الأحد، 30 يناير 2011

لماذا لا تلغى وزارات الداخلية

لماذا لا تلغى وزارات الداخلية القمعية فى شمال أفريقيا
يا لها من مفارقات مرة، وبليغة، وذات دلالات عميقة تكرر حـِكـَمَ التاريخ ودروسه وعبره الكثيرة والمرة، أن تبدأ ثورات الجياع والمهمشين وفقراء فى شمال أفريقيا   من تونس العاصمة، مقر وزراء القمع، أو ما يعرف رسمياً باسم وزراء الداخلية  وواجهة القهر والذل والتنكيل والاستبداد الأولى في المنطقة. 

هذه العاصمة التي كانت تعتبر مقراً وممراً ووكراً للعدوان على المواطن فةى شمال أفريقيا  من جهة، ورمزاً للاستقرار و للاستبداد والسطوة والقوة وجبروت وتجبر وتكبر النظام الرسمي واستعدائه وازدرائه لشعوبه. ولا ندري، في الحقيقة، بعد اليوم، فيما إذا كان ما يسمى بوزراء الداخلية أو القمع فى شمال أفريقيا سيستمرون في نهجهم الأمني الوحشي، مرة أخرى، للتفكير ثانية في قمع وقهر من كانوا يسمون بمواطنيتن شمال أفريقيا وعصفت بالنظام الرسمي، وأطاحت حتى الآن باثنين من أشد الأنظمة بطشاً وسادية (طبعاً نظام مبارك   سقط رمزياً سقوطاً مريعاً وتراجعاته الدراماتيكية الأخيرة تعكس ذلك وبدا بلا حول ولا قوة وقليل الحيلة وهو يلقي خطاب الوداع الأخير).
 ولا ندري إن كان هناك ثمة نجاعة بعد اليوم لمثل تلك الاجتماعات الشيطانية التي لم تكن تستهدف أمن الشعوب ورقيها ورفاهيتها وسعادتها وأمنها، بقدر ما كانت تستهدف قهر الناس، والحفاظ على أمن النظام الرسمي شمال أفريقيا 
واستنباط المزيد من السبل والإجراءات لامتهان الشعوب وإذلالها، والعبث بكراماتها والحط من قدرها، والتفتيش عن أية إجراءات من شأنها أن تزيد من بؤسها والتضييق عليها واسترقاقها واستعبادها، بحيث تحولت هذه الشعوب التي كانت تسمى ذات يوم في القواميس السياسي مواطنين، إلى مجرد عبيد وأجراء ومماليك بدون أية حقوق آدمية بيد السلالات الفرعونية التي احتكرت كل شيء بما فيه أرواح ورقاب الناس التي صارت هي الأخرى ملكاً لها تبطش بها بلا هوادة، ولا رحمة، أو رأفة. لقد ظهر رجل الأمن التونسي، الذي صرف عليه النظام الرسمي "دم قلبه"، عاجزاً وخائفاً وضعيفاً، بل شبه مشلول وغائب عن ساحة المواجهات أمام حدة الغضب الشعبي للشارع التونسي الذي عكس سنوات طويلة من القهر والظلم والتهميش.

انهارت على نحو مفاجئ كل تلك الإجراءات القمعية والحديدية وأساليب البطش الدموية وسياسة القوة، ومن تونس بالذات، المقر الدائم لوزراء القمع شمال أفريقيا  في رمزية بالغة، ودلالة لا يمكن أن تخطئ البتة. ما يحدث أغرب من الخيال، بل هو الخيال نفسه، فما أطول صبر هذه الشعوب التي "تمهل ولا تهمل"، والتي كانت تتلقى سادية ووحشية النظام الرسمي  الباطش وضرباته التي لا ترحم بصمت القديسين، وحكمة الشيوخ، وصبر الجبال الراسيات، وهي تقول في سرها: "لك يوم يا ظالم؟". إننا ندعو ومن هذا المنبر بالذات، إلى إلغاء كافة وزارات القمع شمال أفريقيا  أو ما يعرف بوزارات الداخلية ( العربية )  وإحالة كافة وزرائها الفاشلين إلى المعاش، أو المحاكم الفورية كما كانوا يحاكمون فقراء وجوعى هذه الشعوب، وذلك نظراً لفشلهم المريع والمدوي في أداء مهامهم في حماية النظام الرسمي شمال أفريقيا فراعنته المخلدين من التداعي والسقوط والانهيار المخجل والمزري أمام شعوب العالم اللي "تسوى واللي ما تسواش".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More