سقط ديكتاتور تونس كورق شجر الخريف فمتى سيسقط الذكتاتورين ليبيا الجزائر المغرب
لماذا لم تتحقق الثورة الشعبية بالمغرب إلى حد الآن؟ الجواب يصب في كون الشعب المغربي في حاجة ماسة إلى استقلالية الجيش ، وابتعاده الحكم ، فمن مهامه حماية الشعب من بطش الملك ، وليس العكس حيث حماية الملك من ضغط الشعب ، فهو جيش غير مستقل ، مسلوب الإرادة ، محكوم بدوره من قبل الديكتاتور نفسه ،وتعني ومعنى القوات المسلحة الملكية هنا هي أن الجيش مجرد سلاح ناري من أنواع أسلحة الديكتاتور وحاشيته ، فهو يستخدمه لحماية نفسه من الشعب ، وليس لحماية الشعب وحدود البلاد ، فهو يستخدم لضمان استمرار الملكية وحكمها الديكتاتوري ، وهذا يستدعي من الجيش نفسه أن يقول كلمته يوما بدون خوف في وجه الطاغي ، لكن هيهات لقد أغتيل الجيش ، ودنست كرامته ، وأهين لما صار مجرد دمية في يد الملك الطاغية وتحول من عسكري إلى مجرد خادم مطيع ، ورقم يضاف إلى أرقام قطيع الأقنان و العبيد ممن يقدمون مختلف الخدمات للديكتاتور و لحاشيته ، ولهذا السبب منح الملك كل الصفات لنفسه بما فيها صفة الرئيس الأعلى للقوات المسلحة الملكية ، وهي الرتبة ، والمكانة والدرجة التي تبين للأعمى أم المغرب بلد محكوم من قبل الجيش ، فأين هي الدول التي تنادي دائما ، وتعبر عن رفضها حكم الجيش للبلاد لما يجلبه من خراب ودمار؟
لقد مارست القبيلة العلوية كل أشكال العنصرية والميز ، و التمييز ضد الشعب المغربي الأصيل ، فاضطرت بعنصريتها وحيلها تلك إلى توزيع بطائق النسب لما يسمى بالشرفاء العلويين و الأدارسة وعلى أبناء عمومتهم ، ثم شارات توضع على واجهات السيارات مكتوب عليها عبارة "يجب احترام وتقدير حامل هذه الشارة" ، وهو ما يفرض على جميع السلطات المدنية منها و العسكرية تلبية طلبات ورغبات هؤلاء ، حتى ولو كانت طلباتهم تلك ضد القانون ، لكونهم ينحدرون من النسب الشريف ، حسب رواياتهم التي لم يعد يصدقها أحد من العقلاء ، ناهيك على أنهم يفرضون على الجميع ان يحترمهم ويقديرهم ، بالرغم من كونهم مجرد جماعات ، وأفراد من اللصوص ، و المحتالين ، و المومسات والسكارى والمنحرفين .. ومع ذلك فهم يحملون تلك الشارات التي تحمل بدورها رمز مملكة الديكتاتور، تعلق على واجهة السيارات ، وهو استغلال واضح لهذا النسب الذي تستعمله هذه القبيلة العلوية ، لتمويه المغاربة ، من أجل تحقيق أغراضها الدنيئة ، و البقاء على سدة الحكم ضاربة عرض الحائط حقوق المغاربة الأصلين الذين استعبدوا رغم أن أمهاتهم قد ولدتهم أحرارا .
إن تسمية الشرفاء هو تجسيد حقيقي لأسلوب وممارسة عنصرية واضحة ، وما يسمى بالشرفاء بالمغرب عنصريون إلى درجة الوقاحة ، فهم يعتبرون أنفسهم أفضل من غيرهم في النسب ، والمقام ، والدرجة والوعي و المعرفة إلى درجة أنهم يفضلون نفسهم عن المغاربة الأصليين من خلال حملهم لتلك البطائق البيضاء ، التي يتقاسمها خط أحمر وخط أخضر لاشهارها في وجه الجميع لقضاء أغراضهم . ويبقى السؤال هو من هم الشرفاء حقا ؟ لقد استمد بعض المسلمين كلمة الشرفاء من بيت الرسول ، وبذلك ألصقوها بكل من ينتمي إليه ، والمقصود هنا بالشريف في الواقع هو الإنسان الصالح غير الفاسد ولا المُفسد ، فالصالح يعني الحامل للقرآن ، و لسيرة الرسول ولأحاديثه ، وكل من تجنب إرتكاب السوء و المعاصي ، ولكل من قدم نفسه لخدمة الأخرين و للصالح العام ، و بالتالي فإن حمل لقب الشريف هو حق لكل إنسان صالح ، لكل من يحب الأخرين أكثر مما يحب ذاته ، حيث يقدم ماله ، ووقته ونفسه في سبيل غيره من المحتاجين والضعفاء ، والمعوزين ، وهذا ينطبق حتى على كل المناضلين الذين يخدمون الشعب بكل صدق ، وتفاني واستقامة، ومصداقية ، فإذا قمت بمقارنة بسيطة بين ما يقدمه المسيح وبعض اليهود وبين ما يفعله الشرفاء المنتسبون منهم للقبيلة العلوية الحاكمة بالمغرب ، فإن العقل سيمنح صفة الشريف لهؤلاء اليهود والمسيح على أن يمنحها لمن يطلق على نفسه صفة الشريف بالمغرب ، لأن أفعال ، وجرائم هؤلاء يندى لها الجبين ، فلا يستحقون سوى أن يصفوا بشرفاء البيت الأبيض...
ن الشعب المغربي مطالب بدوره بتنحية القبيلة العلوية الحاكمة ، المغرقة في الفساد ونهب خيرات المغرب ، وقمع الحريات العامة وحرية الرأي ، والأعلام ، و الفكر،وقمع الامازيغين.و تزوير تاريخ المغرب.نها طغمة مشبعة بالغرور والفساد ، والطغيان ، و إذلال الشعب المغربي ، وامتهان كرامته وإفقاره وتجويعه وتجهيله ، إذ نشرت من خلال أجهزة قمعها ومخابراتها الرعب و الخوف ، و القتل و الاختطاف ، والاعتقال في كل مدينة وقرية ، عبر أجهزتها التي تحصي أنفاس المغاربة ، وتراقب خطواتهم ، وتحركاتهم ليلا ونهارا ، وتمارس في حقهم أبشع أشكال وأصناف القمع والإرهاب ، كما دفعت بالعديد من المغاربة إلى الهجرة و مغادرة المغرب قصراً ، بل حولت المغرب الى مجرد مزرعة إقطاعية خاصة ، يسيطر عليها المنتمون إليها ، حيث لا يسددون الضرائب ، ولا يعتمون بما عليهم من واجبات اتجاه المغرب الذي منحهم كل شيء ،بل تحكموا في كل مؤسساته بمختلف تخصصاتها ، وفي كل الأحزاب ، والنقابات ، والمنظمات بمختلف انتماءاتها و ألوانها السياسية ، التي زكت اللعبة السياسية المكشوفة ، في تذويب نفسها فيما يسمى بالثلاثية الملعونة " المسلسل الديمقراطي ، و السلم الاجتماعي و الإجماع الوطني " وانبطحت بذلك هذه القوى الخائنة أمام طغيان تلك القبيلة العلوية العنصرية ، ليصبح بيدها مفتاح الأمر والنهي في كل الشأن المغربي ، فحررت الدستور الذي يشرعن جرائمها ، والتحكم من خلاله في رقاب الشعب ، و هو الإعوجاج الذي لا يمكن السكوت عنه مهما كانت التضحية من أجل ذلك . لإن الظرف التاريخي جد مواتي لإندلاع انتفاضة جماهيرية عارمة ضد الديكتاتور و قبيلته ، و لن يتحقق ذلك بالطبع سوى من خلال التكتل الجماعي يدا في يد ، و تجاوز الخلافات ، و الانتماءات ، و الأحزاب ، و التخلي عن المصالح الذاتية الضيقة لتقديم خدمة تاريخية للصالح العام ، لخلق جموع جماهيرية ثائرة في كل شارع وحي ، ومدينة و قرية ، في اطار وحدوي يتجاوز عقدة الخوف ، وعدم التراجع النهائي أمام شدة قمع الأجهزة الأمنية للديكتاتور حتى النصر ،لأن الخناق بدأ يضيق عليه نظرا للمتغيرات الدولية التي لم تعد تقبل بمثل حكم القرون الوسطى السائد بالمغرب ، بالرغم من لعبته المكشوفة ، ألا وهي التغني بما يروجه العملاء من دمقرطة المغرب بالقيام بإصلاحات سياسية ، واقتصادية ، واجتماعية ، و بجولات للديكتاتور لا تزيد تنقلاتها إلا من عبء الميزانية ، ، وقد تورط في تلك اللعية كل الخونة من المحسوبين والمنتسبين لما كان يسمى باليسار قديما ، في فصول تلك اللعبة الهادفة لإمتصاص أي تحرك جماهيري شعبي مضاد للديكتاتور، دون أن يدركوا أن الديكتاتورية بالمغرب تضرب توجها بأخر، فبالأمس القريب استعملت الإسلاميين ضد اليساريين ، واليوم هاهي تستعمل اليساريين ضد الإسلاميين ، فهي تمتلك خبرة في سياسة حبك المؤامراة ، ونشر الإشاعات المغرضة ، والدسائس ، وتقديم الوعود البراقة و توزيع الأكاذيب ، و الزيادة من تغولها و توحشها و قمعها ، وتفقيرها وتجويعها للجماهير، بُغية ضمان استمراريتها على الحكم ،
0 التعليقات:
إرسال تعليق