السبت، 4 ديسمبر 2010

تاكفاريناس.أريد أن أغني في بلادي وبلغتي الأمازيغية بعيدا عن الديكتاتورية الثقافية بفرنسا


أريد أن أغني في بلادي وبلغتي الأمازيغية بعيدا عن الديكتاتورية الثقافية بفرنسا





يرجع الفنان حسان زرمان، المعروف بـ ''تاكفاريناس''، سبب ابتعاده عشرون عاما عن منصة الحفلات، إلى تماطل المسؤولين في تحقيق مشاريعه الفنية. ويعيش الفنان حاليا بفرنسا. وتحدث في هذا الحوار الذي خص به ''الخبر'' عن ما أسماه بـ ''الديكتاتورية الثقافية'' التي تحرمه من الغناء بلغته الأم كاملة.
بعد عشرين عاما من الغياب  عن منصات الحفلات وطنيا تجدد اليوم لقاءك بجمهورك؟
 فعلا عشرون عاما مدة ليست هيّنة، غادرت البلاد مضطرا في عام 1991 بسبب تدني الظروف الأمنية، مرت عليّ الأيام كلمح البصر. صحيح لم أسع للعودة حينها، لكن منذ 2002، حاولت مدّ جسور مع وطني فلم أنجح، قدمت اقتراحات متكررة للمسؤولين سقطت كلها في الماء. عندما استمعت إلى رئيس الجمهورية في تلك الفترة يدعو القدرات الوطنية المغتربة الدخول مجددا إلى الجزائر والإفادة بمعارفها وخبرتها، أعجبني الخطاب ساعتها، فسارعت إلى السلطات المعنية وحملت لهم مشروعا فنيا جادا، لكنهم تجاهلوني. كان ذلك في 2002 أثناء الجولة الفنية التي شارك فيها الشاب مامي، حيث كان مقررا أن أكون ضمن القافلة الفنية لولا أن أيد خفية محت اسمي من القائمة. بعدها في 2005 اقترحت مشروعا ثانيا بإمكانياتي الخاصة، تجولت به في كل المستويات دون رد، بقيت أنتظر إلى غاية .2006 أتعبتني الوعود الكثيرة، لذا قررت التركيز على جولتي في نيويورك.
هل تشعر الآن أنك فنان منفي؟
 لا أستطيع أن أنعت نفسي بذلك، لكن ما وقع لي مع المسؤولين يتركني بلا كلام. في 2009 استدعاني منظمو المهرجان الثقافي الإفريقي للمشاركة في إحدى حفلاته، وقبلت الوقوف في حفل مشترك مع أسماء أخرى فقط من أجل لقاء جمهوري ثانية.  عندما قدمت لمسؤولي المهرجان بطاقة تقنية تخص عملي وفرقتي لم أتلق أي رد بعدها.
 ماذا كانت شروطك؟
 فقط طلبت مستحقاتي بما يكفي لتغطية مصاريف الفرقة الفنية المحترفة التي أعمل معها. أنا لا أشتغل وحدي بل ورائي أرمادة من العمال، وموسيقيين يشتغلون مع ألمع الأصوات العالمية مثل برينس. بصراحة أستغرب سلوكهم في مثل هذا الوقت، أريد أن توفر لنا شروط العمل هنا في دارنا، لأن في الخارج يستخفون بنا ويقولون إن نجاحنا أنجز في الخارج فقط. شخصيا أردد دوما أن نجاحي انطلق من هنا وسط جمهوري الحقيقي الذي فهم فني ويعلم ما أكنّه من حب.
مقتنع اليوم بالغناء على منصة برنامج ''ألحان وشباب'' ما مرد ذلك؟
 أشعر أنني سأنجح على هذه المنصة، ومتفائل بوجود طاقات شابة في برنامج عتيق مثل ''ألحان وشباب''، لست منزعجا أبدا من الغناء إلى جانب أصوات جديدة. نحن لسنا أقل من الآخرين صدّقيني. لا أكف عن القول أن الطاقات المبدعة التي دعاها الرئيس إلى العودة للجزائر لن تعمل بالهواء، بل هي بحاجة الى إمكانات ملموسة وفي المستوى لترفع الرهان. من حقي اليوم أن أضرب على الطاولة وأطالب بحقي، ولهم أن يراقبونني إن شاؤوا..
هل نعتبر سهرة ''ألحان وشباب'' الأولى هي بداية لجولات فنية أخرى، علما أنك منتظر في تيزي وزو في ربيع 2011؟
 أنا منتظر في الجزائر كلها، ليس فقط في تيزي وزو سأكون حاضرا في قسنطينة وعنابة ووهران وسطيف.. سأذهب حيثما دعيت.
 وماذا عن تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية؟
 وجّهت لي وزارة الثقافة دعوة للمشاركة في هذه المناسبة الخاصة، وطبعا قبلتها، لكن شريطة أن تتركني الوصاية أشتغل كما أريد.
متى يحين إطلاق ألبومك المقبل؟
 تعطّل صدوره بسبب كأس العالم 2010،  كنا مشدودين إلى كرة القدم، حتى أنا غنيت ''ألجيريا''. سأصدر العمل عام  2011  اسميته ''الوالدين''، في نوع اليال موزيك، يضم 15 أغنية هي نصوص جديدة كتبتها لنفسي وتلحيني، قمت بإنتاجه بنفسي وأنوي إصداره في فرنسا والعالم تحت رخصة شركة كبرى لا أريد الإفصاح عنها الآن.
أنت مزيج بين حكمة الشعبي وحيوية الفن الذي تترجمه بالغناء؟
 أنا لا أغني للخلاعة، لست مغنيا محرضا، بل أغني لقضيتي وأمازيغيتي التي تشكل شخصيتي وهويتي.
الساحة الفنية القبائلية فارغة الآن بعد وفاة معطوب، وآيت منفلات لم يبق من يحمل مشعله كما يجب، الكل سقط في الغناء السهل المتسرع. الجمهور فقد معالمه في هذا المجال خاصة بعد أن أصبحت الموسيقى قابلة للتحميل عبر الانترنت، لكنها مرحلة مآلها الزوال.
 ماذا يريد تاكفاريناس أن يفعل بغنائه؟
 أريد أن ألتزم الغناء بلغتي الأمازيغية، خاصة وأني منزعج جدا من القانون الفرنسي الذي يلزمنا أن نضم عملنا 51 بالمائة من اللغة الفرنسية و 49 بالمائة قبائلية، أعتقد أنها ديكتاتورية ثقافية. لا أريد أن تفرض عليّ لغة أنا لا أشعر بها، بينما أحمل في لغتي الأمازيغية قوتي وإحساسي.    


0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More