الأعمال المسرحيّة الكاملة
(فتاة أندروس / أو الأندريّة)
هذه أولى مسرحيّات ترنس الإفريقي الأمازيغي الأصل، مثّلت في 166 ق.م. اقتبسها من مسرحيّة لمينندر لقّحها بعناصر من مسرحيّة أخرى. تجمع العنصر الرّوائيّ ( تشابك قصّتي حبّ، لغز البطلة الذي يزيده ضبابيّة أنّنا نسمعها مرّة واحدة ولا نشاهدها…) والملهاويّ ( خداع العبد لسيّده، عقابه…). تحدّثنا المسرحيّة عن فتاة (غلكريوم) أتت مع المومس خريسيس من جزيرة أندروس للإقامة في أثينة، وبقيت بعد موتها بدون سند سوى الشّابّ بنفيلوس الذي يحبّها لكنّ أباه يريد تزويجه من فيلومينة بنت خريمس والتي يحبّها خارينوس. ويعقّد الوضع حمل غلكريوم. يساعد داووس عبد سيمون بنفيلوس بحيله وخدعه التي لسوء الحظّ تكاد توقع الشّابّين في ورطة لا مخرج منها. ثمّ تحدث مفاجأة ندع للقارئ لذّة اكتشافها.
(الخصي)
هي من بين مسرحيّات ترنس السّتّ المسرحيّة التي لاقت أكبر نجاح حسب سويتونيوس الذي ذكر أنّها “مثّلت مرّتين في اليوم واستحقّت أرفع مكافأة ماليّة لم تنل مثلها مسرحيّة لأيّ شخص قبله، ألا وهي ثمانية آلاف درهم*” لما في موضوعها من نكهة يحبّها العامّة ولما فيها من عناصر تهريجيّة، وقد جمع فيها ترنس بين شخصيّتي ملهاة محبوبتين لدى الجمهور الذي يمكن أن نعرف ذوقه من تمهيدي “الحماة”
(معذب النفس)
فيها قصّتا حبّ متداخلتان للشّابّين كليتيفون وكلينيا. يعشق أوّلهما مومسا* والثّاني فتاة يتبيّن أنّها من أصل حرّ كريم، ويساعدهما العبد سيروس ضدّ الصّعاب التي تعوق حبّهما. ويختلفان في طباعهما، الأوّل خرع والثّاني حازم، ويختلف أبواهما خريمس ومينيديموس في علاقة كلّ منهما بابنه، وإن كان موقف الأوّل يتغيّر بين بداية المسرحيّة ونهايتها وبنحو يضحكنا على فلسفته التّربويّة. ولعلّ رسالة مينندر* وتيرنس تتلخّص في مدح الوسطيّة وفق فلسفة أرسطو.
(فُرميون)
لاقت هذه المسرحية نجاحا بسبب ما في بعض مشاهدها من تهريج ولأنّ ترنس اختار فيها شخصيّة الطّفيليّ المحبّبة، كما تشهد عندنا نوادر أشعب، وهي تطغى على بقيّة الشّخصيّات خلافا لمسرحيّاته الأخرى الأكثر توازنا. يذكّر فرميون باغناطون في “الخصيّ” ويشبه إلى حدّ ما شخصيّة الكدّاء في مقامات الهمذانيّ والحريريّ، وهو شخص يعيش على نفقة غيره بأساليب شتّى من تملّق وتحيّل وابتزاز. تحدّثنا عن شيخين أخوين، ديميفون وخريمس سافرا … ثمّ…تحدث مفاجأة سيكتشفها القارئ بنفسه.
(الحماة)
تخبرنا هذه المسرحية أنّ الشّابّ بنفيلوس المتعلّق بالمومس* باخيس يضطرّ تحت ضغط أبيه لاخيس للزّواج بفيلومينة بنت فيدبّوس. لكنّه لا يعاشرها معاشرة الأزواج إلاّ بعد شهرين من الزّفاف لمّا يرى كرم أخلاقها وسوء طباع خليلته. بعد فترة يسافر لتصفية تركة أحد أقاربه وعند عودته يجد أنّ زوجته ذهبت أثناء غيابه إلى بيت أبويها وأبت العودة إلى بيت زوجها بل لم تقبل حتّى زيارة عمّتها سُستراتة. يظنّ الجميع أنّ السّبب خصام نشب بين الحماة والكنّة أو استمرار علاقته بالمومس*. لكن يتّضح أنّ السّبب الحقيقيّ هو…..
(الأخوان)
المسرحيّة السّادسة والأخيرة لترنس. تمّ تمثيلها في 160 ق.م. وهي مقتبسة من ديفيلوس* ومينندر*. فيها أخوان، كتيسيفون وأسخينوس، يعيش أوّلهما مع أبيه الصّارم، ديميا، في الرّيف والثّاني عند عمّه وكفيله المتساهل، ميقيون، في المدينة. يحبّ الأوّل عازفة قيثارة يختطفها لحسابه الثّاني من تاجر جوار، علما بأنّه يحبّ فتاة حرّة فقيرة اغتصبها ووعدها بالزّواج. تقارن المسرحيّة بين نهجين في الحياة: من جهة العمل والواجب والصّرامة مع النّفس والأبناء ومن جهة أخرى المتعيّة والتّساهل وتملّق الآخرين لكسب ودّهم. وتعالج نقائص النّهجين طبقا للنّظريّة الوسطيّة وإن كان نقد نفاق النّفس والتّسيّب أشدّ في النّهاية.ملحوظة: يمكنكم الإطلاع على الملحق لزيادة الفائدة.
ترنس الإفريقي (ترنتيوس أفر)
المصدر تاولت
0 التعليقات:
إرسال تعليق