الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

دكتور "لويس عوض" مصادرة واعتقال لأنه قال "إن العربية لم تكن لغة آدم، ولم تكن مسطورة في اللوح المحفوظ"

دكتور "لويس عوض" مصادرة واعتقال لأنه قال "إن العربية لم تكن لغة آدم، ولم تكن مسطورة في اللوح المحفوظ"
"إن العربية -وهي لغة حديثة مقارنة بغيرها- لم تكن لغة آدم، ولم تكن مسطورة في اللوح المحفوظ".
هكذا قال الدكتور "لويس عوض" منذ أكثر من 30 سنة في كتابه "مقدمة في فقه اللغة العربية"، الذي صدر عام 1980م، ومثـّل هذا الكلام صدمة كبيرة للجميع، الذين رأوا أنه يحتوي على الكثير من الأباطيل والإفتراءات، لذلك قدّم الأزهر مذكرة بمنع توزيع الكتاب ومصادرته، وبالفعل تم مصادرة الكتاب واعتقاله عام 1981م، على الرغم من أنه صدر عن دار نشر حكومية، وهي "الهيئة العامة للكتاب"، والتي كان يرأسها في ذلك الوقت الشاعر الكبير "صلاح عبد الصبور".
شهدت محافظة المنيا يوم مولد الدكتور "لويس عوض" في أول عام 1915م، ومنذ طفولته ولع "لويس" بالأدب وتفوق في دراسته؛ إلى أن حصل على ليسانس الآداب قسم "لغة إنجليزية" عام 1937 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ولم يشبع هذا نبوغه وتفوقه؛ فحصل على درجة الماجستير عام 1943 من جامعة "كمبريدج"، كما شهدت جامعة "بريستون" بالولايات المتحدة عام 1953 حصوله على الدكتوراة.
ويُعد "لويس عوض" أول مصري يتولى رئاسة قسم الأدب الإنجليزي بكلية آداب القاهرة عام 1954، وقد قام بالإشراف على القسم الأدبي بجريدة الجمهورية في عام 1953، كما أنه كتب في جريدة الأهرام منذ عام 1983.

تاريخ الفكر المصري الحديث
يعد الدكتور "لويس عوض" واحدًا من فرسان الفكر والثقافة، والذي دافع عن آرائه دون خوف أو تردد، ولعل هذا ما عرضه للطرد من العمل كأستاذ جامعي، ولم يكتفوا بهذا.. بل تم اعتقاله سنة 1959، وبقي في السجن حوالي سنتين، وبالرغم من كل تلك المعاناة فالدكتور "لويس عوض" ظل ناقدًا أدبيـًا ومؤلفـًا مسرحيـًا وكاتبـًا مرموقـًا له العديد من المؤلفات؛ منها "المؤثرات الأجنبية في الأدب العربي الحديث" عام 1963، و"نصوص النقد عند اليونان" عام 1965، و"البحث عن شكسبير" عام 1968، و"تاريخ الفكر المصري الحديث" الجزء الأول عام 1969، و"دراسات أوروبية" عام 1971، و"مقدمة في فقه اللغة العربية" عام 1980.

أهمية الإطلاع على الثقافات الأخرى
وبسبب إيمان "لويس عوض" بأهمية الإطلاع على الثقافات الأخرى والإنفتاح على العالم من حولنا، قام بترجمة العديد من الكتب التي أثرت المكتبة العربية؛ منها "الوادي السعيد لصموئيل جونسون" (1946)، و"خاب سعي العشاق لشكسبير" (1960)، و"أجا ممنون لأسخيلوس" (1966)، و"أنطونيوس وكليوباترا لشكسبير" (1967)، و"حاملات القرابين لأسخيلوس" (1968)، و"الصافحات لأسخيلوس" (1969).

جوائز عديدة
وتُوج تعب الدكتور "لويس عوض" في مجال الفكر والأدب بحصوله على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى في عيد العلم عام 1996، ووسام فارس في العلوم والثقافة الذي أهدته إليه وزارة الثقافة الفرنسية عام 1986، وجائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1988.
وذلك قبل أن يرحل عن دنيانا في أغسطس 1990م، مخلفـًا وراءه رصيدًا ثريـًا من أعماله المتنوعة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More