الأحد، 6 فبراير 2011

بؤس النظام و تخلف الشعب

بؤس النظام و تخلف الشعب

كان من مفهوم السلطة نقاشات وتطورات , فرغم الإجماع سواء في الدراسات السوسيولوجية أو السياسية أو الفكرية بكونها نظام الهيمنة التي تمارس الجماعة داخل المجتمع ودلك بتوظيف أدوات اديولوجية من أجل حماية موقعها فهي تمارس عبر الأجهزة الأيديولوجية لدولة من نظام تعليم , الانتاجات التفافية والحقل الديني , مؤسسات الاتصال و الإعلام ...

السلطة تواصل أسلوبها الاحتوائي للقضية الأمازيغية بشتى الآليات القانونية الإعلامية و الأكاديمية و الغير قانونية , وتدجين كل من أخد على عاتقه أن يناضل من أجل إقرار الحقوق المهضومة , الإعلام الرسمي مثلا هيمن طوال أكثر من نصف قرن من الزمن على الثقافة المغربية فحقن المواطنين بمعارف غائمة , زيف الواقع , وطمس الحقيقة و ومسحت التاريخ حتى أصبحت ثابتة في عقلية الإنسان المغربي و الأمازيغي العادي الذي يبدو اليوم وكأنه في نسيف الحاجة إلى قرائة جديدة لمعطيات الماضي و أمور الحاضر , فعجز النظام القائم عن تأسيس ثقافة ديمقراطية وإبداعية , تتجاوز حالة البؤس والهيمنة التي تخنق كافة الشعب نتيجة تراكمات الإقصاء والتهميش , سياسة التفقير وفشل السلطة في حل مشاكل المجتمع , لم يمنع أي شعب في الانتفاضة , الثورة الشعبية العارمة التي عرفتها تونس , مصر,..... كان الجميع متفق عليما لكون الضغط السياسي و الأمني إلى جانب الضغط الاجتماعي والثقافي يولد الانفجار , فادا انتفض الشعب وقرر الثورة وتحقيق التغير فلن يوقفه أي شيء فالحال في تونس هو مماثل بالحال في عديد من بلدان شمال إفريقيا التي تعرف نوعا من القمع و الاستبداد وتقديس الحكام . لكن قياسا على ما وقع في تونس يبدوا أن الشعب المغربي مختلف تماما لشعب التونسي ويكفي أن نستحضر الأحداث الأخيرة التي عرفها المغرب في العيون , فكلما تعلق الأمر بالقضية الإنسانية – القضية الفلسطينية - .....فالشعب المغربي عرف ضاهرة هستيرية جماعي حيث كان هناك ظهور أعراض جسدية أو عاطفية مماثلة , تماما على الصعيد الوطني فهده الانفعالات غير المبررة , ونضرا لسرعة تنقلها بين أفراد الجماعة حيث تكون النتيجة هي رد فعل لحدث معين , وهده الطاهرة تعرفها المجتمعات المتخلفة حضاريا و المنغلقة على ثقافة أحادية حيث يتمسك النظام كل الوسائل التنظيمية و إستراتيجية للممارسة التي تمتد لمختلف دوائر القرارات وتتحكم في الملتقيات و الجوائز و الإصدارات ومثال على دلك منع السلطات –تراسل برالتي – لمنح جائزة السنة لمحاربة الرشوة والفساد للمعتقل شكيب الخياري .ويكشف دلك أن طريقة تدبير السلطة لحدث بسيط جدا عن بؤس النظام القائم و غباء المتحكمين في الاتجار بالقضايا الإنسانية كالقضية الفلسطينية و اعتبارها من منظور قومي عربي القضية الوطنية , وما عرفه ما يسمى بأسطول الحرية , وقضية أمنتو حيضر , و مصطفى ولد سلمة , و أحداث العيون , و الانفعالات بموقف الحزب اليميني الاسباني , وعدم الاعتراف بنزاهة شكيب الخياري وحرمانه من الحرية و الجائزة .وغيرها من الأحداث التي تروج لها وسائل الإعلام من قضايا قومية عنصرية , فضيحة لنظام السياسي أو إشارة لتخلف الحضاري و الاستبداد وغيرها من القرارات السطحية البليدة التي تدل على عدم النضج لازدواجية الهوية و انفصامية في الشخصية وهيجان العاطفة و المشاعر , ونجد القيادات السياسية الانتهازية تستخدم كل طاقاتها من منابر الإعلام الغير مهنية لخدمة المصلحة الخاصة أو إشعال نار الفتنة مستغلة هده الأجواء التي تدخل فيه الجماعة في هده الظاهرة الهستيرية , وكل هدا يبين مدى تجدر العميق لقيم و تصورات فاسدة في جسم المجتمع , في عقلية الإنسان , ونفسه في البنية المؤسساتية وتخلي الفرد و الجماعة عن هويته الحقيقة , ويقوم بتدمير الذات , و هدا الفكر يجعل فئة من مثقفي النخبة مسكونين بإحساس الشك في الذات و التاريخ و الهوية , مما يفسر العجز الراهن الذي نعيشه في الواقع وتنعدم عندهم الثوابت و الضوابط في تفكيرهم ليسلل دلك حتى إلى اعز مكونات شخصيتهم من تاريخ وهوية ومعتقد و ثقافة . فسيادة نوعية من هدا الفكر لا يكترث بمسلمات المجتمع الامازيغية , ولم تكن للنظام السياسي نية حسنة في خدمة الشعب الامازيغي بكيفية موضوعية التي ترمي إلى تنمية الإنسان الامازيغي ورد الاعتبار إلى مجموعة من الحقائق التاريخية و السياسية والثقافية , وإنما يرمي إلى احتواء هده القضية وقد أفلح نسبيا , فادا كانت الامازيغية لغة وثقافة و هوية ضحية المرجعية الاديولوجية للسلطة التفافية بالمغرب , فالتشتت التنظيمي الذي تعيشه الحركة الامازيغية تنعكس عن الخدمة الموضوعية و الواقعية للقضية فالتنافر و التصارع والتشنج الذي تعيشه الحركة رغم أن الكل يسعى إلى تحقيق نفس المقاصد و الأهداف فعلى الحركة الامازيغية اليوم التكتل من اجل جمع الشمل المشتت و جعل المنطلق الأساسي هو خدمة القضية الامازيغية بعيدا بالاستئثار بالأنا و الرأي الشخصي لامتلاك الحقيقة المطلقة ووجهة نضر مفضلة .على النخبة الامازيغية النزول من أبراجها العاجية إلى أرض الواقع لتنضر بأم عينها إلى الحقيقة الامازيغية حيث تنبعث حصره ممزقة من قلوب شعب مضطهد وشبان أخمدوا زهرة عمرهم وراء القضبان الصدئة و أحيط اسمنت عالية.

فأملنا اليوم في الوعي الجماعي و الثقافي و السياسي الذي افرزه سياق تطور المجتمع في تأسيس خطاب معرفي حركي تصحيحي علمي و احتجاجي الذي اظهر المكانة الحقيقية التي تحتلها الامازيغية لغة و ثقافة و هوية وحجم الإقصاء و التهميش الذي تعاني منه على مستوى مجالات الحيات العامة , فعلى الحركة الثقافية الامازيغية من داخل الجامعة اليوم أن تكون حذرة من خصومها سواء داخل أسوار الجامعة أو خارجها , فرغم أن بعض المكونات الطلابية المشبوهة تفرخ أراء متشددة تطعن في القضية الامازيغية , أو تعلن العنف عليها , فان مواجهة هده الآراء بآراء أخرى من نفس الجنس لا يخدم القضية الامازيغية في شيء, هدا لا يعني التمسك بحبل الصمت والسكوت عن دلك و إنما احتذاء النهج الموضوعي في التعامل مع كل من يشمئز من القضية ونهج أسلب العقلية و العلمية بدل الانفعالية الذي سوف يفضي بنا إلى نتائج ايجابية حتمية . فواجب علينا أن ندرك أن وقوعنا في أي صراع غير هادف مع أي طرف داخل الجامعة أو خارجها إنما يخدم خصومنا الحقيقيين الدين يتوارون خلف مختلف الأقنعة الاديولوجية والفكرية قد يكونون خصوما داخلين من مكونات طلابية أو خارجين كما هو حال التيارات القومية العروبية التي تسعى إما إلى الهيمنة الفكرية على القضية أو زرع بدور الفتنة بين المكونات الطلابية.



حميد أعطوش

سجن تولال في 31/01/2011

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك المحتوى

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More