب هي الحاجز الوحيد لإخماد الحرب الأهلية التي قد تندلع بين القبائل الكبرى الأمازيغية فيما بينها ، ثم بين هذه الأخيرة و بين السود ، وداكني البشرة ذوي الأصول الإفريقية الذين جلبوا قديما من السنغال ، والسودان ، ومن مختلف دول إفريقيا السوداء لاستعمالهم كعبيد من قبل حكام القبيلة العلوية المتعاقبين على المغرب ، في مواجهتهم مع الأمازيغ ذوي الأرض والأصل ، وقد تمت مغربتهم وهم من القاطنين بكل من مدن الرباط ، ومكناس ، ومراكش والراشدية ، ثم العروبيين من المغاربة الذين ينسبون أنفسهم للعرب ، دون أن تكون لهم أصول عرقية ، وعائلية مع الشرق الأوسط العربي ، والجزيرة العربية ، مع أن الشخص الذي قد لا يكون له أصل من هنا أو من هناك قد يعتبر في نظر المنطق مجرد لقيط .  وعلى المناضل الثوري أن يحترم هذا الأخير لكونه إنسانا في نهاية المطاف مهما كانت ظروفه ، لأن الحل الوحيد للقضاء على أي صراع قبلي أو عرقي ، أو ديني هو الاعتماد على الديمقراطية الحقيقية ، التي هي أساسها حقوق الإنسان ، واعتبار الجمهورية الفرنسية أو المملكة الهولندية نموذجا في وحدة الشعوب والقبائل ، لأن الديمقراطية وحقوق الإنسان هي التي جعلت المملكة الهولندية تحتضن أكثر من مائة وخمسة وسبعين جنسية ولغة ولهجة ، مع اندماج الجميع في السير العادي للمملكة تحت قوة القانون ، وليس تحت قوة الملكية التي لا تظهر إلا بالمناسبات ، ولا تعمل على تدشين مدرسة ، أو كنيسة/مسجد ، أو مستوصف ، أو قنطرة ، كما لا تفرق - الحريرة - على الشعب ، الذي يُفرض عليه أن ينتظر إحدى عشر شهرا بدون أكل حتى يتم إفطاره من قبل الديكتاتور بشهر رمضان ، كما أن الملكة لا تتدخل في شؤون المجتمع الهولندي إلا لما فيه خير للجميع ، فما الفرق إذن بين المغاربة وبين هؤلاء ، رغم أنه لا مجال للقياس مع وجود الفارق؟


إن العمل الثوري بالمغرب عمل تواجهه متاريس وعراقيل ، بدءاً بامتلاك الجرأة والشجاعة لتسمية الأشياء بمسمياتها ، حيث يتوجب الوضوح الإيديولوجي والحسم في مسألة الدين  و العقيدة التي يجب فصلها تماما عن السياسة ، ، بترك حرية الاعتقاد للجميع ، لممارسة جميع القناعات ، و الشعائر الدينية ، مع احترام معتقدات الأشخاص ، وعدم تجاوز حرية التعبير، والحسم في التوجه الاقتصادي ، حتى وإنْ تطلب الأمر التفويض لخبراء مختصين ومخلصين ، وبعيدين كل البعد عن إملاءات الإمبريالية للمشاركة في تقييم الوضع الاقتصادي المغربي مع إخبار الشعب بكل النتائج ، واستشارته في اتخاذ القرار النهائي حول النهج والمنهج الاقتصادي الذي يتوجب إتباعه، ثم الحسم في المسألة السياسية باعتبار الملكية سرطان أصاب جسم المغرب ، وهو داء يكلف الشعب المغربي الكثير ، ثم الحسم في مسألة اللغة ، لأن الشعب الذي لا يدافع عن لغته لن يدافع عن وطنه ، والشعب الذي لا يمارس لغته الأصلية في التدريس والتعلم ، يظل شعبا  بلا مستقبل  و بلا أصول ، وبلا تاريخ ، يطارده التخلف أينما رحل وارتحل ، وبالتالي العودة إلى اللغة الأمازيغية بكونها تمثل الأغلبية ، تليها اللغة العربية كمثل اللغات الأجنبية . مع ترك الاختيار للآسر والعائلات لتوجيه أبنائهم في الدراسة و التدريس ، وتسجيلهم بالمدرسة التي تناسب لسانهم اللغوي، وهي الخطوة التي اتخذتها تركيا في اعتمادها على لغتها الأصلية ، وعودتها إلى الأصل ، ومن تم كانت انطلاقتها جيدة نحو المستقبل ، وبهذا الوضوح قد ينطبق علي قول علي ابن آبي طالب عندما خاطب الحق قائلا : ” يأيها الحق إنك لم تدع لي صاحبا ” وعدم الجهر بالحقيقة هو من ضمن الصعوبات التي تعترض هذا العمل الثوري ، إضافة إلى أن الملكية تحولت إلى أخطبوط كبير، وغولا امتدت أياديه ، وأقدامه لتمسك بكل أطراف الصخرة التي يتوجب على العمل الثوري تكسيرها .


رغم كل تلك الصعوبات فإن الإرادة الإنسانية أقوى بكثير من ثقل وضخامة الجبل ، وقوة هذا الإنسان تكمن في الوحدة ، والصدق و الإخلاص ، والتضامن والاتحاد في ظل الإخاء والتفاهم ، والوضوح والنزاهة والشفافية ، والتضحية الفردية والجماعية للتمكن من تحطيم الجبل ، و ليس تلك الصخرة وحدها التي تحمي الملكية ، وهي المقومات التي تلزم هذا العمل الثوري الجماهيري المنظم . من أجل بناء أسس ملكية مغربية ديمقراطية ، وهو الحلم الذي لن يتحقق سوى عبر العمل الجاد والبناء ، والحوار الصريح والصادق ، في تحليل وتقييم الأشياء  ، و تسمية الأمور بمسمياتها ، ووضع الأصبع على الجرح بعيدا عن الأفكار الانتهازية ، والوصولية ، وعن إملاءات الخونة من المدافعين عن بقاء الملكية ، لأنهم بذلك لا يدافعون في واقع الأمر سوى على امتيازاتهم ، والمزيد من ملأ جيوبهم من ثروات الشعب

رموز المغرب العتيق

رموز المغرب العتيق
هناك الكثير من رموز المغرب العتيق يمكنك ملاحظتها بدون أدنى جهد، و تعبر عن مدى الإكراهات التي لازالت تنتظر هذا البلد الأمين من أجل التقدم و الرقي.. رموز تصادفك في الشارع و المقهى و الإدارة وفي أي مكان تذهب إليه..
و سنرصد من خلال هذا الموضوع مجموعة من الظواهر و الملاحظات عن وجود رموز للمغرب التقليدي القروسطوي البطيء في تحوله...

ومن هذه الظواهر و الرموز نجد:

-  النقود؛ و هي تفضح مدى دمقراطية هذه الدولة أو مدى دكتاتوريتها أو سيطرة الحاكم المطلق فيها.. فتجد نقود الدول العربية يتربع داخلها وجوه حكامها وملوكها، بينما تجد في الدول المتقدمة، وجوها لسياسيين وزعماء وطنيين وعلماء كبار ورسامين مشهورين وغيرهم ممن جادت بهم تلك الدولة، في رمزية تدل على اتحاد الكل في بناء صرح الدولة والرقي بها دون احتكار ذلك على شخص واحد.
-  الشرطة؛ هي في خدمة إفزاع و إرهاب الشعب في البلدان المتخلفة، بينما مصدر أمان و حماية في البلدان المتقدمة.
-  الإجماع؛ دولة لازالت تؤمن بثقافة الإجماع، هي دولة لازالت قروسطوية وتقليدية، بينما السياسة الحقيقية لابد وأن تتماشى مع معطيات التسيير والتدبير السياسي الحديث والمتماشي مع العصر.
-  الخطب المقدسة؛ و التي ينتظرها كل الفاعلون السياسيين في الدول المتخلفة لكي يقتطعوا منها الجمل والعبارات، لكي يدعموا بها أقوالهم فيضمنوا بذلك عدم المعارضة وعدم المناقشة الحرة من باقي الأطراف.. إلى جانب تغييب العقل التام، فبدل مناقشة هذه الأفكار المطروحة والتفاعل معها، تأخذها الفعاليات السياسية كمقاطع مقدسة و كبرامج سياسية لا تقبل النقاش أو التعديل...
-  ظاهرة  تقبيل الأيادي؛ هذه الظاهرة التي تعبر عن علاقات قروسطوية تنتمي لعالم البلاطات العتيقة التي تؤكد على عناصر الطاعة العمياء و التعبير عن الرضوخ و العبودية التامة لأولي الأمر.. مقبلوا الأيادي في المغرب لا يعني أنهم يكنون الاحترام الحقيقي لعاهل البلاد، يمارسونه تقليدا و ضرورة و ليس تقديرا حقيقيا، قوم منافقون في أغلبيتهم..
-  التحكيم؛ وهو دليل على ضعف المشهد السياسي بالمغرب، و دليل على اللا رشد الذي تعيشه الفعاليات السياسية والحزبية في تدبير شؤونها الداخلية..
-  الهبات الملكية؛ هي منح وعطايا، وهي طريقة عفا عليها الزمن، ففي ظل التعاقد السياسي الضعيف الذي يعرفه المغرب بين الملك والحكومة والبرلمان وبين الملك والشعب، تصبح الأشياء التي هي من المفروض من حق الشعب، أشياء يمن بها عليه.. يكرس ذلك مظاهر "السعاية" و "قلة النفس" التي أصبح يعيش فيها مع الأسف الكثير من المغاربة.. فالأغلبية تتمنى أن تصادف الملك في إحدى المناسبات من أجل وظيفة أو "كريمة"، أو مصلحة شخصية.. ليس هناك من يتمنى أن يلتقيه ليهنئه على مجهوداته من أجل الوطن، أو يطلب منه أن يعتني بمدينته الفلانية لأنها تحتاج إلى ذلك، أو لا يطلب منه أي شيء... فالمصلحة الشخصية الأنانية سيدة الموقف.
-  الحملة بالجملة؛ هذه الثقافة عجيبة من نوعها، فمن جهة ينادي المغرب بالتنمية المستديمة، وهو يقوم بالحملات المتفرقة بين الفينة والأخرى على المخدرات ومرة على الرشوة و مرة على البائعين المتجولين...  ولا يقف هذا الكر و الفر في "سيبة" عارمة لا تسمن و لا تغني من جوع...
-  العفو الملكي؛ معايير يحددها مدراء السجون و هي مبنية على من له معارف أكثر، أو من يدفع أكثر، فيستفيد منه ذوو النفوذ والجاه، بينما يقبع في السجن من لا حول و لا قوة له..
-  الجهل بالدستور والقوانين؛ كم من مغربي يعيش و يحكم داخل هذا المغرب الحبيب بدستور لا يعرف فيه ولا بندا واحدا..
-  سياسة الدولة الاقتصادية؛ إسأل أي مغربي عن سياسة المغرب الاقتصادية، فسيصعب عليه الجواب.. إذ لا هي رأسمالية و لا هي اشتراكية.. إنها هجينة، غير مصنفة..!
-  فوضى إدارية؛ و تسيب لا حد له، ووثائق غريبة تطلب من المواطن المسكين كأن يطلب منه "شهادة الحياة" وهو واقف أمام الموظف حي يرزق

الأربعاء، 26 يناير 2011

التسنطيح المغربي

إستطيقا البساطة






في هذا الموضوع أود لفت الانتباه إلى ارتباط مجموعة من المظاهر في حياتنا اليومية، والتي تعبر عن مستوانا الثقافي ومدى تحضرنا وتفضح عقلياتنا.
وسنناقش هاهنا نقطة محددة وهي مدى انسجام المغاربة مع ذواتهم؟ ولماذا التصنع والتكبر والعنجهية في سلوكياتهم اليومية؟
لنكتشف بسهولة أن التخلف التربوي والثقافي والمستوى التمدني المتدني هو مصدر الكثير من هذه المظاهر المضحكة والغريبة واللاعقلانية.
ومصدر  ذلك في نظرنا إلى أن الأنانية المفرطة والتكبر و"النفخة الكذابة" ناتجة عن ظروف الفقر، وأن "التسنطيح" يكون في الغالب مصحوبا بـ "فراغ الرأس من العلم والمعلومات والثقافة". فالمغربي يفهم في كل شيء، ويستطيع أن يتكلم في أي شيء. ومن الصعب عليه أن
كثير من المظاهر الغريبة نعيشها يوميا نريد من خلالها إثبات أمور معينة. ولسنا إلا كما "الدونكيشوت دي لامانشا" نحارب طواحين الهواء، ونهدر طاقة نحن في أمس الحاجة إليها للعيش أسوياء وتلقائيين بل وطبيعيين.
و سنعرض هاهنا للعديد من "الفلاشات" والنماذج التي يظهر فيها مدى غرابة واقعنا وتصنعنا في شكل "لقطات" من اليومي والمعيش:

- تجد المغربي يسير كالطاووس في الشارع، نافخا ريشه كنعامة، وسجينا للعيش في شخصية وفي قناع لا يمت بصلة إليه. فتجده في النهاية مسخا مشوها فقير الجيب، وفقير العلم، وفقير التمدن والتحضر.. ومع ذلك، بل ولذلك يتصرف بقناع غير وجهه الحقيقي، ويلبس شخصية ليست شخصية، وبالتالي يعيش ازدواجية للشخصية تحيل حياته إلى جحيم كان في غنى عنه.


وبالنسبة للأسر المغربية؛ كم كان التبذير سببا في شقاء الأسرة ووقوعها تحت أعباء الديون وتشريد أفرادها وافتراق الزوجين نتيجة الإسراف وطلب إرضاء الناس والرغبة في التفاخر. ثم  من صعب الحياة الزوجية أكثر من التنافس الفارغ بين الأسر، وتحويل الحياة الزوجية بعد الزواج إلى مشاكل تدور حول الطحين والزيت والبوطة والزربية والقشوع والصالة والثلاجة والبارابول..
وبالنسبة للمرأة، تجدها تسير شبه مقوسة أو عرجاء جراء تصميمها للسير بحذاء ذو كعب عال في منظر يثير الضحك والاشمئزاز والغرابة، وإذا كان حذاء يناسب لباسا معينا فرغم ضيقه والألم الذي يحدثه في الأرجل فيكون التصميم على ارتداءه هو سيد الموقف!

وبالنسبة للمرأة، تجدها تسير شبه مقوسة أو عرجاء جراء تصميمها للسير بحذاء ذو كعب عال في منظر يثير الضحك والاشمئزاز والغرابة، وإذا كان حذاء يناسب لباسا معينا فرغم ضيقه والألم الذي يحدثه في الأرجل فيكون التصميم على ارتداءه هو سيد الموقف!
والأنوثة اليوم أين هي؟ فالأنوثة الصحيحة الحقيقية هي أجمل الأوطان التي يهجع إليها الرجل ويفيء. ثم من ذا الذي يستطيع أن يفجر كل ما في الرجل من رجولة وخير وخصب وعبقرية وإبداع غير الأنوثة الحق. والأنوثة ليست جسدا فحسب، هي تجسد للحب المقدس، دلع، غنج، جمال، رقة، روح مهذبة، حياء، تعلق نبيل بالرجل, بدل "المتنمصات" الماسخات الوجوه... الأمر الذي لم يعد يقتصر اليوم على النساء بل يتعداه إلى الرجال ومن يراقب أخبارنا الوطنية سيلاحظ بعضا من هؤلاء!
 إننا مع الإغراء الراقي الذي لا يقوم على العري والابتذال وتسليع الأنثى بل على خفة الدم والروح والجمال المحتشم الوقور. إذ ليست الأنوثة بصبغ الأظافر بعد تطويلها، وحلق الحواجب، وتلطيخ الوجه بالمساحيق والألوان واللباس اللصيق بالجسم المبرز للمفاتن، والدلال الذي نقصد هو تلك الأنوثة الطافحة الممكنة دون عري وخلاخل تجلجل وأحذية تطقطق... ففي سورة النور، الآية 31.  يقول عز و جل {‏وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ‏}‏. إذن نحن لا نحرم المرأة من حق من حقوقها وخصلة من خصالها طبيعية متجدرة، بل الزينة حلال على المرأة، وتلبية لفطرتها، فكل أنثى مولعة بأن تكون جميلة، ومهما اختلفت الزينة عبر العصور، تبقى في الفطرة واحد، المهم هو الاعتدال.
- وعلى مستوى المظهر العام وانسجام الذات؛ نضرب المثل بالأوربي الذي تحرر من عقدة الذات وعقدة الآخر، وأصبح منسجما مع ذاته يلبس ألبسة عادية لكنه يكون منسجما فيها ومعها، بينما تجدنا نلبس ما يرضي الناس والموضة، ونندس رغما عنا في ألبسة لا تلاءمنا أولا نستطيع التلاؤم معها لأننا نعيش في "سجن الجسد"، لا نستطيع العيش متحررين من سجننا اللامرئي وبالتالي نعيش نشازا واضحا في ذواتنا وشخوصنا من خلال مظهرنا العام. فليس العبرة فيما نلبس، بل العبرة في قدرتنا على أن نكون منسجمين مع ذواتنا تم مع ما نلبس. لأن لباس الشخصية التي نحملها معنا أهم من لباس "الخرق" التي على ظهورنا. تجد الأوربي يمشي الهوينى في الشارع العام بشكل منسجم وبسيط، بينما تجد المغربي "كيدابز مع يدو ورجليه"!
- وعلى مستوى الذوق العام؛ يمكن أن نعقد مقارنة بين بعض المدن المغربية لنعرف أنه ليس بكثرة المداخل وقوة الاستثمارات يمكننا العيش في مدن رائعة وجميلة، إذ يمكن أن نضرب المثل هاهنا بمدن مثل شفشاون وأصيلة، مدينتان أنيقتان و رائعتان، ليس بسبب من الأموال الطائلة في تجهيزهما بل بالأساس بقليل من الإرادة في العمل وقليل من قوة و جودة الفكرة، و قليل من النظافة... يمكننا الحصول على مدن متحضرة ومتمدنة. فشفشاون مثلا هي تلاحم بين لغة "الجير" و "الغرس"، وبهذين المعطيين البسيطين أصبحت المدينة من أجمل المدن المغربية و أروعها. ولنعطي مثالا حيا عن مسألة جودة الفكرة و إرادة الجمال وبساطة العيش؛ فيمكن أن نلاحظ بسهولة في بيوت الغربيين أو حتى المثقفين من المغاربة، والتي رغم بساطتها تجدها تعبر عن الحس الفني والذوق الراقي، عكس بيوت بل "فيلات"  الموسرين والأغنياء المغاربة التي رغم الأموال الطائلة الموظفة في بناءها، تجدها بشعة وخالية من كل ذوق ومبلطة في الغالب بواجهة من الزليج أو الكرانيت، وأبواب مثل أبواب السجون، وأشكال هندسية شبيهة بالقلاع! مبان تعبر عن المستوى الثقافي الضحل لأصحابها...
- وعلى المستوى التواصلي والتعبيري؛ لا تجدنا نعبر بجمل واضحة ومصطلحات بسيطة وجمل سلسة وتعابير مفهومة. على العكس من ذلك نتعمد التعبير باللغات الأجنبية وبالمصطلحات المعقدة والجمل المركبة، محاولين استعراض عضلاتنا الفكرية وإظهار مدى تحضرنا ومستوى ثقافتنا وغزارة معلوماتنا. فتجد المغربي في حوار أو ندوة أو جمع عام يتحدث كالتالي: "إنه في العلاقة بين الثابت والمتحول وفي مستوى من الوجودية، نجدنا نتحدث بشكل منطقي عما يسمى إمبريقية. أما فيما يتعلق بالشروط الإنسانية فإنها تبقى بين مطرقة الذاتي في علاقتها بالمعطيات الموضوعية!" فيميل أحد الحاضرين إلى زميله قائلا "فلان كيشرشم الفلسفة!" مع العلم أنه لم يفقه شيئا مما كان يقال، فتصبح المسألة برمتها حوارا للبكم والصم!
- وبالنسبة للبورجوازية المتعفنة؛ نقول أنه بالبساطة بدل الغنى الفاحش يتعلم المسئولون والزعماء التعفف عن أموال الشعب التي اعتادوا أكلها بالباطل. لأن الغنى الحقيقي هو غنى المشاعر والروح والعقل والجمال والحب. وقديما قال الحكماء "زيادة التنعم ترهل الجسم، تميع النفس، وتجمد العاطفة".
- ودينيا؛ ليس أدل على فلسفة البساطة وقوتها في الدين والسنة أكثر من أن "أطيب الطيب: الماء"، و"أطيب الزينة: الكحل. والنتيجة؛ جمال محتشم وبدن سليم ليس كالذي تخلفه المستحضرات المصنعة اليوم من آثار جانبية لا تستفيد في النهاية منها إلا الشركات الكبرى التي لا يهمها إلا تسويق البضاعة والربح الأكيد الوفير.
وقس على ذلك... ولا بد أن في أذهانكم وأنتم تقرءون هاته التفاهات التي كتبت أعلاه ما يغني عن الأمثلة التي قدمت!

و في النهاية نقول أن للبساطة وقع أصيل وعميق ومستمر، وللتصنع أثر كذاب، مزيف وزائل، وتشوه في الشكل وفي الهوية والكينونة.
وفلسفة البساطة لا تتطلب إلا: التلقائية بدل التصنع، والبساطة في الهندام والديكور بدل البهرجة،  والكلام من الخط ذاته بدل محادثة الآخرين من فوق، وقس على ذلك...
فقد يكون الإسراف في الترف، والإغراق في الاستكثار من أدوات الزينة والكماليات، والعيش من خلال قناع كذاب، والاستعلاء و"النفخة الكذابة"، والتبجح بالحديث بلغة موليير وشكسبير ضدا على لغة سيبويه... دليلا على فقر ثقافي، واستلاب فكري، وجوهر فاسد، وانعدام للثقة في النفس، وما خفي كان أعظم!
 وكل عام وأنتم بسطاء، منسجمون مع ذواتكم متواضعون ورائعون.

الثلاثاء، 25 يناير 2011

استيقظ اخي الامازيغي( الهوية ) لحق بها الركود و التهميش منذ عهود

استيقظ  اخي الامازيغي( الهوية ) لحق بها الركود و التهميش منذ عهود

هذه رسالة التي نود أن نرسلها هي في البداية ولدت من منطلق أساسي واحد وهو الحاجة الماسة التي نراها في الوقت الحالي التي تتمثل في إيجاد الكيفية التي يجب بها تيقظ أشباب ألامازيغي ( الهوية ) من هذا الركود و التهميش الذي لحقها منذ عهود وفي المقابـل نرى غيرنا قد أجتاز الكثير من المراحل من التقدم إلى الأمام .

وهذه الدعوة هي نتيجة نظرة بعيدة و ممحصة في الحالة والأوضاع التي آلت إليها الامازيغية في الآونة الأخيرة ، والتنبيه إلى ما يحاصرها من مخاطر في حاضرها و مستقبلها ، ومن هذا أحسسنا بمقدار تلك المسؤولية ؛ من أن الاتحاد بين فئات شبابالامازيغي.أمر محتوم وضروري ولا مناص منه في الوقت الحالي فالزمن والوقت لا يسمحان بالتواني والتأخير عن ذلك .

صحيح : ( أن كل مجتمع لا يمكن أن يصل إلى أي هداف وغاية إلا عندما يكون متماسك فيما بينه ) وهذا ما يناديننا بأن نتناول ونستشعر ذلك الخطر الذي يمارس من أيدي متلاعبة بمصيرالامازيغية.والتي تعمل على إغوائها وتضليلها لكي تنسى حقيقتها الاجتماعية و السياسية والاقتصادية ،ومن الكثير من الكلام الحسن الذي يفتقر إلى نية صادقة والذي لا يرتقى إلى الأفعال على أرض الواقع لم يترك لنا نحن الشباب الامازيغي.سوى مستقبل شبه سلبي ، وهذا ما يجب أن نضع له حد ، ومن ذلك يتحتم على كل فرد أن يجعل من نفسه سفيرالامازيغية.ومحافظا على تلك الثروة الثقافية التي يشاركها الجميع . وأن ليس هناك تجديد بدون تربية.

ونركز مجددا أننا توصلنا إلى قناعة فيما بيننا في هذا الوقت من أن الإتحاد أصبح أمر محتوم لكي تكون عندنا تلك القدرة على التغيير ، فبدون الإتحاد في رؤية واحدة نحو المصلحة العامة فإنه سوف لم تكن هناك ثمة مقدرة على التغيير . وأن التقارب بين الفئات الشبابية يجب أن يبني على أسس متين من الحوار والنقاش الهادف بعيدا عن الصراعات السطحية التي لا تأتي بخير ولا فائدة والتي تهدم أكثر من ما تبني .

هذه الرسالة التي نوجهها إليكم أيضا ؛ هي واجب ناتج عن الإحساس بتلك المسؤولية تجاه الإخوة والأخوات الامازيغين فى تمازغا.من أن تمازغا . لا تستحق كل تلك المعاناة التي تعيشها الآن والتي تدفع ثمنها في كل وقت ، كما الحال فى لبيبا و مالي و تونس التي غيرات جلده.ويتمثل ذلك في ما ينتج عن الصراعات القبلية مثلا وبعض العوامل الخارجية ، ومن تلك التقاليد الماضية التي تسيطر على الكثير، التي تبقى حاجزا أمام أي خطوة حميدة في الاتجاه الصحيح .
وفي الختام نناشدكم جميعا أباءًا وأمهات وإخوة وأخوات في كل مكان في هذا الوطن وفي العالم أجمع ، أن نكون جميعا يداً واحدة من أجل السلام والحقيقة ، ومن أجل العمل على الحفاظ على بقاء حياة الهوية الامازيغية.وحقوقها المشروعة ، وأن يكون لدينا ضمير وفهم مشترك و اهتمام متّحد نحو هدف واحد ، ويتحتم علينا كذلك أن نكون حُكماء في جميع الأمور وأقويا في كل الأحوال ، ومتسامحين في كل الخلافات ، وعلينا أن نقطع كل الطُرُق والسُبل التي تؤدي على التقسيم والتفرقة للأمة والهوية الامازيغية فى تمازغا.
تانمير

حقيقة أول امرأة حكمت مصر (نفر تيتي)

حقيقة أول امرأة حكمت مصر (نفر تيتي)

اشتهرت أول إمراة حكمت مصر بالجمال، والذكاء، والفطنة، وحب السلطة؛ تلك المرأة التي لم يكتشف مومياؤها بعد ونسأل هنا ياترى هل عجزت أحدث الأجهزة العلمية عن تحليل الحمض النووي
( D.N.A) أم ماذا؟ وما الذي جاء بها إلي مصر آتيتاً من غرب أفريقيا؟
قام العديد من علماء الغرب وآخرهم العالمة البريطانية من أصل مصري



(ماريا أندرسون)
التي جعلت هدفها في دراسة علم الآثار، لدراسة تاريخ تلك المرأة الأسطورة، إلا أنها واجهتها صعوبات من قبل الحكومة المصرية، التي تخاف من اكتشاف هذه الحقيقة.
إلا أن إصرار هذه العالمة البريطانية جعلها تحصل على الموافقة بالتنقيب عن مومياء
(نفر تيتي)
والآن دعونا نتعرف على حقيقة هذه المرأة، أثبتت الدراسات أن كلمة
(نفر تيتي) ليس لها مرادف في لغات العالم القديمة إلا في لغة (التيفيناغ) التي هي أقدم تلك اللغات وأعرقها وهنا أرد على من يقول أن( التيفيناغ ) لهجة وليست لغة هل هناك لهجة في العالم تكتب وتقرأ يا إمعة؟!
فلغة التيفيناغ تعد من اعرق وأقدم لغات العالم، حيث وجد العلماء أن مرادف كلمة
(نفر) في لغة الطوارق تعني (الاختباء أو خبينا) وكلمة (تيتي) مرادفها في لغة التيفيناغ (العقل- أو الذكاء)
وهي ترجع لكلمة
( تايتي) معني ذلك أن أصل (نفر تيتي) أنها إمراة طارقيه الأصل.
وماذا حصل بعد أن كشفت الدراسات أصل تلك المرأة؟
تسترت الحكومة المصرية على قبر هذه الأسطورة الذي يضم أم
(نفرتيتي) وأخاها الأصغر تقريباً، وإلي اليوم لم يكشف مومياء تلك المرأة مع وجود كامل الإمكانيات التي تتيح ذلك من أجهزة ومعدات متطورة، إلاّ أن حجة الحكومة المصرية أنه لايوجد تحليل (د.ن.أ) إلاّ أن هذه الحجة داحضة لاطائل منها، وأشير هنا إلي أن جثة (نفرتيتي) تعرضت للتشويه في جهة الفك السفلي للوجه، والعينين وذلك لكي يصعب التعرف عليها.
فا العالمة البريطانية التي ذكرت جزءاً من قصتها سلفاً، وجدت صعوبة في التعرف على جثتها رغم الفريق المتكامل الذي كان معها بمعداته وآلاته المتطورة.
فالتاريخ إخوتي يعيد نفسه، والتاريخ لا يرحم، ومن هنا ندعوا الحكومة البريطانية بإرسال بعثتها الثانية وستتوصل إلي الحقيقة إنشاء الله وللحديث بقية
بقلم
/ عبدالحميد عبدالرحمن الأنصاري

جل يا تاريخ:لسنا عرب...

جل يا تاريخ:لسنا عرب...

كثيرا ما ما يفتخر العرب بقومتيهم ولغتهم إلى حد وصل بهم هذا الفخر إلى نوع من الهستيريا والجنون القومي حيث ولدت لدى البعض من زعماء ومنضري الفكر العروبي نوعا من الهرتقة التي يحلو لي أن أسميها"الهلوسة العروبية"
وهو مرض عضال يصيب الكثير من العروبيين الذين ضاقت بهم السبل في المشرق والمغرب وخابت آمالهم وباتت أحلامهم التي تشبه أحلام الأطفال عندما يرسمون طائرة بالقلم الرصاص ويحلمون بركوبها.أنا لا أحسد هؤلاء العروبيون إذا كانوا يهلوسون فوق جزيرة العرب ،لكن ما يستدعي منا فتح مصحات عقلية في شمال إفريقيا هو وجود طائفة عروبية فوق أرض الأمازيغ ودماغها يهلوس في الشرق.ويعتبر القذافي قذف الله عروبته قيدوم الهلوسة العروبية في شمال إفريقيا إلى جانب صناديد حزب الإستقلال المغربي ومرتزقة العروبة في موريتانيا وكل من يسبح بحمد جمال عبد الناصر.

فلا يتوقف هؤلاء عن الهلوسة والهرتقة العروبية صباح مساء ،في فصل الشتاء والصيف،في المسجد وفي البيوت،تراهم سجادا ركاعا،خاشعين مدبير في كتاب العروبة .لا تستريح أبدا قنوات وفضائيات القذافي في التلهليل والتبجيل ليل نهار ببابا التبشير العروبي في شمال إفريقيا الذي يبشرشعبه وباقي الشعوب الإفريقية بخرافات كتابه "الأسود" الذي يعلم الشعوب كيف تحلم بمستقبل لا يحققه إلا من يهلوس .ما زال هؤلاء لم يدركوا أن العروبة ماتت قبل أن تولد في عقر دارها"المشرق" وصلى العرب عليها صلاة الجنازة و وريت مثواها الأخير،فبكى من بكى وصدم القدر من كان يحلم بالخرافات...

لكن عروبيو شمال إفريقيا أبوا إلا ينبشوا قبر العروبة المظلم وجاؤوا بما لم تأتي عليه الديدان إلى أرض الأمازيغ وباتوا يقدمون القربان والدموع والأحلام لعلهم يحيون العروبة وهي رميم ،ولعله يأتي "المغرب العروبي الموعود" والأعرج من فوق جماجم الأمازيغ الأحياء وهذا ما لا يمكن حدوثه.يحلم هؤلاء وينسون أن الأمازيغ أحياء يرزقون،يهلوسون ولا يدركون أن شعب الأمازيغ بكامل قواه العقلية،يهرتقون بالخرفات وتغيب عليهم شهامة الرجال الأحرار.

دعهم يحلمون كالأطفال،واتركهم يهلوسون من أجل الوطن الموعود حتى تصعقهم حقيقة الأمازيغ وتتبخر أحلامهم بنارالثورة"الحمراء" وبسالة فرسان الهوية والعدالة.

فسجل يا تاريخ بحرف تيفيناغ أننا أمازيغ وسنبقى أمازيغ......

الاثنين، 24 يناير 2011

وجهة نظر على مقاس المبتدئين

وجهة نظر على مقاس المبتدئين
إن الأفراد الذين يصنَّفون ويدركون على أنهم أفراد مختلفون في سياق ما، يمكن أن يعاد تصنيفهم ويدركوا كأفراد متشابهين في سياق آخر من دون أي تغيير حقيقي في الأوضاع.أي أن تصنيف الفرد لنفسه ضمن إطار معين قد يشكل بطريقة أو بأخرى انغلاقا على ذاته، ومن ثم فصله عن الآخرين. من هنا يحق لنا استنطاق لسان حال ميشيل فوكو وهو يتساءل: ماذا يصنع المرء بنفسه ؟ كيف ينحكم قائما بأعمال يكون فيها هو ذاته هدفا لها ؟ لا أجد هنا داعيا للتذكير بأن شعب شمال إفريقيا كله أمازيغي الأصل، وأن من يدّعون عروبتهم على أرضها إنما هم واهمون باستثناء من لازال في وضعية هجرة متواصلة ! كما لست أعتقد أن الكائنات العادية من الجنس البشري تستطيع أن تكون سعيدة دون وجود المنافسة، لأنها – أي المنافسة – كانت منذ الإنسان، الحافز لأهم الفعاليات. ولذلك فيجب أن لا نحاول أن نلغي المنافسة وإنما أن نراعي أن لا تتخذ اتجاهات ضارة كثيرا (1) ؛ فالإنسان في معظم الأوقات وفي معظم الأماكن لم يكن يعتبر نفسه نوعا يتنافس مع الأنواع الأخرى. إذ لم يكن اهتمامه موجها إلى " الإنسان " بل إلى " الناس "، وقد قسم الناس تقسيما محددا إلى أصدقاء وأعداء (2). ولنأخذ هذه المقاربة لدحض مقولة الاختلاف وتعدد الثقافات أو الهويات على مستوى أرض تمّازغا. فمثالا على ذلك وتقريبا للصّورة أكثر؛ يبدوا من الوهلة الأولى أن "الشعب المغربي" مقسّم إلى عدّة تصنيفات: عربي|أمازيغي. أبيض|أسود. صحراوي|داخلي. جنوبي|شمالي. دركي|مواطن. برجوازي|بلوريطاري... كل هذه ترتيبات وتصنيفات يمكن لأي مواطن عادي أن يتخيلها من منطلق كونه ملاحظا بسيطا من بعيد. أي كأنّنا أجزاء مختلفة ومكدّسة في إطار معيّن لا وحدة بيننا بتاتا. نشكّل نحن الأمازيغ جزءا من هذا الإطار، لنا ثقافتنا وعاداتنا وآلهتنا ولغتنا ومشاعرنا وفوضويَّتنا ... على أن الأجزاء الأخرى منفصلة تماما عن انتمائها الأكبر لأرض تمّازغا ! ألا تلزمنا عقليّة على مقاس هؤلاء الأمازيغ " المستلبين ".
كما نجد - والأزمة تشتدّ هنا أكثر - بعض المقولات تروّج داخل أسوار الساحة الجامعية المغربية من قبيل: نتضامن مع كل الشعوب الأصلية التواقة للتحرّر، ويضاف على هذه الجملة " الشعب الطوارقي "! وفي بعض الأحيان، الشعب الجزائري، أو الليبي أو التونسي. هنا يدعونا العقل السليم للتساؤل من جديد: عن أي وحدة أمازيغية نتحدث ؟ ألا تلزمنا عقلية على مقاس هؤلاء أيضا ؟ هل بدأنا حقيقة في استرجاع المقولات الكولونيالية ؟ أم أننا لم نفهم بعد على ما تتأسس الإمبراطوريات ؟ هل استطاع النظام العروبي (المخزني) ومؤسساته القائمة بغرب شمالي إفريقيا استلهامنا فكرة الدّولة والخصوصية والمصالح الخاصّة والمعاهد والتعدد الثقافي والجهوية...؟ أم أنّ نمط العيش التقليدي يحثّنا على الالتفات حول رقعة الأرض التي نطأها بأقدامنا (النظرية الانقسامية)؟. كلما قصدناه يعني في المقابل أن يكون المرء عالما صغيرا فريدا من خلال انعكاس العالم على ذاته (3). وعن أي عالم نتحدث ؟ إنها الإمبراطورية .
لا نريد الإطناب في الحديث عن مدى الهوّة التي أحدثها صراع الشعب الأمازيغي مع المحتل ومؤسساته لا على المستوى المحلّي أو العام باعتبار شمال إفريقيا أرضا أمازيغية بامتياز. هل يجب في الحقيقة أن نذّكر بفحوى صفحات التّاريخ التي تحمل في طيّاتها كيف جُزّأت أرض تمازغا إلى دويلات نشأت الأجيال الجديدة على كونها الأصل، كما نشأ البعض على مقولة 12 قرنا من تاريخ المغرب؟ هل صارت شمال إفريقيا كلمة يجمعها الفم فقط ؟ أم مجرّد خريطة ملوّنة على صفحات كتب التاريخ والجغرافيين ؟ أم أجزاء كعكة لا يليق بنا تشاركها مع الآخرين ؟
كيف نجعل في خطابنا رؤية موحدة لصورة عامة تتجسد كلّما أحسسنا بثقل ما نحمله من همّ تركته على عاتقنا آمال من نتغنّى بأسمائهم في كل مرّة نودُّ فيها تمرير خطابات قزميّة جوفاء ردا على " الجنجويد " أو " الحركات الإسلام-سياسية " أو " الخبزيين " ... متقوقعين كل يوم داخل خطابات عقيمة لا ترقى إلى مستوى ما يفترضه الواقع المرّ الذي نتخبط فيه نحن الأمازيغ. إن المعضلة هنا ليست أن هذه الأشكال من المنافسة سيئة، إنها تصنِّف الآخر المستلب على أنه جزء أخر من تلك الأجزاء المكدّسة في إطار واحد ! ما الذي قدَّمناه لهذه القضية ولهؤلاء الشهداء والمعتقلين والمشرَّدين والمستلبين وهذا الشعب سوى استذكار أمجاد من مات على كلمة " تمّازغا " ؟ متناسين أنهم تركوها ثقلا كبيرا على أعناقنا . إلى أي حد استطعنا أن نوصل أقدام كل فرد أمازيغي بشبكة عروق وشريانات هذه الأرض الجريحة ؟
قد يرُّد عليَّ البعض قائلا: لقد قمنا وفعلنا وأنجزنا واحتججنا واعتُقِلنا وعُنِّفنا وأوصلنا الخطاب إلى الشارع السياسي.... . ولهؤلاء أقول لقد قُتِل " معتوب لونيس" بخمس طلقات ناريَّة وكانت كلماته الأخيرة: تمّازغا.. تمّازغا.. تمّازغا.. تمّازغا.. تمّازغا، على عدد الطلقات التي قتِل بها. وكان ابن رُقعة جغرافية جبليّة صغيرة.
" إن الناس لا يحبُّون، في معظم الأحيان، أولئك الذين يجدونهم يجلسون إلى جانبهم في السيّارات العامة، ولكنهم يحبونهم أثناء الغارة الجوية ( حيث يكونون جميعا محشورين في المخبأ ) "(4).

(4-2-1) من كتابي: " السلطة والفرد " و " المجتمع البشري في الأخلاق والسياسة "، برتراند راسل.
(3) كتاب : " الوجودية "، جون ماكوري.
 

الكاتب: محمد العمراني

بيان الحركة الوطنية الأزوادية


بيان صحفي
* التاريخ 20 يناير 2011
الحركة الوطنية الازوادية
أزاواد ( شمال مالي ) 2010
سنة الفوضى الأمنية , السياسية ، الاقتصادية والتغيرات المناخية
إزاء الأزمات المتتالية في منطقة أزواد و ضرورة إيجاد حلول لها ، فإن الحركة الوطنية الأزوادية (M.N.A) تعتبر الكيان الأنسب لتلبية المطالب و التطلعات السياسية للشعب الأزوادي.
إن الحركة الوطنية الأزاوادية ، التي ولدت يوم الأول من نوفمبر 2010 ، تؤكد أن شعب أزواد ، بتنوعه ، يساند و يثمن الحوار الجماعي و يوليه أذانا صاغية بغية الوصول إلى أهدافه المشروعة و استرجاع كل حقوقه التاريخية المغتصبة .
في واقع الأمر لن يكون هناك حل موضوعي و مستديم لغياب التنمية و للمشاكل الأمنية, فضلا عن إقامة مشاريع حقيقية لصالح المجتمع دون إعادة إدارة كافة القضايا للمعنيين ، أي الأزواديين ، الذين يعتبرون أول من عانى و يعاني من هذه المشاكل ، وهذا ليس من أجل مصلحة أزواد فحسب, ولكن من أجل مصلحة المجتمع الإقليمي والدولي كذالك .
إن الحركة الوطنية الازوادية ، من خلال هذا البيان, تشدد على ضرورة عودة الأزواديين إلى لعب دورهم الطبيعي فيما يخص الإدارة الشاملة لشؤونهم و إيجاد حل نهائي لمشاكل منطقتهم ، سواء السياسية او الاقتصادية أو الأمنية. و لكن نؤكد هاهنا بأن ذلك لن يتسنى إلا بتمكنهم من أرضهم و إدارتها الكاملة من قبلهم .
لقد شهدت منطقة أزواد منذ سنوات أزمة غير مسبوقة ارتبطت بآثار التغيرات المناخية و شساعة المنطقة الخارجة عن السيطرة ، التي أضحت مسرحا لعمليات الجريمة بكل أشكالها و التي تجري بالتواطؤ مع كبار مسؤولي سلطة الاحتلال لدولة مالي على هذا الإقليم.
إننا هنا ندين بشدة الخلط بين نضال شعبنا المشروع و أنشطة القاعدة في المغرب الإسلامي و ما ينجم عن ذلك من تداعيات خطيرة .
إن اختطاف الرعية الفرنسي ميشيل جيرمانو أحد الأمثلة على هذا الخلط : فقد تم في 19 أبريل 2010 اختطاف هذا الناشط الفرنسي بالنيجر ثم احتجازه في صحراء أزواد حيث تم قتله يوم 25 يوليو 2010 ، بعد ثلاثة أيام من الغارة الفرنسية-الموريتانية ضد مجموعة تابعة للقاعدة بالمغرب الإسلامي . و منذ مقتله لم تكف بعض الصحف الفرنسية عن الخلط وعدم التمييز الشامل و المتكرر بين ما يسمي بالقاعدة بالمغرب الإسلامي والثوار و قبائل كلتماجق وغيرها. فعلى سبيل المثال ، فقد نشرت الصحيفة الفرنسية لوموند يوم 27 يوليو 2010 مقالا تتهم فيه بشكل مباشر ” الشعب الطارقي بدعم إرهابيي القاعدة بالمغرب الإسلامي ، و إيوائهم في مخيماتهم و المشاركة أيضا بشكل مباشر أو غير مباشر في قتل ميشيل جيرمانو . ” و من ثم ، نجد أنفسنا ملزمين بالتطرق للحديث عن مسألة الأمن في منطقة أزاواد .
و للتوضيح ، فإن اغتيال القاعدة بالمغرب الإسلامي سيدي محمد أغ الشريف يوم 20 أوغسطس 2010 بعد اغتيال العقيد لامين ولد بو الضابط الازوادي في الأمن المالي داخل منزله بمدينة تينبكتو في يوليو 2009 ، لم يتم تناوله من طرف الإعلام المالي وكذلك وسائل الإعلام الدولية .
إن معارضة الشعب الأزوادي لأنشطة القاعدة بالمغرب الإسلامي ليس بحديث العهد إذ تجدر الإشارة هنا إلى العملية المضادة للإرهاب التي أطلقها التحالف الديمقراطي من اجل التغير سنة 2006 و التي انتهت بمقتل أبي حولة ، أحد رؤوس هذا التنظيم.
إننا نشهد قلق السكان الأزواديين لا سيما البدو منهم الذين يعتمد عيشهم على الرعي وذلك نتيجة العواقب الخطيرة على المنطقة الصحراوية إثر اختطاف خمسة رعايا فرنسيين يعملون لحساب شركة أريفا و ساتوم ( فانسي ) بالنيجر في منتصف سبتمبر 2010 ، محتجزين على الأراضي الأزوادية حسب المصادر المالية والفرنسية. ولا تنمحي عن أذهاننا الغارة التي شنها الجيش الموريتاني في سبتمبر 2010 قرب تينبكتو, في سياق هجومه ضد عناصر القاعدة، الذي أودى بحياة امرأتين و خلف العديد من الجرحى.أضف إلي ذلك قدوم وحدات من الجيش الفرنسي علي مدينة مينكا ( التي تبعد 350 كلم شرق مدينة قاو ) بعد ان شن هجوما إلى جانب القوات النيجرية ضد مجموعة تابعة للتنظيم الذي أفضى إلى مقتل الرهينتين الفرنسيين اللذين كانا قد اختطفا في نيامي في بداية شهر جانفي الجاري.
إن هذه التدخلات وقعت بعد الضوء الأخضر الذي منحه الرئيس المالي آمادو توماني توري لكل من يريد التوغل في الأراضي الأزوادية تحت ذريعة مكافحة ما يسميه بالإرهاب .
بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الأنشطة الإجرامية ذات النطاق الدولي تتم بمرأى و مسمع سلطات الاحتلال المالية و التي أصبح أزواد ضحية نتائجها المباشرة لأنها تشوه صورة كامل المنطقة و ساكنيها.
على سبيل المثال, تجدر الإشارة إلى إنزال أطنان من المخدرات من طائرة بوينغ 727 التي تم العثور على هيكلها الذي احرق في الصحراء في نوفمبر 2009 بمنطقة تاركنت في إقليم قاو. و أيضا رتل من السيارات المحملة بالمخدرات و التي يرافقها أعوان من القوات النظامية للجيش المالي, و مهربي المهاجرين غير الشرعيين كل ذلك يحدث بمرأى الجميع و القائمة طويلة. وهذه أدلة على المشاركة و التورط المباشر للحكومة المالية في كل هذه الفوضى .
و عليه يُعرض كل هذا سكان الصحراء إلى خطر غير مسبوق إلى جانب الخطر الذي عانوا منه منذ زمن طويل تحت الاحتلال المالي. و من ثم وجد هؤلاء السكان أنفسهم بين مطرقة الاحتلال وسندان المجموعات الإجرامية.
ولا تعتبرهم كل هذه الأطراف سوى فريسة سهلة للاستغلال و إلصاق التهم و التلاعب بها و القضاء عليها دون مبررات كما يشهد على ذلك الاغتيال الشنيع و الوحشي للرائد بركة اغ الشيخ و الأستاذ محمد أغ موسى بمدينة كيدال يوم 11 أبريل 2008 و جرائم لم يتم التحقيق فيها و لا مواساة أسر الضحايا . و ستحتفظ ذاكرة تاريخ أزواد بهذه الجرائم المنظمة.
كما أنه لا يعتبر سكان هذه الصحراء الشاسعة حسب البعض سوى متواطئين متعاونين مع القاعدة ، و حسب القاعدة بالمغرب الإسلامي فإنهم ليسو سوى شركاء للحكومات المركزية إذ اظهر الازواديون معارضتهم للأنشطة الإرهابية كما يشهد على ذلك تحقيق قامت به القناة التلفزيونية فرانس 24 في يناير 2008 الذي صرح فيه قائد الحركة المسلحة إبراهيم أغ باهنقا بما يلي ” ليست لنا أية اتصالات بهؤلاء الناس ، ما يقال عنا ما هو إلا حملة زور من طرف الحكومة المالية من أجل الإساءة إلى الطوارق ” و كذلك صرحت آن سانت جيرون في مقال نشر على صحيفة لوموند يوم 30 /11 / 2010 قائلة ” إن فلول الجماعة السلفية للدعوة و القتال ، الذين تقودهم شهية الربح ، أعادت تشكيل نفسها ، بفضل الظروف الجيوسياسية الخاصة بمنطقة الساحل و الصحراء ، حيث و جدوا فيها نشاطا مربحا ، و لن يكون في مقدور أحد طردهم سوى الطوارق ، و حسب رأي بعض الخبراء لا يصل عددهم إلا إلى بضع مئات يتحكمون في المنطقة ، و يجب أن تكون هنالك إرادة سياسية محلية و التي لا توجد حاليا و خاصة مع امتناع القوى الغربية التي سوف لن يؤدي تدخلها سوى إلى تعزيز صفوفهم ” .
و فيما يخص طريقة العيش ، فإن المنطقة الصحراوية تعاني من تقلبات مناخية إلى جانب تقدم مستويات التصحر التي تشكل عوائق و عراقيل للناس و لطريقة عيشهم . فلقد شهد أزواد سنة 2010 إحدى أكبر موجات الجفاف في تاريخه مما يذكر بشكل مؤلم بسنوات 1973 و 1985 . حيث ان السنة الماضية خلفت العشرات من الوفيات من بينها أطفال و نساء هلكوا بسبب العطش، إلى جانب هلاك الآلاف من رؤوس الماشية نتيجة الجدب و القحط والأمراض المجهولة في صفوف الحيوانات.
ووجدت العديد من العائلات نفسها في عوز شديد دون أية نجدة , ولم يعد لها أية موارد يمكن الاعتماد عليها ، وأجبر العديد منها على الهجرة . ثم إنه لمواجهة هذه الأزمة الهائلة ، لم يلاحظ سكان أزواد سوى غياب اهتمام و اللامبالاة الواضحة من طرف سلطات الاحتلال المالية إزاء نكباتهم.
إن تزايد مظاهر اللامساواة والفقر ومحاولات طمس الهوية ، كذالك مناخ العنف والشكوك المعممة ضد شعب أزواد, كل ذلك يشكل الطابع المميز لدولة مالي .
إن الأزواديين قلقون من عدم أخذ هذه المشاكل في الحسبان وبدءوا يتساءلون حول دور منظمات حقوق الإنسان ، ووسائل الإعلام وكذلك حول سبب صمت المجتمع الدولي إزاء مخاطر اختفاء شعب .
وبعد كل ما ذكر فإن الحركة الوطنية الأزوادية تعلن :
· أنها تدين بشكل مطلق كل أشكال الإرهاب سواء تعلق الأمر بإرهاب الأفراد أو الدولة ، كما تدين إجراء تبادلات و صفقات خطف الرهائن, التي جعلت منها مالي انطلاقا من منطقة أزواد, وسيلة لتمويل حكومتها في الوقت الذي لا يجني فيه الأزواديون سوى تشويه صورة أرضهم .
· أنها تدين كل تدخل أجنبي أيا كانت طبيعته على الأراضي الأزوادية, والذي لا يجلب سوى المزيد من الصراعات ويشجع الأنشطة الإرهابية التي لا يحصد نتائجها السيئة سوى الأزواديين .
· أنه على أرض أزواد لا شيء أغلى من نفس مواطن أزوادي ، وأن الأزواديين يرفضون أن تكون أرواحهم ثمن أي شيء كان باستثناء قضيتهم, لأنهم ليسوا سبب أذى أيا كان ويعبرون في الوقت ذاته عن تعاطفهم مع كل هؤلاء الذين فقدوا ذويهم نتيجة الأعمال الإرهابية أو الحربية.
· أنها تطلق نداءا رسميا إلى المجتمع الدولي لكي يتدخل مع الأخذ بعين الاعتباراحترام رؤية الأزواديين من أجل التوصل إلى حل نهائي لهذه القضية التي لم تتم تسويتها إلى يومنا هذا ، من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في هذه المنطقة, الأمر الذي يصب في صالح الجميع.
· أنه لكي يتم الحصول على ضمان مؤكد للسلام و الاستقرار في المنطقة ، سيكون من الضروري بل مما لا بديل عنه أن يعترف المجتمع الدولي بحق تقرير المصير للشعب الأزوادي.
أوغسطن أغ أحمد
مسؤول الاتصــال
70225491 223+

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More