الأحد، 28 نوفمبر 2010

تندوف .. سوق للنخاسة أم وكر للخيانة؟

تندوف .. سوق للنخاسة أم وكر للخيانة؟



يتعجب المرء ونحن  في الألفية الثالثة  من عصرنا الحديث عن حالة  السلطة  بشمال أفريقيا  البلد  الذي عرف حكم أول امرأة  في التاريخ و اسمها “تهيا” و هي التي  ارتبط اسمها أيضا بمحاربة  الفكر المشارقي  فهو المجال نفسه الذي اتبتت الخرائط انه  لايبعد إلا كيلومترات عن أوربا المتقدمة مهد الثورة الصناعية و  هي القارة التي تخلصت يوما من تخلفها بعد ان فصلت سلطة  الكنيسة عن السياسية ،ربما يكون  وضع سنوات معينة في تاريخ أوربا تعني  رسم تواريخ حقب تجسيدا  للقطع مع مراحل تاريخية  ،أبرزها حقب العصور المظلمة  وبعدها مرحلة العصر الحديث الذي تميز بظهور فكر “الأنوار” وهو الفكر  ذاته الذي مهدت له  الحركة إلانسية بالبندقية في ايطاليا بعد سقوط القسطنطينية  سنة 1453، ولن نخوض في الظروف العامة التي كانت وراء نشوء هذه الحركة غير ان ما يهمنا التدقيق  فيه و طرح أسئلة حائرة بالنسبة لمغرب اليوم، وفي نفس الوقت نستلهم الحكمة والموعظة في البناء الأوربي ، فكيف  يمكن ان نفسر ان منطقة لاتبعد إلا بكلمترات عن القارة العجوز ما زال فيها الإنسان يباع ويشترى تحت مراى و مسمع  المجتمع الدولي؟ أو ليس من العيب ان تبقى تندوف مثلا وهي برج المراقبة  كما سماها ألاما زيغ تحت مراقبة سماسرة  الفكر المشرقي ربما قد يجعلون منها سوقا للنخاسة كعادة تعاملهم مع الأفارقة وسكات مستعمراتهم، ” فك رقبة أو إطعام مسكين”  كما يحلو لهم التأويل في ذكر النص القراني، غير ان ما لا يقبله العقل ولا الضمير الإنساني ان تبقى تندوف محطة الخيانة بين فارين وعائدين  بهدف الاسترزاق ولو على حساب مشاعر الأمة المغربية تحت طائلة دواعي باطلة ،من قبيل دعوة مايسمى” بالانفصاليين” إلى تقرير المصير  في ارض الصحراء و في تبادل الزيارات  كما سطرها مجلس الأمن الدولي ،و تارة في استقطاب فئات بإغراءات إلى المغرب وبشعار “ان الوطن غفور رحيم” وهي الفئات التي كانت مسؤوليتها اكبر في الحرب المجانية بالصحراء ,هذه الذبلجة من المصطلحات المفبركة  في نهاية المطاف تؤدي إلى معنى واحد: التلاعب  بمشاعر المغاربة  ورقاب الناس والعودة إلى اللحظات المؤلمة للبشرية في بيع الدمم من شراء للعبيد ومضايقتهم ،وللاسف الشديد تندوف مازالت تعاني من ويلات التنقل القصري باسم السياسية فهل سيتدخل المنتظم الدولي في وقف بيع وشراء الدمم باسم الصحراء الامازيغية، ونحن نعلم ان لا صحراء تستحق ان يقيم فيها  إنسان بدون إنسانيته.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More