الجمعة، 28 يناير 2011

د. محمد تيراب: لقبائل زغاوة الدارفورية أصول تمتد إلى جذور الأمازيغ

د. محمد تيراب: لقبائل زغاوة الدارفورية أصول تمتد إلى جذور الأمازيغ أصلاً وثقافة



ؤسان (خاص)
ضيفنا لهذا العدد، هو ضيف من نوع خاص .. من جهة خاصة ، وبوضعية أكثر خصوصية.
أخ قريب بعيد .. ! قريب من جهة إنتماء الهوية والتاريخ والجغرافيا، وبعيد عنا بأهوال معاناته ومحنته الطويلة الأمد.
ضيف في أمة .. وأمة في ضيف
جميعنا سمع ويسمع عن مأساة دارفور وأهالي دارفور، ولكن من منا إكثرت أو فكر في أن تلك النكبة البشرية تهمه أو تمسه بشكل من الأشكال، من منا ساند دارفور، أو أهالي دارفور، ولو من باب الجيرة أو الإنسانية بمفهومها المتمدد ؟ فما بالكم حينما نعلم بأن قسم كبير من أؤلئك القوم المنكوب هم محسوبون علينا هوية وثقافتاً وأصولا ؟؟
لا غرابة في جهلنا وتجاهلنا هذا .. فقد تكرر ذلك مع أهالينا الطوارق في الجوار، حيث تعرضوا لإبادات جماعية في تسعينيات القرن الماضي تحديداً، ونحن نغط في عميق السبات، وحدث ذلك أيضاً و يحدث اليوم مع أبناء شعبنا التبو، ونحن نتظاهر بنومة الذئب ( عين نائمة وعين يقظة )، ولا نحرك ساكنا.
ؤسان وكأضعف الإيمان، ستحاول أن تقربكم أكثر من المشهدالدارفوري، عبر لقائنا مع الصديق الدكتور: محمد تيراب، أصيل المنطقة، وأحد شبابها المناضلين من المهجر.

* أستاذ : تيراب، مرحباً بك في فضاء ؤسان ليبيا، ونشكر لك تلبية الدعوة، كما نشكرك بالمناسبة علي مجموعة المقالات القيمة التي تفضلتم بها على موقعنا المتواضع، ونشرناها في أعداد سابقة، بقصد التعريف بقضية دار فور.

تحية حارة لك صديقي العزيز، ومثلهما لاهل ؤسان، لسان حال أبناء الشمال الافريقي الامازيغي الليبي الصادق،
ويسرني لقائكم والتواصل معكم، وأرجوا ان تكون ردودي شافية لبعض غليل الاستفهام لديكم.


في البداية هل لنا بتعريف لشخصك الكريم ؟

اسمحوا لي اخوتي في هذا الفضاء ان أكرر تحيتكم ,وأثمّن جهدكم الصادق لبلوغ غايات الشعب المقهور قمعاً وطغيانا.

انا محمد عبدالله تيراب, العام الرابع بعد الستين من القرن العشرين كان عام الميلاد,عشت طفولتي وصباي في السودان – مدينة الدمازين,حملت بعدها عمرا جاوز الربع قرن حقيبة الغربة صديقا لازمني حتى اليوم ,تعددت المحطات شرقاً وغربا,وحططت الرحال منذ هنيهة في أقصى غرب الدنيا ,ليس هربا من براثن طغيان قاهر جاثم على صدر شعبي ,لكن زفير كرَة أخرى نحو الجذور والحق انشاء الله ,أعيش اليوم في لاس فيغاس , بعد أن تناصرت دبي – الامارات ظلما وعدوانا مع بغاة السودان الحاليين فخرجت أحمل ثقل الترحال وهم النضال ,بعد عقد ونيف من السنين مضت هناك على رمال الخليج, وقبلها عقد ونصف ما بين صقيع موسكو شتاءاً وربيع كييف – أوكرانيا ربيعا, أضافت لحقيبة الترحال ماجستير في القانون الدولي ,ثم دكتوراة في مجال الملكية الفكرية





دارفور ، قضية سمع بها كل العالم، ولكن بروايات مختلفة، فكيف يراها أبنائها، فلنبداء لو تفضلت بجزئية الأصول الثقافية والتاريخية التي تربط بعض قبائل دارفور، بإخوانهم في شمال أفريقيا

لجزء كبير من قبائل دارفور صلات في الأصل الاثني , وحلقات كبيرة من تواصل الثقافة والحضارات, فنجد أن لقبائل الزغاوة أصول تمتد حتى جذور الأمازيغ أصلاً وثقافة , ولقبائل الفور جذور في تونس (بحسب رواة وباحثين في التاريخ أمثال محمد بن عمر التونسي) وكثير من القبائل العربية أصولها تمتد شمالا الى ليبيا وحتى موريتانيا, تتماهى موجبات الثقافة هنا وهناك وتمتزج بنواة الحضارة والثقافة الافريقية فتخرج اللونية الدارفورية في التناول والمذاق, فعهد الحضارة البشرية بالتاريخ هو التواصل , حتى ما انقطع عنه يراع المؤرخين نجده في شفاهة البسطاء , وصميم التعاطي الايجابي عند التماس والتناول ,فكلنا امتداد جيوبشري واحد,,,وكذا المصير .

وأن عدنا للقضية التي مرت على كل الآذان ولكن سكنت سويداء المؤمنين بالحق – أقصد قضية دارفور, فهي قد صعدت الى حال الاعلام فيما بعد شروق شمس الالفية الحالية ,لكنها تمتد تأزماً الى ما قبل القرن الماضي,حيث لم يصادف تلك البقاع من أهل الحل والربط من سلطان المركز الا الإهمال والتهميش بعد ان إنضمت هذه البقعة العظيمة الى السودان الحالي في العقد الثاني من القرن الماضي (1917م),فلذا طفح كيل الصبر الساكن قرناً ,وثار أصحاب الحق طلبا للمساواة في الثروة والسلطان,في المركز وعلى أرض دارفور وأن تكون المواطنة هي المعيار الحقيقي والوحيد للتعاطي مع شأن الحق في الثروة والسلطة,فلم يعجب الطغاة البغاة ما بغي أهل الحق من مطلب,فكان فعل الصابرين الثورة ,وكان رد الطغيان لهم إبادة في النفس والزرع والضرع في مساواة دون تمييز ,هكذا يفهم الطغاة المساواة ويطبقونها واقعاً.





تمر مأساة دارفور بمنعطفات مختلفة، وثنايا جد خانقة، منها ما هو حقيقي ومصيري لشعب دارفور، ومنه ماهو إستغلال سياسي وركوب لتصفية حسابات محلية وإقليمية ودولية، كيف تري النخب الدارفورية هذا المشهد، وبالتالي كيف تتعامل معه:

نحن كأبناء دارفور نرى المشهد بمنظار الواقع وفق معادلة سهلة بسيطة ,انه هنالك مطالب مشروعة – سقفها مساواة الهامش المظلوم في السلطان والثروة – ولم يصل هذا السقف يوماً أفق الانفصال مدىً ,حتى عند اكثر (المغاليين) في المطلب, رغم ان دارفور – كما ذكرنا في مقالاتنا السالفة – آخر الأقاليم التي ضمت للسودان ,وعلى الطرف الآخر من المعادلة نجد مركزاً مغالٍ في الطغيان دوماً وهاضم للحقوق المشروعة ,ألِف الصمت من أهل دارفور على مدى سنين إستقلال السودان التي تجاوزت نصف القرن بعقد ونيف ,فعندما انتفض الصامت ثورةً, لم يرق للباغي هَبّة الساكن , فكان الرد قتلاً ,,,ذلك كل ما في أمر معضلة المعادلة,,,حل المعادلة ان ترد الحقوق الى أهلها ,ولا مكان هنا لخيال الوهم – واهن الحجة – بوجود مصالح للغير -لأهل ما وراء البحار- لا حسابات أخرى في تقديرنا, وإن وجدت في بواطن نوايا أولئك الغير, فأهل دارفور نخباً وحكماء وأطفال غد ناشئ ,قادرين على التمييز والتعاطي مع كل حالة وفق ما يلزم.

وأظن بأنني قد تناولت بالتفصيل جميع حيثيات الأوضاع في دارفور في سلسلة مقالاتي التي قمتم بنشرها مشكورين في موقعكم هذا.



بالطبع نحن نؤمن بأن قضية دار فور في أصلها هي قضية وطنية صميمه، وتهم أبنائها بالدرجة الأولي، وإنما القصد من السؤال كان التطرق إلى تداخل الخارجي مع الأزمة، وبوضوح أكبر، ما موقع التدخل الليبي في القضية، مثلاً، كيف ترونه، منذ بداياته، حينما كان اللعب علي ورقة أزمة دارفور، كأحدي الأوراق لإنهاء أزمة النظام مع الغرب، بجعل ليبيا منفذ المساعدات الدولية لدارفور، ثم الإنتقال إلي مرحلة الوسيط الإقليمي العلني، فإلي مرحلة طرف في التسوية بإحتضان الأطراف المتنازعة.

نحن نقّدر كل عمل صادق يشاطر جهداً نحو الحل العادل لأزمة دارفور,أياً كان الجهد ,وايمّا وأينما كان هذا الجهد ما دامه ايجابي وصادق,لكن في الوقت ذاته نفضّل وحدة المنبر وتفهم المجتهد للتفاصيل اللازمة.

كيف ترون وتتعاملون مع قرار المحكمة الدولية بإدانة الرئيس السوداني: عمر البشير، كمجرم حرب ؟



هذا قرار عدلي دولي ,يتوّجب على المجتمع الدولي التعامل معه تعاوناً والتزاماً ,وفق نصوص القواعد المنظّمة للعلاقات ما بين أشخاص ذاك المجتمع .في عالمنا ( الثالث) تُعلّق معظم الإخفاقات على شمّاعة الآخر المتآمر, ذلك المخلوق الوهمي في الذوات الفاشلة.


الإتفاقيات والأعلانات المتوالية حول الوصول إلي حلول سلمية ونهائية تكررت إلى درجة أننا لم نعد نصدقها، ما حقيقة المبادرة الأخيرة، وقبيل الحملة الإنتخابية الرئاسية السودانية ؟

عهدنا في السودان أن النظام الحالي لا عهد له,بل يعمل دوماً على تاكتيك – فرق تسُد -,وإقصاء البعض عن الجماعة ليسهل الانقضاض والنهش, ففي خلال العقدين الماضيين من عمر هذا النظام تراكمت الخبرة الطويلة الممتازة له في هذا المضمار,فصار يُقصي ضعاف النفوس والمعرفة السياسية فينقضّ عليهم كما يُقصي السبع ضعاف الماشية للانقضاض . فتعدد المنابر , وتوالت الإعلانات ,وتكاثرت عواصم الإتفاقيات ,وتفرّق أهل دارفور جماعات وفرق وحركات متشّعبة لا تخدم الا النظام السَبَعِي المفترس, وإطالة عمره ومحاولة إكساءه ثوب شرعية آخر على عورته مثلما ستفعل بعض الاصوات التي ستصب في صناديق الإقتراع زعماً بسيادة القانون إنتخاباً وشرعية.





هل تتابعون الحراك الحقوقي في المنطقة عموماً، والحراك الأمازيغي في أقطار الشمال الأفريقي، وما تعليقكم ؟

نتابع الحراك المجتمعي عامة لشمالنا الافريقي وكذا على الخصوص الحقوقي منه –الامتداد الطبيعي لفضاء وجودنا – نتابع بعين المراقب وقلب صاحب الشأن المهتم,أما على خصوص الأمر الأمازيغي فيسرّنا الحراك إيجاباً بقدر ما يحزننا دبيب الشقاق الهامس سلباً على حساب القضية.

هل لك من كلمة أخيرة لقراء ؤسان ليبيا

أنطلق مما ختمت به السؤال السابق – وؤسان لسان حال بليغ لأهل حق أصيل – واصلوا في القول الحق,والدعوة اليه, ولأجل الحق للوصول اليه, وكونوا- إعلاماً وقرّاء – دعاة وحدة للصف الامازيغي لإسترداد الحق,,والحق يعلوا ولا يُعلى عليه, وختاماً لكم الشكر على الفرصة الطيبة للقاء بكم وصبركم على تصفّح هذه الصفحة من كتاب الحق الدارفوري – إمتداد الوجود التاريخي للشمال الافريقي
.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More