هوية الشعب أم هوية المخزن
الهوية هي حقيقة الشيء المطلقة المشتملة على صفاته الجوهرية التي تميزه عن غيره، وهي التي تعبر عن خاصية المطابقة، مطابقة الشيء لنفسه أو مطابقته لمثيله.
والهوية الثقافية والحضارية لشعب من الشعوب هي القدر الثابت والجوهري والمشترك من السمات والقسمات العامة التي تميز حضارة هذا الشعب عن غيرها من الحضارات.
ولعل هذا التعريف ينطبق تماما على المغاربة و باقي دول شمال إفريقيا أو تامازغا حيث يتميز شعب هذه المنطقة بهوية غير التي تروج لها الأنظمة الحاكمة بها مما يخلق تناقضا بين الإدارة و الشعب وبين الصورة التي تعطى عن هذه الشعوب و بين واقعها، و هنا سنتحدث عن المغرب بحكم أننا ننتمي إليه رغم أننا نعيش فيه بهوية مجهولة مع كل أشكال الإقصاء والتهميش.
إذا تحدثنا هنا عن هوية الشعب انطلاقا من المقومات التاريخية و اللغوية سنجد أن تاريخ المغرب لم يبتدئ مع دخول الإسلام إليه أو بالأحرى دخول إدريس الأول إلى المغرب، فقد كانت هناك ممالك أمازيغية قبل الإسلام تجاهلها التاريخ عمدا، كما كانت إمبراطورية نوميديا التي لم نسمع عنها في المقررات المدرسية، في المقابل غالبا ما ندرس في مقررات الدولة عن أمجاد العرب في غزواتهم و عن الشعر الجاهلي...، أما التاريخ الحديث فهناك عدة أكاذيب أكبرها أكذوبة الظهير البربري الذي تم تزويره من طرف الحركة اللاوطنية التي تدعي تحرير المغرب من الاستعمار و ادعت أن ظهير 16 ماي 1930 أصدره الاستعمار ليفرق بين العرب و إخوانهم البربر، في حين هذا الظهير ينص على جعل سير العدالة في بعض مناطق القبائل الأمازيغية تحت سلطة محاكم عرفية تستند إلى قوانين وأعراف أمازيغية محلية، وفق ما كان الأمر عليه قبل دخول الاستعمار. فيما تبقى المناطق المخزنية السلطانية (مثل فاس والرباط) تحت سلطة قضاء حكومة المخزن والسلطان المغربي، كما أن هناك أيضا أكذوبة 12 قرنا التي كان الغلاف المالي للترويج لهذه الأكذوبة حسب احد مؤسسيها 5 مليار سنتم ( طبعا من أموال الشعب)، لكن للأسف مازالت بعض الإيديولوجيات السخيفة التي تؤمن بأكاذيب الدولة و تدعي العروبة و تستغل الدين لتبرير عروبة المغرب و المغاربة.
أما بالنسبة للغة فالعربية هي للغة الشعب حسب الدستور أما الواقع فنجد الأمازيغية هي السائدة (الشمال، الوسط، الجنوب) و أن طبونوميا هذه المناطق كلها أمازيغية إضافة إلى الدارجة التي تعتبر خليطا بين الامازيغية و العربية و الفرنسية و الإسبانية و التي تأتي في المرتبة الثانية من خلال التداول بين الأفراد، لكن الغريب في الأمر أن العربية الفصحى ليست متداولة في الشارع إلا لغرض الاستهزاء فمن يتكلم بها في الشارع ينظر إليه نظرة المجنون في حين مازالت الدولة و بعض المستشرقين متشبثين بها.
لقد كرست الدساتير التي تعاقبت على المغرب، منذ دستور 7 دجنبر 1962، على الأقل بعد الاستقلال ، وصولا إلى دستور 13 شتنبر 1996، خيار هوية عربية جاهزة وخالصة لكل المغاربة، في مقابل ما تعرضت له الأمازيغية من تهميش ممنهج عن طريق القرار السياسي ألاستبعادي، ووفق منطلقات تاريخية وخلفيات سياسية واعتبارات إيديولوجية معنية، لكن لحسن الحظ وعي المغاربة بهويتهم أدى إلى تأسيس المطالب الامازيغية على مستوى الدستور من خلال عدة ملتقيات بين الفاعلين الامازيغيين ( ميثاق أكادير 1991، بيان الجمعيات الامازيغية 1996، وثيقة المطالبة بالتعديل الدستوري سنة 2000 )، لكن إلى يومنا هذا لم تتحقق هذه المطالب كما يجب.
من هنا نستنتج أن المغرب يتوفر على هوية المخزن (الدولة) بدل هوية الشعب من خلال ثقافته و تاريخه رغم وجود ممثلي الشعب في المؤسسات التشريعية، لكن الامازيغية تبقى الهوية الحقيقية لكل المغاربة و الثقافة الامازيغية ثقافة كل شعب في شمال إفريقيا، و تبقى تامازغا بدل المغرب العربي الذي يحمل في طياته طابع عرقيا و إقصائيا لباقي الثقافات.
والهوية الثقافية والحضارية لشعب من الشعوب هي القدر الثابت والجوهري والمشترك من السمات والقسمات العامة التي تميز حضارة هذا الشعب عن غيرها من الحضارات.
ولعل هذا التعريف ينطبق تماما على المغاربة و باقي دول شمال إفريقيا أو تامازغا حيث يتميز شعب هذه المنطقة بهوية غير التي تروج لها الأنظمة الحاكمة بها مما يخلق تناقضا بين الإدارة و الشعب وبين الصورة التي تعطى عن هذه الشعوب و بين واقعها، و هنا سنتحدث عن المغرب بحكم أننا ننتمي إليه رغم أننا نعيش فيه بهوية مجهولة مع كل أشكال الإقصاء والتهميش.
إذا تحدثنا هنا عن هوية الشعب انطلاقا من المقومات التاريخية و اللغوية سنجد أن تاريخ المغرب لم يبتدئ مع دخول الإسلام إليه أو بالأحرى دخول إدريس الأول إلى المغرب، فقد كانت هناك ممالك أمازيغية قبل الإسلام تجاهلها التاريخ عمدا، كما كانت إمبراطورية نوميديا التي لم نسمع عنها في المقررات المدرسية، في المقابل غالبا ما ندرس في مقررات الدولة عن أمجاد العرب في غزواتهم و عن الشعر الجاهلي...، أما التاريخ الحديث فهناك عدة أكاذيب أكبرها أكذوبة الظهير البربري الذي تم تزويره من طرف الحركة اللاوطنية التي تدعي تحرير المغرب من الاستعمار و ادعت أن ظهير 16 ماي 1930 أصدره الاستعمار ليفرق بين العرب و إخوانهم البربر، في حين هذا الظهير ينص على جعل سير العدالة في بعض مناطق القبائل الأمازيغية تحت سلطة محاكم عرفية تستند إلى قوانين وأعراف أمازيغية محلية، وفق ما كان الأمر عليه قبل دخول الاستعمار. فيما تبقى المناطق المخزنية السلطانية (مثل فاس والرباط) تحت سلطة قضاء حكومة المخزن والسلطان المغربي، كما أن هناك أيضا أكذوبة 12 قرنا التي كان الغلاف المالي للترويج لهذه الأكذوبة حسب احد مؤسسيها 5 مليار سنتم ( طبعا من أموال الشعب)، لكن للأسف مازالت بعض الإيديولوجيات السخيفة التي تؤمن بأكاذيب الدولة و تدعي العروبة و تستغل الدين لتبرير عروبة المغرب و المغاربة.
أما بالنسبة للغة فالعربية هي للغة الشعب حسب الدستور أما الواقع فنجد الأمازيغية هي السائدة (الشمال، الوسط، الجنوب) و أن طبونوميا هذه المناطق كلها أمازيغية إضافة إلى الدارجة التي تعتبر خليطا بين الامازيغية و العربية و الفرنسية و الإسبانية و التي تأتي في المرتبة الثانية من خلال التداول بين الأفراد، لكن الغريب في الأمر أن العربية الفصحى ليست متداولة في الشارع إلا لغرض الاستهزاء فمن يتكلم بها في الشارع ينظر إليه نظرة المجنون في حين مازالت الدولة و بعض المستشرقين متشبثين بها.
لقد كرست الدساتير التي تعاقبت على المغرب، منذ دستور 7 دجنبر 1962، على الأقل بعد الاستقلال ، وصولا إلى دستور 13 شتنبر 1996، خيار هوية عربية جاهزة وخالصة لكل المغاربة، في مقابل ما تعرضت له الأمازيغية من تهميش ممنهج عن طريق القرار السياسي ألاستبعادي، ووفق منطلقات تاريخية وخلفيات سياسية واعتبارات إيديولوجية معنية، لكن لحسن الحظ وعي المغاربة بهويتهم أدى إلى تأسيس المطالب الامازيغية على مستوى الدستور من خلال عدة ملتقيات بين الفاعلين الامازيغيين ( ميثاق أكادير 1991، بيان الجمعيات الامازيغية 1996، وثيقة المطالبة بالتعديل الدستوري سنة 2000 )، لكن إلى يومنا هذا لم تتحقق هذه المطالب كما يجب.
من هنا نستنتج أن المغرب يتوفر على هوية المخزن (الدولة) بدل هوية الشعب من خلال ثقافته و تاريخه رغم وجود ممثلي الشعب في المؤسسات التشريعية، لكن الامازيغية تبقى الهوية الحقيقية لكل المغاربة و الثقافة الامازيغية ثقافة كل شعب في شمال إفريقيا، و تبقى تامازغا بدل المغرب العربي الذي يحمل في طياته طابع عرقيا و إقصائيا لباقي الثقافات.
الكاتب: بازي الصديق
0 التعليقات:
إرسال تعليق