الجمعة، 27 مايو 2011

صالح والمعارضة يقودان 'اليمن نحو حرب أهلية

الثورة اليمنية تتجه الى خيار السلاح لانهاء حكم الرئيس اليمني بعدما عجزت اعتصامات ومظاهرات الشارع.




قال مسؤولون حكوميون في اليمن الخميس ان العشرات قتلوا في معارك ليلة الخميس بالعاصمة صنعاء وسط تنامي المخاطر بان يفجر قتال يهدف لتنحية الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة حربا أهلية في البلاد.
وقالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان على الانترنت ان 28 شخصا على الاقل قتلوا في انفجار بمنطقة لتخزين أسلحة في صنعاء.
وأمر المدعي العام اليمني باعتقال زعماء متمردين لاتحاد عشائري تقوده عائلة الاحمر وقال مسؤول حكومي ان مقر قناة تلفزيونية تابعة للمعارضة "دمر" دون أن يقدم تفاصيل.
ويفر السكان بالمئات من صنعاء وقد حملوا أمتعتهم على أسقف السيارات أملا في الهروب من العنف الذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا منذ يوم الاثنين وهدد بالانتشار الى مناطق أخرى بالعاصمة.
وقال الزعيم القبلي صادق الاحمر لقناة الجزيرة التلفزيونية الخميس ان الاشتباكات جارية حول مطار صنعاء وانه يعتقد أن المطار أغلق.
وتحاول الولايات المتحدة والسعودية -اللتان تعرضتا لهجمات تم احباطها من جانب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتمركز في اليمن- نزع فتيل الازمة والحيلولة دون انتشار الفوضى التي من شأنها أن تمنح القاعدة مجالا أوسع للحركة.
وهناك مخاوف من أن يصبح اليمن وهو على شفا الانهيار الاقتصادي دولة فاشلة تمثل خطرا كبيرا على الامن الاقليمي وعلى السعودية جارته وهي أكبر مصدر للنفط في العالم.
وتركزت أحدث الاشتباكات في منطقة بشمال صنعاء حيث يحاول مقاتلون تابعون للاحمر السيطرة على مبان حكومية من بينها وزارة الداخلية.










القبيلة الأوسع نفوذا في اليمن





قبيلة حاشد التي يقاتل مسلحوها القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، من اقوى واكبر قبائل اليمن المسلحة وهي قادرة على جمع الاف المقاتلين وتحظى بمواردها المالية الخاصة.
وامرت النيابة العامة الخميس بالقبض على شيخ مشايخ حاشد الشيخ صادق الاحمر واخوانه في خطوة تصعيدية من قبل صالح الذي تخوض قواته معارك ضارية مع مسلحيه منذ الاثنين.
والشيخ صادق الاحمر هو الابن البكر بين عشرة ابناء للشيخ عبد الله الاحمر الذي كان رئيس البرلمان اليمني وكان يلعب دورا سياسيا بالغ الاهمية في اليمن اذ كان "يحكم من دون ان يرأس" بحسب باحث يمني.
وعند وفاته في 2007، اصبح الشيخ صادق زعيما لحاشد واعلن في اذار/مارس الماضي انضمامه الى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي صالح، مع العلم ان صالح نفسه ينتمي الى احد فروع حاشد.
ومن ابرز وجوه حاشد ايضا، الشيخ حميد الاحمر شقيق الشيخ صادق، وهو رجل اعمال بارز ومن قادة التجمع الوطني للاصلاح (اسلامي- معارضة) ويعتقد المراقبون ان لديه طموحات سياسية شخصية.
وقال باحث غربي ان الشيخ صادق "قادر على جمع الاف المقاتلين من المناطق الداخلية" في شمال صنعاء مذكرا بان مقاتلي آل الاحمر شاركوا في الحرب الاهلية الى جانب قوات صالح في 1994.
واضاف الباحث ان حاشد "هي دولة داخل الدولة، ولها ميزانيتها الخاصة".
واظهرت عدة وثائق سربها موقع ويكيليكس ان قبائل شمال اليمن تحظى بتمويل من السعودية التي ترتبط تاريخيا بعلاقات وطيدة مع هذه القبائل.
والسعودية دعمت قبائل شمال اليمن في حربها مع الجمهورية الشابة التي اعلنت في صنعاء عام 1962 وكانت تحظى بدعم جمال عبدالناصر، ولم تنته هذه الحرب الا في 1970.
وافادت وثيقة دبلوماسية مسربة تحمل تاريخ 18 اب/اغسطس 2008 ونشرت مؤخرا على ويكيليكس، نقلا عن مصادر يمنية بان السعودية "تدفع للشيوخ القبليين في اليمن"، فيما كان الشيخ عبدالله الاحمر خصوصا يحصل على "مبالغ كبيرة من الحكومة السعودية".
كما تحصل القبائل ايضا على مساعدات من الدولة عبر هيئة الشؤون القبلية للتاكد من ولائها.
وتتفوق قبيلة باكيل على حاشد من حيث العدد ورقعة الانتشار الجغرافي، الا ان حاشد تعد اكثر نفوذا لانها موحدة وتلعب دورا سياسيا بارزا بحسب الباحث اليمني فارس السقاف.
وقال السقاف انه انطلاقا من هذا النفوذ، "كان يقال ان الشيخ عبدالله الاحمر هو شيخ الرئيس، وعلي عبدالله صالح هو رئيس الشيخ".


ولحقت أضرار بمنزل الاحمر في القتال وسمعت أصوات الانفجارات في المدينة.
وقال عبد القوي القيسي المتحدث باسم عائلة الاحمر انه سمع أصوات المدافع الرشاشة والقذائف الصاروخية لكنه أضاف أن قوات صالح تستخدم أسلحة أخطر كالمدافع أو الصواريخ.
واضاف ان أبناء الاحمر مازالوا في المنزل وان المبنى أو مبان قريبة تتعرض للقصف من ان لاخر.
ولم يقدم مسؤولون حكوميون تفاصيل حول ما اذا كان قتلى ومصابي ليلة الخميس من المعارضين أو الموالين لصالح. ويتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن العنف الذي تخشى المعارضة أن يتفاقم الى حرب أهلية.
وأمرت الولايات المتحدة كل دبلوماسييها غير الاساسيين وأفراد أسر العاملين بسفارتها في صنعاء بمغادرة البلاد.
وقالت الخارجية الاميركية "مستوى التهديد الامني في اليمن مرتفع للغاية بسبب الانشطة الارهابية والاضطرابات المدنية. هناك اضطرابات مدنية مستمرة في ارجاء البلاد واحتجاجات واسعة النطاق في المدن الرئيسية."
وتفجرت أحدث جولات القتال بعد يوم من انسحاب صالح للمرة الثالثة من اتفاق توسطت فيه دول خليجية حتى يتنحى ويمهد الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية. ويحكم صالح اليمن منذ 33 عاما.
وتتصاعد الضغوط منذ فبراير/شباط عندما بدأ محتجون استلهموا الثورتين المصرية والتونسية في الاعتصام بالميادين وتنظيم مسيرات شارك فيها مئات الالاف لمطالبة صالح بالتنحي. وأسفرت محاولات صالح لوقف الاحتجاجات بالقوة عن مقتل مئات.
ودعا الرئيس الامريكي باراك اوباما صالح الى توقيع اتفاق نقل السلطة لكن محللين يقولون ان واشنطن ليس لها تأثير كبير على اليمن على الرغم من أنها قدمت مساعدات قيمتها نحو 300 مليون دولار لدعم حكومة صالح.
وقالت باربرة بودين وهي سفيرة أمريكية سابقة في اليمن "ما هي الخيارات المتاحة لدينا لفرض تسوية ما؟"
وذكر صالح الاربعاء أنه لن يقدم تنازلات أخرى لمن يطالبون برحيله وبدت أجواء الحرب تخيم على صنعاء.
وجاب مقاتلون يرتدون ملابس مدنية بعض المناطق يوم الاربعاء وسمعت طلقات المدافع الرشاشة بشكل متقطع. وتقطع التيار الكهربائي كما خلت شوارع كثيرة في وسط المدينة من المارة بعد الظهر باستثناء نقاط التفتيش الحكومية.
وأصبحت المنطقة المحيطة بمقر الاحمر أشبه بمدينة أشباح بعد قتال ليلة الخميس.
ووقفت طوابير طويلة من السيارات للخروج من صنعاء وقال شهود ان مسلحين وقفوا عند مداخل المدينة لمنع رجال القبائل من جلب تعزيزات.
وقال اليمني مراد عبد الله "لم يعد من الممكن البقاء في صنعاء. ستمتد المواجهات الى كل أنحاء المدينة."
وقال شهود ومسؤولون ان أنصارا للاحمر زعيم اتحاد عشائر حاشد التي تضم أيضا قبيلة سنحان التي ينتمي اليها صالح سيطروا على عدة مبان وزارية بالقرب من مقر الاحمر ومن بينها وزارتا التجارة والسياحة الى جانب مكاتب وكالة الانباء اليمنية (سبأ).
وذكر شهود أن مقاتلي الاحمر هاجموا أيضا المبنى الرئيسي لوزارة الداخلية التي تعرضت باحتها لنيران قذائف صاروخية.
وقال صالح لمجموعة من الصحفيين المختارين ومن بينهم صحفي من رويترز ان حكومته صامدة.
وأضاف أنه يتحمل صدمات ما يفعله أبناء الاحمر مثل الفوضى والهجمات على مؤسسات الدولة والصحافة ووزارتي الصناعة والداخلية. وقال ان هذه الاعمال استفزازية وتهدف لاستدراج اليمن الى الحرب الاهلية.
ودعا اللواء علي المحسن وهو قيادي في الجيش اليمني انضم الى المعارضين القوات المسلحة الى تحدي الرئيس ووصف صالح بأنه مجنون ومتعطش للمزيد من اراقة الدماء.
واشار صالح الى أن اتفاق الوساطة مازال على الطاولة على الرغم من رفضه المتكرر للتوقيع. وقال انه مستعد للتوقيع في اطار حوار وطني والية محددة. وأضاف أنه اذا كانت الالية سليمة فانه سيوقع اتفاق نقل السلطة وسيتخلى عن السلطة لكنه لن يقدم المزيد من التنازلات.
وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان جي مون الامين العام للامم المتحدة ان بان منزعج للغاية بسبب الاشتباكات في صنعاء وانه دعا الى بذل المزيد من جهود السلام ودعا الى وقف فوري للقتال بينما كررت بريطانيا دعوتها لصالح ليوقع اتفاق الخروج من السلطة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More