الأربعاء، 25 مايو 2011

الرئيس اليمني في عزلة مع تزايد الضغوط لتنحيه



المعارضة اليمنية تقرر تصعيد تحركاتها الاحتجاجية لدفع صالح الى ترك السلطة في وقت تشتد فيه الضغوط الدولية عليه.


صالح في مواجهة داخلية خارجية









        


قررت المعارضة اليمنية الاثنين تصعيد تحركها الاحتجاجي لارغام الرئيس علي عبد الله صالح على التنحي غداة تراجعه في اللحظات الاخيرة عن توقيع المبادرة الخليجية التي تنص على رحيله في غضون شهر ما دفع بالقوى الدولية الى تصعيد ضغوطها عليه.
ميدانيا شهدت صنعاء مواجهات عنيفة بين مسلحين قبليين معارضين لصالح وقوات الامن، ما اسفر عن سقوط ستة قتلى و39 جريحا، بحسب مصادر قبلية وحكومية.
وقال مكتب الشيخ صادق الاحمر، شيخ مشايخ قبائل حاشد، ان خمسة من انصاره قتلوا واصيب 35 آخرون بجروح في مواجهات دارت بينهم وبين قوات الامن في حي الحصبة السكني في شمال العاصمة.
من جهتها ذكرت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها الالكتروني 26 سبتمبر ان "مواطنا قتل واصيب اثنان آخران نتيجة اطلاق النار بعشوائية من قبل المسلحين التابعين لاولاد الاحمر".
بدورها ذكرت وكالة الانباء اليمنية ان مسلحي الشيخ الاحمر هاجموا مقرها بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية ما اسفر عن دمار ثلاثة من طوابقه.
وقالت الوكالة "دمرت ثلاثة ادوار من مبنى وكالة الأنباء اليمنية سبأ وشبكتها التقنية جراء إطلاق نار كثيف على مبنى وكالة سبأ بمختلف أنواع الأسلحة من قبل عناصر مسلحة تابعة لأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر".
واضافت ان "اطلاق النار على مبنى وكالة سبأ استمر من الثانية بعد ظهر الاثنين حتى السابعة مساء" وكان في المبنى "حوالي مئتي صحافي حوصروا في ظروف سيئة للغاية وهم يستغيثون لانقاذ حياتهم".
وتوقفت الاشتباكات مساء بفضل وساطة قام بها رئيس جهاز الأمن السياسي (المخابرات) اللواء غالب مطهر القمش والنائب احمد ابو حورية، وتم فتح تحقيق لتبيان ملابسات ما جرى، بحسب مصادر قريبة من الشيخ الاحمر.
وعلى الاثر انتشرت تعزيزات من لواء الحرس الجمهوري، الذي يضم قوات النخبة في الجيش والذي ما زال مواليا للرئيس، حول مقر وزارة الداخلية الذي يبعد عن منزل الشيخ الاحمر حوالي 500 متر، كما افادت المصادر نفسها.
من جهتها اعلنت السفارة الاميركية في صنعاء على موقعها الالكتروني انها اغلقت ابواب قنصليتها امام العامة الثلاثاء والاربعاء بسبب الوضع الامني الراهن في العاصمة.
وافادت مصادر قريبة من الشيخ صادق الاحمر ان المعارك اندلعت بعيد الظهر عندما حاول عناصر من قوات الامن ومناصرون للرئيس صالح الانتشار حول منزل الشيخ الاحمر، ما دفع بمسلحي الاخير الى التصدي لهم.
ولكن مصدرا امنيا قدم صيغة اخرى لما جرى، وقال ان مسلحي الشيخ الاحمر هاجموا مدرسة في الحي ما استدعى تدخل قوات الامن.
من جهته حمل مصدر مسؤول بوزارة الداخلية "أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر مسؤولية كل ما يترتب على هذا الحادث من نتائج".
ومساء الاثنين كانت الطرقات المؤدية الى حي الحصبة لا تزال مغلقة.
وتوجهت تعزيزات من مسلحي قبائل حاشد من عمران الواقعة شمال العاصمة الى صنعاء، لمؤازرة زعيمهم، كما افادت مصادر قبلية.
واندلعت هذه الاشتباكات غداة فشل وساطة مجلس التعاون الخليجي لحل الازمة اليمنية بعد رفض صالح التوقيع على اتفاق وقعت عليه المعارضة ويتضمن تركه السلطة خلال شهر من الزمن.
وعبرت الولايات المتحدة عن خيبة املها الشديدة ازاء رفض صالح التوقيع على المبادرة الخليجية.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في بيان "ان الولايات المتحدة تشعر بخيبة امل شديدة ازاء رفض الرئيس صالح المستمر للتوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي"، مضيفة "انه يتنصل من التزاماته ويزدري بالتطلعات المشروعة للشعب اليمني".
بدوره اعرب مجلس الوزراء السعودي عن "أمله في ان يتم التوقيع على المبادرة من الاطراف جميعها في اقرب وقت ممكن لضمان تنفيذ الاتفاق وتجاوز الأزمة التي تشهدها الجمهورية اليمنية الشقيقة والوصول إلى توافق شامل يحفظ لها أمنها واستقرارها ووحدتها"، بحسب ما اعلن وزير الاعلام السعودي عبد العزيز خوجة في ختام جلسة مجلس الوزراء.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي اعلنت في ختام اجتماع عقد في الرياض الاحد انها قررت "تعليق" مبادرتها لحل الازمة في اليمن بعد رفض الرئيس اليمني التوقيع على اتفاق الخروج من الازمة.
وقدم صالح الشرط تلو الاخر ليوقع على المبادرة، واشترط اخيرا ان توقعها المعارضة معه في القصر الجمهوري، وذلك بعدما وقع قادتها عليها مساء السبت ضمن ترتيب قالت المعارضة انه تم بالاتفاق مع الوسيط الخليجي.
ومساء الاحد حذر صالح من اندلاع حرب اهلية في اليمن اذا لم "تنصع" المعارضة.
وردا على موقف الرئيس، توعدت المعارضة بتصعيد تحركها. وقال محمد قحطان المتحدث باسم المعارضة اليمنية ان "خيارنا الوحيد هو تصعيد الثورة السلمية والاستمرار في احكام الطوق على النظام الى ان يختنق".
واضاف ان "النظام يحاول دفع الامور باتجاه العنف ولكن لن يتمكن من جر البلاد الى حرب".
بدورهم قرر الشباب المعتصمون في ميدان التغيير في وسط صنعاء منذ ثلاثة اشهر للمطالبة بتغيير النظام "تكثيف تحركهم الاحتجاجي والدعوة الى اضراب عام لمدة اربعة ايام في الاسبوع"، كما قال وسيم القرشي احد منظمي التحرك.
واضاف "ان النظام على وشك السقوط وهو يحاول جرنا الى العنف ولكننا لن نوفر له اي فرصة للجوء الى العنف".
وغادر الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني صنعاء من دون الحصول على توقيع صالح، وذلك بعد ان تم اجلاؤه بواسطة مروحية من مبنى السفارة الاماراتية حيث كان محاصرا مع سفراء واشنطن ولندن والاتحاد الاوروبي من قبل مسلحين موالين لصالح.
وكان مئات المسلحين من انصار صالح حاصروا السفارة الاماراتية في صنعاء حيث كان يتواجد الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الاوروبي، وذلك رفضا للمبادرة الخليجية وبحجة عرقلة توقيعها من قبل صالح.
واعتذر صالح من رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان عن محاصرة مناصريه للسفارة الاماراتية في صنعاء الاحد، بحسب وكالة انباء الامارات.
والاثنين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر "نعتقد ان الفرصة لا تزال سانحة امام الرئيس صالح للتوقيع على هذه المبادرة"، مضيفا "نحضه على التحرك وحل هذا الوضع" و"الخروج من المأزق".
بدوره اعرب الاتحاد الاوروبي عن استعداده لمراجعة سياسته حيال اليمن بعد رفض صالح توقيع الاتفاق. واكد وزراء الخارجية الاوروبيون في بيان اصدروه بعد اجتماع في بروكسل ان "الاتحاد الاوروبي يتابع احداث اليمن بقلق كبير".
ودعا وزراء الاتحاد الاوروبي الرئيس صالح الى التخلي عن السلطة "على الفور". وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بعد الاجتماع ان "الرئيس صالح يعلم جيدا ما عليه ان يفعل"، محذرين السلطات اليمنية من ممارسة العنف ضد المتظاهرين.
بدورها نددت فرنسا "بالتحول الاخير غير المسؤول وغير المقبول" في موقف الرئيس اليمني، مؤكدة على لسان المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو ان صالح "يتحمل بتراجعه عن التزامه مسؤولية هذا الفشل وتبعاته ازاء الشعب اليمني والاسرة الدولية".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More